ماذا تفعل إن لم تنسجم مع مديرك الجديد؟

3 دقائق
الانسجام مع مديرك الجديد

ملخص: يترافق دائماً بدء أي عمل جديد مع بعض التحديات غير المتوقعة. ومن أصعب الأمور التي يمكن مواجهتها هي العلاقة المتوترة مع مديرك الجديد. فما الذي يجب عليك فعله إذا أدركت أنك لا تنسجم مع مديرك الجديد؟ كيف يمكن الانسجام مع مديرك الجديد؟ ابدأ بتحليل المشكلة. يسرد المؤلف في هذه المقالة بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى إثارة التوتر ويقدم نصائح حول كيفية التخفيف من حدته لتحسين العلاقة.

 

قد تشعر بالارتياح عندما تبدأ العمل وتكون على وفاق مع مديرك الجديد، لكن ماذا لو كان العكس هو الصحيح؟ ماذا لو أمضيت بضعة أشهر في منصبك الجديد ثم أدركت أنك ومديرك في العمل لا تنسجمان معاً؟ ما الذي يجب عليك فعله؟

ابدأ بتحليل المشكلة. نورد فيما يلي بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى توتر العلاقة وبعض النصائح التي يمكنك تجربتها للتخفيف من حدته وتحسين العلاقة.

عندما يكون ضميرك يقظ

يتمثّل أحد جوانب الشخصية التي قد تسبب لك المشكلات في سمة الضمير اليقظ التي تعكس دافعك لإكمال المهام التي تبدأ العمل عليها على أكمل وجه واتباع القواعد. قد تشعر أن مديرك في العمل يفرض عليك أداء كثير من المهام. وإذا كنت ذا ضمير يقظ أكثر من مديرك في العمل، فقد تحاول أداء كل مهمة تُسند إليك على أكمل وجه. وقد تقضي كثيراً من الوقت في العمل على المهام المسندة إليك مقارنة بما يريده مديرك في العمل.

لذلك، من المهم أن تعرف توقعات مديرك حول مستوى الكمال المتوقع عند أداء مهام معينة حتى تتمكن من تحديد مقدار الجهد المطلوب للمهام والتعامل مع قائمة طويلة منها.

عندما تكون شخصاً يحب إرضاء الآخرين

من السمات الأخرى التي يمكن أن تسبب لك المشكلات هي السعي وراء القبول الذي يعكس مدى حماسك للتوافق مع الآخرين. فإذا كنت شخصاً يسعى وراء القبول أكثر من مديرك في العمل، فقد لا يزودك دائماً بتقييمات تجعلك تشعر أنك شخص مرحّب به في العمل. وقد تتولد لديك مخاوف من أن مديرك في العمل لا يحبك.

لذلك، من المهم أن تراقب الأسلوب الذي يتعامل به مديرك مع الجميع، فإذا لم يكن أسلوب تعامله ودياً، فركّز على التقييمات التي تحصل عليها بشأن أدائك بدلاً من التركيز على التفاعلات الشخصية.

عندما تختلف مع مديرك حول طريقة التعامل مع الفرص الجديدة

تتمثّل السمة الثالثة التي يمكن أن تسبب لك المشكلات في الانفتاح على التجربة التي تعكس توجهك لاختبار أمور جديدة، فالأشخاص المنفتحون يمتلكون الحافز للتحقق من الفرص الجديدة واستغلالها، في حين يخلق الأشخاص المنغلقون أعذاراً لتجنب الأساليب الجديدة.

وعندما تختلف مع مديرك كثيراً في مستوى الانفتاح، فمن المحتمل أن يشجع أحدكما نهج التفكير في الأمور بطريقة جديدة، في حين يقاوم الآخر تلك الرغبة. وعندما يكون مديرك في العمل أقل انفتاحاً منك، فمن المهم أن تبلغه عن الأساليب أو الفرص الجديدة مسبقاً من أجل أن تمنحه فرصة تقبّل الوضع الجديد قبل تقييمه واتخاذ القرار.

عندما لا يساعدك مديرك على تحديد الأولويات

إذا لاحظت وجود عدم توافق بين ما يجب عليك أداؤه وما ينتظر مديرك منك أداءه، فمن المحتمل أن تتلقى تقييمات سلبية حول أدائك على الرغم من جهودك وذلك لأنك تعمل على المهام "الخاطئة" بحسب رأيه.

ومن المهم في تلك الحالة أن تعرض قائمة مهامك في اللقاءات حتى تتمكنا من مراجعتها معاً لتحديد المهام الأكثر أهمية (ولتعزيز أهمية المهام التي تتطلب منك بذل قصارى جهدك).

عندما يبدي مديرك ردود فعل بدلاً من تبني نهج استراتيجي في التعامل

ما الذي يجب عليك فعله إذا كان مديرك يتواصل معك بشأن الأولويات، لكن المهمة التي تحظى بالأولوية تتغير كل يوم؟ يحدث هذا النمط غالباً عندما يكون مديرك في العمل شخصاً يتفاعل مع الأحداث كـ "ردة فعل" بدلاً من أن يتبنى نهجاً استراتيجياً. وقد يكون من الصعب مواصلة العمل في تلك الحالة لأنك لن تعرف أبداً ماهية واجباتك اليومية.

وبالتالي، قد يكون من المفيد أن تجري لقاءات متكررة مع مدير تتغير أولوياته حتى تتمكن من تحديد المجالات الجديدة التي يجب أن تحرز فيها تقدماً.

عندما لا تحصل على التقييمات التي تنتظرها

قد يكون ذلك إشكالياً عندما يكون مديرك في العمل شخصاً يسعى وراء القبول. فنظراً لأن هدف مثل أولئك الأشخاص يتمثّل في أن يكونوا أشخاصاً محبوبين، غالباً ما يواجهون صعوبة في تقديم تقييمات سلبية مباشرة، فانتقادهم الآخرين لن يُشعرهم أنهم أشخاص محبوبون. وقد تشعر عندما يحصل ذلك بالفعل أن مديرك في العمل غير راضٍ عن أدائك، ولا يقدم لك حتى تصريحات محددة حول التغييرات التي يجب عليك اتخاذها.

ومن المهم في تلك الحالة أن تطرح أسئلة محددة حول عملك لتحصل على تقييمات وتحدد طبيعة المجالات التي تحتاج إلى تحسين. وتكمن فائدة ذلك النهج في أنه عندما يدرك مديرك الذي يسعى وراء القبول أنك تتقبل النقد البناء، فسيقدمه لك دون أن تطلب منه ذلك.

تذكر أنك لست بحاجة إلى أن تحب مديرك حتى تحب وظيفتك، فإذا كانت بيئة عملك مستقرة وتنسجم مع عدد قليل من زملائك على الأقل، فلا بأس إن لم تكن أنت ومديرك في العمل أصدقاء. بل لا يزال بإمكانك تعلم الكثير من النهج الذي يتبعه مديرك في أداء مهامه. لذلك، ركز على ما يجعله شخصاً ناجحاً وطبّق تلك الدروس عندما تترقى إلى منصب قيادي.

ملاحظة أخيرة: تفترض المناقشة هنا أن مديرك في العمل لا يؤدي أي فعل غير مناسب في مكان العمل، لكن إذا كان مديرك يصرخ أو يخلق بيئة عمل عدائية أو يضايقك، فيجب عليك التواصل مع إدارة الموارد البشرية على الفور، لكن حاول ألا تتعامل مع تلك المواقف بمفردك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي