4 أنواع من المشاعر اليومية وراء تغير مستويات طاقتنا

4 دقائق
منطقتي النجاة والاحتراق الوظيفي
ألبوموريلو/غيتي إميدجيز

ملخص: أسفرت جائحة "كوفيد-19" عن ما يقرب من عامين من الخسارة والخوف والعزلة والقلق المتزايد بشأن المستقبل. أضف إلى ذلك تأثير القضايا الاجتماعية الأخرى، بما فيها تغير المناخ، وعدم المساواة في الدخل، والأحداث العنصرية المستمرة، والاستقطاب السياسي العنيف؛ وسبب المشكلة واضح فالمطالب على طاقاتنا تتجاوز قدراتنا. وسعى الكُتاب في هذه المقالة لفهم كيفية إدارة الطاقة بمهارة أكبر، وحددوا 4 حالات مختلفة قد يشعر بها أي منا خلال أي يوم، ألا وهي حالة الأداء وحالة النجاة وحالة الاحتراق الوظيفي وحالة التجديد. يقضي العديد منا كثيراً من الوقت في منطقتي النجاة والاحتراق الوظيفي اللتين تركزان على الطاقة السلبية. ويتمثّل أحد العلاجات لذلك التدفق غير المتناهي من الضغوط في التركيز على التنظيم الذاتي؛ أي: القدرة على مراقبة المشاعر بهدوء ومهارة عند مواجهة أي تحديات. وكلما زاد وعيك وقبولك لما تشعر به، أصبحت أكثر هدوءاً وتمعّناً بسلوكاتك في العمل وفي الحياة.

 

اعترف أحد عملائي الذي يشغل منصب رئيس تنفيذي مؤخراً قائلاً: "أدركت أنني أقضي معظم وقتي في العمل، وأصبحت أنفعل بسهولة، إضافة إلى شعوري بالإحباط ونفاد الصبر والإرهاق نهاية معظم الأيام. وينتاب أعضاء فريقي بأكمله المشاعر ذاتها".

ومن المؤسف أن ازدادت وتيرة تلك العبارات التي نسمعها من العملاء باستمرار. وفي سعينا لفهم كيفية إدارة طاقاتنا بمهارة أكبر، حددنا 4 حالات مختلفة قد نشعر بها خلال أي يوم معين، وهي ما ندعوه أرباع الطاقة، وهي منطقة الأداء ومنطقة النجاة ومنطقة الاحتراق الوظيفي ومنطقة التجديد.

  • منطقة الأداء، هي الحالة التي تكون طاقتك فيها عالية وإيجابية؛ وهي الحالة المثلى إذا كنت تعمل على تحقيق هدف محدد، وقد تشعر فيها بالسعادة والاندماج والتحدي والتفاؤل.
  • منطقة النجاة، هي الحالة التي تكون طاقتك فيها عالية، لكنها سلبية. فعندما نشعر بالتهديد أو بالضعف، ينتقل التحكم في نظامنا العصبي من قشرة الجبهة الأمامية إلى الجهاز العصبي السمبثاوي، وننتقل بذلك إلى وضع المواجهة أو الهروب. ويشعر الأفراد في هذه المنطقة بالقلق ونفاد الصبر ويكونون سريعي الانفعال ويشعرون بالخوف وينتقدون أنفسهم.
  • منطقة الاحتراق الوظيفي، هي الحالة التي تكون طاقتك فيها منخفضة ومشاعرك سلبية. ويشعر الأفراد في هذه المنطقة بالعجز والفراغ والإرهاق.
  • منطقة التجديد، هي الحالة التي تكون طاقتك فيها منخفضة، لكنها إيجابية. وهي المنطقة التي يمكننا فيها إعادة شحن طاقاتنا والعودة إلى منطقة الأداء. ويشعر الأفراد هنا بالهدوء والسكينة والبهجة والأمان. ويتمثّل مفتاح الأداء العالي المستدام والرفاهية في التنقل بانتظام وبشكل متعمد بين منطقة الأداء ومنطقة التجديد.

وليس من المستغرب أن يقضي العديد منا كثيراً من الوقت في منطقتي النجاة والاحتراق الوظيفي. أسفرت جائحة "كوفيد-19" عن ما يقرب من عامين من الخسارة والخوف والعزلة والقلق المتزايد بشأن المستقبل. كما أدى الارتفاع السريع لمتحور "أوميكرون" إلى خلق مستويات جديدة من القلق وعدم الاستقرار. أضف إلى ذلك تأثير القضايا الاجتماعية الأخرى، بما فيها تغير المناخ، وعدم المساواة في الدخل، والأحداث العنصرية المستمرة، والاستقطاب السياسي العنيف؛ وسبب المشكلة واضح فالمطالب على طاقاتنا تتجاوز قدراتنا.

وذلك هو السبب الذي يدفع عملاءنا على التركيز على التنظيم الذاتي؛ أي: القدرة على مراقبة المشاعر بهدوء ومهارة عند مواجهة أي تحديات. ووجدنا أنه من الممكن تنمية تلك القدرة بطرق منهجية. وإليكم هذه الممارسات الأساسية الستة الناجحة لتجنب الوقوع في شراك منطقتي النجاة والاحتراق الوظيفي.

كن عدّاءً، وليس متسابقاً في الماراثون

تبدو تلك فكرة سخيفة، أليس كذلك؟ لكن فكر في الأمر، إذا كنت متسابقاً في الماراثون، فيجب عليك تحديد وتيرة جري محسوبة؛ بمعنى أنه لا يمكنك الجري بأقصى سرعة لئلا تنهار بعد بضع مئات من الياردات. أما إذا كنت عدّاءً، فيمكنك استثمار 100% من نفسك في كل سباق لأن خط النهاية واضح، وهو يمثّل نقطة توقف تتيح لك التفكير والراحة وشحن طاقتك.

وينجح البشر بالفعل عندما ينتقلون بين بذل الجهد وتجديد الطاقة. ومنه نستنتج أن أقوى مصدرين من مصادر التنظيم هما النوم وممارسة الرياضة. يُعتبر النوم الكافي، من 7 إلى 8 ساعات للجميع باستثناء نسبة صغيرة منا، مفتاح التعافي الجسدي. وتعتبر التمارين التي ترفع معدل ضربات القلب على نحو كبير فعالة في خلق التعافي العقلي والعاطفي بشكل خاص.

استخدم الملاحظات الذاتية بدلاً من النقد

يخوض كل منا معركة صعبة بالفعل في وقت صعب للغاية. ويتولد الحكم الذاتي عندما يتعزز ناقدنا الداخلي ويجعلنا نشعر أننا "أقل قيمة". في حين يمثّل إطلاق الأحكام على الآخرين إحدى الطرق الشائعة التي نشعر خلالها أننا "أكثر قيمة". وعند التأرجح بين هذين النقيضين، نجد أنفسنا في حلقة مفرغة لا نهاية لها، ونجاهد لإثبات جدارتنا على الدوام، وغالباً ما يكون ذلك على حساب أنفسنا والآخرين. بدلاً من ذلك، حاول عندما تظهر لديك تلك المشاعر أن تراقبها دون أن تطلق أي أحكام على نفسك. وكما أفاد أحد العملاء مؤخراً: "في اللحظة التي أسمع فيها ناقدي الذاتي يتحدث معي، أبتسم وأقول لنفسي: ها أنت ذا مرة أخرى".

تذكر أن القصة غير كاملة عندما تشعر بالسوء

يُعرّف المحفز أنه شخص أو شيء يثير موجة من المشاعر السلبية. فإذا تعرّضت للتحفيز بالفعل، وهو ما يحدث لنا جميعاً، فخذ نفساً عميقاً وراقب نقاط التوتر في جسدك، إذ ستتيح لك مراقبتها وضع مسافة بينك وبين رد فعلك. بعد ذلك، حوّل انتباهك إلى مكان في جسدك تشعر فيه بالهدوء والاسترخاء، إذ من السهل أن تفقد التواصل مع نفسك عندما تنتشر المشاعر المثيرة للتوتر في جسدك، في حين قد يكون التركيز على منطقة أكثر هدوءاً فيه مصدراً قوياً للراحة والتوازن.

اخلق مساحة آمنة لنفسك

فكر في شخص أو مكان أو حيوان أو نشاط يجعلك تشعر بالأمن والأمان. لدى الأطفال "رموز حب" تبقى برفقتهم وتوفر لهم الراحة والأمان، كالحيوانات المحشوة والبطانيات. ويمكن للبالغين (والطفل الضعيف الذي يعيش داخلنا) الاستفادة من مصادر دعمهم الثابتة. وكما أخبرنا أحد العملاء مؤخراً "لدي دائرة صغيرة من أصدقاء الكلية الذين أستحضرهم في ذهني عندما أجد نفسي في مواقف صعبة. أشعر أننا فريق واحد. ووجودهم بجانبي يجعلني أشعر بأمان كبير".

أدِّ ما تستمتع بفعله لصالح أن تستمتع فقط

عشقت هواية الرقص عندما كنت في الكلية، ومارستها طوال فترة العشرينيات من عمري، ثم تركتها لعقود؛ لكني عدت إلى ممارستها مرة أخرى في الستينيات من عمري وعشقتها مرة أخرى. يجعلني الرقص أتحرر من جسدي، ونادراً ما يفشل في تحسين حالتي النفسية.  ما هو النشاط الذي تحبه وتخلّيت عنه، والذي يمكنك إدخاله إلى حياتك مجدداً كمصدر للتجديد لمدة ساعة أو ساعتين على الأقل في الأسبوع؟

اجعل حياة شخص آخر أفضل

نرغب جميعنا في أن يلاحظنا الآخرون وأن نحظى بتقديرهم، لكننا لن نضمن أن نحظى بتقديرهم بالفعل. وما يمكننا فعله في تلك الحالة هو أن نلاحظ نحن الآخرين ونجعلهم يشعرون بالتقدير، وهو ما يعتبر بمثابة هدية لهم، ويجعلنا نشعر بتحسن تجاه هويتنا على الدوام. نحن نقدم معروفاً كبيراً لأنفسنا عندما نعمق دائرة رعايتنا ونوسعها. ويتوق البشر بشدة للشعور بالملاحظة والتقدير لهويتهم بالفعل، وهو ما يجعل الرعاية والتعاطف مصدران قويان للتنظيم الذاتي والتعافي.

وكلما زاد وعيك وقبولك لما تشعر به، أصبحت أكثر هدوءاً وأكثر تمعّناً بسلوكاتك. ابدأ بممارسة أحد السلوكات المذكورة أعلاه كعادة؛ أي شيء تؤديه في وقت محدد من اليوم بحيث يصبح تلقائياً بمرور الوقت ولا يتطلب منك كثيراً من الإرادة الواعية. فالتنظيم الذاتي هو عامل يمتلك كل منا القدرة على إبرازه في حياتنا العملية وسط تيار لا ينتهي من الضغوط والغموض.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي