تجربة العميل (Customer Experience): نتاج التفاعل بين الشركة والعميل خلال فترة علاقتهما. يتشكّل هذا التفاعل من خلال ثلاثة مراحل: رحلة العميل، ونقاط التماس بين العميل والعلامة التجارية، والبيئات التي يعيش تجربتها العميل مع المنتج. وبالتالي فإن تجربة العميل الجيدة تعني أن تجربته خلال تلك المراحل كانت تتوافق مع توقعاته. تسعى الشركات إلى إدارة تجارب العملاء من خلال تصميم التفاعلات معهم بهدف تلبية وتخطي توقعاتهم لتجني من ذلك زيادة في مستويات الرضا والولاء.
بدأت إدارة تجربة العملاء في الظهور بصفتها استراتيجية أساسية لاكتساب ميزة تنافسية في سوق محتدم التنافس. إذ تميل الشركات إلى الاستثمار في تحسين تجارب العملاء وذلك باعتبارها أحد أهم الأدوات الفعالة في تحقيق رضا العملاء.
العديد من العلامات التجارية تقدم منتجات متشابهة الجودة والسعر، والفارق الحاسم بين علامة تجارية وأخرى يتمثل في التجربة التي يعيشها العميل مع منتجات العلامة التجارية. أصبح من السهل على العملاء استبدال العلامات التجارية في حال عدم رضاهم عن مزايا المنتج، وهذا بدوره منح إدارة تجارب العملاء أهمية أكثر من ذي قبل، فتجربة العميل السيئة يمكن أن تكلف العلامة التجارية الكثير، ما يؤثر على المدى الطويل في سمعة ووجود العلامة في السوق.
تعدّ تجربة العملاء واحدة من المراحل الأربع في استراتيجية التركيز على العملاء التي وضعتها أستاذة مادة التسويق في جامعة وارتن (Wharton University) باربارا كان (Barbara Kahn)، وتضمّ هذه المراحل توجّه المنتج، وتوجه السوق، وتجربة العملاء، والنضج.
تهدف إدارة تجربة العميل إلى تحسين تفاعل العميل مع المنتج على نحو يقارب توقعاته المثالية للتجربة، ما يحسن عملية التعرف على العلامة التجارية، ويزيد مدى ولائه لها، وتشكّل وسيلة تسويق مجانية من خلال المراجعات الإيجابية التي ينشرها المستهلكون عبر منصات المراجعة ووسائل التواصل الاجتماعي، ويلجأ معظم العملاء إلى قرائتها قبل اتخاذهم قرار الشراء، كما أن الشركة القادرة على تقديم تجربة مميزة بالنسبة للعملاء ستحقق المزيد من الإيرادات.
يمكن قياس تجربة العملاء باستخدام عدد كبير من المقاييس، من أهمها:
ثمة العديد من الطرق التي يمكن الاستعانة بها في سبيل تحسين تجربة العميل، ومن أبرزها:
تصنيف الأنواع المختلفة من العملاء الذين يتعاملون مع فرق دعم العملاء، والتأكد من امتلاك القدرة على التواصل والتعاطف مع المواقف التي يواجهونها. وتتمثل إحدى طرق القيام بذلك في تقسيم العملاء وإنشاء ملف تعريف العميل، وإعطاء كل ملف شخصية واسم. على سبيل المثال: آن تبلغ من العمر 35 عاماً؛ إنها تحب التكنولوجيا الجديدة وتتمتع بالذكاء التكنولوجي بما يكفي لمتابعة فيديو تعليمي بمفردها، بينما يحتاج جون (42 عاماً) إلى اتباع الإرشادات الواضحة على صفحة الويب.
استخدام أدوات الدردشة الحية لإجراء محادثات في الوقت الآني، وإرسال بريد إلكتروني بعد الإنتهاء للمتابعة إلى كل عميل واستخدام استطلاعات ما بعد التفاعل وأدوات تجربة العملاء المماثلة.
الاستماع إلى الموظفين الموجودين في الخطوط الأمامية والذين يتفاعلون مع العملاء لأن الموظفين الذين يشعرون بالتقدير يكونون أكثر اتخراطاً في العمل، وأكثر استعداداً لمساعدة العملاء.
يسعى العملاء إلى التفاعل الشخصي معهم، ويوفر التخصيص تكييف تجربة العملاء بناء على ما هو معروف عن العميل من معلومات، بطريقة تجعل رحلة العميل أكثر سلاسة ويقوي الرابطة بين العلامة التجارية والعميل. مثل تلقي بريد إلكتروني تسويقي بتوصيات وقسائم بناء على سجل الشراء الأخير للعميل.
يوضح رسم خرائط رحلة العميل بشكل مرئي عمليات العملاء واحتياجاتهم وتصوراتهم خلال تفاعلهم وعلاقتهم بالعلامة التجارية، وبالتالي فهم تجربة العملاء على نحو أفضل، وماهية المشكلات الموجودة والفرص المتاحة.
تعد كل من خدمة العملاء وتجربة العملاء من العناصر المهمة لنجاح الشركة، ويتمثل الاختلاف الرئيسي بين خدمة العملاء وتجربة العميل في أن تجربة العميل تتضمن رحلة العميل بأكملها من الوعي الأولي إلى الرعاية بعد الشراء، بما في ذلك خدمة العملاء التي تنطوي على طلب العميل المساعدة والدعم خلال هذه الرحلة. وفي حين تقع مسؤولية خدمة العملاء في المقام الأول على عاتق مديري ووكلاء دعم العملاء، تعد تجربة العملاء مسؤولية مشتركة عبر الشركة وتشمل فريق التسويق، والمبيعات، والمنتج لتحقيق أفضل تجربة عميل.
اقرأ أيضاً: