تقرير خاص

مواهب المستقبل: السبيل إلى إعداد موظفينا الحاليين بما يتلاءم مع مهارات المستقبل

3 دقائق
السبيل إلى إعداد موظفينا الحاليين بما يتلاءم مع مهارات المستقبل
shutterstock.com/Elnur

تُشير التقديرات إلى أننا قد نفقد أكثر من خمسة ملايين وظيفة بحلول عام 2025 بسبب الأتمتة، في المقابل، ستظهر في المستقبل مجموعة كبيرة من الوظائف الجديدة لخريجي الجامعات، والتي يرتبط معظمها باستحداث المعارف والابتكار. لذلك، لا بد لنا من اكتساب مهارات المستقبل واختيار مجال دراسي يكون "منيعاً أمام ما يحمله المستقبل" بعد التخرج. على سبيل المثال، وجدنا أن فرص العمل في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) تُستحدث بوتيرة سريعة تتجاوز قدرة الطلاب الخريجين على شغلها، ودائماً ما تكون المهارات المفصلية للنجاح في تلك المجالات غير مدرجة ضمن عملية التعليم في الفصول الدراسية.

ويوجد تحوّلات رئيسة من شأنها أن تغيّر من طبيعة العمل ذاتها خلال العقد المقبل، بما فيها الحاجة إلى تطوير مهارات واستراتيجيات جديدة تساعد الموظفين على الازدهار في بيئات العمل في المستقبل.

ومع التغيّر السريع الذي يشهده العالم، لا بد لنا أن نتعلّم كمجتمع مهارات جديدة على الدوام.

وما التطورات في مجالات التكنولوجيا والتطور السكاني والعولمة إلا بعض الدوافع الاجتماعية والاقتصادية التي تحدد المعالم الرئيسة لمستقبل التعليم والعمل.

فلا تزال نسبة 85% من وظائف عام 2030 غير مبتكرة بعد، وسيعمل 65% من الأطفال الذين بدؤوا تعليمهم الدراسي هذا العام في وظائف لا تزال غير معروفة اليوم.

إننا نشهد تبدّلات كبيرة في سوق العمل تتكشّف لنا مع الوقت، وهي تبدّلات لا رجعة فيها نشهدها يوماً بعد يوم، حيث تحل الأتمتة والرقمنة محل نماذج الأعمال الجديدة في كل قطاع من قطاعات الأعمال.

في المقابل، تحاول الشركات التأقلم استجابة لمتطلبات الموظفين التي تنادي بخيارات أوسع ومرونة أكبر، وإمكانية الوصول إلى وسائل التعلم الآنية، وزيادة الاستقلالية والإحساس بالاستقرار والقدرة على العمل على مشاريع هادفة على الصعيد الشخصي.

وما تلك التطورات إلا بعض الدوافع الرئيسة التي تحفز التحول العالمي في مكان العمل.

تبني عقلية جديدة

تُظهر دراسات حديثة أن الشباب في وقتنا الحالي يتنقلون ما بين 11 وظيفة وسطياً خلال مساراتهم المهنية، إذ تشير البيانات التي خلُص إليها الاستقصاء الذي أجرته شركة "ديلويت" (Deloitte) على جيل الألفية عام 2018 أن 43% من شباب الألفية يتوقّعون ترك العمل في وظائفهم الحالية خلال عامين، فنموذج العمل في وظيفة مدى الحياة لا وجود له.

وعندما يأتي التغيير بخطىً مسرعة كالتي نشهدها اليوم، يصبح العديد مما نتعلّمه مرتبطاً بالوقت الراهن، بمعنى أن تعلّم العمل على التقنيات المبتكرة اليوم لاستخدامها في مكان العمل في المستقبل لم يعد النهج العملي بعد الآن.

لنضع في اعتبارنا أن الطلاب الذين يلتحقون بإحدى برامج الهندسة التي تدوم 4 سنوات ابتداءً من شهر سبتمبر/ أيلول قد لا يتمتعون بالمهارات التي يتطلبها هذا القطاع عند تخرجهم في عام 2024.

على سبيل المثال، زاد الطلب على وظائف المهندسين في مجال البلوك تشين بنسبة 400% في السنوات الثلاث الماضية.

إن الجوانب الرئيسة التي نولي اهتمامنا بها عند التفكير في السعي وراء مثل تلك المناصب هي نفسها التحديات التي تنطوي عليها تلك المناصب.

  • فهي تندرج ضمن قطاع جديد وناشئ ولم نحصل على كثير من التدريب الرسمي عليه.
  • ولا بدّ لنا من أن نمتلك القدرة على "تبني عقلية جديدة" تركز على الكفاءة وقابلية التوسع والحوسبة الموزعة، وأن نفهم أن الأمر لا يقتصر على تعلم لغة برمجية أخرى.
  • وستكون مهارات حل المشكلات والتعلم والقدرة على اكتشاف المعلومات ومعالجتها مهارات قيّمة للغاية.

لذلك، من المهم أن نتعرّف على المهارات اللازمة لتعلّم تلك التقنيات بوتيرة سريعة بما يكفي لنلحق بالركب وألا نتخلّف عنه.

ولا بدّ لنا أيضاً من أن نصبّ تركيزنا على "كيفية" استيعاب المهارات التي نحتاج إليها وتعلّمها بدلاً من اكتشاف تلك المهارات.

تطوير المهارات الشخصية

قد لا يكون للمهارات التي نمتلكها اليوم فائدة كبيرة في المستقبل أو قد تفقد صلاحيتها تماماً بالقطاع المعني. لذلك، يتمثّل التحدي الأكبر للمستقبل في تطوير المهارات الشخصية، وهي مهمة تنطبق على جميع المناصب والقطاعات على اختلاف أنواعها.

الثقة بالنفس

من الضروري أن تعزز ثقتك بنفسك، لأن مهمة السعي وراء عمل هي مهمة ستقوم بها بمفردك. لذلك، لا بد لك من أن تثبت ما يميّزك عن زملائك لتحظى بالوظيفة التي ترغب فيها. فكّر في تلك المهمة وكأنها مواجهة بينك وبين زملائك ويقوم المسؤول عن التعيين فيها باتخاذ القرار، لذلك، لكل شيء أهميته.

الذكاء العاطفي والاجتماعي

تبقى المهام التي تتطلب ذكاءً عاطفياً واجتماعياً حكراً على القدرات البشرية الفريدة مقارنة بالمهام التي يمكن للتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي أن تؤديها. ويوجد بالطبع مسألة الذكاء الأخلاقي التي لم يتمكن الذكاء الاصطناعي من إتقانها بعد، لذلك، لا زلنا نتفوق بميزة رئيسة على الذكاء الاصطناعي.

التفكير النقدي

التفكير النقدي هو القدرة على التفكير بوضوح وعقلانية لفهم العلاقة المنطقية بين الأفكار. بشكل عام، يتطلّب منك التفكير النقدي استخدام قدرتك على التفكير، وأن تكون متعلماً فاعلاً بدلاً من أن تكون مجرد متلقياً للمعلومات. وأنا أحثكم على تحدي الوضع الراهن في أي وظيفة تشغلونها.

التثقيف في مجال وسائط الإعلام

يُعدّ فهم منصّات وسائط الإعلام المختلفة وكيفية التواصل بفاعلية أكبر من خلالها من المهارات القيمة التي لن يكون باستطاعة الروبوتات احترافها على المدى القريب.

الفطنة التجارية

يُعدّ فهم كيفية عمل الشركات أمراً ضرورياً، خاصة مع وجود فرص في الابتكار وريادة الأعمال وظهور "اقتصاد الأعمال الحرة". وحتى لو كنت تعمل لصالح شركة ما، لا بد أن تمتلك فهماً جيداً حول كيفية عمل الشركة بما يتجاوز ما تعلمته سابقاً. لقد شهدنا خلال سنوات الأزمة المالية في عام 2008 زيادة في عدد الشركات الناشئة وذلك نتيجة لجوء العديد من الشركات إلى تقديم الأموال إلى تلك المشاريع الناشئة، سواء في شكل هبات أو جوائز أو استثمارات مباشرة، وأظن أن هذا التوجه سيستمر في الارتفاع بعد انحسار الجائحة.

إن تطوير المهارات الشخصية لتصبح موائمة لما هو قادم، واكتساب مهارات المستقبل هو الهدف الذي يجب على كل فرد أن يسعى إلى تحقيقه.

اقرأ أيضاً: تقبل النقد

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي