ملخص: يوجد الكثير من الأسباب التي تجعلك تواجه صعوبة في مواصلة العمل بعد إجازتك. ويتمثّل حل ذلك في أن تفهم سبب المشكلات التي تواجهك عند بدء العمل حتى تتمكن من اتخاذ خطوات تحفزك. ويعرض المؤلف 3 أسباب شائعة حول موضوع فقدان الحافز بعد الإجازة تعيقك عن مواصلة العمل وسُبل تجاوزها. أولاً، إذا كنت تشعر بالإرهاق، فحول المهام المجردة إلى خطوات محددة يمكنك إكمالها. ثانياً، إذا كنت تظن أن عملك غير مهم، فخصص بعض الوقت لتراجع العمل الذي أنجزته خلال الأشهر القليلة الماضية ودوّن الإنجازات التي حققتها. أخيراً، إذا كنت تشعر بالملل من عملك، فاتخذ خطوات تعزز من خلالها حياتك المهنية، سواء في شركتك أو في شركة جديدة.
تُعتبر الإجازات عنصراً مهماً من عملك كل عام، إذ ينطوي قضاء بعض الوقت في الاسترخاء والتفكير وإعادة شحذ الهمم على العديد من الفوائد. ومع ذلك، توجد أوقات تنتهي فيها إجازتك ويخبو معها حماسك للعودة إلى العمل، لا سيما عندما تعمل عن بُعد، إذ قد يصعب عليك مواصلة روتينك لأنك لم تكن تعمل مع أشخاص آخرين كانوا يعملون بانتظام في أثناء غيابك.
أسباب فقدان الحافز بعد الإجازة
يوجد الكثير من الأسباب التي تجعلك تواجه صعوبة في مواصلة العمل بعد إجازتك. ويتمثّل حل ذلك في أن تفهم سبب المشكلات التي تواجهك عند بدء العمل حتى تتمكن من اتخاذ خطوات تحفزك. وإليك 3 أسباب شائعة تعيق تقدمك في العمل وسُبل تجاوزها.
تراكم الأعمال
تصحبك الإجازات إلى عوالم خارج مكتبك، وهو ما يخلق حواجز تفصلك جسدياً وعقلياً عن عملك. وكما ذكرت من قبل، تُظهر كثير من البحوث أنك عندما تبتعد عن شيء ما يزداد تفكيرك فيه بشكل تجريدي.
لكن عندما يتعلق الأمر بالعمل، سيكون ذلك البُعد كالسيف ذي الحدين، إذ إنه يساعدك على التفكير في أولوياتك (سنتناول ذلك في القسم التالي)، لكنه يجعل حِمل المهام التي يجب عليك إنجازها كالجبال على كتفيك. بمعنى آخر، إذا كان لديك مشروع كبير يجب عليك إكماله، فقد تجد صعوبة في معرفة كيفية إنجازه بالفعل. وذلك الإحساس بالعجز هو ما يسبب لك الإحباط، إذ توضح الدراسات أن دافعك لإكمال مشروع ما يعتمد على أهمية العمل الذي تؤديه واحتمالية أن تكون قادراً على إكماله بالفعل. بمعنى آخر، من غير المرجح أن تشحذ طاقتك لتؤدي مهمة ما إذا كنت لا تؤمن بقدرتك على إنجازها.
وبالتالي، من الضروري أن تحوّل المهمة المجردة إلى خطوات محددة يمكنك إكمالها. تحقق من قائمة مهامك، وخصص أوقاتاً محددة لإنجاز عناصر معينة من المشروع الأكبر. والتمس بعض النصائح من الآخرين الذين نجحوا في مشاريع مماثلة إذا كنت بحاجة إلى بعض المساعدة في تحديد الخطوات التي يجب عليك اتخاذها. وتواصل أيضاً مع الزملاء الذين ستحتاج إلى مساعدتهم لتحدد الوقت الذي سيكونون متاحين فيه ليؤدوا أدوارهم. واستغل مدى توفرهم لتساعد نفسك في تحديد مواعيد نهائية تستكمل فيها جوانب معينة من العمل.
عدم الإحساس بأهمية العمل
يتمثّل الأثر الثاني الذي تُسفر عنه الإجازات في تغيير وجهة نظرك إلى حياتك اليومية. عموماً، يعتمد مدى مشاركتك في المهام على الطاقة التحفيزية التي تولدها داخلك. سيمضي يوم العمل بسرعة عندما تعاود ممارسة روتين الذهاب إلى العمل وما يترتب عليه من التزامات، كحضور الاجتماعات المدرجة في جدول مواعيدك، وإتمام بعض العناصر الموجودة في قائمة مهامك، وإكمال الطلبات التي يطلبها منك الزملاء والعملاء بسرعة. لكن ذلك اليوم سيتبعه الوقت الذي ستقضيه في المنزل والذي سينطوي أيضاً على مجموعة مبهمة من المسؤوليات العائلية والواجبات المنزلية، ووقت قليل للاسترخاء. وبالتالي، لن يكون لديك وقت كافٍ للتركيز على تأثير العمل الذي تؤديه أو للتفكير في هوايات أخرى مفيدة تقضي وقتك في ممارستها.
من جهة أخرى، أنت تعيد ترتيب أولوياتك عندما تذهب في إجازة. فمن المحتمل أنك ستقضي بعض الوقت مع العائلة أو الأصدقاء وتعيد ممارسة بعض هواياتك الأخرى، كالسفر أو ممارسة الرياضة أو مجرد الاستلقاء وقراءة كتاب مفيد.
وقد تحتاج عندما تعود إلى مكان العمل إلى إقناع نفسك بأن مجموعة المهام التي تؤديها تستحق العناء. خصص بعض الوقت لمراجعة العمل الذي أنجزته خلال الأشهر القليلة الماضية ودوّن ثمار عملك. ما هي الإنجازات التي حققتها؟ كيف أثر عملك في حياة الآخرين؟
يأتي الإدراك الحقيقي لأهمية عملك عندما تكتشف كيفية ارتباط المهام التي تؤديها بمجموعة مهمة من النتائج (حتى لو كنت مجرد عضو من فريق كبير). وتشير كثير من البحوث حول السعادة في مكان العمل إلى أنك ستشعر برضا أكبر عن المهام التي تؤديها عندما تدرك أن عملك يخدم هدفاً أسمى يربطك بأشخاص آخرين. وقد تساعدك العودة من الإجازة على التفكير في الرسالة التي توصلها للآخرين من خلال عملك، وإدراك أن عملك ليس مجرد وظيفة تؤديها لكسب المال.
الغرق في الروتين
قد لا تزال تواجه مشكلة في العودة إلى عملك بعد انتهاء فترة الإجازة، حتى لو كنت تؤمن بأهمية الرسالة الكامنة وراء العمل الذي تؤديه. إذ قد تشعر بالملل مثلاً من مجموعة المهام التي تؤديها.
وتشير البحوث حول مفاهيم مثل حالة التدفق إلى أن الموظفين سيكونون أكثر انخراطاً في عملهم عندما يعملون ضمن حدود استطاعتهم (أي المهام التي ليست سهلة للغاية أو صعبة للغاية)، وعندما ينجحون في مسعاهم لأداء كل مهمة وعندما تقود كل مهمة إلى أخرى بشكل طبيعي. وبالتالي، إذا لم تشعر بذلك القدر من الاندماج في عملك يومياً، فقد لا تمثل الوظيفة التي تشغلها تحدياً لك. ويتطلب المضي قدماً في حياتك المهنية (سواء مع الشركة التي تعمل فيها اليوم أو مع شركة جديدة) خطوتين رئيسيتين.
أولاً، حدد الدور الذي تظن أنه سيوفر لك التحدي الذي تطمح إليه. وقد يكون من المفيد لك هنا العمل مع موجه لمساعدتك في العثور على فرص جديدة قد تكون جذابة. ثانياً، فكر في المهارات الإضافية التي يجب عليك إتقانها لتؤدي تلك الأدوار. لجأ كثير من الأفراد خلال الجائحة إلى تأجيل التدريب والتعليم الإضافي الذي يعزز مهاراتهم. ومع ذلك، عُقدت العديد من جلسات التدريب والفصول الدراسية الأخرى التي تقدمها كل من الجامعات ومقدمي الخدمات الآخرين عبر الإنترنت. إضافة إلى مجموعة كبيرة من برامج الدرجات العلمية والدورات غير المعتمدة المصممة للأشخاص الذين يحاولون التقدم في حياتهم المهنية. وقد تساعدك تلك المعارف والمهارات الجديدة في إيقاظ شعلة الحماس لديك عندما تواجه صعوبة في توليد الدافع داخلك.
عموماً، يتمثّل الهدف في تحديد العوامل القصيرة والطويلة المدى التي تضعف إرادتك وتجاوزها. فعندما تضع خطوات ملموسة تجعلك تشعر بالارتباط بمهمة رئيسية، فإنك تزيد بذلك من حافزك لإنجاز العمل. وقد يساعدك التفكير في مجموعة المهارات التي يجب اكتسابها في الحفاظ على هذا الدافع طويلاً، وسيساعدك أيضاً على تجنب فقدان الحافز بعد الإجازة من العمل.