المدرسة النمساوية في الاقتصاد Austrian School of Economics

2 دقائق

ما تعريف المدرسة النمساوية في الاقتصاد؟

المدرسة النمساوية في الاقتصاد (Austrian School of Economics): يهدف الاقتصاديون في هذه المدرسة إلى حل القضايا الاقتصادية المعقدة من خلال إجراء تجارب فكرية. إذ تعتقد المدرسة النمساوية أنه من الممكن اكتشاف الحقيقة بمجرد التفكير بصوت عالٍ، وتستخدم منطق التفكير المسبق لاكتشاف القوانين الاقتصادية للتطبيق الشامل.

مؤسس المدرسة النمساوية

أسس لها الخبير الاقتصادي النمساوي كارل مينجر (Carl Menger) في مؤلفه الذي حمل عنوان: مبادئ علم الاقتصاد (Principles of Economics)، والصادر في سبعينيات القرن التاسع عشر، لتشيع هذه المبادئ على يد تلميذيه فريدريك فيزر (Fridrich Wieser) وأوغن بوهم بافِرك (Eugen Böhm-Bawerk). تطورت الأفكار الرئيسية للمدرسة النمساوية على مر السنين من خلال مساهمات الاقتصاديين المختلفين.

مبادئ المدرسة النمساوية في الاقتصاد

تتلخص أبرز مبادئ المدرسة النمساوية فيما يلي:

  • التفسير الذاتي أو العِنَدي للقيمة، والمستمد من احتساب الأفراد المنفعة وفقاً لكم السلع، بمعنى أن القيمة الذاتية للسلعة تتضاءل لدى الفرد مع زيادتها.
  • الاقتصاد توجهه الأسواق، والأسعار توجهها سيادة المستهلك.
  • الاستعانة بمنطق التفكير المسبق والبديهي لاكتشاف قوانين الاقتصاد التي يمكن تطبيقها على نحو شامل؛ بخلاف مدارس الاقتصاد العام التي تعتمد على البيانات والنماذج الرياضية.

نظريات المدرسة النمساوية

تطورت أفكار المدرسة النمساوية على يد المؤرخ والاقتصادي لودفيج ميزس (Ludwig Mises)، إذ وسّع نهجها ليشمل الاقتصاد النقدي لافتاً إلى العلاقة بين المال والتضخم والأزمات، وارتبطت بها في وقت لاحق أسماء بارزة مثل الفيلسوف والاقتصادي فريدريك حايك (Fridrich Hayek). وأدت المبادئ الأساسية للمدرسة النمساوية إلى ظهور رؤى قيّمة في العديد من القضايا الاقتصادية ومن أهمها:

  • تحديد الأسعار: ترى المدرسة النمساوية أن الأسعار تُحدد من خلال عوامل ذاتية مثل تفضيل الفرد لشراء أو عدم شراء سلعة معينة.
  • السلع الرأسمالية: تفترض المدرسة النمساوية أن أن السلع الرأسمالية ليست متجانسة.
  • أسعار الفائدة: ترفض المدرسة النمساوية وجهة النظر الكلاسيكية لرأس المال، التي تقول إن أسعار الفائدة تتحدد حسب العرض والطلب على رأس المال. وترى أن أسعار الفائدة يحددها القرار الشخصي للأفراد بإنفاق الأموال الآن أو في المستقبل، أي حسب تفضيل الوقت للمقترضين والمقرضين.
  • تأثير التضخم: تعتقد المدرسة النمساوية أن أي زيادة في المعروض النقدي غير مدعومة بزيادة في إنتاج السلع والخدمات تؤدي إلى زيادة الأسعار، ومن الممكن أن ترتفع أسعار بعض السلع على نحو أسرع من غيرها ما يؤدي إلى تفاوت أكبر في الأسعار النسبية للسلع.
  • إنشاء السوق: تنظر المدرسة النمساوية إلى آلية السوق على أنها عملية وليست نتيجة للتصميم. أي أن الناس تنشئ أسواقاً بهدف تحسين حياتهم، وليس نتيجة قرار واع.
  • الدورات التجارية: ترى المدرسة النمساوية أن الدورات التجارية ناتجة عن تشويه أسعار الفائدة بسبب محاولة الحكومة السيطرة على الأموال، إذ يحدث سوء تخصيص رأس المال في حال الإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة أو مرتفعة على نحو مصطنع من خلال تدخل الحكومة.

اقرأ أيضاً: