ملخص: يحرص القادة دائماً على دعم جهود موظفيهم، لكن قد يكون مديرك مشغولاً بأولويات متعددة وقد ينسى مشروعك غالباً، أو لا يعرف القائد ببساطة متى عليه دعم مشاريع موظفيه والدفاع عنها، أو كيف يمكن أن يؤثر دعمه في نجاح موظفيه أو التغلب على العقبات التي يواجهونها، فكيف يمكنك طلب المساعدة التي تحتاج إليها من مديرك للدفاع عن مشروعك؟ فيما يلي 5 استراتيجيات يمكنك تجربتها لإقناع مديرك بذلك: 1) أوضح لمديرك ما سيجنيه من مشروعك 2) قدّم أفكاراً محددة 3) جهز تقريراً للتعريف بالمشروع 4) رتب لقاءً أسبوعياً روتينياً لعرض إنجازاتك 5) استفد من مبدأ المعاملة بالمِثل.
كلفت إدارة شركة لتطوير ألعاب الفيديو، مديرة منتجها، أمل، بقيادة فريق عمل جديد على الذكاء الاصطناعي. وكان دمج تعلم الآلة في تطوير الألعاب توجهاً استراتيجياً أساسياً للشركة، لذا شعرت بالفخر لقيادة هذه المبادرة المهمة. لكن زملاءها في أقسام الشركة الأخرى كانوا يتأخرون في الرد على رسائلها الإلكترونية، أو يتغيبون عن حضور الاجتماعات أو لم يعطوا الأولوية للمهام المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. وقد قالت لي: "يقول لي مديري باستمرار أعطني بعض الوقت، فالمشاريع الجديدة تستغرق وقتاً كي تحظى بتأييد مناسب". عندما تمكنت أمل من الاطلاع على آراء أصحاب المصلحة، شعرت بأن المشروع ليس مُلحاً في نظرهم ولا يحظى بتأييدهم. تقول أمل عن ذلك: "كانوا يرون أن فريق العمل هذا مجرد عبء إضافي، وأعلم أننا كنا سنعمل بوتيرة أسرع لو وجدنا دعماً ملحوظاً من مديري وأعضاء فريق القيادة الآخرين".
ربما مررت بظروف أمل من قبل، وتمنيت أن يدافع مديرك عنك سواء من خلال تأييد فكرة قدمتها علناً أو تقديمك لأصحاب المصلحة الرئيسيين، أو الإعلان عن إنجازات فريقك، أو تعيينك خبيراً متخصصاً في موضوع معين. فالدعم الذي يقدمه لك مديرك يمكن أن يضيف مصداقية إلى عملك، ويفتح أمامك الفرص، ويحشد الموارد بطريقة يصعب عليك تحقيقها بمفردك، لكن غالباً تقع مهمة طلب هذا الدعم من مديرك على عاتقك.
يحرص القادة دائماً على دعم جهود موظفيهم، لكن قد يكون مديرك مشغولاً بأولويات متعددة وقد ينسى مشروعك. وإذا كان حديثاً في منصبه فقد يتردد في فرض نفوذه. وفي بعض الحالات، قد يتعمد مديرك الانتظار ليرى كيف ستحصل على التأييد بمفردك. وفي معظم الأحيان، لا يعرف القائد ببساطة متى يدافع عن مشاريع موظفيه، أو لا يدرك التأثير الذي يخلفه دعمه في نجاح موظفيه أو قدرتهم على تجاوز العقبات التي يواجهونها.
وبصرف النظر عن السبب، فإن انتظار الدعم المناسب سيؤدي حتماً إلى استيائك وربما عرقلة مشروعك. فكيف يمكنك طلب المساعدة التي تحتاج إليها؟ إليك كيف تقنع مديرك لدعم مشروعك أو فكرتك:
أوضح لمديرك ما سيجنيه من مشروعك
إن مديرك، مثل أيّ شخص آخر، يركز على مصلحته وما يعود عليه بالنفع. ولكي تكسب دعمه عليك إذاً أن تراعي توقعاته وما يثير اهتمامه. بعبارة أوضح، ينبغي ألا يرتبط طلبك باحتياجاتك الشخصية فحسب، بل أيضاً بأولويات مديرك.
أدركت أمل من خلال محادثات ثنائية سابقة مع مديرها أنه مهتم بمسألة الكفاءة وتقليل أعباء عمله. لذا بينت له أن توضيح الفكرة أكثر لفريق العمل على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسرّع إنجاز المشروع من خلال تقليل الاتصالات المتبادلة، والحد من عدد الاجتماعات التي يتعين حضورها.
قدّم أفكاراً محددة
لا تدع مديرك يقرر كيفية دعمك. بدلاً من ذلك قدّم له اقتراحات محددة. حدّد أصحاب المصلحة أو الاجتماعات أو العروض التقديمية، أو الاتصالات الداخلية التي يمكن لمديرك أن يدافع من خلالها عن مشروعك. إذا فعلت ذلك، فمن المرجح أن يوافق مديرك على طلبك لأنك فكرت في الموضوع نيابة عنه، وهذا يُظهِر فهمك لسياسة المؤسسة.
لذا، عندما عرضت أمل الموضوع على مديرها قدمت له الفكرة الآتية: "يمكن طرح المشروع خلال اجتماع إطلاع العاملين على التطورات أو من خلال النشرة البريدية. أعتقد أن حديثك عن ذلك سيسلط الضوء على أهمية عملنا، خاصة أن الذكاء الاصطناعي هو مجال التركيز الأساسي للشركة الآن، وسيعزز بالتأكيد دوري في قيادة الفريق".
قدّم تقريراً جاهزاً للتعريف بالمشروع
يمكنك من خلال تزويد مديرك بتقرير جاهز يستخدمه للدفاع عن مشروعك أن تزيل عقبة من أمامه وتتحكم في طريقة عرض المشروع، وتضمن أن يقدم جهودك بالطريقة التي تريدها. على سبيل المثال يمكن أن يضم تقريرك ما يلي:
- نقاط موجزة ومعلومات مختصرة حول المشروع يمكنه استخدامها بسهولة في المحادثات أو العروض التقديمية.
- نص مختصر ومحكم يمكنه استخدامه لتقديمك في الفعاليات أو الاجتماعات داخل الشركة.
- نصوص قابلة للتعديل للرسائل الإلكترونية لمساعدتك على التواصل مع أصحاب المصلحة أو الترويج لمشروعك.
- مجموعة من الأسئلة الشائعة المرتبطة بموضوع المشروع مع أجوبة واضحة وموجزة، لمساعدته على التعامل مع الاعتراضات أو الدفاع عن أفكارك أمام القيادة العليا.
- نصوص جاهزة لمنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، يمكنه مشاركتها على مستوى شبكات العلاقات المهنية لتوضيح التقدم المحرز في عملك أو مدى تأثيره.
رتب لقاءً أسبوعياً روتينياً لعرض إنجازاتك
أرسل كل أسبوع أو أسبوعين رسالة إلكترونية مختصرة إلى مديرك تحتوي على نقاط محددة تلخص فيها إنجازات فريقك، والتحديات التي تغلبت عليها، ومعالم المشروع الإرشادية المقبلة. تمنح هذه "النشرة المختصرة" مديرك معلومات يمكنه استخدامها لإبهار مديره وزملائه بما أنجزته. ستحقق هذه الخطوة النفع لكما: سيبدو مديرك مسيطراً على سير الأمور، وسيحصل عملك الشاق الذي أنجزته على الترويج الذي يستحقه.
يتيح لك هذا الروتين البسيط أيضاً الاعتياد على صياغة إنجازاتك وتوثيقها، وهذه طريقة فعالة لتعزيز ثقتك بنفسك. بالإضافة إلى ذلك، عندما يحين وقت مراجعة أدائك، سيكون في متناول يدك أمثلة ملموسة، ولن تبحث عن بيانات تساعدك في إقناع الإدارة بتزويدك بالموارد أو منحك ترقية.
استفد من مبدأ المعاملة بالمِثل
يقول المبدأ النفسي للمعاملة بالمثل إنه عندما يقدم لك شخص ما معروفاً، تشعر بدافع طبيعي لرد الجميل. لذا، ابحث عن فرص للإشادة بقيادة مديرك وإبراز أولوياته، ومواطن قوته ونجاحه، فإظهار تقديرك لعمله والترويج له، يزيد احتمالية تعامله معك بالمثل. ليس المقصود هنا تأسيس علاقة "مقايضة"، بل إدارة العلاقة بطريقة داعمة تبني الثقة وتعزز النوايا الحسنة.
وهنا يكون الصدق سر النجاح؛ لا تبالغ في مدح مديرك في سياق غير مناسب، لكن انتبه إلى اللحظات الصغيرة التي يمكنك خلالها الإشادة بأفكاره وإسهاماته. يمكنك فعل ذلك ببساطة من خلال رسالة مختصرة لشكره على توجيهاته حول كيفية تقديم ملاحظات قاسية إلى أحد الموظفين، أو الحرص على المشاركة الفعالة في ورشة عمل يقودها.
وتذكّر أن نجاحك في العمل لا يقتصر على أداء عمل رائع فقط، بل يعتمد أيضاً على التأكد من إثارة انتباه الآخرين إلى قيمتك وفهمها وتقديرها. لذا، فإن مبادرتك إلى طلب الدعم من مديرك هي التي ستمكّنك من التحكم في حكايتك المهنية.