الهدوء المتعمَّد Deliberate Calm

ما تعريف الهدوء المتعمَّد؟

الهدوء المتعمَّد (Deliberate Calm): استراتيجية متطورة تستخدم من أجل ضبط النفس في الحالات التي يسودها عدم اليقين. وتتألف هذه الاستراتيجية من محورين رئيسيين هما:

  • المحور الأول: يرتبط بكلمة “متعمّد” التي تشير إلى الوعي بأن لدى الفرد الحرية في اختيار كيفية عيش الموقف والاستجابة له.
  • المحور الثاني: يخص كلمة “الهدوء” التي تشير إلى التفكير بعقلانية في أفضل طرائق الاستجابة، دون أن يكون الفرد محكوماً بالعادات القديمة.

صاغ هذا المصطلح مؤلفو كتاب “الهدوء المتعمَّد: كيف تتعلم وتقود في عالم متقلب؟” (Deliberate Calm: How to Learn and Lead in a Volatile World)؛ أبرزهم جاكلين براسي (Jacqueline Brassey) التي تُعد من كبار الخبراء المختصين بمكتب شركة ماكنزي في لوكسمبورغ، والشريك الرئيسي في مكتب شركة ماكنزي آند كومباني في نيو جيرسي آرون دي سميت (Aaron De Smet).

فوائد الهدوء المتعمّد

يفيد اتباع استراتيجية الهدوء المتعمّد في حلّ مفارقة التكيف؛ وهي تصرف الفرد باستخدام الأساليب القديمة خلال المواقف الجديدة التي قد لا تناسب الموقف؛ ما يؤدي إلى اتخاذ قرارات أسوأ وحلول غير فعالة على الرغم من أن الفرد يكون في أمسِّ الحاجة إلى التعلم والتغير والتكيف.

وبصفة عامة، فإن الهدوء المتعمّد يمكن القادة من التصرف بإبداع وموضوعية مع تحديد أهدافهم، حتى في أصعب الظروف، وتساعدهم على التعلم والتكيف مع التحديات الجديدة عندما تكون المخاطر أعلى، والازدهار في أوقات عدم اليقين.

مقالات قد تهمك:

تطوير ممارسة الهدوء المتعمّد

يتطلب إتقان استراتيجية الهدوء المتعمّد تطبيقها عدّة مرات، ويقترح مقال “كيف تصبح أكثر قدرة على التكيف في المواقف الصعبة؟” المنشور في هارفارد بزنس ريفيو 3 مهارات لتطوير استراتيجية الهدوء المتعمّد؛ وهي:

  • مرونة التعلم: تتعلق بالتعلم من التجربة، وتجربة أساليب جديدة، والتعامل مع المواقف الجديدة بعقلية النمو، والتماس الملاحظات والتعلم منها، وتطبيق هذه الدروس آنياً في المواقف الجديدة، فالمبدأ هنا هو أن القادة يجب أن يكونوا متعلمين حتى في أصعب الظروف.
  • التحكم في الانفعالات: تُظهر البحوث باستمرار أن القادة الذين يتمتعون بقدرة أكبر على التحكم في الانفعالات، يكونون هم وفِرقهم أفضل أداءً بصورة ملحوظة.
  • الوعي المزدوج: هو الاندماج بين الظروف الداخلية (التجارب والأفكار والمشاعر والاستجابات) والظروف الخارجية (قراءة موضوعية للموقف وتحديد ما يدعو إليه).

ومن الأساليب التي يمكن استخدامها لتجاوز حالات التغيير التي يسودها عدم اليقين تبنّي عقلية مجاراة التغيير التي صاغتها الاستشارية وعالمة المستقبليات أبريل رينيه (April Rinne) لتبيّن إمكانية النمو والازدهار في خضمّ التغيير المستمر الذي يشهده العالم، ويعني تطور علاقة الفرد بالتغيير وتبلورها من الداخل إلى الخارج. 

وتقدم رينيه ثلاث توصيات لمجاراة التغيير تبدؤها بالاطلاع على الثقافات المختلفة الذي من شأنه أن يعلمنا عن التغيير المتبدل، وتعقبها بتوسيع الرؤية المحيطية؛ أي الوعي بما يتجاوز نطاقها، وتختتمها بصرف الذهن عن حالة عدم التيقن التي تسود المستقبل.

اقرأ أيضاً: