$User->is_logged_in:  bool(false)
$User->user_info:  NULL
$User->check_post:  object(stdClass)#7059 (18) {
  ["is_valid"]=>
  int(1)
  ["global_remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["number_all_post"]=>
  int(0)
  ["number_post_read"]=>
  int(0)
  ["is_from_gifts_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["all_gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_read_articles"]=>
  int(0)
  ["exceeded_daily_limit"]=>
  int(0)
  ["is_watched_before"]=>
  int(0)
  ["sso_id"]=>
  int(11185)
  ["user_agent"]=>
  string(9) "claudebot"
  ["user_ip"]=>
  string(13) "44.221.43.208"
  ["user_header"]=>
  object(stdClass)#7066 (44) {
    ["SERVER_SOFTWARE"]=>
    string(22) "Apache/2.4.57 (Debian)"
    ["REQUEST_URI"]=>
    string(137) "/%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A6-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9/"
    ["REDIRECT_HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["REDIRECT_STATUS"]=>
    string(3) "200"
    ["HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["HTTP_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_ACCEPT_ENCODING"]=>
    string(8) "gzip, br"
    ["HTTP_X_FORWARDED_FOR"]=>
    string(13) "44.221.43.208"
    ["HTTP_CF_RAY"]=>
    string(20) "866b1a793af0878e-FRA"
    ["HTTP_X_FORWARDED_PROTO"]=>
    string(5) "https"
    ["HTTP_CF_VISITOR"]=>
    string(22) "{\"scheme\":\"https\"}"
    ["HTTP_ACCEPT"]=>
    string(3) "*/*"
    ["HTTP_USER_AGENT"]=>
    string(9) "claudebot"
    ["HTTP_CF_CONNECTING_IP"]=>
    string(13) "44.221.43.208"
    ["HTTP_CDN_LOOP"]=>
    string(10) "cloudflare"
    ["HTTP_CF_IPCOUNTRY"]=>
    string(2) "US"
    ["HTTP_X_FORWARDED_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_X_FORWARDED_SERVER"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_CONNECTION"]=>
    string(10) "Keep-Alive"
    ["PATH"]=>
    string(60) "/usr/local/sbin:/usr/local/bin:/usr/sbin:/usr/bin:/sbin:/bin"
    ["SERVER_SIGNATURE"]=>
    string(73) "
Apache/2.4.57 (Debian) Server at hbrarabic.com Port 80
" ["SERVER_NAME"]=> string(13) "hbrarabic.com" ["SERVER_ADDR"]=> string(10) "172.21.0.5" ["SERVER_PORT"]=> string(2) "80" ["REMOTE_ADDR"]=> string(14) "172.71.250.161" ["DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["REQUEST_SCHEME"]=> string(4) "http" ["CONTEXT_PREFIX"]=> NULL ["CONTEXT_DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["SERVER_ADMIN"]=> string(19) "webmaster@localhost" ["SCRIPT_FILENAME"]=> string(23) "/var/www/html/index.php" ["REMOTE_PORT"]=> string(5) "36556" ["REDIRECT_URL"]=> string(49) "/مبادئ-في-الإدارة-والريادة/" ["GATEWAY_INTERFACE"]=> string(7) "CGI/1.1" ["SERVER_PROTOCOL"]=> string(8) "HTTP/1.1" ["REQUEST_METHOD"]=> string(3) "GET" ["QUERY_STRING"]=> NULL ["SCRIPT_NAME"]=> string(10) "/index.php" ["PHP_SELF"]=> string(10) "/index.php" ["REQUEST_TIME_FLOAT"]=> float(1710826571.785327) ["REQUEST_TIME"]=> int(1710826571) ["argv"]=> array(0) { } ["argc"]=> int(0) ["HTTPS"]=> string(2) "on" } ["content_user_category"]=> string(4) "paid" ["content_cookies"]=> object(stdClass)#7067 (3) { ["status"]=> int(0) ["sso"]=> object(stdClass)#7068 (2) { ["content_id"]=> int(11185) ["client_id"]=> string(36) "e2b36148-fa88-11eb-8499-0242ac120007" } ["count_read"]=> NULL } ["is_agent_bot"]=> int(1) }
$User->gift_id:  NULL

10 مبادئ في الإدارة والريادة مستخلصة من سيرة جيف بيزوس مؤسس “أمازون”

10 دقائق
مبادئ في الإدارة والريادة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

بعد ثلاثين عاماً في قيادة شركة “أمازون” وتحويلها إلى عملاق عالمي، وثاني شركة أميركية بعد “آبل” تبلغ قيمتها تريليون دولار، قرر جيف بيزوس مؤسس “أمازون” الاستقالة من عمله كرئيس تنفيذي والاكتفاء بدوره كرئيس لمجلس الإدارة، والهدف كما أعلن هو التفرغ لإدارة شغفه في مشروع كان يسير به جنباً إلى جنب وبصمت مع أمازون، إنه مشروع وحلم الفضاء. في هذه الفترة فقط بدأ هذا الرجل الانطوائي يخرج عن صمته، وبتنا نعرف اليوم أكثر من أي وقت مضى سيرة حياته ونموذجه الفريد في القيادة. فقبل أشهر، وفي أواخر العام 2020، ظهر كتاب يحكي لأول مرة قصة جيف بيزوس. في هذا الكتاب الذي يحمل عنوان “ابتكر وانطلق” (Invent & Wonder)، الذي جمعه مؤلف سير المشاهير والتر إيزاكسون، وهو الكاتب والباحث الذي كتب السير الذاتية لهنري كيسنجر، وبنجامين فرانكلين، وألبرت أينشتاين، وستيف جوبز. يروي آيزاكسن قصة جيف بيزوس وسيرته، بدءاً من طفولته التي أثرت في منهجه في التفكير والشغف الذي أثر في حياته حتى اليوم، مروراً بطريقته بالتوظيف واتخاذ القرارات وإدارة الاجتماعات وتنفيذ المهمات، حيث نجد لأول مرة تفسيراً لسر بناء “أمازون” عبر مبدأ مركزية الزبون، وصولاً إلى تفسير سبب قرار بيزوس الاستقالة والتحول للتركيز على مشروعه الفضائي بداية العام 2021،  وهو القرار الذي سيبدأ تطبيقه في الربع الأخير من العام الحالي.

فكيف نشأ هذا الفتى الانطوائي صاحب الضحكة المدوية، وما هي مبادئه التي أوصلته إلى عرش أغنى أغنياء العالم؟

مبادئ في الإدارة والريادة

أستخلص اليوم 10 دروس من سيرته، اعتماداً على ما ورد في هذا الكتاب، إضافة إلى مراجعة لأغلب رسائل جيف بيزوس للمساهمين وخاصة أول رسالة أرسلها في عام 1997، وآخر رسالة نُشرت في شهر أبريل/نيسان من العام الحالي 2021. ومنها أحاول الغوص في عقل جيف بيزوس وسيرته للخروج بأبرز ملامح طريقته ومنهجه في الإدارة والريادة، وأضعها في سياق الأبحاث التي توصل إليها الباحثون عبر مقالات “هارفارد بزنس ريفيو” والكتب المتخصصة في الابتكار والريادة والقيادة لنصل إلى دروس مستخلصة.

ومن أهم مبادئ الإدارة والريادة:

1. مبدأ الانطلاق بلا هوادة عند بيزوس

ولد جيف بيزوس في عام 1964، أي أنه ولد في العقد الذي ولد فيه كل من بيل غيتس، مؤسس “مايكروسوفت”، وستيف جوبز، مؤسس “آبل”، وريد هايستيغز، مؤسس “نتفليكس”، وإريك شميت، الرئيس الأشهر لشركة “جوجل” وغيرهم، ممن يعتبر الباحث والكاتب الشهير مالكولم غلادويل في كتابه “المتميزون” (Outliers) أنهم ولدوا في عصر تحول كبير واستغلوا الفرصة، فقد ولد هؤلاء في منتصف الخمسينيات وبداية الستينيات، ومعنى ذلك أنهم أصبحوا شباباً عندما حدث عصر التحول إلى الكمبيوتر عام 1975، فقد نشأ هؤلاء في بيئة متحمسة للابتكار والصعود بلا هوادة إذ تزامنت فترة شبابهم ويفاعتهم بأول غزو للفضاء يقوم به الإنسان، ولا عجب أن الابتكار والانطلاق بلا حدود كان ولا يزال حالة تأسر خيال جيف بيزوس، فهو يتذكر الآن، بحسب الكتاب، أنه قال لزملائه في المدرسة الثانوية أن حدوده الفضاء، ثم لاحقه هوس “اللاحدود” لدرجة أنه أطلق بداية اسم “Relentless” وتعني “بلا هوادة وبلا حدود” كاسم لشركته بدلاً من “أمازون”.

لقد كانت تلك الظروف الذي عاصر فيها بيروس ظهور الكمبيوتر وغزو الفضاء هي التحول الكبير الذي عاشه بيزوس، ويعتبر غلادويل أن فترات التحول الكبرى كانت عبر التاريخ الحديث فرصة لظهور أغنى أغنياء العالم ممن يستغلون الفرصة، ويضرب على ذلك مثلاً آخر يكشف فيه أن أغنى 75 شخصاً على مر التاريخ، كان بينهم 20 أميركياً ولدوا في فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن التاسع عشر، لماذا؟ لأن هؤلاء كانوا شباباً عندما ظهر أكبر تحول على مر قرون من تطور البشرية، وهو ظهور السكك الحديدية وظهور سوق “وول ستريت” لبدء تداول الأسهم على الشركات، فقد كان هؤلاء محظوظين في التوقيت لكنهم استغلوا الفرصة.

واليوم نرى بأعيننا من استغل فرصة التحول الكبير بظهور عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ثم سيظهر من سيستغل فترات التحول الأخرى كالتي نشهدها في التحول الرقمي الكبير الذي يعيشه العالم الآن.

2. مبدأ الفضول عند بيزوس

عُرف بيزوس في طفولته بالفضول الشديد وإطلاق الضحكة العالية ذات الصدى تعبيراً عن دهشته لكل جديد، وكان فضوله يدفعه للبحث عن طرق مبتكرة للمساعدة في إصلاح الآلات، ومنها البلدوزر الذي تعطل في مزرعة جده. ويصف نفسه في آخر رسالة للمساهمين، بأنه “مخترع” وشرح ذلك، بأنه يعمل دوماً على اختراع “القيمة” وخلق أفضل بيئة عمل لأصحاب المهارات. ويعتبر في هذه الرسالة أن الإنسان إذا توقف عن الحركة والابتكار فسوف يموت.

وقد عزز بيزوس مهارة الفضول وحب الابتكار بالقراءة وخاصة للكتب العلمية التي تكشف عن مغامرات وخروج عن المألوف. وكان جده يأخذه إلى المكتبة في الصيف ليقرأ المئات من الكتب العلمية، وقد كان شغوفاً بكتب إسحق عظيموف، الكاتب الأميركي ذو الأصل الروسي، الذي كتب نحو 500 كتاب من كتب الخيال العلمي. وكان كذلك مولعاً بكتب روبرت أنسون هيينلين، وهو كاتب أميركي متخصص في الخيال العلمي، كان يطلق عليه لقب “عميد كتاب الخيال العلمي”، وقد ركز في كتاباته على قوة الفرد والاعتماد على النفس، وربما أسهم ذلك في تعزيز هذا المبدأ لدى بيزوس. فقد نشأ في ظروف عززت ثقته بالنفس وحبه للمغامرة، ويعزو بيزوس الفضل إلى والدته جاكي في تطوير ثقته بنفسه. ثم تعزز ذلك عبر تربيته على يد زوج أمه مايك، الذي جاء إلى أميركا مغامراً هارباً من حكم فيديل كاسترو في كوبا بعمر 16 عاماً، ولم يكن يرتدي يومها سوى قطع من ثياب مرقعة. وهكذا تعلم هذا الطفل أن طلاق والدته، ثم زواجها من مهاجر لديه تاريخ من المعاناة، كان يمكن أن يكون مناخاً كئيباً ومحبطاً، لكنه وبفضل والدته وزوج والدته، تعلم من هذه التجربة الصلابة.

3. توسيع الأفق والمدارك عند بيزوس

في عام 1969 انطلقت رحلة “أبولو 11” إلى القمر، وشاهد الطفل رائد الفضاء نيل أرمسترونغ يخطو على سطح القمر، فأسر ذلك قلبه واهتمامه وزاد ولعه بالعلوم والخيال العلمي، وتابع حلقات المسلسل العلمي الذي يتحدث عن الكائنات الفضائية “ستار تريك” بشغف كبير مع عائلته، ما زاد اهتمامه بالفضاء والخيال العلمي، وهو ما أسهم في تكوينه كشخص متعدد الاهتمامات وذي رؤية شاملة. وهو أمر أثبتته الأبحاث لاحقاً، ففي كتاب صدر في عام 2019، كتاب سرعان ما صار الأكثر مبيعاً، للباحث ديفيد أبستاين بعنوان “المدى” (Range)، أثبت الكاتب عبر بحث في سير العظماء أن معظم العباقرة الذين حصلوا على جوائز “نوبل” كانوا من ذوي المعرفة الواسعة، ولم يقتصر اهتمامهم على تخصصاتهم الدقيقة. وهذا ما ناقشه بحث آخر نُشر في “هارفارد بزنس ريفيو” بعنوان “عندما يكون ذوو الخبرة العامة أفضل من المتخصصين والعكس صحيح“. ولو رجعنا لخيرة العلماء العرب عبر ما يطلق عليه “العصر الذهبي” مثل ابن حيان، والخوارزمي، والزهراوي، والرازي وغيرهم، فجميعهم كانوا علماء متعددي التخصصات، فقد كانوا في الوقت نفسه علماء في الفلسفة والطب والفلك والرياضيات إضافة إلى تخصصاتهم الأصلية.

4. مبدأ التركيز والتدفق عند بيزوس

تعلم بيزوس التركيز على المهمات لدرجة أن مدرسيه في المدرسة الابتدائية كانوا يشتكون بأنه إذا ركز في مهمة أو عمل يصعب تحويله عنها، وقد اشتكى المدرسون إلى والدته من هذه الظاهرة، وأخبروها بأنهم كانوا يضطرون لهز كرسيه وتحريكه لجعله يتوقف عن العمل. ويعلق بيزوس على هذه الظاهرة، بأنها مستمرة معه حتى اليوم، ويقول في الكتاب: “من يعمل معي إلى اليوم، يعرف بأن هذه العادة تلازمني حتى الآن”.

ماذا تعني هذه العادة؟ إنها عادة العمل العميق التي تتحقق عندما يصل الإنسان إلى حالة من التركيز المطلق لدرجة ينسى معها ما هو عليه ويركز فقط على إنجاز مهمته ناسياً الزمان والمكان من حوله، وهو مفهوم علمي أطلق عليه عالم النفس الشهير ميهاي تشيكسنتميهاي اسم “التدفق“، وظهر منذ عام 1975، في مختلف الدراسات والكتب التي تتحدث عن التركيز المطلق الذي يمتاز به الناجحون.

5. مبدأ مقياس الندم عند بيزوس

بعد فراغه من دراسة الهندسة الإلكترونية وعلوم الكمبيوتر، عمل في شركة كبرى تدير صندوقاً للتحوط، وكانت مهنة مرموقة وذات أجر جيد بالنسبة له. وفي منتصف التسعينيات وكان عمره 30 عاماً آنذاك، راودته فكرة عمل مشروعه الخاص للاستفادة من التحول الذي بدأ مع ظهور الإنترنت، وقرر بعد دراسة لمتطلبات السوق البدء في تجارة الكتب عبر الإنترنت، فطرح الفكرة للمشاورة مع مديره في صندوق التحوط. لكن مديره حاول إقناعه بأنها فكرة جيدة، إلا أنها ليست لشخص مثله لديه عمل مستقر وناجح. ثم تشاور بيزوس مع زوجته ماكينزي -والتي كانت تعمل معه في صندوق التحوط- فأكدت له أنها ستؤيد قراره واختياره مهما كان.

وهنا اتبع بيزوس نموذجاً لا يزال يعتمده حتى الآن لمقياس المخاطر يسميه “إطار تحديد أدنى مستويات الندم” (Regret Minimizing Framework)، وتساءل بناء عليه؛ ما الندم الذي سأشعر به حول هذا القرار إذا بلغت الثمانين؟ ثم بدأ يحسب الافتراضات؛ لن أندم على المحاولة بالتأكيد، ولن أندم على محاولة الاستثمار في عالم الإنترنت الذي أرى أنه سيكون له شأن كبير في المستقبل، وأنا أعلم أنني لن أندم إذا فشلت، والندم الوحيد الذي سأعيشه هو إن لم أحاول وسيرافقني هذا الندم طوال حياتي.

قرر بيزوس الانتقال لفكرته وأقنع والدته وزوج والدته بالاستثمار معه، فجمعا كل مدخرات حياتهما التي بلغت 100 ألف دولار ومنحاها للاستثمار في مشروع “أمازون”، على الرغم من أنهما لم يفهما تماماً الفكرة ونموذج العمل كما يقول، فكان رهانهما عليه وليس على الفكرة. وقد أخبر والديه صراحة أن يضعا في اعتبارهما احتمال 70% أن يفشل المشروع ويخسرا أموالهما، ووضع لنفسه التحدي بأن يعمل على إنجاح المشروع الذي يرى فرصة نجاحه لا تتجاوز 30%. لقد كانت الفرصة واضحة لبيزوس، لأن عصر الإنترنت بدأ يفرض نفسه، لكن النسبة المتدنية لاحتمال النجاح كانت بسبب الولادة المبكرة للمولود “أمازون”، ففي ريادة الأعمال يمكن أن تتعرض الفكرة التي تولد قبل أوانها أو بعد أوانها للموت، ما لم تتم رعاياتها كالطفل الذي يولد قبل أوانه ويحتاج إلى الحاضنة. ويسمي المفكر الإداري الكبير الراحل كلايتون كريستنسن هذا النوع من التحدي “ابتكار خلق القيمة في الأسواق”، وهو التحدي الذي يبرع فيه جيف بيزوس عبر ميزته التي وصف نفسه بها وهي “مخترع القيمة”، وسياسة النفس الطويل المعروفة عنه في الاستثمار.

6. مبدأ التوظيف واستبعاد المرتزقة عند بيزوس

ومما يرويه آيزاكسن في كتاب “ابتكر وانطلق” أن بيزوس كان في البداية يعمل على ربط الكتب وتغليفها على الأرض مع موظف آخر يساعده، لدرجة أن ركبتيه وظهره بدأتا تعانيان من الألم، ولذا فقد طرح بيزوس على العامل فكرة إحضار بساط على الأرض لمنع الألم في الركبة، فنظر إليه العامل مستغرباً من غباء الفكرة، وقال لبيزوس: “بل علينا جلب طاولة بدلاً من البقاء على الأرض”، فضحك بيزوس ضحكته المدوية. وهو يتذكر تلك القصة حتى اليوم، ويعتبرها أذكى فكرة ابتكارية جاءت من موظف يعمل معه في تلك الفترة. ومنذ أول رسالة للمساهمين عام 1997، وحتى آخر رسالة يتحدث بيزوس عن البحث عن أصحاب الابتكارات والمهارات من الموظفين. وقد ذكر في رسالته الأولى أنه عندما يجري مقابلات التوظيف مع المرشحين للعمل، فهو يخبرهم دوماً بأنه قد يكون لديهم فكرة عن العمل الناجح بأنه “عمل طويل أو عمل شاق أو عمل ذكي”، ثم يؤكد لهم أن “أمازون” لا تقبل إلا بواحدة من هذه الصفات ويقصد “العمل الذكي”.

ولدى بيزوس قاعدة يكررها على المدراء، وهي “وظفوا الأشخاص المناسبين”، ولديه عادة ثلاثة شروط يطلب تطبيقها لإيجاد الشخص المناسب، فهو يقول للمدراء، بأن عليهم الإجابة عن هذه الأسئلة الثلاث بخصوص كل مرشح للوظيفة؛ “هل أنت معجب بهذا الشخص؟ هل تجد أنه سيرفع مستوى من سيعمل معه؟ هل لدى هذا الشخص احتمالية بأن يتحول إلى نجم؟”.

ويركز بيزوس دوماً في البحث عن أصحاب المهارات المؤمنين بمهمة عملهم، ولا يحبذ التعامل مع من يسميهم “المرتزقة” الذين يبحثون عن الوظيفة والراتب فقط.

ولدى بيزوس بهذا الخصوص قاعدة يطبقها على كل من يتعامل أو يعمل معه، فهو دوماً يتساءل عن الشخص؛ هل هو “Missionary” صاحب رؤية وشغف في عمله أم هو “Mercenary” أي مرتزق أو باحث عن المال، فهو يطبقه في التوظيف، كما يطبقها في عقد الصفقات، وقد طبقها كما يقول عندما اشترى شركة “هول فودز” عام 2017، فهو يعتبر أنه اشتراها لأن مؤسسها جون ماكي كان صاحب رؤية. وطبق الأمر نفسه عندما اشترى صحيفة “واشنطن بوست”، فقد قرر شراءها في وقت بدأت فيه الصحف بالانحدار لكنه كان مؤمناً برؤية صاحب الصحيفة دونالد غراهام، لدرجة أن بيزوس يذكر أنه لم يقم حتى بعمليات التدقيق والتحقق اللازمة التي تسمى “Due Diligence”.

7. مبدأ التركيز على الزبائن عند بيزوس

كان مبدأ بيزوس في قيادة “أمازون” هو التركيز على الزبائن وليس المنافسين، ومنذ أن ذكر ذلك في رسالته للعاملين والمساهمين في عام 1997، فإنه استمر بتكرار الفكرة كل عام، وكان يطلب من موظفيه أن يستفيقوا من نومهم كل يوم ولديهم الخوف من الزبائن وليس من المنافسين. وكان يردد أن اعتماد الزبائن كمرتكز للمنافسة هو المنهج الصحيح، لأن الزبائن يكونون على الدوام غير راضين، ولذا فأنت بحاجة إلى تحسين عملك ومنتجاته لإرضائهم، بينما إن كان تركيزك على المنافسين، فستجد أنك تسبقهم وهم وراءك وهذا ربما يؤدي إلى تباطؤ حركتك.

وقد بدأ عام 2004، تطبيق سياسة أطلق عليها؛ “العمل بالعكس” (Working Backward)، وتعني البدء بمتطلبات الزبائن للبحث عن الإجراءات والمهارات التي تناسبها وتلبيتها وليس العكس.

ولديه مبدأ هو عام مفاده “ما هو جيد للزبائن فهو جيد للمساهمين”، ولذا فهو دائم التغيير في المخزون والموقع الإلكتروني لما يناسب الزبائن ويحقق أفضل تجربة لهم، ولذلك، فإن “أمازون” تحدّث شيفراتها وخوارزمياتها كل ثانية لتحقق أفضل تجربة للزبائن.

8. مبدأ بيزوس في اتخاذ القرارات

يمنع بيزوس عرض شرائح الباوربوينت الطويلة في اجتماعات الشركات، ويطلب بدلاً من ذلك من مدراء الشركة والموظفين استخدام نموذج سرد القصص الواضح المبسط لإيصال أفكارهم. ويدعو إلى الاكتفاء بمذكرات لا تزيد على 6 صفحات بحيث تكون واضحة ومباشرة، وهو ما يساعد على وضوح الرؤية في الاجتماعات ويساعد على اتخاذ قرارات أفضل.

وكان يؤكد للمدراء بأن عليهم القيام بعدد قليل من القرارات الكبيرة ذات البعد الاستراتيجي، وليس التركيز على آلاف القرارات الصغيرة التفصيلية كل يوم، لأن عملهم هو تحسين العمليات والإجراءات عموماً وليس الغرق في التفاصيل.

ويعتمد بيزوس مع فريقه نوعين من القرارات، الأول يسميه “القرارات ذات البابين” (Two Doors Decisions)، أي أنها قرارات يمكن التراجع عنها بعد تجربتها وثبوت خطئها، وهي قرارات يجب على المدراء الاعتياد على اتخاذها بسرعة وسهولة، ويتقبلو فشلها وتتجاوزه. أما النوع الثاني، فهو “قرارات الباب الواحد” (One Way Doors Decisions)، وهي القرارات الكبيرة التي لا يمكن الرجوع عنها، ويقصد بها القرارات ذات النتائج المؤثرة والكبيرة، وهي تحتاج التأني ومناقشة كافة جوانبها كما يقول. ويعتبر نفسه “الرئيس المسؤول عن التمهل” (Chief Slow Down Officer)، ليضمن التهمل في اتخاذ هذا النوع من القرارات.

ويرى بيزوس أن معظم القرارات التي يحتاج المدراء لاتخاذها يومياً هي من النوع الأول الذي يتطلب السرعة والاستعداد للتجربة، ويعتبر أن الخطأ الجوهري الذي يرتكبه المدراء في كثير من الشركات الصغيرة والناشئة والكبيرة على السواء، هو أنهم يتعاملون مع القرارت على أنها دوماً من النوع الثاني الذي لا يمكن التراجع عنه أي قرارات الباب الواحد، وهذه العقلية هي “كارثة” في العمل بحسب تعبيره.

9. مبدأ انسجام العمل والحياة

يفضل بيزوس تطبيق مبدأ “انسجام العمل والحياة” (Work Life Harmony)، بدلاً من العبارة الشهيرة التي يسأله عنها الكثيرون وهي كيف تحقق “التوازن بين العمل والحياة الشخصية” (Work Life Balance)، فهو يعتبر أن السعادة في العمل والحماسة فيه، ستجعل الشخص أباً أفضل وزوجاً أفضل ومديراً أفضل والعكس صحيح، ويضرب مثلاً بأن بعض الموظفين أو المدراء يدخلون إلى الاجتماع فيملؤونه طاقة وحيوية وبعضهم يتسبب في جموده وانكماشه. وهي فكرة مهمة للسعادة يتحدث عنها الباحث شون آكور في كتابه “قبل السعادة” (Before Happiness)، حيث يرى أن سعادة الإنسان وطاقته المتحمسة عندما تكتسب من العمل أو الحياة الشخصية، فإنها تحقق عدوى السعادة للجانب الآخر من حياة الإنسان، والعكس صحيح، فعندما يكون مناخ العمل أو المنزل كئيباً فهو ينقل الكآبة للطرف الآخر من جوانب الحياة.

10. الشغف الخفي عند بيزوس

بعد 5 سنوات من تأسيس “أمازون”، ظل حلم الفضاء وشغفه يلاحق بيزوس، ولذا فقد أسس في عام 2000 شركة “بلو أوريجين” أي الأصل الأزرق ويقصد بذلك الأرض. وهي شركة متخصصة صناعة مركبات وصواريخ للوصول إلى الفضاء. وبعد أن ظلت تعمل بصمت طيلة عشرين عاماً، أعلن بيزوس في عام 2019 أن شركته تعمل على تصنيع مركبة باسم “بلو مون” وهدفها النزول على سطح القمر في عالم 2024. ويرى بيزوس أن هدفه من الفضاء ليس تقليدياً كما يكرر الآخرون، فهو ليس البحث عن بديل للأرض في حال دمرت، بل هو ما كتبه في المدرسة الثانوية كما يقول، وهو؛ عندما يزداد عدد سكان الأرض ويتوسع الاقتصاد، فإن هدفنا سيصبح الفضاء. ويذكر أنه كتب في أحد واجباته المدرسية الإنشائية وألقاها أمام زملائه في المدرسة قائلاً: “ألقاكم في الفضاء”.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

Content is protected !!