ملخص: عانى ملايين الآباء والأمهات العاملين موجات متواصلة من التحديات والتغييرات خلال جائحة "كوفيد-19". والآن، في حين يتعين على الكثيرين العودة إلى أماكن العمل، هناك أمل في "العودة إلى الحياة ما قبل الجائحة". ولكن هناك الكثير من المخاوف حيال أسر الآباء والأمهات العاملين واكتشاف ما تنطوي عليه هذه المرحلة الانتقالية، وما نريد أن تنطوي عليه، بعد عام ونصف العام من إيجاد توازن وواقع جديد بحذر. وعندما تمر بهذه المرحلة الانتقالية، من المهم أن تأخذ الوقت الكافي وتبني مستقبلاً يناسبك، مع الأخذ في الاعتبار ما عانيت منه في أثناء الجائحة. ارسم خطاً زمنياً لأشهر الجائحة، وحدد الإيجابيات والسلبيات. ثم ضع دائرة حول الإيجابيات التي تريد الحفاظ عليها، وضع علامة X على السلبيات التي يجب تغييرها للمضي قدماً. وأخيراً، حدد الطرق التي يمكنك من خلالها الحفاظ على اللحظات الهادفة ضمن الإيجابيات التي حددتها للمضي قدماً، وتعديل جدولك وفقاً لذلك في أثناء عودتك مرة أخرى إلى مكان العمل.
التقينا أنا وأمير وريا في ربيع عام 2020، في الوقت الذي قلبت فيه الجائحة الحياة رأساً على عقب، ما دفع الآباء والأمهات العاملين إلى التساؤل: كيف يمكننا التغلب على هذه الاضطرابات الكثيرة بهذا الدعم القليل؟ وكيف نخلق وضعاً طبيعياً جديداً يناسبنا جميعاً؟
خلال الفترة التي تلت ذلك والتي تزيد على 18 شهراً، واجه ملايين الآباء والأمهات حول العالم موجات متواصلة من التحديات والتغييرات. والآن أصبح هناك أمل في "عودة الحياة إلى الوضع ما قبل الجائحة" هذا الخريف، على الأقل في أجزاء من أميركا الشمالية وأوروبا. ولكن الواقع الذي سنعود إليه لن يكون مشابهاً للوضع السابق. فقد اضطر الملايين إلى الخروج من قوة العمل، وخاصة الأمهات. ولدى الشركات مجموعة واسعة من التوقعات حول كيفية إنجاز العمل والمكان الذي يجب إنجازه فيه.
والنتيجة هي الشعور بقلق شديد حول اكتشاف ما تنطوي عليه هذه المرحلة الانتقالية، والأهم من ذلك ما نريد أن تنطوي عليه، بعد عام ونصف العام من إيجاد توازن وواقع جديد بحذر.
إعادة الوضع الطبيعي لدى أسر الآباء والأمهات العاملين
كان معظمنا مشغولاً للغاية في محاولة تدبر أمورنا في خضم الأزمة، في المنزل وفي العمل، لدرجة أنه لم تُتح لنا الفرصة للتفكير بشكل سليم في الأمور الجيدة والأمور السيئة التي لا نريد التفكير فيها مطلقاً فضلاً عن عيشها مرة أخرى. ولكن عندما تمُر بهذه المرحلة الانتقالية، من المهم أن تأخذ الوقت الكافي وتبني مستقبلاً يناسبك، مع الأخذ في الاعتبار ما عانيت منه في أثناء الجائحة. أوصي برسم مخطط للعام ونصف العام الماضيين للاسترشاد به في تحديد ما قد يتضمنه مستقبلك. يتيح لنا هذا التمرين أن نعترف بصدق بالأجزاء التي تستحق أن نحتفظ بها والأجزاء التي نرغب في التخلص منها.
ما ستحتاج إليه:
- ورقة بيضاء (في حالة إجراء التمرين كزوجين أو عائلة، يمكن استخدام ورقة منفصلة لكل فرد أو استخدام ورقة كبيرة يكتب فيها الجميع).
- أقلام سبورة أو طباشير ملونة أو أقلام.
- صور (من المكان الذي تخزن فيه صورك، مثل هاتفك).
- تقويم أو مفكرة تضم أحداث واجتماعات العام الماضي.
ابدأ برسم مخطط
ارسم خطاً أفقياً عبر منتصف ورقتك باعتباره خطاً زمنياً، وقسّمه إلى علامات من يناير/كانون الثاني عام 2020 إلى سبتمبر/أيلول عام 2021. والآن، اطلع على صورك وتقويماتك شهراً بعد شهر. اسمح لنفسك بالعودة بالزمن إلى الوراء وتذكُّر الشعور بالهلع الذي انتابك في مارس/آذار. وتذكر أيضاً الهدوء المخيف الناتج عن تعطل العمل على الصعيد العالمي، والشعور بالانزعاج الذي صاحبه. والشعور بالإحباط والخوف نظراً إلى استمرار الجائحة خلال الأعياد وأعياد الميلاد وغيرها من الأحداث. والآراء المتفاوتة بشأن العودة إلى مقرات العمل، وتحديات التعليم المدرسي والعمل، ومكالمات الأصدقاء المبهجة، والخسائر.
حدد الإيجابيات والسلبيات، شهراً بشهر. في أثناء قيامك بذلك، ضع في اعتبارك 3 منظورات مختلفة: الأعمال الروتينية والعادات والعلاقات. الأعمال الروتينية هي الأحداث المنتظمة مثل اصطحاب الأبناء إلى المدرسة أو رحلة الذهاب إلى العمل. العادات هي الأشياء التي نستمتع بها ونربطها بمعنى، مثل مكالمات الفيديو العائلية ووجبات العشاء في العطلة الأسبوعية. العلاقات من حيث الأكثر أهمية مع الزوج/الزوجة والأطفال والأسرة والأصدقاء ونفسك، ولكنها يمكن أن تشمل أيضاً العلاقات المهنية، مع مدير داعم للغاية في مشروع عمل تعاوني أو زميل يصر على خوض حوارات محبطة، وأي علاقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ماذا كان شعورك عند التفاعل عبر "إنستغرام" أو "تويتر" خلال هذا الوقت؟
اكتب بالتفصيل بقدر ما تريد، لكن هذا التمرين لا يتعلق بالشمولية بقدر ما هو وسيلة للتفكر والتذكر بصدق. أضف الألوان والصور والرسومات، وكل ما تريد، فهذا مخطط للتجارب التي مرت بها عائلتك.
ركز على ما هو أكثر أهمية
ضع دائرة حول الإيجابيات التي تريد الحفاظ عليها، وضع علامة X على السلبيات التي تريد تغييرها.
ما هي الإيجابيات غير المتوقعة؟ قد تتمثل هذه الإيجابيات في مكالمات الفيديو الأسبوعية مع العائلة والأصدقاء، والشعور بترابط أقوى مما شعرت به منذ وقت طويل. وقد تتمثل أيضاً في تكوين شبكة دعم مع العائلات المقربة. وقد يكون الأمر أكثر خصوصية، كإيجاد اهتمامات ومواطن قوة لم تكتشفها من قبل.
على الجانب الآخر، ما الذي شكَّل تحدياً بالنسبة إليك وتحتاج بالتأكيد إلى تغييره؟ على سبيل المثال، لا ذهاب يومياً إلى العمل، والعمل أصبح من المنزل طوال الوقت، ولا يمكن السفر. كيف تريد استعادة ذلك؟ إذا لاحظت أنك تفتقد الذهاب يومياً إلى العمل والهدوء الذي يكتنفه، ولكنك ستظل تعمل من المنزل بضعة أيام في الأسبوع، فهل يمكنك التخطيط لرحلة وهمية إلى المقهى والعودة إلى المنزل قبل بدء العمل كل صباح؟ وإذا كنت تفتقد قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء، فهل يمكنك تحديد موعد شهرياً لتناول العشاء معهم؟
تطلّع إلى المستقبل من أجل إدارة موضوع أسر الآباء والأمهات العاملين
فكر في الأشهر الستة المقبلة. ما المتوقع أن يتغير، في العمل والمدرسة وفي أنشطتك وفي المنزل؟ وما الشكل المثالي للمستقبل في نظرك؟ وكيف يمكنك دعم الشكل الأقرب ما يكون له؟ وكيف يمكن الحفاظ على الإيجابيات التي وضعتها في دائرة مع إجراء بعض التعديلات؟
على سبيل المثال، ربما تتحول مكالمات الفيديو الأسبوعية مع العائلة إلى مكالمات شهرية. وبدلاً من الذهاب للمشي صباحاً قبل المدرسة أو العمل، يمكن المشي مساءً. فكر في كيفية الحفاظ على الوقت الذي كنت تخصصه لممارسة التمارين الرياضية بانتظام أو كيفية تبسيط الأمور اللوجستية في منزلك (تقليل المواعيد المدرجة في جداول مواعيد الجميع أو خلق فرص لممارسة المزيد من الأنشطة معاً بالنظر إلى عمل كلا الوالدين من المنزل). يمكنك اختيار قصر الأنشطة اللامنهجية على نشاط واحد أو اثنين فقط، أو اختيار نشاط تقوم به الأسرة بأكملها معاً. وقد ترغب في الإبقاء على وجبات الطعام الأسبوعية المشتركة. بعد ذلك، ابدأ في التخطيط للمرحلة الانتقالية والعودة إلى المكتب، مع وضع هذه الأفكار في الاعتبار.
الهدف من هذا التمرين المعني بموضوع أسر الآباء والأمهات العاملين ذو شقين: اتخاذ القرارات بشكل مدروس ومساعدتك على الشعور بمزيد من التحكم في اختياراتك خلال الفترات الانتقالية. لا يتعلق الأمر بالعودة إلى مكان العمل ولا بتعويض ما فاتك، بل يتعلق ببدء فصل جديد من حياتك . فقد طورنا مهاراتنا ومواهبنا وتعلمنا دروساً يمكننا الاستفادة منها في المستقبل. إنها لحظة تحول أخرى، ولكن مثلما تعاملنا مع المجهول خلال العام ونصف العام الماضيين، سيكون لدينا ما نحتاج إليه لاجتياز ما سيواجهنا في المستقبل على نحو مدروس من خلال رسم المخطط المناسب.