الذكاء الجماعي Collective Intelligence

ما مفهوم الذكاء الجماعي؟

الذكاء الجماعي (Collective Intelligence): يشير مفهوم الذكاء الجماعي إلى تعاظم فعالية توليد فريق العمل أو مجموعة الأفراد تقديرات دقيقة عند مناقشة مسألة ما واتخاذ القرارات على نحو أكبر من التقديرات التي سيتوصل إليها أي خبير بمفرده.

ينطوي الذكاء الجماعي على تضافر الجهود على نطاق أوسع، وتبادل المعارف والمهارات والأفكار والمعطيات التي ستثمر عن نتائج إيجابية لم تكن لتُحقق على المستوى الفردي، وهو مفهوم ديناميكي؛ بمعنى أنه يخضع للتطورات الجديدة الناشئة عن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

تبرز الاستفادة المثلى من الذكاء الجماعي في مجال الأعمال بمناقشة الفريق التوقعات وطرح الأسئلة الكمية تحديداً؛ مثل: “كم من الوقت سيستغرق تجهيز هذا المنتج لطرحه في الأسواق؟” أو “ما الدرجة التي ستمنحها لهذا المرشح لشغل الوظيفة؟”، لكنه سيكون أقل فعالية عندما تُطرح أسئلة “نعم أو لا”؛ نظراً إلى أن النقاش الجماعي في هذه الحالات يؤدي إما إلى تضخيم رأي الأغلبية الأولي، وإما أن يحوّل ما يمكن أن يكون في البداية تصويتاً صحيحاً إلى تصويت غير صحيح.

مبادئ الذكاء الجماعي

يعد الذكاء الجماعي وفقاً لكل من الكتاب والمُنظّرين “دون تابسكوت” (Don Tapscott) و”أنتوني ويليامز” (Anthony Williams) نتيجة لسلوك المجموعة الذي يصنفونه على أنه تعاون جماعي يقوم على أربعة مبادئ متميزة وهي:

  1. الانفتاح: أي تعامل جميع المشاركين مع عملهم أو مشروعهم دون التفكير في “هذه الفكرة لي”، وتُعطى الأولوية للمشاركة المفتوحة وانتشار الأفكار على الملكية الفكرية.
  2. التناظر: أي أن المشاريع تقوم على أساس المساواة، حيث يمكن للناس الدفاع عن الأفكار الشخصية ومتابعة مشاريعهم الخاصة دون الحاجة إلى طلب الموافقة من شخص آخر في تسلسل هرمي، وتمنح المساهمين حرية أكبر في اختيار كيفية تحقيق الأهداف.
  3. المشاركة: مشاركة المعرفة بحرية عبر المجموعة وتبادل الأفراد رؤى جديدة مع أعضاء المجموعة الأصليين وأي أعضاء جدد الأمر الذي يساهم في التبادل السلس للأفكار ونقدها.
  4. العمل على المستوى العالمي: تأسس هذا المبدأ نتيجة التقدم التكنولوجي الذي سمح للشركات بالوصول عبر شبكة المتعاونين بالكامل وإشراك الجميع. يتغلب هذا المفهوم على الحواجز مثل حدود الإدارات ويسعى إلى التقاط واستخدام الأفكار والمواهب والأسواق الجديدة.

يركز البروفسور في الذكاء الجماعي والسياسات العامة والابتكار الاجتماعي “جيف مولجان” (Geoff Mulgan) على خمسة مبادئ تنظيمية تساعد المجموعة على التفكير على نحو أكثر وضوحاً في الماضي (الذكريات الجماعية ذات الصلة)، والحاضر (حقائق ما يحدث)، والمستقبل (خيارات حل الموقف)، وهي:

  • الاستقلالية: تعني السماح للآراء المختلفة بالنمو وأن تصبح أكثر دقة دون أن تعرقلها الأنا أو التسلسل الهرمي أو الافتراض أو الملكية.
  • التوازن: وتعني مدى توازن الذكاء بين عناصره المختلفة، ومدى ملاءمة التوازن للمهام المطروحة.
  • التركيز: يعني الاهتمام بالأمور المهمة بالفعل وعدم تشتيت الانتباه.
  • الانعكاسية: إذ تحتاج المعرفة إلى معرفة أخرى، وكلما كانت أي مجموعة أكثر انعكاسية، كانت أكثر ذكاءً على المدى الطويل.
  • التكامل من أجل العمل: الاعتماد على أنواع مختلفة من البيانات وطرق التفكير لاتخاذ القرار.

كيف يُبنى الذكاء الجماعي؟

يُبنى الذكاء الجماعي للفريق عموماً عبر ثلاث أنواع من الذكاء؛ وهي الذكاء العاطفي أي “ما مدى قوة علاقاتنا مع فريق القيادة؟”، والذكاء التحليلي الإبداعي أي “ما مدى فعاليتنا في التفكير في المشكلات معاً وتطوير الحلول واتخاذ القرارات الجماعية؟”، والذكاء العملي أي ما مدى براعتنا في تقديم النتائج وتنفيذ المشاريع وقيادة التحول؟. وهناك عدة عوامل مهمة في تنمية الذكاء الجماعي ضمن فريق العمل وهي:

  • تنوع الفريق: يساعد التنوع على تعزيز الذكاء الجماعي ويمكن أن يكوّن أيضاً مجموعة من الشبكات الاجتماعية والصلات التي يمكن أن تكون مفيدة في الأعمال التجارية.
  • الإدراك الاجتماعي: يدور حول كيفية التقاط وقراءة الإشارات غير اللفظية من الآخرين، والتصرف وفقاً لذلك.
  • تبادل المعرفة والذكاء: يمكن للفرق مشاركة مهاراتهم ومعارفهم التي تبني المعرفة الجماعية للفرق وقدرتها على الابتكار وإيجاد الحلول على نحو أفضل عبر تشجيع المدراء نقاشات الحوار المفتوح وجلسات العصف الذهني التي تسمح للجميع بالتعبير عن آرائهم، وتُحسّن من أداء الفريق.
  • توظيف أشخاص إيجابيين ومتعاونين: إذ يخلق هذا النوع من الموظفين ديناميكية جيدة للفريق وثقافة الفريق.
  • تشجيع الاهتمام المشترك: من خلال تشجيع أعضاء الفريق وتمكينهم من مشاركة أفكارهم وآرائهم حول كيفية حل التحديات، أو حول أفضل السبل لأداء مهام أو أدوار معينة.

اقرأ أيضاً: