التحليل النوعي Qualitative Analysis

3 دقائق

ما تعريف التحليل النوعي؟

التحليل النوعي (Qualitative Analysis): طريقة لتحديد قيمة الشركة بناءً على معلومات غير قابلة للقياس الكمي، ويختلف بذلك عن التحليل الكمي الذي يركز على الأرقام مثل الميزانيات العمومية، ويُستخدم التحليلان غالباً لفحص عمليات الشركة وتقييم إمكاناتها كفرصة استثمارية.

يشبه التمييز بين التحليلين النوعي والكمي الفرق بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي، إذ يستخدم التحليل الكمي برمجيات تزوّد بمدخلات؛ مثل هوامش الربح ونسب الدين وما شابه، للحصول على نتائج دقيقة، مثل القيمة العادلة للسهم أو توقع نمو الأرباح، فيما يتعامل التحليل النوعي مع معطيات يصعب جمعها وقياسها؛ مثل قيمة العلامة التجارية، ورضا العملاء، والميزة التنافسية، وغيرها.

يعد فهم ثقافة الشركة وتوجهات الأشخاص من عملاء وموظفين أمراً أساسياً للتحليل النوعي، إذ يهتم المستثمرون بالتعرف على سجل العمل الجاد والقرارات الحكيمة في الشركة، وكيفية تعامل الموظفين مع بعضهم، وطبيعة علاقاتهم مع شركاء الأعمال، وغيرها من العوامل التي تؤثر مباشرة في أداء الشركة.

مميزات التحليل النوعي

يركز التحليل النوعي على تحديد مستوى رضا الموظفين عن الشركة، ومعدل دوران العمالة الذي يعكس ولاء الموظفين من عدمه، وثقافة الشركة وقدرتها على زيادة الإنتاجية، إذ يمكن أن تعني البيئة غير المحفزة أن الموظفين مهتمون بقضاء ساعات العمل دون إنجاز. ويعد نموذج عمل الشركة والميزة التنافسية مكونات حيوية أيضاً للتحليل النوعي، إذ يهتم بمعرفة نقاط قوة الشركة أمام منافسيها، وقدرتها على ابتكار تكنولوجيا جديدة، واتباعها نهج فريد لحل مشكلة عملائها، ومدى قدرتها على الاستمرار في السوق.

طرق التحليل النوعي

تشمل الطرق الشائعة للتحليل النوعي ما يلي:

  • تحليل المحتوى: نهج شائع لتحليل البيانات النوعية، يُستخدم لتحديد الأنماط التي تظهر في النص، عن طريق تجميع المحتوى في كلمات ومفاهيم وموضوعات، وتصنيف البيانات وتلخيصها وجدولتها.
  • التحليل السردي: تتضمن هذه الطريقة إعادة صياغة القصص التي قدمها المستجيبون مع مراعاة سياق كل حالة والتجارب المختلفة لكل مستجيب، ويفيد في الحصول على فهم عميق لوجهات نظر العملاء حول قضية معينة.
  • تحليل الخطاب: يُستخدم للحصول على فهم شامل لديناميكيات القوة السياسية والثقافية الموجودة في مواقف محددة، ويركّز على الطريقة التي يعبر بها الناس عن أنفسهم في سياقات اجتماعية مختلفة.
  • التحليل الموضوعي: يبحث في أنماط المعنى في مجموعة البيانات، واكتشاف الموضوعات المتكررة في النص. تكشف هذه الموضوعات ذات المغزى عن رؤى أساسية حول البيانات، وتستخدمه الشركات عادة في تحليل ملاحظات العملاء.
  • نظرية التأصيل: نهج مفيد عندما لا يُعرف الكثير عن موضوع ما، وتبدأ بصياغة نظرية حول حالة بيانات واحدة، وتستند إلى بيانات فعلية وليست تخمينية بالكامل، ثم يمكن فحص حالات إضافية لمعرفة ما إذا كانت ذات صلة ويمكن أن تضيف إلى النظرية الأصلية.

خطوات التحليل النوعي

يتطلب تحليل البيانات النوعية عملية من خمس خطوات:

  1. إعداد وتنظيم البيانات: جمع الملاحظات أو المستندات أو أي مواد أخرى، وتحديد المصدر أو أي معلومات تم جمعها تساعد في تحليل البيانات.
  2. مراجعة واستكشاف البيانات: يتطلب هذا قراءة البيانات، ربما عدة مرات، للتعرف على ما تحتويه. والاحتفاظ بملاحظات حول الأفكار أو أي أسئلة يطرحها الباحث.
  3. إنشاء رموز أولية للبيانات: استخدام أدوات التمييز أو الملاحظات الموجودة في الهوامش أو خرائط المفاهيم أو أي شيء آخر يساعد في تصنيف البيانات.
  4. مراجعة هذه الرموز أو دمجها في فئات: تحديد الفئات واللغة والآراء والمعتقدات المتكررة.
  5. تقديم الاستنتاجات بطريقة واضحة: أخذ الجمهور والغرض من الدراسة والمحتوى الذي يجب تضمينه بالاعتبار، بهدف التعبير عن البيانات بطريقة أفضل.

الفرق بين التحليل النوعي والتحليل الكمي

يعتمد تحليل البيانات النوعية على تصنيف البيانات وفقاً للخصائص والسمات بينما يعتمد التحليل الكمي على تصنيف البيانات بناءً على القيم القابلة للحساب. وتجمع بيانات التحليل النوعي في عينات صغيرة غير تمثيلية بطريقة غير منظمة وتشمل اللون والعرق والدين والجنسية، أما في التحليل الكمي تُجمع البيانات في عينات تمثيلية كبيرة يمكنها تعميم السكان بالكامل. وتعد منهجية التحليل النوعي استكشافية إذ يسعى التحليل إلى الحصول على فهم أعمق لسبب حدوث ظاهرة معينة، أما المنهجية في التحليل الكمي فيمكن أن تكون قاطعة مثل عدد المرات التي تحدث فيها ظاهرة معينة أو عدد المرات التي تحدث فيها وليس سبب حدوثها. وفي حين يسعى التحليل النوعي إلى الحصول على فهم أعمق للتفاعلات الاجتماعية، يسعى التحليل الكمي إلى اختبار الفرضيات وحتى إعطاء تنبؤات مستقبلية.

أهمية التحليل النوعي في البحث والدراسات الاجتماعية

يستمد البحث النوعي أهميته من أنه يساعد في كشف مشاعر المشاركين بالبحث وبالتالي منح الباحثين فكرة عن خلفية سلوكياتهم بما يشمل مشاعرهم وأفكارهم.

كيف يؤثر التحليل النوعي على صنع القرار؟

يؤثر التحليل النوعي على عملية اتخاذ القرارات من خلال منح صانع القرار فكرة عن أمور تتخطى ما تقدمه البيانات القابلة للقياس، مثل المشاعر التي تعتري الأشخاص المتأثرين مباشرة بالقرار.

الصعوبات الشائعة التي يواجهها الباحثون في التحليل النوعي؟

يوجد العديد من التحديات التي قد تواجه الباحثين الذين يستخدمون التحليل النوعي ومنها: 

  • يجب أن يكون الباحثون قادرين على استنتاج مشاعر الأشخاص المشاركين في البحث وتفكيرهم ضمن سياق حديثهم إذ قد تختلف النتائج باختلاف فهم هذا السياق.
  • قد يُنتج البحث النوعي كمية ضخمة من البيانات التي يصعب التعامل معها.

 اقرأ أيضاً: