ملخص: العودة إلى السفر لأجل العمل بعد جائحة "كوفيد-19" ليس بسيطاً بساطة شراء تذكرة الطائرة، إذ يجب على الأفراد تذكر طرق حزم الأمتعة بفاعلية والتكيف مع تغيير المنطقة الزمنية وتعديل جداول اجتماعاتهم، بالإضافة إلى مراقبة التغييرات في قيود السفر ومتطلبات الحجر الصحي ومستويات خطورة الإصابة بكوفيد في أنحاء العالم.
اتبع الاستراتيجيات التالية لتتمكن من العودة إلى السفر لأجل العمل؛ أولاً، قيّم الفائدة. تمعن في أكبر فائدة يحققها السفر مقارنة بفائدة العمل عن بُعد. ثانياً، حدد الحجم المناسب للاستثمار. حتى مع إتاحة إدخال مزيد من رحلات العمل إلى جدول أعمالك، تحقق من ضرورة إعادة كافة الرحلات التي كنت تقوم بها فيما مضى. ثالثاً، اضبط وتيرة سفرك بالبدء برحلات قليلة ثم زيادتها تدريجياً بعد أن تحدد شعورك. أخيراً، احرص على ترك هامش وقت إضافي. إن كان عليك القيام برحلة عمل مهمة فامنح نفسك مرونة أكبر من المعتاد واحرص على أن تتمكن من الوصول إلى كل ما تحتاج إليه كالطعام وخدمات تأجير السيارات.
في عام 2020، مع ظهور القيود الناجمة عن جائحة "كوفيد-19"، تراجعت رحلات العمل بنسبة 90% محلياً ودولياً لتسجل أدنى مستوى لها في العام. والآن مع عودة أعداد متزايدة من الموظفين إلى العمل من المقرات المكتبية، بدأت رحلات العمل بالعودة أيضاً، لكنها ليست في حال جيدة. على اعتباري مدربة في مجال إدارة الوقت لاحظت أن معاودة السفر لأجل العمل بعد عامين من الانقطاع قد تحدث ارتباكاً مساوياً للذي تسبب به الانتقال المفاجئ إلى العمل عن بُعد. يضطر عملائي إلى تذكر طرق حزم أمتعتهم بفاعلية والتكيف مع تغيير المنطقة الزمنية وتعديل جداول اجتماعاتهم مع معاودتهم السفر لأجل العمل.
لحسن الحظ، ثمة استراتيجيات يمكنك الاستعانة بها من أجل جعل العودة إلى السفر لأجل العمل سهلة، وهي تشمل الاستفادة من الحكمة التي اكتسبتها من العمل عن بُعد، إليك 4 طرق للاستفادة من وقتك وطاقتك إن كنت تخطط للسفر لأجل العمل مجدداً.
قيّم الفائدة
في حين تعاود إدخال رحلات العمل إلى جدول عملك تمعن في إمكانية إضافة أعظم قيمة ممكنة؛ ما مجالات العمل عن بُعد التي عانيت فيها قصوراً يمكن تعويضه في التفاعلات التي تتم وجهاً لوجه؟ لاحظت لدى بعض عملائي مجالات شهدت تحسناً إثر معاودة السفر، بما في ذلك:
- اعتكاف الفريق من أجل صياغة الاستراتيجية.
- زيارة مواقع العمل الدولية من أجل تسهيل التواصل عبر حدود الثقافات واللغات.
- مفاوضات المبيعات من أجل الاتفاق على الصفقات.
- المؤتمرات التي تهدف إلى بناء شبكات المعارف.
فكر في المجالات التي ستضيف أعلى قيمة ممكنة بناء على دورك ومسؤولياتك، احرص أيضاً على التفكير في مستوى القيود المفروضة في الوجهة التي ستسافر إليها؛ إذا كانت الاجتماعات الشخصية وجهاً لوجه مفيدة فلربما كان منطقياً أكثر أن يحضر زملاؤك أو عميلك إليك بناء على الاختلافات الكبيرة في قيود السفر ومتطلبات الحجر الصحي ومستوى خطورة الإصابة بكوفيد في مختلف مناطق العالم.
حدد الحجم المناسب للاستثمار
حتى مع إتاحة إدخال مزيد من رحلات العمل إلى جدول أعمالك، تحقق من ضرورة إعادة كافة الرحلات التي كنت تقوم بها قبل عام 2020. مثلاً، ربما كنت تقوم بزيارة شخصية لعملائك كل 3 أشهر، وقد يكون بإمكانك الآن اتباع نهج هجين يتمثل في القيام بزيارتين شخصيتين وزيارتين افتراضيتين كل عام. ومع اتخاذ هذا القرار فكر في العام ونصف العام الماضيين؛ هل واجهت مشكلات أكثر أو عانيت تراجعاً في المبيعات بسبب عدم الاجتماع بعملاء محددين وجهاً لوجه؟ يجب أن تفكر في الاستثمار بمقابلة هؤلاء العملاء وجهاً لوجه. ثم اسأل نفسك عن إمكانية الحفاظ على العلاقات مع العملاء أو تحسينها في التفاعل الافتراضي، إن كان ذلك ممكناً فيمكنك التفكير في زيادة اللقاءات الافتراضية معهم.
يمكنك أيضاً اتباع نهج مماثل لتقييم المؤتمرات أو فعاليات بناء العلاقات التي تحضرها؛ إن لاحظت أن عدد العملاء المحتملين قد تناقص أو أنك خسرت فرصاً لبناء علاقات مهمة في فعاليات معينة لأنها كانت افتراضية أو لم تعقد أساساً، فامنح الأولوية لحضور هذه الفعاليات ما إن تعقد مجدداً بصورة شخصية، ولكن إن لاحظت عدم اختلاف نتائجك المهنية بسبب عدم حضور الفعاليات الشخصية الأخرى ففكر في الاستمرار بحضورها عبر الإنترنت أو عدم حضورها على الإطلاق.
كل رحلة تحذفها من جدول أعمالك تتيح لك توفير قدر كبير من الوقت على الصعيدين المهني والشخصي.
اضبط وتيرة سفرك
لاحظ الكثير من عملائي أن السفر بات يرهقهم أكثر من السابق بكثير، ومثلما فقد الموظفون قدرتهم على التنقل بسهولة بين المنزل والعمل فقدوا قدرتهم على التكيف فيما يتعلق بالاستعداد للسفر. أبلغ عملائي عن اضطرارهم إلى تذكر طرق حزم الأمتعة بفاعلية ومعاناتهم صعوبة أكبر بسبب تعب ما بعد الرحلات الطويلة واضطرارهم إلى التعود مجدداً على النوم في الفنادق وحاجتهم إلى التفكير ملياً في طرق لتخصيص أوقات لأداء المهام الشخصية مع تقلص الوقت الذي يقضونه في المنزل بدرجة كبيرة.
في ضوء كل ذلك، اضبط وتيرة سفرك قدر الإمكان. إن اعتدت السفر عدة مرات في الشهر فابدأ برحلة واحدة كل 30 يوماً وراقب شعورك، إن كنت مرتاحاً فيما يتعلق بالوقت والطاقة فيمكنك إضافة مزيد من الرحلات. اكتشف عدد من عملائي أن العودة السريعة إلى وتيرة السفر التي اعتادوها قبل انتشار جائحة كوفيد أدت إلى إصابتهم بالإنهاك، لذلك عد إلى رحلاتك تدريجياً تفادياً لهذه المشكلة.
وضح لمديرك سبب رغبتك في زيادة عدد الرحلات تدريجياً مع مرور الوقت بدلاً من العودة إلى السفر بكامل طاقتك فوراً. قس الأمر على النهج الهجين الذي تتبعه شركات كثيرة للعودة إلى المقار المكتبية؛ مثلما تبدأ مؤسسات كثيرة بالعودة إلى المقار المكتبية يومين أو 3 أيام في الأسبوع قبل إعادة الموظفين إلى العمل من المقار المكتبية بصورة كاملة، من الأفضل أن تبدأ بجدول رحلات خفيف. وبما أن قسماً كبيراً من موظفي كثير من المؤسسات لا يزال يعمل عن بُعد، يمكنك إخبار مديرك عن العملاء أو المعارف الذين لن تتمكن من زيارتهم شخصياً حتى وإن كان يفضل أن تقوم بذلك.
احرص على ترك هامش وقت إضافي وتحقق من كل شيء
نظراً للتقلبات الكبيرة في قيود السفر على مدى العامين الماضيين تعرض قطاع الطيران عموماً وشركات الطيران خصوصاً إلى مشكلات في التوظيف والعمليات، لذلك إن كان عليك القيام برحلة عمل مهمة، فامنح نفسك هامش وقت أكبر من المعتاد. مثلاً، حدد موعد رحلتك في الليلة التي تسبق يوم الاجتماع المهم بدلاً من أن يكون في صباحه الباكر تحسباً لإلغاء الرحلة في اللحظة الأخيرة، أو فكر في استخدام وسائل نقل بديلة كالحافلة أو القطار.
وأخيراً، مثلما كان عليك التحقق من الخدمات المتاحة أو غير المتاحة عند العودة إلى العمل من المقر المكتبي، افعل المثل فيما يتعلق بالسفر؛ في المطارات تزداد المطاعم والمقاهي التي تفتح أبوابها، لكن بعضها لا يزال مغلقاً، وفيما يتعلق بخيار رحلات السيارات المشتركة، فمن الممكن أن يكون العثور على سيارة أجرة (مثل سيارات "أوبر" أو غيرها) أصعب أو أغلى من ذي قبل، وعلى الرغم من أن الطلب على السفر يستمر في الازدياد فنقص العاملين يجعل هذه القيود مشكلة مستمرة، كما أن مشكلة نقص الرقاقات الإلكترونية المصغرة زادت من صعوبة استئجار السيارات، أعرف زوجين وصلا إلى المطار ولم تتح لهما أي سيارة أجرة ضمن بنائه. بالنظر إلى هذه الاختلافات عن القواعد المعتادة، احرص على أخذ بعض الطعام وتأمين الحجوزات مسبقاً ووضع خطة مرنة. كما ستحتاج إلى معرفة متطلبات السفر الخاصة بكوفيد في الوجهة التي ستسافر إليها أو في شركتك؛ هل يجب الخضوع لاختبار الإصابة بكوفيد أو إظهار معلومات عن تلقي اللقاح أو الخضوع لحجر صحي لعدد محدد من الأيام أو اتباع أي إجراءات أخرى؟ واحرص على التواصل مع قسم الموارد البشرية والاستعلام عن القواعد المتبعة في شركتك.
لا يزال السفر لأجل العمل ينطوي على فوائد كبيرة في ما يتعلق ببناء علاقات جديدة والتفاوض على الصفقات وإنشاء فرق قوية، ولكن مع عودة العالم إلى فتح حدوده من جديد ثمة أمور إضافية يجب التفكير فيها عند تقييم الاستثمار اللازم في الوقت والطاقة. استمتع برحلتك واستثمر وقتك في السفر بحكمة.