أشكال الدعم النفسي للموظفين العاملين عن بُعد في ظل أزمة كورونا؟

4 دقائق
العمل عن بعد وأزمة كورونا
shutterstock.com/ToKa74

مع انتشار جائحة كورونا على مستوى العالم، فرضت الكثير من الدول والمؤسسات تدابير وقائية أهمها إلزام الموظفين بالعمل من المنزل. وفي ظل خوض عدد كبير من الموظفين تجربة العمل عن بُعد لأول مرة وما يصاحب ذلك من عزلة اجتماعية، وفي ظل هذه الكارثة الوبائية المخيفة وتسبب فيروس كورونا في زيادة الخوف والتوتر والقلق على حياتهم وعلى أسرهم وأحبائهم، ومع بدء دخول العالم في مرحلة ركود اقتصادي، أصبح الموظفون يتلهفون للحصول على دعم نفسي من قادة مؤسساتهم. فماذا عن العمل عن بعد وأزمة كورونا الحالية؟

العمل عن بعد وأزمة كورونا

والموظفون، لا سيما أولئك الذين لم يعتادوا العمل عن بعد خارج مقرات العمل، بحاجة ماسة إلى من يهدئ من روعهم ويبث الأمل في نفوسهم ويخفف من وقع الصدمة عليهم، وبخاصة في ظل هذه الظروف. وتؤدي القيادات دوراً مهماً في التواصل المستمر مع موظفيهم العاملين عن بعد لإظهار التعاطف معهم وتحفيزهم وبث الطمأنينة والأمل في نفوسهم وإشعارهم بعدم التخلي عنهم وترسيخ إحساس الأمان لديهم، وهو ما ينعكس بالإيجاب على حالتهم النفسية والمعنوية وأيضاً المحافظة على أدائهم المهني المرتفع.

أما العمل عن بعد، فهو لا يعني بذل مجهود أقل من العمل التقليدي كما يتصور البعض، بل إنه يتطلب بذل جهد مضاعف. وهو ليس بالأمر الهين، فالموظف في حاجة إلى التركيز في أداء مهام عمله وهو في المنزل مع أسرته، وعليه أن يقدم الدعم اللازم لأسرته في الوقت نفسه دون الإخلال بمسؤوليات وظيفته. وحتى ينجح الموظف الذي يعمل عن بعد في ذلك، يجب عليه اكتساب مهارة الفصل بين مهامه الوظيفية ومسؤولياته الأسرية، وهو ما أكد عليه المقال المنشور في "هارفارد بزنس ريفيو" بعنوان "هل أنت جاهز للانتقال إلى العمل الحر؟".

سأحاول تقديم جانب من تجربتي الشخصية في العمل عن بعد لمدة 3 سنوات في "هارفارد بزنس ريفيو"، وعرض مجموعة من النصائح التي استخلصتها من مقالات "هارفارد بزنس ريفيو" حول أشكال الدعم النفسي التي يمكن لقادة المؤسسات تقديمها لموظفيهم العاملين عن بعد في مثل هذه الظروف الصعبة.

أشكال الدعم النفسي التي يمكن لقادة المؤسسات تقديمها لموظفيهم العاملين عن بعد

- يتعين على قادة المؤسسات مشاركة تجاربهم الشخصية في العمل عن بعد مع موظفيهم، من خلال إرسال فيديوهات قصيرة كمثال يظهر فيها قادة المؤسسات أو الرؤساء التنفيذيون أثناء عملهم من المنزل لإظهار التكاتف والمؤازرة مع الموظفين.

- من الأهمية بمكان تقديم قائد المؤسسة الشكر والامتنان للموظفين على مجهوداتهم المبذولة في العمل في ظل أزمة كورونا.

- من الضروري أن يبعث قائد المؤسسة برسالة طمأنة إلى موظفيه تفيد أن هذا الوضع المأزوم لن يستمر طويلاً، وأن المؤسسة قوية وقادرة على تجاوز هذه المحنة، كما ورد في المقال المنشور في "هارفارد بزنس ريفيو" بعنوان "ماذا تفعل لكي لا تضيع عاماً من عمرك بينما تنتظر انفراج أزمة كورونا؟".

- يلزم على القائد التأكيد على أن زبائن الشركة يدينون بالولاء لها وهم عازمون على مواصلة طلب منتجاتها أو خدماتها، وهو ما يتطلب من الموظفين بذل الجهود اللازمة حتى يشعر الزبائن بالرضا عن أداء المؤسسة في ظل هذه الأزمة.

- ينبغي على قادة المؤسسات إبراز أهمية تماسك الموظفين وثباتهم في ظل الأزمة، كما جاء في المقال المنشور في "هارفارد بزنس ريفيو" بعنوان "كيف لرائد الأعمال أن يقود ويدبر أعماله في زمن أزمة كورونا؟".

- من الضروري أن يتمتع قادة المؤسسات بالشفافية مع موظفيهم بشأن خطط استبقاء الموظفين والحفاظ عليهم، وأي خطط تتعلق بخفض الإنتاج أو تقليل التعويضات التي يحصل عليها الموظفون أثناء الأزمة.

- يجب على قادة المؤسسات التأكيد على تواصل المدراء والتنفيذيين مع الموظفين للوقوف باستمرار على أحوالهم ومستجدات الأوضاع في الأماكن التي يقيمون فيها، وفق ما جاء في مقال "كيف تدير أعمالك أثناء أزمة انتشار فيروس كورونا؟" المنشور في "هارفارد بزنس ريفيو"، مع التأكيد على ضرورة تواصل الموظفين أنفسهم مع مدرائهم عند الحاجة، لا سيما في حالة المرور بظروف صحية أو أي طوارئ أخرى.

- من الضروري أن يؤكد قادة المؤسسات للموظفين على صدق وقوفهم بجانبهم وتضامنهم معهم في هذه الأزمة، خاصة من يتعرضون منهم لمشكلات صحية، مع التأكيد على ضرورة التزام الموظفين بما تفرضه السلطات المحلية من قواعد تنظيمية هدفها الحفاظ على صحتهم وصحة ذويهم.

- ضرورة تأكيد القائد على التزام المؤسسة بإصدار النشرات الصحية لتوعية الموظفين حول كيفية تجنب انتقال العدوى، كما جاء في مقال "أفضل الممارسات لإدارة فيروس كورونا والحفاظ على استمرارية التعليم والعمل والحياة" المنشور في "هارفارد بزنس ريفيو"، والتأكيد على تقديم موظفي شؤون العاملين بالمؤسسة الدعم اللازم للموظفين وتوفرهم للرد على أسئلتهم والاستجابة لشواغلهم.

- أما بالنسبة إلى الموظفين الذين لا يستطيعون أداء أعمالهم عن بعد لأسباب خارجة عن إرادتهم، فيجب على قادة المؤسسات التأكيد على ضرورة بقائهم في منازلهم، مع استمرار المؤسسات في دفع تعويضاتهم المالية لحين تحسن الأوضاع وعودتهم إلى مزاولة وظائفهم بصورة طبيعية.

- يتعين على قادة المؤسسات تأكيد إمكانية ذهاب الموظفين إلى مقرات العمل عند الضرورة القصوى فقط، مع التأكيد على اتخاذ المؤسسات كافة التدابير الوقائية المتعلقة بالتطهير والتعقيم، مع ضرورة أخذ الموظفين لكافة التدابير الوقائية في أثناء حضورهم، وفقاً لما ورد في مقال "ما هي خطة شركتك للعمل عن بعد في حالات الطوارئ؟" المنشور في "هارفارد بزنس ريفيو"، مثل الحفاظ على عدم ملامسة الآخرين وضرورة الابتعاد عنهم بمسافة كافية، مع أهمية تجنب إقامة الاجتماعات المكتظة بالموظفين، والاستغناء عن ذلك بعقد اجتماعات افتراضية عبر شبكة الإنترنت، مع ضرورة غسل الأيدي مراراً بالشكل الصحيح، وعدم ترك متعلقات أو أجهزة شخصية مثل الكمبيوتر المحمول في مقرات العمل.

- ضرورة تأكيد قادة المؤسسات على تعليق السفر والانتقالات والفعاليات الخارجية، مع حتمية طلب موافقة القيادات العليا إذا اقتضى الأمر ذلك. ويجب في هذه الحالة أن يراجع الموظف أحدث التعليمات الصادرة من المؤسسة بخصوص التدابير الاحترازية لتجنب خطر الإصابة.

- وأخيراً، يجب على قادة المؤسسات التأكيد على أهمية العنصر البشري خلال العمل عن بعد وأزمة كورونا تحديداً، وإظهار القيمة المعنوية للموظفين كأغلى ما تملكه المؤسسات، وأنها ستبذل قصارى جهدها للحفاظ على سلامتهم.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي