كيف تستطيع الشركات الصغيرة والمتوسطة النجاة من أزمة كورونا؟

4 دقائق

مع بدء الحكومات الطلب من المواطنين البقاء في منازلهم وعدم الخروج منها إلا للحاجات الضرورية، وجدت الشركات حول العالم نفسها في مواجهة قرارات صعبة، وخصوصاً الشركات الصغيرة. تتمتع هذه الشركات بأهمية حيوية بالنسبة للاقتصادات الوطنية، فهي توظف 58.9 مليون شخص في الولايات المتحدة لوحدها (أي ما يعادل قرابة 47.5% من إجمالي القوة العاملة في القطاع الخاص هناك). كما قُدرت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 5.9 تريليون دولار في عام 2014، وهي أحدث البيانات المتوفرة لقياس الناتج المحلي الإجمالي للشركات الصغيرة. فماذا عن نجاة الشركات من أزمة كورونا بطريقة صحيحة؟

من ضمن هذه الشركات شركتنا، "فاست ساينز إنترناشيونال" (FASTSIGNS International)، وهي شركة امتياز تجاري تضم وحدات مستقلة يملكها ويديرها رواد أعمال محليين. وهي تدعم المؤسسات الأخرى عن طريق تزويدها باللافتات والرسومات البيانية المرئية للمؤتمرات والمعارض التجارية، والفعاليات، والعروض الترويجية في نقاط الشراء، والإعلانات الترويجية. وفجأة، شهد الطلب على هذه الخدمات هبوطاً كبيراً، إلا أنه مفهوم، وليست شركتنا وحدها في ذلك. ونظراً لعملي أيضاً كرئيسة "رابطة حقوق الامتياز التجارية الدولية" (International Franchise Association)، لحظت صراع الشركات الصغيرة في قطاع الامتياز التجاري مع تدهور المبيعات بسبب هذه الأزمة الاقتصادية غير المتوقعة.

كيفية نجاة الشركات من أزمة كورونا

من الضروري أن تنجو الشركات الصغيرة في جميع أنحاء العالم من هذا الوباء، فهي، وشركتنا من ضمنها، تتمتع بأهمية حيوية في اقتصاد البلاد. ولكن كيف لها أن تنجو في هذه الأزمة العجيبة؟ فيما يلي ثلاث طرق يمكن لرواد الأعمال من خلالها حماية أنفسهم.

1. احرص على ما لديك من سيولة 

يتمثل أحد أهم التحديات التي تواجه الشركات الصغيرة في الوصول إلى الأموال النقدية. تنطوي إدارة كافة أنواع الشركات على مجازفات كبيرة، بيد أن الشركات الصغيرة تحديداً هشة للغاية. وبحسب "إدارة الشركات الصغيرة" (Small Business Administration) في الحكومة الاتحادية، فإن نصف الشركات الصغيرة فقط يمكنها الاستمرار أكثر من خمسة أعوام. إذ تستنفذ تكاليف النفقات العامة، كالإيجارات والرواتب وفواتير المرافق، معظم السيولة النقدية للمالكين وخصوصاً في الأعوام الأولى. وإذا زاد على ذلك نقص الإيرادات الناتج عما يتسبب به الوباء من تباطؤ في الخدمات والاستحقاقات اللازمة مؤخراً، فسينهار رواد الأعمال.

اقرأ أيضاً: كيف تدير موظفاً يمر بأزمة شخصية؟

ومن أجل التغلب على هذه الصعوبة قصيرة الأجل، يجب على أصحاب الشركات الصغيرة دعم الجهود الرامية لتوفير سيولة فورية والحفاظ على إمكانية إيفاء الشركة بالتزاماتها الحالية. بموجب مقترح "صندوق استقرار قوة العمل في الشركات الصغيرة" (Small Business Workforce Stabilization Fund)، يمكن لوزارة الخزانة إعفاء الشركات الصغيرة من سداد قروض المساعدات المالية المقدمة لها والتي كانت قادرة على سدادها قبل الأزمة، طالما أنها ستعيد توظيف نفس عدد الموظفين في غضون 12 شهراً بعد الأزمة. سيؤمن هذا البرنامج تدفقاً نقدياً فورياً لأضعف الشركات ويضمن دفع أجور الموظفين ويتيح نمو الشركات فور عودة زبائنها. كما يحتمل أن يرفع القانون سقف القروض التي يمنحها برنامج "إكسبرس لإدارة الشركات الصغيرة" (SBA Express) من 350 ألفاً إلى مليون دولار. وأعتقد أن هذا النوع من العروض يشكل أداة أساسية لاستقرار السوق وإغاثة أصحاب الشركات وموظفيها وعائلاتهم.

2. احرص على إمكانية الوصول إلى رأس المال

السيولة النقدية هي جزء من المعادلة بالنسبة لشركات الامتيازات التجارية، فكلفة البضائع المباعة في قطاع الخدمات هي الرواتب التي تدفع للموظفين بصورة أساسية، وأعباء الديون الناتجة عن قروض إدارة الشركات الصغيرة شائعة في الشركات الصغيرة، وقد تولد ضغطاً إضافياً على أصحاب الشركات. لذا، مع انخفاض الطلب وتنفيذ قوانين الإجازات المدفوعة، أصبح تسريح العمال يشكل مصدراً حقيقياً للقلق.

ومن أجل مساعدة الشركات الصغيرة على دفع الأجور وتغطية النفقات، بما فيها الإجازات المرضية مدفوعة الأجر والإجازات مدفوعة الأجر وفق قانون الإجازات العائلية والطبية وسداد القروض، أصبح من الضروري وضع خطة إعانة مصممة للشركات الصغيرة. وبرأيي، فإن اقتراح "قانون الشركات لاستعادة الأمن الاقتصادي والثقة وبقاء المستخدم" (RESCUE) الصادر عام 2020 بقيمة 300 مليار دولار سيفي بالغرض. فبناء عليه، تتنازل "إدارة الشركات الصغيرة" عن جميع الرسوم المتعلقة بالقروض السبعة من فئة (آ) لمدة عام كامل لكل من المقرضين والمقترضين، وتقدم ضمان قرض بنسبة 90% لجميع القروض مهما كان حجمها. كما يحتمل أن يؤدي القانون إلى رفع سقف القرض في برنامج "إكسبرس لإدارة الشركات الصغيرة" من 350 ألفاً إلى مليون دولار، ومنح الشركات المحلية الفرصة اللازمة لاستمرارها في العمل والاحتفاظ بموظفيها في ظل الأزمة الصحية.

اقرأ أيضاً: كيف توازن بين العمل والعناية بكبار السن خلال أزمة كورونا؟

3. تشارك مع واضعي السياسات

هناك مقترحات هائلة في واشنطن تدعو لتقديم مساعدات بمليارات الدولارات للشركات الصغيرة، وقد تبدو صعبة التحقيق لأننا نعمل كل من مدينته على بعد أميال عن عاصمة بلادنا. لكن أصواتنا تتمتع بأهمية حاسمة في هذه اللحظة من الأزمة، ولا يمكننا ترك الشركات الكبيرة تتكلم نيابة عنا فيما يتعلق بالحوافز الطارئة أو أي سياسة اقتصادية تؤثر علينا.

يمكننا العمل كل على حدة أو أن نتشارك مع رواد الأعمال الآخرين لإيصال أصواتنا، وهناك سبل لا تعد ولا تحصى، ومواقع التواصل الاجتماعي والبريد والرسائل الإلكترونية والاتصالات الهاتفية جميعها وسائل فعالة للمشاركة. لكن أهمية الطريقة ليست على قدر أهمية الرسالة بحد ذاتها، وهي أن الشركات الصغيرة هي شريان الحياة لمجتمعاتنا واقتصادنا. لذا، نحن بحاجة إلى الإغاثة وسط هذه الأزمة.

توفر الشركات الصغيرة في مجتمعاتنا الوظائف والنمو الاقتصادي لأنظمتنا الاقتصادية المحلية، وهنا يشعر معظم الناس بأثر الوباء، فالمقاهي والمطاعم والنوادي الرياضية ومتاجر الحيوانات الأليفة جميعها مغلقة، وأصدقاؤنا وأقاربنا يخسرون وظائفهم.

اقرأ أيضاً: كيف تقود فريقك بعد ذروة الأزمة؟

آن الأوان للتحرك من أجل نجاة الشركات من أزمة كورونا بطريقة صحيحة. يقول المثل، درهم وقاية خير من قنطار علاج، وفي ظل هذا الوباء، تنطبق هذه الحكمة على أصحاب الشركات الصغيرة وزبائنهم على حد سواء. إذ يخاطر قطاع الامتيازات التجارية بخسارة 26,500 شركة صغيرة بسبب فيروس "كوفيد 19" وحده، وسيزيد تطبيق قوانين في غير محلها عدد الشركات التي ستغلق إلى 33 ألفاً. علماً أن الأرقام قد تكون أكبر بالنسبة للشركات الصغيرة خارج قطاع الامتيازات التجارية. أهم الأمور التي ستساعدنا على النجاة هي إمكانية الوصول إلى رأس المال وتأمين السيولة النقدية، وسيتم ذلك من خلال إيصال الرسالة إلى المشرعين الذين يحملون مفاتيح مستقبل نظامنا الاقتصادي.

اقرأ أيضاً: كيف تعاملت الشركات الصينية مع أزمة كورونا والدروس المستفادة

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي