الموازنة الرأسمالية Capital Budgeting

3 دقائق

ما هي الموازنة الرأسمالية؟

الموازنة الرأسمالية (Capital Budgeting): عملية توزيع الموارد التمويلية للشركات على مشروعات أو استثمارات طويلة الأمد. وتقوم تلك العملية بالتخطيط الاستثماري طويل الأجل للشركات، حيث تعمل على تقييم واختيار المشروعات التي تمتد لفترات زمنية طويلة بحيث تتفق مع أهداف الشركة، وتعمل على تعظيم ثروة مالكيها، وتتمثل في أحيان كثيرة باستثمارات في أصول ثابتة كأراضي أو مباني أو معدات.

أهمية الموازنة الرأسمالية

تبرز أهمية الموازنة الرأسمالية من كونها تخلق المساءلة وقابلية القياس، وتساهم في حساب التدفقات النقدية المستقبلية بما يعطي الشركة فكرة حول القيمة الإجمالية المستقبلية للاستثمار الحالي وصافي الربحية باستخدام عملية وضع الميزانية الرأسمالية. بالإضافة إلى أنها تساعد على اتخاذ القرار على المدى الطويل وكذلك في تحديد الأهداف طويلة المدى حيث توفر فكرة التكاليف المستقبلية والنمو مع مراعاة التدفقات النقدية المستقبلية المتوقعة. وتتضمن العملية الكاملة لوضع الميزانية الرأسمالية العديد من الخطوات والأفكار التي يجري بناء عليها اتخاذ عدد من القرارات من قبل المستويات المختلفة للشركة. وهذا يسمح بتدفق المعلومات وتبادلها داخل الأقسام المختلفة وبالتالي يزيد من الاتصال فيما بينها.

خصائص الموازنة الرأسمالية

تمتاز الموازنة الرأسمالية بخصائص عدة من أهمها نذكر:

  • ترتبط الميزانية الرأسمالية باتخاذ القرارات التي تتطلب أموالاً كبيرة. إنها عملية تستخدم لتختار الإدارة المشاريع الرأسمالية عالية القيمة، ويحلل المدراء فرص الاستثمار المختلفة واتخاذ القرار بعناية مناسبة.
  • إن القرارات المتخذة من خلال عملية الميزانية الرأسمالية هي قرارات لا رجوع فيها في طبيعتها. إذ تتطلب هذه العملية اتخاذ خيارات لاستثمار أموال كبيرة في مشاريع رأسمالية مختلفة متاحة، ويصبح من الصعب تعديل القرار بمجرد اتخاذه لأنه ينطوي على تخصيص أموال كبيرة ويؤثر في نمو الشركة.
  • تنطوي عملية وضع الميزانية الرأسمالية على درجة عالية من المخاطر، حيث تتعلق القرارات المتخذة في هذه العملية بالمستقبل غير المتوقع مثل التغيير في الموضة والذوق، وقد يؤدي التقدم التكنولوجي والبحثي إلى مخاطر أعلى.
  • تمتلك قرارات الميزانية الرأسمالية تأثيرات طويلة المدى في قدرة الشركة على كسب الربح. إذ تؤثر القرارات المُتخذة من خلال إعداد الميزانية الرأسمالية على كل من إمكانات الأرباح الحالية والمستقبلية للشركة. وكذلك في هيكل تكلفة الأعمال؛ إذ أنه من خلال القرار  المُتّخذ في هذه العملية، يلتزم العمل بتكاليف مثل الفائدة والتأمين والإيجار والإشراف وما إلى ذلك.
  • تؤثر عملية إعداد الميزانية الرأسمالية مباشرة في القوة التنافسية المستقبلية للأعمال. إذ أن القرارات المتخذة في هذه العملية تتعلق بالاستثمارات المدرة للربح وتؤثر على نمو الشركة، ونقاط القوة والضعف في الأعمال التجارية.

مراحل إعداد الموازنة الرأسمالية

تعد الموازنة الرأسمالية أداة من أدوات اتخاذ القرار والتحكم التي تعتمد عليها الشركات، كما تمر بخمسة مراحل، وهي: تحديد المشروعات التي تتوافق مع استراتيجية الشركة، والحصول على البيانات والمعلومات، والتنبؤ بالتدفقات النقدية المحتملة لجميع المشروعات البديلة، وصنع القرار من خلال الاختيار ما بين البدائل المتاحة وتحديد الاستثمار الأكبر في العائد والأقل في التكلفة، وتنفيذ القرار ومن ثم تقييم الأداء ومن ثم اكتساب الخبرات ومراجعة الخطط إن لزم الأمر.

أثر الإهلاك في إعداد الموازنة الرأسمالية

يعد الإهلاك مفهوماً مهماً في الموازنة الرأسمالية، ومن الناحية المثالية لا ينبغي أن يكون له أي تأثير في التدفقات النقدية، ولا يُضمّن في الموازنة الرأسمالية وذلك لأنه يعد نفقات غير نقدية. باستثناء الحد الذي يؤثر من خلاله في حسابات الضرائب للتدفقات النقدية "بعد الضريبة"، إذ تُستخدم التكلفة الكاملة للأصل لحساب الإهلاك السنوي الذي سيُصرف لأغراض الضريبة أثناء إعداد الموزانة الرأسمالية.

الطرق المستخدمة في تنفيذ الموازنة الرأسمالية

توجد طريقتان تستخدمان في تنفيذ الموازنة الرأسمالية وهما:

 

  • الميزانية الرأسمالية التقليدية (Traditional Capital Budgeting): تنطوي هذه الطريقة على طريقتين فرعيتين هما: وضع الميزانية الرأسمالية بالاعتماد على معدل فترة الاسترداد وهي الفترة التي يجب أن يقضيها المشروع حتى يسترد رأس المال المدفوع بالكامل، أما الطريقة الثانية فتعتمد على متوسط معدل العائد الذي يحسب صافي الربح أو الخسارة من الاستثمار خلال فترة زمنية محددة.
  • التدفق النقدي المخصوم (Discounted Cash Flow): تعتمد هذه الطريقة على حساب القيمة الزمنية للنقود، لمعرفة القيمة الحالية للاستثمار اليوم وفقاً لمقدار الأموال المتوقع توليدها في المستقبل ومن أنواع هذه الطريقة: صافي القيمة الحالية الذي يحسب الفرق بين القيمة الحالية للتدفق النقدي الوارد والقيمة الحالية للتدفق النقدي الصادر على مدار فترة من الزمن، أما الطريقة الثانية فهي معدل العائد الداخلي وهو معدل الخصم الذي يجعل العائد السنوي المتوقع للاستثمار يساوي صافي القيمة الحالية أو صافي الإنفاق النقدي الأولي للاستثمار، والطريقة الأخيرة تعتمد على حساب مؤشر الربحية من خلال قسمة القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية المتوقعة على مبلغ الاستثمار الأولي في المشروع.

 

 

ما التحديات التي يمكن مواجهتها عند تنفيذ الموازنة الرأسمالية؟

نظراً إلى أن الموازنة الرأسمالية تطبّق على فترة زمنية طويلة فمن المحتمل أن تواجه مخاطر وقد تقع أحداث تؤثر على الميزانية وتسبب عدم اليقين.

تعرف على:

قد يهمك:

المحتوى محمي