الاستراتيجية Strategy

2 دقائق

ما أصل مصطلح الاستراتيجية؟

الاستراتيجية (Strategy): تعود جذور مصطلح الاستراتيجية إلى الكلمة اليونانية "ستراتوس" (Stratos) التي معناها جيش، و"آجين" (Agein) التي معناها قيادة، أي أنّ معنى الاستراتيجية هو قيادة الجيش، غير أنّه على عكس التكتيك الذي يكون محلي ومحدود من ناحية الوقت والمكان (كسب معركة)، فإنّ الاستراتيجية لديها هدف أوسع وطويل الأجل (كسب الحرب).

"صن تزو" والاستراتيجية العسكرية

يعتبر "فن الحرب" للجنرال الصيني "صن تزو" (Sun Tzu) الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، أقدم كتاب (مخطوط) معروف في الاستراتيجية، وتمحورت فكرته الأساسية حول إجبار العدو على التخلي عن المقاومة والاستسلام دون قتال بفضل استعمال الاستراتيجية القائمة على التمويه، والتجسس على العدو، والحرب المعنوية، والحركية الكبيرة للجيش، واستهداف تموين العدو ومركز اتصالاته، ثم تجنب الاشتباك في معارك حاسمة قدر الإمكان. يعبر "صن تزو" عن هذه الأفكار بقوله: "خوض 100 معركة والانتصار فيها جميعاً ليس هو قمة المهارة، وإنما يكمن التفوق الأعظم في إخضاع العدو دون قتال".

تشابه المجال العسكري بمجال الأعمال

انتقل مصطلح الاستراتيجية من الميدان العسكري إلى ميدان الاقتصاد والأعمال، واستُخدم على نطاق واسع بسبب التشابه الموجود بين من منطقيْ الحرب والأعمال التجارية، فكلاهما قائم على منطق المنافسة، وهو ما يبرر انتشار مصطلحات مثل الحرب الاقتصادية، وجوانب القوة، وجوانب الضعف، إلاّ أنّ التشابه ينحصر هنا لوجود اختلاف جوهري بين منطقيْ الحرب والأعمال، فالاستراتيجية في مجال الأعمال تقوم على منطق المنافسة المقننة، بينما تقوم الاستراتيجية العسكرية على منطق الصراع والقضاء على الآخر. 

مفهوم الاستراتيجية في مجال الأعمال

ظهرت أولى الأعمال الخاصة باستراتيجية الشركة في نهاية الخمسينيات وبداية ستينيات القرن العشرين، ومن أهم الأعمال التي ميّزت تلك الفترة نجد أعمال شاندلر وكتابه "الاستراتيجية والهيكل (التنظيمي)" عام 1962، والذي عرّف فيه الاستراتيجية على أنها: "تحديد الغايات والأهداف الأساسية بعيدة المدى، ثم اختيار خطط العمل وتخصيص الموارد الضرورية لتحقيق هذه الغايات". بعدها أسهمت أعمال مايكل بورتر خلال الثمانينيات في بروز الإدارة الاستراتيجية وتطورها، وهي الإدارة التي تنشأ من تفاعل أربعة عناصر مع بعضها البعض هي: الهيكل التنظيمي، وعملية اتخاذ القرار، وهُوية الشركة، والاستراتيجية المتبعة.

اقرأ أيضاً مقال: لماذا من الصعب الإجابة عن سؤال "ما استراتيجية شركتكم؟".

مستويات استراتيجية الشركة

توجد العديد من التقسيمات لمستويات الاستراتيجية، لكن أشهرها مكوّن من ثلاثة مستويات هي:

أهمية الاستراتيجية والهدف منها

بصفة عامة، يتمثل الهدف الأساسي للاستراتيجية في تمييز الشركة عن باقي المنافسين الذين ينشطون في الصناعة ذاتها، ويكمن هذا التميز في طريقة خلق القيمة وإيصالها للعميل؛ كما تختلف أهميتها حسب مستواها، إذ تمكّن من حيازة ميزة تنافسية تجابه بها الشركة المنافسة على مستوى ميدان نشاط أو صناعة محددة، وتمكّن من استغلال الروابط التي تنشأ بين مختلف النشاطات وتحديد التوجهات العامة للاستثمار على المستوى الكلّي.

 كيف يمكن للشركات التأقلم مع التغيرات المتسارعة في السوق باستخدام الاستراتيجية؟

يقترح مقال "عن الكذبة الكبيرة التي تُدعى التخطيط الاستراتيجي" المنشور في هارفارد بزنس ريفيو أن تراقب الشركات التغييرات في بيئة أعمالها بدقة وتصحيح استراتيجيتها المعتمدة وفقاً لها. كما حذّر من مخاطر الالتزام باستراتيجية ثابتة في مواجهة التغيرات الجوهرية في البيئة التنافسية.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي