ما هي المدة التي يستغرقها المسؤول عن التوظيف ليقرر ما إذا كنت مناسباً لشغل الوظيفة؟ في الواقع إنها 7 ثوان تقريباً، وفقاً لبحوث حول رصد حركة العين. لفهم ذلك، أغلق عينيك وخُذ نفساً عميقاً مرتين. ففي المتوسط، هذا هو الوقت الذي يستغرقه مدراء التوظيف في القراءة السريعة لسيرتك الذاتية وتقييم تاريخك وآمالك وأحلامك قبل إلقائها في سلة المهملات أو نقلك إلى الجولة التالية من عملية التقديم لشغل الوظيفة. لذلك من المهم أن تجعل سيرتك الذاتية جذابة لكي لا تلقى في سلة المهملات.
بالنسبة إلى هؤلاء الذين انضموا للتو إلى قوة العمل أو الذين يتطلعون إلى إجراء تحول وظيفي، هناك شيء واحد واضح: أنهم بحاجة إلى إيجاد طرق ليتميزوا عن الآخرين، وبسرعة. في حين أن هناك وفرة من التوجيهات المتاحة عبر الإنترنت حول كيفية أن تكون مرشحاً "رائعاً"، إلا أنها قد تكون متناقضة أو مربكة حسب مكان وزمان البحث عن الوظيفة.
قضيت الأسابيع القليلة الماضية في تبادل أطراف الحديث مع خبراء التوظيف المتخصصين في العمل عن بُعد والتنوع والمساواة والاندماج أيضاً، في محاولة لمعرفة أحدث النصائح المتعلقة بالتقدم بطلب للحصول على وظيفة جديدة، خاصة في ظل الجائحة الحالية. وقد طلبت منهم التفكير ملياً في كل شيء، بداية من كيفية فرز السير الذاتية إلى الكيفية التي يمكن بها للمرشحين بناء شبكة علاقات تساعدهم على الفوز في مقابلة شخصية فعلية.
إليكم ما علمته:
تغلب على الروبوتات
وفقاً لسليمان رحمن الرئيس التنفيذي لشركة "دايفرس فورس" (DiverseForce)، قد لا يكون المسؤولون عن التوظيف الأشخاص الوحيدين الذين تحتاج إلى إثارة إعجابهم. فقد قال لي: "تستخدم المؤسسات الأتمتة على نحو متزايد لفرز السير الذاتية، لذا من المهم للباحثين عن عمل استخدام الكلمات المفتاحية الواردة في التوصيف الوظيفي الفعلي". باختصار، يتم استخدام عدد متزايد من أدوات الذكاء الاصطناعي لمطابقة الكلمات المستخدمة في سيرتك الذاتية مع الكلمات الواردة في إعلان الوظيفة.
وهذا يعني أنك عندما تتقدم بطلب للحصول على أي وظيفة، ينبغي لك الانتباه إلى ما كتبته الشركة حول الوظيفة؛ كل شيء بداية من الوصف العام إلى المؤهلات. فالكلمات التي تستخدمها الشركات صيغت عمداً بحيث تسلط الضوء على المهارات والخبرات التي تبحث الشركات عنها، لذا استخدم الكلمات والعبارات نفسها في سيرتك الذاتية. وإذا فعلت ذلك، فسيكون لديك فرصة أفضل للتغلب على الذكاء الاصطناعي واجتياز عملية الفرز الأولية.
وقد حذّر رحمن أيضاً من تصميمات السيرة الذاتية المزدحمة أو المعقدة للغاية، حيث قال: "قد تكون السير الذاتية المنسقة بطريقة غير تقليدية جاذبة للنظر، ولكن قد يكون من الصعب على النظم المؤتمتة العثور على الكلمات المفتاحية في هذه السير، ما يمكن أن يعود بنتائج عكسية على المرشح".
نصيحة من خبير: إذا كنت ترغب في إبراز جانبك المبدع، فكّر في إعداد ملف لأعمالك عبر الإنترنت بدلاً من عرضها في سيرتك الذاتية. فهذه طريقة رائعة لتسليط الضوء على مسيرتك المهنية وخبراتك بمحتوى غني بالألوان ولافت للنظر. وأدرج رابط ملفك الشخصي في سيرتك الذاتية. هناك خيار آخر يتمثل في استخدام منصة للتسجيل قائمة على السحابة مثل "لووم" (Loom) لإعدادفيديويحمل طابعاً شخصياً ويمكن ربطه بسيرتك الذاتية.
أبرز مهاراتك
ينبغي أن تروي سيرتك الذاتية قصة تعكس ما الذي يجعلك المرشح الأنسب لهذا الدور الوظيفي. ومثل جميع القصص الرائعة، يجب أن تبدأ قصتك بما يجذب الانتباه. أسفل اسمك ولقبك، أدرج وصفاً ملخصاً حول ما تقدمه وما أنت عليه بوصفك مهنياً، بالإضافة إلى قسم يضم المهارات الأساسية ويسلط الضوء على نقاط قوتك، مع التركيز على المهارات الأكثر صلة بالوظيفة.
فيما يلي مثال على ذلك:
مدير مشروعات طموح وبارع في خلق نظام من الفوضى. تحفزني التحديات المعقدة ولا يربكني الغموض، نظراً إلى عملي في أدوار عديدة ضمن التدريب الداخلي في شركات ناشئة تقدم البرمجيات كخدمة. أساعد الفِرق على البقاء في المسار الصحيح ولدي قدرة خاصة على تحديد النقاط العمياء وإيجاد حلول بسيطة ورائعة للمشكلات غير المتوقعة. لقد كان الاضطلاع بدور رئيسي في إطلاق المنتجات عن بُعد أمراً شائقاً، ولكن لا يزال ما يدفعني إلى تحقيق المزيد هو فرصتي في رسم مسار للآخرين بصفتي فرداً ضمن فئة من الفئات غير الممثلة تمثيلاً كاملاً في مجال التكنولوجيا.
تقول بري رينولدز مديرة التطوير المهني في شركة "فليكس جوبز" (FlexJobs): "ينبغي أن يشير القسم العلوي من سيرتك الذاتية إلى تطلعاتك ويوضح ما يمكنك تقديمه وما ترغب في تحقيقه بوصفك مهنياً". وتضيف: "وهذا الجزء مختلف تماماً عن بقية السيرة الذاتية التي ستوضح فيها ما أنجزته حتى الآن".
وبالنسبة إلى قسم المهارات الأساسية، توصي رينولدز أيضاً بتسليط الضوء على أي مهارات تتعلق بالعمل عن بُعد، حيث تقول: "نظراً إلى أن العمل في العديد من الأدوار الوظيفية أصبح عن بُعد جزئياً، إن لم يكن كلياً، فإن قسم المهارات التقنية ينبغي أن يبرز قدرتك على العمل باستخدام التقنيات ومن خلال منصات مختلفة".
نصيحة من خبير: تأكد من إدراج أي برامج تتعلق بالعمل أنت ملم بها مثل "مايكروسوفت وورد" (Microsoft Word) و"إكسل" و"سيلز فورس" (Salesforce) و"وورد بريس" (WordPress)، وأي أدوات للتعاون عن بُعد اعتدت على استخدامها مثل برامج التراسل الفوري والدردشة: "سلاك" (Slack) و"تيمز" (Teams) و"جوجل شات" (Google Chat)، والبرامج المستخدمة في مشاركة الملفات مثل "دروب بوكس" (Dropbox)، والبرامج التي تتيح التعاون في تعديل المستندات مثل "بوكس" (Box) و"جوجل درايف" (Google Drive)، وتقنيات عقد المؤتمرات عبر الفيديو مثل "غو تو ميتنغ" (GoToMeeting) و"سكايب" (Skype) و"زووم" (Zoom).
لا تجعل خبرة العمل مقتصرة على خبراتك المهنية
هل أنهيت دراستك الجامعية مؤخراً وخبرتك في العمل ضئيلة؟ فكّر في تضمين المشاريع الكبيرة والأوراق البحثية التي عملت عليها عندما كنت طالباً. تقول رينولدز: "يمكن أن تنطوي المشاريع الجماعية والأوراق البحثية الكبيرة على أنواع المهارات التي يبحث عنها العديد من أصحاب العمل كالتواصل ومهارات الكتابة وإدارة الوقت والتركيز وإدارة المشاريع والعمل الجماعي والبحث، على سبيل المثال لا الحصر".
قد يكون من الصعب تحديد المكان الذي ينبغي وضع هذا النوع من الخبرات فيه ضمن سيرتك الذاتية، ولكن إذا كنت قد أنجزت هذا العمل في وسط أكاديمي إلى حد كبير، يوصي الخبراء بإدراجه بشكل منفصل تحت قسم "الخبرات ذات الصلة". واستخدم ألقاب مثل شريك في البحوث أو مدير الاستراتيجية أو مدير مشاريع، وبيّن بوضوح أي قيود زمنية كنت ملتزماً بها للتأكيد على أنك معتاد على العمل وفق مواعيد نهائية.
سينبهر أصحاب العمل المحتملون بقدرتك على الربط بين خبراتك التي اكتسبتها أثناء الدراسة وبعدها، بالإضافة إلى قدرتك على تقديم قيمة خارج نطاق الواجبات التي تكلف بها.
نصيحة من خبير: سلط الضوء على المشاريع ذات الصلة بالوظيفة المحتملة فقط.
دع الأرقام تتحدث نيابة عنك
أي من هذه العبارات تبدو أكثر إثارة للإعجاب؟
- "في وظيفتي السابقة قدتُ الفريق لزيادة العائدات بنسبة 20%".
- "في وظيفتي السابقة، ساهمت في زيادة العائدات من 5 مليون دولار إلى 6 مليون دولار، وهي زيادة بنسبة 20%، مع قيادة فريق عالمي مكون من 6 موظفين يعملون وفق 4 مناطق زمنية مختلفة".
على الأرجح سيختار معظم المسؤولين عن التوظيف العبارة الثانية؛ فهي لا تتحدث عن إنجازات المرشح فحسب، ولكنها تُظهر أيضاً مدى عمق نجاحه من خلال الإشارة إلى حقائق واضحة وملموسة.
وكما هو الحال مع الحقائق، لا يمكن لأحد المجادلة حقاً حول الأرقام. "الأرقام تساعدنا على فهم مدى نجاح المرشح"، كما أوضح لانس روبنز، مدير إدارة تطوير الاقتصاد وقوة العمل في شركة "ديستريبيوت كونسلتينغ" (Distribute Consulting). وأضاف: "فالمقاييس ضرورية لسرد النجاحات السابقة". لذا، تتبع أي إنجازات بارزة قابلة للقياس تحرزها في دورك الوظيفي أو مشروعك أو تدريبك الحالي. فما يدريك متى ستحتاج إلى جمع هذه البيانات معاً لتدعيم موقفك عند تقديم طلب للحصول على وظيفة أو أثناء إجراء المقابلة الشخصية.
نصيحة من خبير: استمر في فعل ذلك حتى بعد الحصول على الوظيفة. حيث يمكنك استخدام الأرقام لتوضيح سبب استحقاقك لترقية أو علاوة في المستقبل.
اجعل خطابك التعريفي يحمل طابعاً شخصياً
وأخيراً وليس آخراً، لنتحدث عن الخطابات التعريفية، وفيها ستحتاج إلى جذب انتباه قارئ سيرتك الذاتية على الفور. هناك طريقة مضمونة لفعل ذلك وهي مخاطبة القارئ بلقبه الفعلي. (ضع نفسك مكانه؛ إذا تلقيت خطاباً من مسؤول عن التوظيف يبدأ بعبارة "إلى مَن يهمه الأمر" أو "عزيزي المرشح المحتمل للوظيفة"، هل ستشعر بالحماس؟ على الأرجح لا!).
يمكنك عادة العثور على هذه المعلومة من خلال المواقع التي تضم شبكات علاقات مهنية مثل "لينكد إن". يوصي روبنز بتحديد قائمة قصيرة تضم من 15 إلى 25 من أرباب العمل المستهدفين، حيث يقول: "تواصل مع الموظفين الحاليين الذين يشغلون أدواراً مماثلة. وتذكر أن التعارف عبر الإنترنت لا يختلف عن التعارف على أرض الواقع، لذا فإن الترويج لنفسك في مرحلة مبكرة ليس فكرة جيدة عادة. خذ بعض الوقت لبناء الثقة والتفاعل مع الآخرين بطريقة داعمة. ودع الأشخاص يعرفون أنك متاح وتود أن يتم اختيارك لشغل وظيفة شاغرة حالياً (أو في المستقبل)".
فيما يلي بعض الاقتراحات لما يمكنك قوله:
- "لاحظت من ملفك الشخصي على موقع "لينكد إن" أنك تعمل في الشركة منذ (....) سنوات. ما هو أكثر شيء تحبه في عملك هناك؟ وما الذي منعك من البحث عن عمل في مكان آخر؟".
- "قرأت في صفحة الوظائف الخاصة بالشركة أن (....) هي إحدى قيم شركتك. كيف يبدو ذلك بالنسبة إلى شخص يشغل دورك الوظيفي؟ وكيف ترى تحقُّق ذلك عملياً؟".
- "هل هناك أي ممارسات أو مهارات تنصحني بصقلها لإيجاد وظيفة كوظيفتك في شركتك؟".
عندما تبدأ في صياغة خطابك التعريفي، فكّر في الأشياء التي من المحتمل أن يهتم بها القارئ. افحص الموقع الإلكتروني للشركة، واطلع على رسالتها. ابحث عن الشركة لكي تكون على اطلاع بآخر أخبارها أو ما يُقال عنها في وسائل الإعلام. وتفقّد حسابات الشركة على وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة ما تتحدث عنه. راجع المنشورات المتعلقة بمجال اهتمامك لملاحظة أي تحولات في القطاع تجدر الإشارة إليها. فكل ذلك سيساعدك على فهم احتياجات المؤسسة وقيمها واهتماماتها على نحو أفضل.
والآن اسأل نفسك: "بمعرفة هذه المعلومات، كيف يمكنني المساهمة في تلك الجوانب إذا شغلت هذا الدور؟ وما الذي سيجعل إسهاماتي مميزة؟". ودوّن إجابتك في خطابك التعريفي.
نصيحة من خبير حول طريقة كتابة السيرة الذاتية: بناء علاقات شخصية ومعرفة هوية مدير التوظيف والتواصل معه شخصياً مع إرسال الوثائق المتصلة بطلب الحصول على الوظيفة الشاغرة، قد تكون من أهم الإجراءات التي تتخذها لكي تجعل سيرتك الذاتية مهمة وجذابة ولكي تضع سيرتك الذاتية على قمة مجموعة السير الذاتية المرسلة افتراضياً أو بالقرب منها.
اقرأ أيضاً: تعلّم كتابة السيرة الذاتية عندما لا يعكس مسماك الوظيفي مسؤولياتك.