5 قواعد لتحقق أقصى استفادة من وقت إجازتك

3 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

“لا يرسم المتمرس في فنون الحياة إلا خطاً رفيعاً يفرّق بين لعبه وعمله، أو بين جدِّه وفراغه، أو بين عقله وجسده، أو بين وقت تعلمه ووقت استجمامه. لا بل إنه بالكاد يميز في أي وقت هو، لأنه ببساطة ينشد التفوق في كل أفعاله ويترك للآخرين تقرير الحكم على ما يفعله، هل هو لعب أم جدّ. أما هو فيلعب ويعمل في الوقت نفسه وفي كل وقت”. أحبُ هذا الاقتباس من إل بي جاكس، الذي يصف فيه كيف يعيش المحترفون الأكثر سعادة وإلهاماً ونجاحاً. الرسالة الأساسية هنا واضحة: جد لنفسك عملاً تحبه، ويجعلك على سجيتك، لا عملاً يشعرك أنك تعمل فعلاً.

اللازمة الطبيعية لهذه الرسالة مهمة أيضاً: علينا التعامل مع عطلتنا بنفس الجدية التي نؤدي بها عملنا والاستفادة منها للعودة إلى العمل في حالة أفضل مما كنا عليها عندما غادرناه. إليك مثلاً صديقي كريم، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة إحدى أكبر شركات الخدمات المهنية سابقاً، والناشط حالياً في العديد من المبادرات الاجتماعية. يرى كريم في الإجازات وسيلة لتصفية عقله وشحذ فكره، وقد دأب طوال 25 سنة الماضية على تنظيم رحلات سير على الأقدام مع زوجته وثلاثة أزواج آخرين يسيرون فيها لمدة أسبوع بين الجبال الساحرة والمنتزهات الوطنية الكبرى والمحميات الطبيعية. خلال هذه الجولات، تتناوب كل عائلة على تشكيل فريق مع عائلة أخرى بحيث يمكن للجميع التحدث مع بعضهم البعض. قبل استقالته من منصب الرئيس التنفيذي، كان كريم يحاول دائماً أخذ إجازة مباشرة قبل الاجتماعات مع الشركاء العالميين، لأنه وجد أنها تجعل أفكاره ومبادراته وحتى خطاباته أكثر تركيزاً وغنى ووضوحاً وقوة مع أنه لم يكن يبذل جهداً كبيراً في التحضير لهم.

أما حسام، فهو أكاديمي ذو مكانة ومرجع عالمي في مجال القيادة. هو أيضاً يأخذ إجازاته على محمل الجد. ينوع حسام وزوجته دائماً في الطريقة التي يقضيان فيها إجازتهما فيذهبان مرتين كل سنة في “إجازة تعليمية” إلى أماكن لا يعرفان عنها الكثير. يجري حسام وزوجته قبل ذهابهما بحثاً عن كل الأماكن السياحية والمطاعم التي تستحق الزيارة في الوجهة التي اختاراها ويخططان مسار رحلتهما بإتقان، كما يستأجران عادة خدمات مرشد مع سيارة في حال لم يكن أي منهما يتحدث اللغة المحلية. حالما يصلان إلى وجهتهما، ينطلق الزوجان للاستكشاف ويقضيان الكثير من الوقت في التحدث مع أهل البلد. كما يدعّم الزوجان إجازتهما الحافلة بالنشاط بإضفاء نوعين من الاسترخاء عليها: الأول إقامة كل سنة في فندق على الشاطئ مثير وهادئ (من النوع الذي لا تتواجد فيه الكثير من العائلات) فلا يحضران معهما إلا كتبهما وواقي الشمس ومعدات الغوص على سطح الماء. أما النوع الثاني فهو زيارات منتظمة إلى بيتهما على الشاطئ من أجل “الاستجمام”، لا ضيوف ولا عمل، فقط تأملٌ وبعض أشغال البستنة. إذاً، مالذي يمكننا تعلمه من هذين المتمرسين الخبيرَين في فنون الحياة عن كيفية قضاء وقت الإجازة؟

1. تحرك وتدرب

يخبرنا علم التطور أن أدمغتنا العجيبة لم تتطور بينما كنا نتسكع بل تطورت عندما كنا نتدرب. اعتاد أجدادنا على التنقل طوال الوقت، وعلينا نحن استغلال إجازاتنا لفعل الشيء نفسه، خاصة إذا كنا ممن تجبرهم أعمالهم على البقاء في طاولات الاجتماعات وخلف المكاتب طوال اليوم.

2. جِد مكاناً جميلاً يمنحك السكينة

لا تساعدك الطبيعة فقط على الاستماع إلى صوتك الداخلي فقط، بل إنها تلهمك أيضاً هدفاً أو شغفاً جديداً. اتخذت أنا وزوجتي ماريا قرارنا بالانتقال من مدريد إلى بيونس آيرس بينما كنا نتمشى في الطبيعة المهيبة لجوكار كانيون في كاستيلا لا مانتشا، فنتج عن قرارنا أهم التغييرات وأكثرها نجاحاً في مسيرتي المهنية.

3. التقِ أناساً جدداً مثيرين للاهتمام

وجدت في إحدى دفاتر ملاحظات ليوناردو دا فينشي قائمة مهام من 15 مهمة. تضمنت 8 منها على الأقل الحصول على استشارات من أناس آخرين وتناولت اثنتان منها التركيز على كتب لأشخاص آخرين. الأشخاص الأكثر إنتاجية في العالم هم أناس متعاونون ويتميزون بفضول عميق وسعي دائم لتكوين معارف وحلفاء جدد حتى عندما يكونون في إجازة.

4. كن مستعداً للاستثمار في إجازتك

لدى الكثير منا تحيز للرفاهيات الملموسة. نحن ننفق على المنازل والسيارات والملابس وأمثالها من الأشياء التي تفقد ألقها الأولي بعد فترة قصيرة وتعود علينا بالقلاقل وأنواع مختلفة من احتياجات الصيانة أكثر مما ننفق على التجارب التي، بحسب البحوث، تمنحنا الكثير من الرضا على المدى البعيد، وهي لا تعطينا السعادة فقط لكن فرصة للتعلم والتطور أيضاً. من هنا، فإن الإجازات ذات الجودة العالية تحقق أحد أعلى العوائد على استثماراتنا.

5. خطط جيداً

لا تترك إجازتك للصدفة. الرحلات الجوية السلسة والإقامات المريحة والحجوزات المؤكدة في المطاعم وعند منظمي الرحلات كلها أمور ستجعل وقت عطلتك أكثر مرحاً وإنتاجية. أضف إلى هذا أن التحضير للرحلة ممتع بحد ذاته. تخيل كل ما تحب فعله في إجازتك ثم اختر الأماكن والنشاطات التي ترى فيها أفضل الفرص لاستعادة النشاط وتجديد الذات وخلق ذكريات لا تنسى.

كيف هي إجازتك المثالية؟ شاركنا إياها في التعليقات.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .