ما هو الاقتصاد الرقمي؟
الاقتصاد الرقمي (Digital Economy): مصطلح ابتكره الكاتب الكندي "دون تابسكوت" عام 1995، ويُقصد به مجموع النشاطات الاقتصادية القائمة على مليارات الاتصالات اليومية عبر الإنترنت بين الأشخاص والشركات والأجهزة والآلات، وينتج عن ذلك تبادل عدد ضخم من البيانات والمعلومات يمكّن من ممارسة الأنشطة الإنتاجية والخدمية.
يعد الإنترنت ووسائل الاتصال الرقمية حجر الزاوية الذي يقوم عليه الاقتصاد الرقمي، ومن مظاهر هذا الاقتصاد إنترنت الأشياء (IoT) والواقع الافتراضي والبلوك تشين والذكاء الاصطناعي.
مكونات الاقتصاد الرقمي
يمكن تقسيم الاقتصاد الرقمي إلى ثلاثة مكونات رئيسية هي:
- البنية التحتية للأعمال الإلكترونية: تشمل البنية التحتية التي يجب إعدادها الأجهزة والبرامج والشبكات.
- الأعمال الإلكترونية: عندما تكون البنية التحتية كافية بالفعل، يمكن بدء التشغيل القائم على الحاسوب.
- التجارة الإلكترونية: سيكون من الممكن إجراء المعاملات الرقمية عندما يكون هناك العديد من المؤسسات التي حولت نفسها بنجاح إلى استخدام التكنولوجيا الرقمية.
أسس الاقتصاد الرقمي
يمتلك الاقتصاد الرقمي عدد من اللبنات الأساسية ومن أبرزها:
- الإنترنت: يتيح ذلك للشركات عرض السلع للبيع، وتمكين المستهلكين من البحث عن السلع التي يحتاجون إليها.
- الأتمتة الرقمية: تستخدم الشركات قوة معالجة أجهزة الكمبيوتر والبيانات لاتخاذ قرارات بشأن الإنتاج والأسعار وكيفية الوصول إلى المستهلكين، وتستثمر أيضاً الذكاء الاصطناعي.
- المدفوعات الرقمية: إذ يقود الاقتصاد الرقمي الأمور نحو مجتمع غير نقدي عبر توفير الدفع الإلكتروني.
- وسائل التواصل الاجتماعي: تعد أحد جوانب الاقتصاد الرقمي، وعلى وجه الخصوص مع الأفراد الذين يستخدمونها في تبادل التوصيات حول الأعمال التجارية.
- البريد الإلكتروني: تتيح الاتصالات الإلكترونية إجراء اتصالات فورية رخيصة للغاية في جميع أنحاء العالم، ويمكن استخدامه لإرسال المعلومات والطلبات بسرعة كبيرة.
عيوب الاقتصاد الرقمي
على الرغم من وجود العديد من المزايا لاستخدام الخدمات عبر الإنترنت، إلا أن هناك بعض العيوب التي لا ينبغي تجاهلها. من أبرز هذه العيوب:
- انخفاض العمالة: إذ كلما زاد الاعتماد على التكنولوجيا، قل الاعتماد على الموارد البشرية. قد يؤدي تقدم الاقتصاد الرقمي إلى فقدان العديد من الوظائف، ما يسبب خسارة في فرص العمل للأشخاص الذين يعملون في الصناعات التقليدية.
- تكلفة استثمارية مرتفعة: يتطلب الاقتصاد الرقمي بنية تحتية قوية وإنترنت عالي الأداء وشبكات متنقلة واتصالات قوية، الأمر الذي يتطلب استثمارات ضخمة لضمان الأداء السليم للاقتصاد الرقمي.
- نقص الخبراء المحترفين: يتطلب الاقتصاد الرقمي عمليات وتقنيات معقدة، كما يتطلب بناء المنصات وصيانتها خبراء ومهنيين مدربين وهو أمر ليس متوفراً بسهولة.
تحديات الاقتصاد الرقمي
يواجه الاقتصاد الرقمي العديد من التحديثات ويشمل ذلك:
- قوة الاحتكار: إذ أصبحت العديد من جوانب الاقتصاد الرقمي تحت سيطرة الشركات ذات القوة الاحتكارية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك سيطرة شركة أمازون على سوق المبيعات عبر الإنترنت، الأمر الذي يوجب على الشركات الرمرو عبر سوق أمازون للوصول إلى المستهلكين الذين يتوجهون إلى أمازون بحكم العادة.
- التكاليف البيئية: تتسبب مراكز البيانات في زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون نتيجة استخدامها للكهرباء. كما يشجع الاقتصاد الرقمي شراء أحدث أنواع الأجهزة الإلكترونية ما يؤدي إلى زيادة استخدام المواد الخام والتأثير السلبي في البيئة.
- الحفاظ على أمن البيانات: تعني التكنولوجيا الرقمية أنه يمكن جمع كميات هائلة من البيانات وتخزينها. ويمكن أن تكون هذه معلومات خاصة تتعلق بالأفراد أو المنظمات. ومن الصعب جداً الحفاظ على أمان هذه البيانات ضد تسربها إلى الأيدي الخاطئة.
- التعقيد: بات الآن إصلاح سيارة حديثة يعني التفاعل مع الحاسوب، وليس مجرد ميكانيكي إلا أنه يمكن أن تكلف الأخطاء البسيطة في عمليات الحاسوب المحمول الوقت والمال.
الفرق بين الاقتصاد الرقمي والاقتصاد التقليدي
يشبه الاقتصاد الرقمي الجديد إلى حد كبير الاقتصاد التقليدي إلا أن هناك بعض الاختلافات الرئيسية ومن أبرزها استخدام الاقتصاد الرقمي التكنولوجيا لتخزين البيانات وتنفيذ العمليات في حين تستخدم الشركات في الاقتصاد التقليدي السجلات الورقية والعمليات اليدوية لتنفيذ عملياتها، وفي حين يمكن للشركات في الاقتصاد الرقمي بيع المنتجات المادية والرقمية، تبيع الشركات في الاقتصاد التقليدي المنتجات المادية لعملائها. وتختلف كذلك قنوات البيع؛ إذ تبيع الشركات في الاقتصاد الرقمي منتجاتها عبر الإنترنت من خلال منصات التجارة الإلكترونية، في حين تبيع الشركات في الاقتصاد التقليدي منتجاتها من خلال المتاجر الحقيقية. أما بالنسبة لطرق الدفع فيمكن للشركات في الاقتصاد الرقمي قبول طرق مختلفة للدفع بما في ذلك بطاقات الائتمان وبطاقات الخصم والمحافظ الإلكترونية والمدفوعات عبر الهاتف المحمول، في حين تقبل الشركات في الاقتصاد التقليدي النقد كوسيلة للدفع.
اقرأ أيضاً: