5 طرق قد تفشل بها استراتيجية البيانات الخاصة بك

5 دقائق
استراتيجية التعامل مع البيانات

يتوفر اليوم الكثير من الأفكار والتقنيات الرائعة في مجال استراتيجية التعامل مع البيانات: ابتداء من التحليلات، ومروراً بالتعلم الآلي واتخاذ القرارات القائم على  البيانات، ووصولاً إلى تحسين جودة البيانات.

وقد شاع بعض هذه الأفكار لفترة طويلة وخضعت إلى تدقيق كامل، لتثبت جدراتها مراراً وتكراراً.

بينما حظيت أفكار أخرى بشعبية واسعة النطاق في صحافة الأعمال والصحافة الشعبية والتقنية.

في الواقع، أعلنت مجلة ذي إيكونومست أن البيانات الآن هي "أعلى الأصول قيمة في العالم".

على الرغم من كل هذه القصص عن النجاح وتلك السمعة الطيبة، قد يتوقع الإنسان أن يرى الشركات تتفاخر بنمو مستدام للإيرادات وتخفيضات دائمة في هياكل التكلفة وتحسينات كبيرة في مستوى رضا العملاء وغير ذلك من المزايا.

اقرأ أيضاً: اجعل من البيانات ركيزة أساسية لفريقك

لكن هذا لم يحدث، باستثناء حالات محدودة جداً. ومن المفارقات أن البيانات تبدو موجودة في كل مكان، باستثناء الميزانية العمومية وقائمة الإيرادات والتي هي الأهم.

والحقيقة المرة هي أن النمو لدى أغلب الشركات بطيء جداً بالفعل.

عناصر أساسية للنجاح في التعامل مع البيانات

يتطلب الأمر الكثير من الجهد لتحقيق النجاح في التعامل مع البيانات.

وكما يوضح الشكل المبين أدناه، لا بد أن تحقق الشركة أداء قوياً في خمسة عناصر، يتسق كل منها على نحو منطقي مع الأربعة الآخرين.

ومن شأن الإهمال في أي من تلك العناصر أن يساوم على المجهود الكلي المبذول.

دعونا الآن نستكشف كل عنصر على حدة.

التعامل مع البيانات

1- جودة البيانات

استخدام البيانات ذات الجودة العالية والتعامل معها

من الواضح جداً أنه حتى تنجح الشركات في مجال البيانات، فإنها تحتاج إلى بيانات محددة تحديداً لائقاً ووثيقة الصلة بالمهام الجاري الاطّلاع عليها، على أن تكون منظمة ليَسهُل العثور عليها وفهمها، وأن تكون ذات جودة عالية بالقدر الكافي للوثوق بها.

ومن المفيد لو كان بعض من البيانات مملوكاً للشركة، أي أن تتمتع الشركة بملكيته الحصرية أو حق الوصول إليه حصراً.

اقرأ أيضاً: إذا كانت بياناتك سيئة لن تنفعك أدوات التعلم الآلي

بالنسبة لأغلب الشركات، تمثل البيانات مشكلة حقيقية. فالبيانات مبعثرة بمعزل عن بعضها البعض، وحبيسة نظم إدارية تصعب المقارنة فيما بينها، وجودتها متدنية بينما التكاليف المرتبطة بها باهظة.

ومن شأن هذه البيانات الرديئة أن تجعل عملية التخطيط لاستراتيجيات نمو الشركة أمراً شبه مستحيل، فضلاً عن الإلتباس الهائل الذي ستضيفه إلى التقدم التقني، بما في ذلك التعلم الآلي والرقمنة.

2- سبل تحويل البيانات إلى نقد

كيفية التعامل مع البيانات والربح منها

وبعد ذلك، تحتاج الشركات إلى وسيلة لتحقيق الدخل من تلك البيانات، وعلى وجه التحديد نموذج عمل تجاري لتسخير البيانات بما يعود على الشركة بالربح.

وهنا تتجلى أهمية بيع البيانات مباشرة وتحويلها إلى منتجات وخدمات، أو استخدامها كمدخلات للتحليلات وصنع قرارات أفضل.

هناك العديد من الطرق لتسخير البيانات بحيث يصعب اختيار أفضلها. وإنّ أي توجيه إداري يقول مثلاً: "استخدام التحليلات حيثما أمكن" لن يفي بالغرض.

فمن أجل نجاح شركتك، عليك أن تحدد كيف تخطط لاستخدام التحليلات بغية خلق ميزة تجارية ومن ثم التنفيذ. ومن دون توجيهات واضحة لسير الأعمال من قمة الهيكل التنظيمي إلى قاعدته، سيفعل الموظفون وفرق العمل والأقسام جميعاً ما يحلو لهم.

وقد تجد هناك نشاطاً محموماً، ولكن الفائدة المستدامة قليلة. وتتضمن القدرات التنظيمية الموهبة والهيكل والثقافة.

منذ بضع سنوات، لاحظت أن غالبية المؤسسات كانت غير مؤهلة للتعاطي مع البيانات بشكل كبير.

اقرأ أيضاً: إدارة التغيير تزيد اعتمادها على البيانات

فالشركات تفتقر إلى الموهبة التي تحتاج إليها، وتُعيّن الأشخاص غير المناسبين للتعامل مع الجودة، وتقوقع الشركة على نفسها يجعل من الصعب مشاركة البيانات، وعلى الرغم من أنها قد تزعم أن البيانات هي أهم أصل لديها، إلا أنها لا تعاملها على هذا القدر، بل على العكس تماماً، فقد تفاقمت هذه المشكلة أكثر من ذي قبل.

ابدأ بالموهبة. من الواضح بما فيه الكفاية أنه إذا أردت أن تتجاوز الآفاق الراهنة للتعلم الآلي، فستكون بحاجة إلى بعض من علماء البيانات ذوي المستوى العالمي، وعلى القدر نفسه من الأهمية، على الرغم من تجاهل ذلك في بعض الأحيان، ستكون بحاجة إلى الأشخاص الذين بوسعهم ترشيد عمليات تسيير الأعمال وتكوين نماذج تنبؤية داخل تلك العمليات ودمج التقنيات الجديدة بتلك القديمة.

وبصورة أعم، من السهل التذمر بشأن افتقار المواهب الفنية الممتازة، ولكن، مرة أخرى، تتمتع المهارات التي يحويها الهيكل التنظيمي من قمته إلى قاعدته، والقدرة الإدارية على الجمع بينها، والقيادة اللازمة لدفع عجلة التنفيذ على نطاق واسع بالقدر نفسه من الأهمية.

لننظر إلى هذا المثال: ترى الكثير من الشركات إمكانات كبيرة في صناعة القرارات القائمة على البيانات.

ولكن، لتحقيق مثل هذه الغاية، يتعين عليك تعليم الموظفين كيفية استخدام البيانات بفعالية.

لا بد أن تدرك القيادة أن اكتساب ولو جزء بسيط من القيمة التي تقدمها البيانات، يقتضي أكثر من مجرد تثبيت لبرنامج يعمل بالذكاء الاصطناعي في أحد الأقسام، أو مطالبة قسم تقنيات المعلومات برقمنة العمليات.

3- القدرة التنظيمية في التعامل مع البيانات

كيفية التعامل مع البيانات

يشكل الهيكل التنظيمي والثقافة مصدران للقلق أيضاً.

وكما لاحظنا من قبل، فإن تقوقُع أقسام المؤسسة على ذاتها يجعل من الصعب مشاركة البيانات، ما يقيد نطاق الجهود.

وتزعم جميع المؤسسات أنها تقيم وزناً للبيانات، غير أن قادتها يشعرون بالضغط الشديد عندما يُطلب منهم إجابة أسئلة أساسية مثل: "أي البيانات هي الأهم على الإطلاق بالنسبة إليك؟" أو "كيف تخطط لكسب المال من البيانات التي لديك؟" أو "هل لديك أي شيء يُعدُّ ملكية خاصة للشركة؟".

إن بعضهم يشير إلى البيانات باعتبارها مجرد "عادم"، أي النقيض للأصول القيّمة! ففي غياب وفرة المواهب والهيكل التنظيمي والثقافة التي تُقَدِّر قيمة البيانات، فإنه يَصعُب على الشركات تنمية الجهود الناجحة إلى ما هو أبعد من مستويات فرق العمل والأقسام.

4- تقنيات التعامل مع البيانات

تقنيات التعامل مع البيانات

تحتاج الشركات إلى تقنيات للعمل على نطاق واسع وبتكلفة منخفضة.

وفي هذا الصدد أضم كل من تقنيات التخزين الأساسي والمعالجة والاتصالات، وكذلك تصاميم البِنى الأكثر تطوراً وأدوات التحليل والتقنيات المعرفية التي تعتبر محركات تحويل البيانات إلى نقد.

ومن الواضح جداً أن الشركات بحاجة إلى التقنيات – ببساطة، لن تتمكن من التوسع وتقديم خدماتك بدونها.

لقد أقامت شركات فيسبوك وأمازون ونتفليكس وجوجل، التي نجحت في التعامل مع البيانات، منصات قوية لها.

وربما لهذه الأسباب، بدأت معظم الشركات توغلها في عالم البيانات مع التقنيات.

ولكن، من وجهة نظري، كثير جداً من الشركات تتجاوز توقعاتها من التقنيات نطاق المعقول، فتقع في شرك اعتبارها المحرِّك الأساسي للنجاح.

وما هي إلا مجرد مُكَوِّن وحيد.

5- الدفاع

الدفاع عن البيانات وكيفية التعامل مع البيانات

العنصر الأخير هو الدفاع، وينطوي بشكل أساسي على تقليص حجم المخاطر.

ويتضمن الدفاع إجراءات مثل اتباع القوانين والتشريعات، والحفاظ على البيانات القيّمة آمنة من الضياع أو السرقة، والوفاء بمتطلبات الخصوصية، والحفاظ على العلاقات مع العملاء، ومواكبة تحركات المنافس الذكي، ومنافسة الشركات القوية والأكثر ثراء بنجاح، والابتعاد عن الإجراءات القانونية والتشريعية الناجمة عن قوة الاحتكار.

من المستبعد أن تجني أموالاً طائلة من وراء الدفاع، ولكن قد يكلفك قصور الدفاع وقتاً طويلاً وأموالاً طائلة ومشكلات جسيمة.

ولذلك، تتطلب البيانات مجموعة من الجهود المتضافرة.

اقرأ أيضاً: بسّط البيانات كي يتمكن فريقك من استخدامها

على الأقل، لا بد أن يعثر قسم الموارد البشرية على مواهب جديدة ويدرب كل من يعمل في المؤسسة، وعلى الأقسام التقنية جلب تقنيات جديدة ودمجها في البِنى التحتية القائمة، ولا بد أن يضع خبراء الخصوصية والأمن سياسات جديدة وأن يمدوا جذورها في المؤسسة لفرضها، وعلى الهياكل التنفيذية التعامل مع حالات الزعزعة الشديدة، وعلى الجميع المساهمة في جهود إعلاء جودة البيانات، وعلى القادة الانطلاق في اتجاهات جديدة غير مألوفة.

ومما يفاقم التعقيدات، أن البيانات والتقنيات والموظفين هي عبارة عن أنواع مختلفة جداً من الأصول التي تتطلب أساليب إدارة مختلفة.

وهذا التحول ينطوي على تحد كبير.

لقد حاولت العديد من الشركات حل المشاكل المتعلقة بجودة بياناتها باستخدام أحدث التقنيات كطريق مختصرة - على سبيل المثال، استخدام تقنيات النظم المؤسسية ومستودعات البيانات والسحابة الإلكترونية وقاعدة البيانات التسلسلية (بلوك تشين) - لكن هذه النظم الجديدة أخطأت الهدف.

من المهم أن نتذكر أن الهدف ليس مجرد  أن تستخلص كل ما في استطاعتك من بيانات، بل أن تستغل بياناتك بطرق تخلق نمواً جديداً أو تحد من الهدر أو تزيد من رضا العملاء أو بشكل آخر تحسن أداء الشركة.

وربما تشكل البيانات أفضل فرصة لك لتحقيق مثل هذه الأهداف.

وتتطلب برامج البيانات الناجحة جهوداً متضافرة ومستدامة ومستنيرة على نحو لائق ومُنسّق نحو تمكين استراتيجية التعامل مع البيانات.

اقرأ أيضاً: أنظمة مكافحة الاحتكار ومنع الشركات من جمع كم هائل من البيانات

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي