كيف تجد حلولاً إبداعية للمشكلات عندما تكون تحت الضغط؟

3 دقائق
التفكير المنتشر
فيرانرايت/غيتي إميدجيز

ملخص: ماذا يجب أن تفعل عندما تشعر بالضغط في الوقت الذي لا يزال الناس ينتظرون منك حلولاً إبداعية؟ عليك في البداية خلق شعور بالأمان النفسي، فبدلاً من القول “يجب أن يتم ذلك الآن”، من الأفضل أن تقول لنفسك شيئاً مثل “سأنتظر وأرى ما سيحدث”. ثم جرب الأنشطة التي تحفز حالة “التفكير المنتشر” (diffuse-thinking) مثل المشي أو أخذ قيلولة أو تناول الطعام. إذا كنت لا تزال تشعر بأنك لا تستطيع التفكير في أي شيء جديد، يجب عليك حينئذ تغذية عقلك بمزيد من المواد التي يمكن أن يستفيد منها، مثل قراءة مواضيع متعلقة بالمشكلة أو القيام برحلة إلى مكانٍ يمكنك فيه الاطلاع على الحلول الإبداعية لأشخاص آخرين واجهوا مشكلة مماثلة، أو التحدث إلى الخبراء. من المهم أيضاً أن تأخذ وقتك. عندما يعمل عقلك بكامل طاقته، قد تتمكن من الخروج بأفكار إبداعية تلقائياً، ولكن عندما لا يعمل عقلك بكامل طاقته، فمن الأفضل منح عقلك الوقت لتقليب الفكرة لبضعة أيام كي تكون لديك فرصة أفضل للنجاح.

ماذا لو كنت تشعر بأنك غير قادر على التفكير مطلقاً وعقلك مرهق للغاية.

تشعر بالاحتراق الوظيفي وتتراكم الضغوط عليك إلى درجة يصعب عندها عليك حتى اختيار ما ستأكل على العشاء، فما بالك إذا ما كان عليك أيضاً الخروج بأفكار مبتكرة. لكن الناس ما زالوا ينتظرون منك تقديم حلولٍ إبداعية على الرغم من حالتك الذهنية الحالية. ما الذي تستطيع القيام به في هذه الحالة؟

إذا وجدت نفسك في هذا الموقف، فلا أضمن لك بأن الوحي سيهبط عليك فجأة بالحلول التي تبحث عنها. ولكن يمكنني أن أقدم لك أفكاراً، بناءً على تجربتي كمدرب لإدارة الوقت واعتماداً على علم كيفية عمل أدمغتنا، يمكنها أن تمنحك أفضل فرصة ممكنة للتوصل إلى أفكار جديدة جيدة.

عليك التخلي في البداية عن محاولة إجبار عقلك على الخروج بأفكار إبداعية. إذا كنت تعاني بالفعل من الإجهاد، فإن الضغط على عقلك يمكن أن يحفز أكثر وضعية القتال أو الهروب، لأن من يعمل في هذه الحالة هو الجزء البدائي والأقل إبداعاً من عقلك. لذلك بدلاً من القول لنفسك “يجب أن أكون مبدعاً” أو “يجب أن يتم ذلك الآن”، من الأفضل أن تقول لنفسك شيئاً مثل “سأنتظر وأرى ما سيحدث” أو “سأستكشف هذا الاحتمال” أو “سأدرس بعض الأفكار”.

عليك أن تخلق شعوراً بالأمان النفسي حتى لا تشعر بضغط الأداء المُرهق.

بعد خلق حالة من الأمان النفسي، جرب الأنشطة التي يمكن أن تصل بك إلى حالة “التفكير المنتشر”. يعمل الدماغ بطريقة أكثر مرونة خلال هذا النوع من التفكير، محاولاً إجراء اتصالات بين أجزاء مختلفة من دماغك بدلاً من العمل عبر المسارات العصبية الراسخة التي يستخدمها أثناء “التفكير المركز” (focused-thinking). تنقلك أنشطة مثل المشي أو القيلولة أو الأكل أو أي نوع آخر من الراحة بشكل طبيعي إلى حالة التفكير المنتشر وتفتح عقلك على احتمالات جديدة.

لتعظيم فائدة هذه الفترات الفاصلة، تجنب إشغال عقلك بعدة مهام ودعه يستكشف فكرة محددة فقط. على سبيل المثال، يمكنك تغذية عقلك بهذه الأنواع من المحفزات: ما الذي قد يتطلبه نجاح ترويج منتج ما؟ أو كيف ستكون النتائج إذا تعاملنا مع عملائنا بطريقة مختلفة؟ يمكن للذهن المنفتح وعدم الحكم على نوعية أو كمية أفكارك أن يطلق العنان لإبداعك.

على وجه الخصوص، لا أجد نفسي في أقصى درجات الإبداع عندما ابتعد عن جهاز الكمبيوتر وحسب، بل وعندما أكون في مكان يشعرني بالسعادة أيضاً. في الأشهر الدافئة، قد يكون هذا المكان في الخارج على ضفاف البحيرة مثلاً، بينما قد يكون هذا المكان مقهىً أجلس فيه بالقرب من مدفأة في الأشهر الباردة. في الواقع، يمكن لأي مكان جميل وهادئ أن يزيد من معنوياتي وقدراتي العقلية الإبداعية. لقد وجد بعض عملائي المتدربين الأماكن التي تدخل السعادة إلى قلوبهم وتحفز إبداعهم في المكتبات التاريخية أو متاحف الفنون وحتى في التسكع في الأسواق فقط. عليك البحث عن البيئات التي تشعر فيها بالارتياح والبهجة بشكل طبيعي وانغمس فيها للسماح للأفكار الإيجابية بالظهور.

إذا كنت لا تزال تشعر بأنك لا تستطيع التفكير في أي شيء جديد، يجب عليك حينئذ تغذية عقلك بمزيد من المواد التي يمكن أن يستفيد منها، مثل قراءة مواضيع متعلقة بالمشكلة أو القيام برحلة إلى مكانٍ يمكنك فيه الاطلاع على الحلول الإبداعية لأشخاص آخرين واجهوا مشكلة مماثلة، أو التحدث إلى الخبراء. يمكنك في بعض الأحيان التوصل إلى طرق جديدة للتعامل مع مشكلتك من خلال الاطلاع على ما فعله الآخرون حيال مشاكلهم.

بعد ذلك، ولزيادة فرصك في تحقيق اختراق ما، يجب أن تتبادل الأفكار مع الآخرين. لقد ثبت أن الطريقة الأكثر فعالية لتطوير الأفكار الأكثر إبداعاً هي التناوب بين التفكير الفردي والتفكير الجماعي. على سبيل المثال، استضف اجتماعاً لتبادل الأفكار مع زملائك في العمل، أو اجتمع مع صديقك للبحث عن حلول أثناء تناول القهوة، أو اتبع دورة تدريبية حول استراتيجيات حل المشكلات مع أحد الاستشاريين. يمكن أن تكون النتائج أفضل إذا ما عمل شخصان أو أكثر على مناقشة المشكلة وتقديم الحلول لها من أن يقوم بها شخص واحد، ويمكن أن تحفز عملية مناقشة الأفكار الخروج بأفكار جديدة تتحدى طريقة تفكيرك وتغيرها.

أخيراً، من المهم أيضاً أن تأخذ وقتك. عندما يعمل عقلك بكامل طاقته، قد تتمكن من الخروج بأفكار إبداعية تلقائياً، ولكن عندما لا يعمل عقلك بكامل طاقته، فمن الأفضل منح عقلك الوقت لتقليب الفكرة لبضعة أيام كي تكون لديك فرصة أفضل للنجاح.

عندما تشعر بأن عقلك مشوش وكل ما تريد فعله هو الاستسلام والتوقف عن التفكير فقط، يصبح من الصعب جداً، ولكن ليس مستحيلاً، إيجاد الحلول الإبداعية الخاصة بك. يمكنك من خلال وضع نفسك في الحالة والبيئة الذهنية الملائمة أن تزيد من فرصة إبداعك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .