23 - 2019

بعد العمل في شركة عائلته لتصنيع المعاطف لبضع سنوات، أدرك المؤلف أن المعاطف الفاخرة المصنوعة في كندا قد تصبح منتجاً من منتجات الرفاهية على المستوى العالمي. ومع استهداف المستهلكين الأوروبيين أولاً، طرح العلامة التجارية، ثم قام بتسويقها بطرق مبتكرة مثل تقديم الملابس لمستكشفي القطب الشمالي وأطقم التصوير التلفزيوني والسينمائي الذين كانوا يصورون في مواقع نائية قارسة البرودة. وربما الأهم من ذلك هو التزامه بالتصنيع وفتح المصانع داخل كندا نفسها، بالإضافة إلى مراكز تدريب الخياطين، ما مهد الطريق أمام تحقيق نمو استثنائي ونجاح عملية الطرح الأولي لأسهم الشركة.

تمتلك الشركة في الوقت الحالي 12 متجراً في أنحاء متفرقة من العالم وتدير مشروعاً للتجارة الإلكترونية، وتركز على تقديم تجربة استثنائية، ما ألهمها ابتكار "غرف التبريد" في المتاجر بحيث يستطيع المتسوقون تجربة المنتجات في درجة حرارة منخفضة تصل إلى 25 درجة مئوية تحت الصفر قبل اتخاذهم قرار الشراء.

بينما تواصل كندا غوس توسعها الطبيعي وعن طريق الاستحواذ، كما يقول ريس، ستواصل الشركة صناعة المعاطف وغيرها من المنتجات داخل كندا وفي الأماكن التي تقدم منتجات تتمتع بأعلى درجات الجودة وبالكميات المطلوبة.

درست المؤلفة أكثر من 100حالة زواج في أنحاء العالم وتوصلت إلى أن الزوجين اللذين لديهما مساران مهنيان مختلفان يميلان إلى المرور بثلاثة تحولات يكونان خلالها في حالة ضعف: عندما يتعلمان لأول مرة كيف يعملان معاً كزوجين؛ وعندما يمران بحالة إعادة ابتكار الذات في أواسط الحياة؛ وفي المراحل النهائية من مساريهما المهنيين.

الزوجان اللذان يتواصلان خلال كل تحول بخصوص المسائل الأعمق التي تخص العمل والحياة الشخصية مثل قيمهما وحدودهما ومخاوفهما يتمتعان بفرصة أفضل للخروج أقوى من كل تحول، والشعور بالإنجاز في علاقتهما ومساريهما المهنيين.

يتحدث كل من تامار دين دور- نير، الشريكة الإدارية في شركة "باين"، وزوجها دان كروكمالنيك، الاستشاري العام لدى "بوسطن غلوب" إلى محرري هارفارد بزنس ريفيو في جلسة أسئلة وأجوبة حول دعم كل واحد منهما للآخر، وكيف يتقاسمان عبء رعاية الأطفال وغير ذلك من المسؤوليات المنزلية، والمكاسب التي يحققها كل واحد منهما من وظيفة الآخر، وما هي التحديات التي قد يحملها المستقبل لهما.

عندما تتحدث المؤلفة، وهي الاختصاصية في التوظيف في شركة "كورن فيري" (Korn Ferry)، مع المرشحين لشغل وظيفة ما حول الفرص المتاحة، فإن واحداً من أوائل الأسئلة التي تطرحها هو ما إذا كان هناك أي وضع عائلي لديهما يجب أن تعرف به – بمعنى هل ستكون العائلة سبباً لتردد المرشح في الانتقال إلى مدينة أخرى لشغل وظيفة جديدة؟ تصف المؤلفة هنا كيف يمكن لأزواج/ زوجات المرشحين الذين لديهم مساراتهم المهنية الشاقة هم أيضاً أن يكونوا عاملاً مساعداً في عمليات البحث عن وظائف لشركاء الحياة، كما تتناول المؤلفة طريقة مقاربة هذا التحدي، وكيف تمكنت من إدارة المقايضات في حياتها الزوجية الشخصية علماً أن لديها هي وزوجها مسارين مهنيين مستقلين.

في مقابلة مع المحررة التنفيذية في هارفارد بزنس ريفيو آنيا ويكوسكي تصف دانيال ليندمان، عالمة الاجتماع في جامعة ليهاي ومؤلفة كتاب "الزوجان المرتحلان" (Commuter Spouses) أنماط حياة "الزوجين المرتحلين" اللذين يختاران العيش متباعدين بهدف تطوير مساريهما المهنيين. تسلط لينديمان الضوء على العوامل التي تؤخذ بالحسبان عند اللجوء إلى هذا الخيار وبعض الطرق التي يلجأ إليها الزوجان للتعامل مع انفصالهما: كيف يبقيان على تواصل، وكيف يديران النزاع، وكذلك كيف يلتئم شملهما بعد أن يقضيا بعض الوقت متباعدين. كما تناقش أيضاً المنافع الشخصية والمهنية المتأتية من وضعية عيشهما تلك.

بما أنّ عمالقة الأسواق الناشئة مثل البرازيل، وروسيا، والهند، والصين تواجه تباطؤاً اقتصادياً، فإنّ المستثمرين وروّاد الأعمال والشركات المتعدّدة الجنسيات يتطلّعون إلى أماكن أخرى. لقد وضعوا نصب أعينهم العمل في اقتصادات صاعدة مثل نيجيريا وباكستان باهتمام كبير وهلع هائل أيضاً. هل يمكن للإنسان أن يعثر على فرص نمو جدّية في اقتصادات تتّسم بالفقر الشديد وغياب البنية التحتية والمؤسسات؟.

الإجابة كما يدعي المؤلفون هي "نعم". والمفتاح برأيهم يكمن في الابتكارات المُنشئة للأسواق، وهي المنتجات والخدمات التي تلبّي الاحتياجات المحلية غير الملبّاة، وتوجِد الوظائف المحلية، وتكون قادرة على الانتشار على نطاق واسع بسرعة. وتشمل قائمة الأمثلة كلاً من "مايكرو إنشور"، التي أتاحت التأمين الميسّر لأكثر من 56 مليون إنسان في الاقتصادات الناشئة، و"غالانز"، التي أدخلت أفران المايكرويف إلى حياة ملايين المستهلكين الصينيين الذين كانوا يُعتبرون سابقاً أفقر من أن يقدروا على شراء هكذا جهاز. لا بل أكثر من ذلك، من الممكن "اجتذاب" أساسيات التنمية بواسطة الابتكارات المُنشئة للأسواق – ومع مرور الوقت تميل الحكومات والمؤسسات المالية إلى تقديم الدعم لها.

البشر هم عبارة عن آلات تصنيف تسـتقبل كميات هائلـة من البيانات الفوضوية، ثم تصنفهـا وترتبها ضمن بنى. فهذه هي الطريقة التي تسـمح لنا بفهم العالم وإيصال أفكارنـا إلى الآخرين. ولكن وفقاً للمؤلفَين، فإن عمليـة التصنيف ضمن فئات هي عمليـة جـد طبيعية إلى حد أننا نرى فئات أو تصنيفـات في الأماكن التي تخلو منها. يشـكل ذلك غلافاً يحيط بنظرتنا إلى العالم، ويؤثر سـلباً على آلية اتخاذ القرارات التي نتّبعها – وهي ظاهرة يجب أن تشـكل مصدر قلـق خاص لأي شركة تعتمد على جمع البيانـات وتحليلها من أجل اتخاذ القرارات. يقود التفكير التصنيفي، بحسـب رأي المؤلفَـين، إلى أربع عواقب خطيرة. فعندما نصنف الأشـياء ضمن فئات، فإننا نضغط أعضاء الفئـة، ونعاملهم كما لو أنهم أكثر تشـابهاً مما هم فعلاً؛ ونضخم الفروقات بـين أعضاء الفئات المختلفة؛ ونمارس التمييـز، بحيث نفضل بعض الفئات على بعضها الآخر، ونتحجـر بحيث نعامل البنية الفئوية التي فرضناها كما لو أنها سـاكنة. في السـنوات المقبلة، يجب على الشركات أن تركّـز انتباهها على الطريقة الفضلى للتخفيـف من هذه العواقب.

في كل يوم، وفي كل شركة تقريباً، تتعرض الاستراتيجية إلى الاختطاف من الأرقام. فبما أن الاستراتيجية مجردة، فإن الموظفين غالباً ما يستبدلونها ذهنياً بالمقاييس الفعلية لتقويم ما إذا كانت المؤسسة ناجحة في تطبيقها أم لا. هذا الميل يسمى "الإبدال"، وهو يتسبب بتدمير الكثير من القيمة. خذوا على سبيل المثال بنك ويلز فارغو. قرّر التنفيذيون في البنك تتبّع عمليات البيع المتقاطع للزبائن لقياس الأداء في مجال تطبيق استراتيجية البنك الرامية إلى بناء علاقات طويلة الأجل مع الزبائن. قاد هذا التركيز على أهداف البيع المتقاطع الموظفين إلى فتح 3.5 مليون حساب دون موافقة الزبائن، لكن المفارقة المؤلمة جداً هي أن تلك الخطوة تسببت بضرر كبير للعلاقات الطويلة الأجل التي كان البنك يطمح إلى إقامتها.
رغم سهولة الوقوع في براثن الإبدال، إلا أن بوسع الشركات اتخاذ خطوات لتجنّبه. فعلى سبيل المثال، بإمكانها إشراك الموظفين الذين سيطبّقون الاستراتيجية في صياغتها، لذلك سيكونون أكثر ميلاً إلى استيعابها وأقل نزوعاً إلى استبدالها بمقياس ما. عادة ما يكون ربط الحوافز المالية بمقياس خطأ يرتكب: فهو لا يزيد إلا من التركيز على الأرقام. لكن استعمال عدة مقاييس هو أمر مفيد جداً، فهو يسلّط الضوء على حقيقة أنه ليس هناك من مقياس وحيد يعبّ عن الاستراتيجية، ويجعل الموظفين أقل ميلاً إلى ممارسة الإبدال.

قبل ثماني سنوات، أطلق كل من مالنايت، وبوشي، وداناراج دراسة عالمية حول النمو العالي في الشركات، حيث بحثوا في أهمية ثلاث استراتيجيات من المعروف أنها تحفّز هذا النمو ألا وهي: إيجاد أسواق جديدة، وتلبية احتياجات مجموعة أوسع من أصحاب المصلحة، وتغيير قواعد اللعبة. لكن النتيجة التي كانت مفاجئة لهم هي أنهم اكتشفوا وجود عنصر رابع محفز لم يكونوا قد أخذوه بحسبانهم على الإطلاق هو "الغاية". لطالما كانت الشركات تضمّن الغاية فيما تقوم به. ولكن عادة ما كان يُنظر إليها على أنها مجرد إضافة، أو طريقة لرد الجميل إلى المجتمع، مثلاً. ولكن الشركات مرتفعة النمو
في الدراسة، في المقابل، نقلت الغاية إلى صميم استراتيجيتها، واستعملتها لإعادة تعريف ميدان عملها وإعادة تحديد شكل القيمة التي تقدّمها. كانت غاية شركة "مارس بيت كير"، على سبيل المثال، هي إيجاد عالم أفضل للحيوانات الأليفة، وهي وجّهت عملية توسيع أنشطتها من مجرّد شركة تصنع أطعمة الحيوانات الأليفة إلى بيئة متكاملة لصحة الحيوانات الأليفة. أما غاية شركة "سيكيوريتاس" – المتمثلة في الإسهام في زيادة أمان المجتمع – فقد قادتها إلى إعادة تصميم خدماتها لكيلا تشتمل على الحراس الميدانيين فحسب، وإنما وسّعتها لتشمل الخدمات الإلكترونية والحلول التنبؤية. تشرح هذه المقالة كيف يمكن للتنفيذيين أن يضعوا غاية وأن ينفّذوها في مؤسساتهم. كما تصف أيضاً المكاسب التي سرعان ما سيجنونها فور إنجاز هذه المهمة.

سواء أكنت مديراً أم زميلاً، أم صديقاً بوسعك أن تساعد الناس من حولك على إدخال تغييرات مهمة تسهم في تعزيز حياتهم. لكن الطريقة الأنسب لفعل ذلك لا تكمن في تحديد مستهدفات لهم وإصلاح مشاكلهم، وإنما من خلال تقديم الإرشاد لهم بطريقة متعاطفة ورحيمة، وهي مقاربة تشمل التركيز على أحلامهم وكيف بوسعهم تحقيقها. وعوضاً عن تقديم المرشد الجيد للنصح، سيطرح أسئلة استكشافية ذات نهايات مفتوحة ويصغي باهتمام حقيقي. تتمثل الفكرة الأساسية في مساعدة الأشخاص الحاصلين على الإرشاد على تصور النفس المثالية (من يرغبون أن يكونوا وما يريدون أن يفعلوا)، واستكشاف النفس الحقيقية (ليس فقط الفجوات التي يتعيّن عليهم ملؤها وإنما نقاط القوة التي ستساعدهم في فعل ذلك)، ووضع أجندة للتعلم ومن ثمّ التجريب والتدرّب على سلوكيات وأدوار جديدة. المرشد موجود هنا لتوفير الدعم لهم خلال سعيهم إلى تحديد فرص تعلّمهم، وتهيئة الأرضية لتحقيق التغيير، ثم المثابرة حتى النهاية.