ما الذي يمكنك فعله بعد مقابلة العمل النهائية؟

9 دقائق
مقابلة العمل النهائية

ملخص: قد تكون فترة الانتظار بين مقابلة العمل النهائية وقرار الشركة مثيرة للتوتر والقلق. فما الذي ينبغي لك فعله خلالها؟ وكيف يمكنك تجنب إطالة التفكير في الوظيفة المنتظَرة؟ في حين أنه قد يكون من المغري الاتصال بمدير التوظيف، خاصة إذا توصلت بعد فوات الأوان إلى الإجابة المثالية عن أحد الأسئلة الصعبة التي طُرحت عليك في المقابلة، إلا أنه من الأفضل أن تترك الأمور على حالها. وإذا بالغت في التواصل لمعرفة القرار، فقد يُنظر إليك على أنك بائس وثقتك بنفسك متزعزعة. لذا، في أثناء انتظارك ركز على القيام بأشياء إيجابية مثل قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء والزملاء الذين يحسّنون من نظرتك إلى ذاتك. وتحدث معهم حول كيفية العثور على وظائف أخرى. فعلى كل حال، هناك العشرات من الأسباب التقديرية التي قد تحول دون حصولك على الوظيفة؛ فقد تغير المؤسسة مسارها أو تجمد عملية التوظيف، لذلك ينبغي أن تستمر في البحث عن فرص جديدة. لذلك، أبقِ خياراتك مفتوحة دائماً.

 

لقد نجحت في الوصول إلى مقابلة العمل النهائية، وتنتظر الآن معرفة ما إذا كان سيتم تعيينك أم لا. فترة الانتظار هذه يمكن أن تكون عصيبة، فما الذي ينبغي لك فعله خلالها؟ هل من المناسب والمتوقع إرسال رسالة شكر مكتوبة بخط اليد؟ أم من الأفضل إرسالها عبر البريد الإلكتروني؟ وإذا وجدت الإجابة المثالية عن أحد أسئلة المقابلة بعد انتهائها، هل ينبغي لك التواصل مع مدير التوظيف لإخباره بها؟ وكم من الوقت يجب أن تنتظر قبل التواصل معهم لمعرفة ما إذا كانوا قد اتخذوا قراراً بشأنك؟ وكيف تتجنب إطالة التفكير في الوظيفة بينما تنتظر القرار؟

ما الذي يقوله الخبراء؟

فترة الانتظار بين المقابلة وقرار الشركة مثيرة للتوتر بشكل كبير؛ ففي الغالب "أنت والمؤسسة ليس لديكما الشعور نفسه بالحاجة الملحة"، كما يقول جون ليز الخبير الاستراتيجي في الحياة المهنية الذي يعيش في المملكة المتحدة ومؤلف كتاب "تفوَّق في وظيفتك الجديدة" (Get Ahead in Your New Job). فبينما تركز على ما إذا كنت قد حصلت على الوظيفة أم لا، يكون لدى الشركة الكثير من الأشياء الأخرى التي ينبغي أن تعمل عليها. ويحذر ليز من أنك خلال هذا الوقت تكون عُرضة لخطر انتهاج سلوكيات "قد تفضي إلى نتائج عكسية"، بما في ذلك الشك في قدراتك وترك انطباع لدى صاحب العمل المحتمل بأنك يائس، والأسوأ من ذلك هو أن تتوقف عن السعي إلى الحصول على وظائف أخرى. في حين أن قرار التعيين خارج نطاق سيطرتك في هذه المرحلة إلا أنك لست عاجزاً، وفقاً لما قاله جون سوليفان الأستاذ في الإدارة بـ "جامعة ولاية سان فرانسيسكو" (San Francisco State University) ومؤلف كتاب "1,000 طريقة لتوظيف أفضل المواهب" (1000 Ways to Recruit Top Talent). هناك بعض "الإجراءات الفورية التي يمكن للمرشح القيام بها بعد المقابلة لحصد ميزة تنافسية"، كما يقول جون سوليفان.

أرسِل رسائل شكر

من واجبك بعد المقابلة أن تشكر الأشخاص الذين خصصوا قدراً من وقتهم للتحدث معك. كما يقول سوليفان، يجب أن توضح من خلال رسالتك أنك متحمس لهذه الوظيفة وواثق أنك ترغب في الحصول عليها. كما يوصي بإضفاء طابع شخصي على الرسالة من خلال "ذكر أي أمر إيجابي حدث في أثناء المقابلة". وإذا كانت المقابلة أُجريت في الشركة، يمكنك إرسال رسالة شكر ورقية تقليدية، إذ يقول ليز إنها ذات لمسة شخصية راقية. أما إذا أُجريت المقابلة عن بُعد، فمن الأفضل الالتزام بالتواصل الرقمي. وإذا لم تتوافر لديك بيانات الاتصال بالشخص الذي أجرى المقابلة معك ولكنك تواصلت مع شخص آخر في الشركة لترتيب المقابلة، يمكنك إرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى الشخص الآخر لتخبره عن مدى تقديرك للوقت الذي خصصه لك هو والشخص الذي أجرى المقابلة معك. واحرص على ذكر أسماء الأشخاص الذين تحدثت معهم، واكتب رسالة مفترضاً احتمالية إعادة توجيهها إليهم. يمكنك أيضاً التواصل مع الأشخاص الذين أجروا المقابلة معك عبر موقع "لينكد إن" وإرسال رسائل شكر إليهم.

أرسِل معلومات إضافية لاحقاً

بالإضافة إلى رسالة الشكر، يوصي سوليفان بإرسال مواد إضافية لتدعم موقفك مثل إرسال نماذج أو عينات من عملك والتي تطرقت إلى ذكرها خلال المقابلة. يقول سوليفان: "إرسال معلومات إضافية يمكن أن يعزز موقفك ويساعد في إقناعهم بك وحسم قرارهم". وفي هذا الصدد يوصي ليز بإرسال مقال إخباري له صلة بالمؤسسة. وهذا المقال يمكن أن يكون متعلقاً بتقنية ما تفكر الشركة في اعتمادها أو كيفية تأثُّر أعمالها بالجائحة أو بعض التوجهات الأخرى المهمة. وعندما تفعل ذلك "فأنت تقول بشكل مهذب 'أتفهم احتياجات الشركة'".

قاوم الرغبة في إعادة المحاولة

يقول سوليفان إنه من الطبيعي أن تمعن التفكير في الأخطاء والأسئلة التي لم تجب عنها بشكل جيد بعد المقابلة. ويضيف: "بعد الخروج من مقابلة عمل يقول الجميع 'أتمنى لو قلت هذا بدلاً من ذلك'". ويقول ليز إن التعبير الفرنسي "esprit d’escalier"، الذي يعني إيجاد رد ذكي ورائع بعد فوات الأوان، ملائم لوصف هذا الموقف. وعلى الرغم من أنه من المغري الاتصال بمدير التوظيف لإعادة الإجابة عن سؤال المقابلة الذي لم تجب عنه بشكل جيد، فإن من الحكمة التحلي بضبط النفس. وفي حين أن ليز يقر بأن ردك المهذب قد يقدم معلومات مفيدة حولك لمدير التوظيف، إلا أن هذا قد يعرضك إلى "خطر أن تبدو بائساً ومحتاجاً للغاية". ونظراً إلى أنه من غير المرجح أن يكون الرد المثالي هو ما سيجعلهم يحسمون قرارهم، فمن الأفضل أن تترك الأمور على حالها.

ولكن هناك استثناءات في بعض الأحيان

يقول ليز إن الاستثناء الوحيد للقاعدة السابقة هو عندما يكون لديك شيء مفيد بوجه خاص لتضيفه إلى المحادثة. على سبيل المثال، إذا تمكنت من ربط معلومة مهمة حولك بتلبية بعض احتياجات المؤسسة، حينها قد يكون من المفيد التحدث بشأنها. ولأسلوبك أهمية بالغة في هذا السياق. يقول ليز: "يجب ألا يبدو الأمر وكأنه انتقاد لعملية التوظيف" ولا تلمح إلى أن الشخص الذي أجرى المقابلة معك نسي أن يسألك عن شيء معين. بدلاً من ذلك، قل شيئاً من قبيل "استمتعت حقاً بمحادثتنا، وأود أن أقدم لك معلومة أخرى طرأت على ذهني بعد المقابلة قد ترغب في معرفتها عني". كما يؤكد ليز على أهمية أن تكون "لطيفاً ومهنياً وموجزاً".

ابحث عن ملهيات إيجابية

قد تكون فترة الانتظار مثيرة للتوتر، ولكن حاول ألا تفكر كثيراً في الأمر. وقد يفيدك أن تبحث في أثنائها عن ملهيات إيجابية. يمكنك تنمية هواياتك، وممارسة بعض التمارين الرياضية، وقراءة روايات وكتب مفيدة. ويوصي ليز أيضاً بقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء والزملاء الذين "يحسّنون من نظرتك إلى ذاتك". تحدث مع أشخاص في شبكة علاقاتك المهنية حول كيفية البحث عن فرص عمل مختلفة. واسألهم عن الأخطاء التي يرتكبها المرشحون الآخرون خلال مقابلات العمل. يمكنك أن تتعلم الكثير حول كيفية عدم "الظهور بمظهر البائس أو المحتاج أو الشخص الذي يفرط في التواصل"، كما يقول ليز.

قم بالفحص النافي للجهالة

هناك طريقة أخرى لتمضية الوقت بشكل مفيد ومثمر تتمثل في معرفة ما إذا كنت ترغب حقاً في هذه الوظيفة إذا تم اختيارك لشغلها. يقول ليز إنه يمكنك جمع بعض المعلومات في أثناء انتظار تقديم عرض العمل. فكما يقول، يمكنك "التواصل مع معارفك في القطاع لمعرفة المزيد من المعلومات حول الوظيفة والمؤسسة" سراً. وبالطبع "إذا عُرضت عليك الوظيفة، ينبغي لك توسيع نطاق هذا البحث" من خلال القيام بمزيد من الفحص النافي للجهالة لأنك ستحتاج إلى اتخاذ قرار بشأن ما إذا كنت ستقبل الوظيفة أم لا. وهذا الوقت مناسب أيضاً "لوضع الصيغة النهائية لمعاييرك الخاصة بقبول الوظائف"، كما يقول سوليفان. حدد الحد الأدنى للاحتياجات المتصلة بالراتب، وضع خطة لكيفية التفاوض على التفاصيل المهمة الأخرى. فكما يقول سوليفان، الهدف هو "الاستعداد للمكالمة التي سيقولون فيها أنهم يريدونك" ولكن احذر من رفع سقف آمالك.

لذلك، أبقِ خياراتك مفتوحة دائماً

يقول ليز إنك ستحتاج أيضاً إلى تهيئة نفسك للأخبار السيئة. ويضيف: "هناك العشرات من الأسباب التقديرية التي قد تحول دون حصولك على الوظيفة. فقد تغير المؤسسة مسارها، ما يجعلها تجمد عملية التوظيف أو قد يقرر بعض كبار المدراء أنهم لا يرغبون في شغل هذا المنصب في الوقت الحالي". لهذا السبب ينبغي لك الاستمرار في البحث عن فرص أخرى. يقول ليز: "ابحث عما يمكن أن يقلل من حدة الرفض". ويضيف: "إذا كانت هناك محادثات أخرى جارية، فسيكون للرفض تأثير أقل. ولكن إذا أوقفت حياتك منتظراً القرار، ستخرج من هذه التجربة خالي الوفاض".

كن حكيماً عند اختيار الوقت المناسب لإعادة التواصل

من الصعب والمحير تحديد كم من الوقت يجب الانتظار قبل إعادة التواصل لمعرفة ما إذا كان مدير التوظيف قد اتخذ قراراً. يقول ليز: "لا ترغب بالتأكيد في أن تبدو كالمتسول"، كما أن التواصل المتكرر يمكن أن يضعك في موقف أسوأ عند التفاوض. في مقابلة العمل النهائية يوصي سوليفان بأن تسأل مدير التوظيف عن المدة التي يتوقع أن يتم إرسال عرض العمل خلالها. ويقول سوليفان: "إذا قالوا إنه سيتم إرسال العرض خلال أسبوع، ضاعف هذه المدة لأن الأمور تستغرق دائماً وقتاً أطول مما كان مخططاً". وعلى الرغم من ذلك، يجدر بك إعادة التواصل في غضون الإطار الزمني الذي حددوه لتُظهر لهم أنك ما زلت مهتماً بالوظيفة، ولكن "كن مهذباً ولا تضغط عليهم". ويمكنك إرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني قائلاً "لا يلزم الرد، أود فقط إعلامك بأنني ما زلت مهتماً بالوظيفة"، ما قد يساعدك في أن تتميز عن المرشحين الآخرين.

مبادئ عليك تذكرها

ما ينبغي لك فعله:

  • أعرب عن امتنانك لمدير التوظيف، إما برسالة شكر مكتوبة بخط اليد وإما برسالة عبر البريد الإلكتروني.
  • قدم بعض المواد الاحتياطية لدعم موقفك، كإرسال نماذج من عملك.
  • اقضِ وقتك بشكل مثمر من خلال القيام بالفحص النافي للجهالة حول الشركة، ووضع الصيغة النهائية لمعاييرك الخاصة بقبول الوظيفة.

ما ينبغي لك تجنبه:

  • أن تطلب إعادة الإجابة عن سؤال لم تجب عنه بشكل جيد في أثناء المقابلة، إلا إذا كان بإمكانك تقديم معلومات مهمة للغاية تلبي بعض احتياجات المؤسسة.
  • أن تدع التوتر يتمكن منك ويسيطر عليك. حاول إلهاء نفسك في أثناء فترة الانتظار بقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء الذين يفكرون بإيجابية.
  • أن تتوقف عن البحث عن وظائف أخرى. أبقِ خياراتك مفتوحة من خلال استكشاف فرص أخرى.

نصائح من واقع الممارسات العملية

دراسة الحالة رقم 1: تجنب إطالة التفكير في الوظيفة المنتظَرة من خلال الاستمرار في البحث عن وظائف أخرى

يقول بير أوستروم إنه عادة ما يشعر "بالتوتر قليلاً بعد مقابلات العمل النهائية" ولكنه يبذل قصارى جهده للمحافظة على هدوئه مع التركيز على أشياء أخرى.

كما أنه يذكّر نفسه بأنه بذل قصارى جهده. إذ يقول: "أذكّر نفسي بأنني أوضحت للأشخاص الذين أجروا المقابلة أن خلفيتي وخبراتي ملائمة لمتطلبات الوظيفة". ويضيف: "بمجرد أن يصبح الأمر خارج نطاق سيطرتي، أذكّر نفسي بأنني لا يمكنني فعل أي شيء آخر حياله".

في العام الماضي، تم إجراء مقابلة شخصية مع بير ليشغل منصب نائب رئيس التسويق في شركة تصنيع تتعامل تجارياً مع شركات أخرى وتقع في منطقة الغرب الأوسط. وبعد عدة جولات من المقابلات الشخصية، قيل لبير أنه مرشح لهذه الوظيفة هو وشخص آخر فقط. وقد كان بير متحمساً لهذه الفرصة، وأحب الأشخاص الذين أجروا معه المقابلات.

يقول بير: "كانت الوظيفة في مجال تخصصي، وكانت الشركة مهيأة لتحقيق النمو على نحو جيد". ويضيف: "وشعرت أنني سأفوز بهذا العرض".

بعد مقابلته الأخيرة، أرسل رسالة شكر عبر البريد الإلكتروني إلى مدير التوظيف مؤكداً على اهتمامه بهذا المنصب.

يقول بير إنه تجنب التفكير في الوظيفة في أثناء انتظاره لأنه كان "يبحث عن وظائف أخرى بكل همة ونشاط" وبالتالي فقد كان مشغولاً جداً لدرجة تمنعه من إطالة التفكير في هذه الوظيفة. إذ يقول: "ظللت أستكشف فرصاً أخرى وكأن شيئاً لم يحدث، وواصلت إرسال سيرتي الذاتية إلى القائمين على التوظيف، بل وأيضاً أجريت مقابلات أخرى. فقد كانت هذه طريقة ممتازة لأشغل نفسي".

ولسوء الحظ، اكتشف بير بعد أسبوع أن المرشح الآخر حصل على الوظيفة. يقول بير: "شعرت بخيبة ألم كبيرة، لكني ذكّرت نفسي بأنني لا يجب أن آخذ الأمر على محمل شخصي".

استمر بير في بناء العلاقات المهنية بحثاً عن الوظيفة المناسبة، وفي بداية هذا العام انضم إلى شركة "تشيف أوتسايدرز" (Chief Outsiders) بوصفه مدير تسويق بدوام جزئي، بحيث يقسم وقته بين العديد من الشركات الصناعية والشركات التي تتعامل تجارياً مع شركات أخرى. يقول بير: "هذا الوضع رائع؛ إذ يمكنني استغلال خبرتي الكبيرة في التسويق كل يوم لمساعدة العملاء الذين يحتاجون حقاً إلى المساعدة".

دراسة الحالة رقم 2: حاول أن تظل إيجابياً وأبقِ خياراتك مفتوحة

كان جمال*، الخبير في القطاع المالي، يبحث عن وظيفة جديدة في أثناء الجائحة، وقد أجرى الكثير من مقابلات العمل النهائية. لم يتم اختياره لأي وظيفة بعد، ولكنه يتفهم أن البحث عن وظيفة هو مجرد لعبة أرقام.

يقول جمال: "الأمر في الوقت الحالي عائد إلى القائمين على التوظيف، وأنا أتقبل ذلك". ويضيف: "في كثير من الأحيان قد لا أكون المرشح المناسب أو قد يكون هناك مرشح [أفضل] مني أو قد تقرر المؤسسة أن تسلك مساراً مختلفاً. ولكن الأمر يتلخص فيما يلي: كلما زاد عدد الأشخاص الذين أتحدث معهم، زاد عدد الوظائف التي أتقدم بطلب للحصول عليها، وزاد عدد مقابلات العمل التي أجريها، وزادت فرص حصولي على وظيفة. وكل ما يتطلبه الأمر هو اتخاذ خطوة".

يتذكر جمال جيداً آخر تجربتين له مع مقابلات العمل النهائية. قبل بضعة أشهر، كان جمال مرشحاً لشغل منصب رئيس العمليات في صندوق تحوط بمنطقة خليج سان فرانسيسكو. وبوصفه مرشحاً للوظيفة طُلب منه الخضوع لسلسلة من الاختبارات المؤتمتة عبر الإنترنت، وتسجيل مقاطع فيديو لتقديم نفسه إلى الموظفين الآخرين، وإجراء مقابلة مع 4 أعضاء من الفريق التنفيذي.

يقول جمال: "قضيت قدراً كبيراً من وقتي في هذه العملية".

كان جمال يتلقى ملاحظات وتقييمات إيجابية حول أدائه في جميع المراحل، ما جعله يشعر بالثقة. وفي المقابلة الأخيرة، أخبره مدير التوظيف أنه وصل إلى المرحلة النهائية ولمّح إلى أن جمال سيعرف رد الشركة في غضون أيام.

وبعد مرور تلك الأيام، أرسل جمال رسالة عبر البريد الإلكتروني يُعرب فيها عن اهتمامه بالوظيفة ويسأل ما إذا كان سيعرف القرار النهائي قريباً. وفي غضون ذلك، استمر في بناء علاقات مهنية والبحث عن وظائف أخرى. يقول جمال: "لم أكن جالساً بجانب هاتفي طوال اليوم، على الرغم من أنني كنت أفكر في الموضوع بالتأكيد".

لم يصله أي رد من مدير التوظيف. ولكن يقول جمال: "كان صمتهم بمثابة رد بالنسبة إلي".

وبعد مرور شهر، أجرى جمال مجدداً مقابلة عمل نهائية لشغل منصب الرئيس التنفيذي للشؤون المالية في مؤسسة غير ربحية. وأرسل رسائل شكر عبر البريد الإلكتروني إلى المسؤولين التنفيذيين الذين أجروا معه المقابلة، واستفسر بشكل مهذب عن المدة التي من المتوقع أن يتم اتخاذ قرار التوظيف خلالها. وقد قيل له أنه سيتم اتخاذ القرار في غضون أسبوع.

يقول جمال: "لا أحبذ إعادة التواصل مراراً لمعرفة القرار. أحاول فقط التأثير في الشخص القائم على التوظيف وإقناعه بي في أثناء مرحلة إجراء المقابلات، ثم أتقبل حقيقة أن (الأمر خارج نطاق سيطرتي)". ويضيف: "يتعلق الأمر بتحقيق التوازن؛ بمعنى أنني لا يجب أن أبدو وكأن ثقتي بنفسي متزعزعة، ولكن يجب أن أُظهر لهم أنني أرغب في الحصول على هذه الوظيفة".

يقوم جمال في الوقت الحالي بالفحص النافي للجهالة عن المؤسسة في حالة تم تقديم عرض عمل له، وفي الوقت ذاته يتقدم بطلبات للحصول على وظائف أخرى. فهو يريد أن يبقي خياراته مفتوحة.

ويعترف بأن هذه العملية قد تكون محبطة في بعض الأحيان. إذ يقول: "في البداية يبدو أن كل شيء يسير في الاتجاه الصحيح، وأبني آمالي وطموحاتي. ثم يتلاشى كل شيء فجأة، وينفطر قلبي".

لكن حتى عندما يشعر بالإحباط، فإنه يتذكر الفرص التي ستتاح أمامه إذا أعاد خطواته نحو مقابلة العمل النهائية.

*ليس اسمه الحقيقي.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي