لنتخيل أن المؤسسات كالأنهار الجارية التي تتجدد مياهها مع كل تيار مائي جديد يحصل في الأعماق، وكما هو معروف في لغة العلم أن تجدد التيارات المائية يرفع من جودة المياه، وبإسقاط هذه النظرية على عالم الأعمال، فإن المؤسسات التي تحدّث نماذج عملها باستمرار ستتطور وتتحسن جودتها كمياه الأنهار تماماً، وذلك على عكس المؤسسات التي أصابها الركود منذ زمن.
لقد شغل مفهوم \”نماذج الأعمال\” (Business Models) اهتمام العديد من الخبراء حول العالم. إذ تقول عنه الخبيرة الإدارية جوان ماغريتا: \”إن نماذج الأعمال في صميمها قصص تبيّن كيف تعمل الشركات، ويجيب نموذج العمل عن الأسئلة الجوهرية التي يجب على كل مدير الإجابة عنها وهي: كيف نجني المال في هذا العمل؟ وما المنطق الاقتصادي الأساسي الذي يبيّن الطريقة التي يمكننا بها تقديم قيمة للعملاء بتكلفة ملائمة؟\”. كما وضع أليكس أوستروالدر، مبتكر نموذج العمل التجاري وأحد أبرز مفكري الإدارة \”مخطط نموذج الأعمال\” (Business Model Canvas) المكون من 9 عناصر تساعد الأفراد على استعراض افتراضاتهم بشأن الموارد والأنشطة الأساسية في سلسلة القيمة الخاصة بهم، إضافة إلى القيمة المقترحة والعلاقات مع العملاء والقنوات وكل المصادر الأخرى التي تفيد أعمالهم، وذلك من أجل أن يعلم المدراء ما الذي أغفلوه في أثناء عملية بناء نموذج عملهم، وليقارنوا نماذجهم بنماذج المؤسسات الأخرى.
وفي خضم الأزمات تتزايد حاجة المؤسسات إلى تطوير نماذج أعمالها أو تعديلها بشكل جذري، وهذا ما شهدناه في بداية عام 2020 عندما اكتسحت جائحة \”كوفيد-19\” العالم. إذ واجهت الشركات تحديات كبيرة متمثلة في تعديل أسلوب عملها ليصبح أكثر مرونة وتأقلماً مع ظروف العمل غير المستقرة، وبسبب هذا الأمر انقسمت المؤسسات إلى فئتين: الأولى فشلت في مواكبة هذه المرحلة وتراجعت أعمالها بشكل ملحوظ، أما الفئة الثانية فقد أثبتت مرونتها في التكيف السريع مع المستجدات، واستطاعت تطوير نموذج العمل لديها ليصبح أكثر قوة وتطوراً في ميدان المنافسة العالمية.
ومن جانب آخر، علينا ألا ننسى أهمية إشراك الموظفين في كل مرحلة من مراحل تطوير نماذج العمل في الشركات، ولهذا على مدراء المؤسسات تعريف موظفيهم بخطة العمل القادمة، والإجابة عن جميع استفساراتهم المتعلقة بهذا الشأن، كما سيكون من المفيد إيضاح الأمور الجديدة التي ستدخل على ثقافة الشركة، والأشياء الأخرى التي ستذهب أدراج الرياح من أجل ضمان تنفيذ عملية تطوير نماذج الأعمال بشكل دقيق من قبل جميع المعنيين.
ولأن نموذج العمل المتقن والمدروس هو أساس نجاح أي كيان إداري مهما كان نوعه، سنقدم لكم في هذه القائمة مجموعة من المقالات المتخصصة التي تتحدث عن تطور نماذج الأعمال في المؤسسات، والتي ستساعد القراء على إثراء معرفتهم بأحدث الاتجاهات التي تسعى إلى الارتقاء بواقع العمل.
إليكم 10 مقالات عن \”تطور نماذج الأعمال في المؤسسات\” اخترناها لكم.
بوصفي أستاذاً في قسم برامج التطوير المهني بالتعليم المستمر في جامعة هارفارد، فقد رأيت أساليب إدارية أكثر من أي شخص…
عندما اكتسحت جائحة "كوفيد-19" المشهد في أوائل عام 2020، واجهت الشركات الناشئة تغييرات هائلة في الأسواق، وأصبحت أهمية المرونة الاستراتيجية…
تمر الرأسمالية في خضم عملية حساب تحدث مرة في كل جيل، تتمثل في تشكيك عامة الناس والمسؤولين التنفيذيين في الشركات…
نعلم ما يحدث في شهر أغسطس/آب من كل عام؛ حيث تطلق فِرق القيادة عمليات سنوية للتخطيط للأعمال وتحديد الميزانية، مع…
بحلول هذا الوقت، يكون كل مسؤول تنفيذي تقريباً قد أجرى مناقشة واحدة على الأقل حول ما إذا كان يجب على…
التأثير الصاعق لأزمة "كوفيد-19" على نُظم التعليم حول العالم لا يشبه أي شيء رأيناه في فترة ما بعد الحرب. فقد…
نعاني من الغموض الذي يكتنف جائحة "كوفيد-19" في هذه الأيام. والشركات التي ستنجو من هذا الوباء هي التي يديرها رؤساء…
عندما ظهر جهاز "مايكروسوفت سيرفس" لأول مرة، قال عنه كثير من النقاد إنه نقلة خرقاء إلى عالم الحواسيب: جهاز عالق…
يشير مايكل لويس في كتابه الذي يحمل عنوان "الشيء الجديد الجديد" (The New New Thing)، إلى عبارة نموذج الأعمال باعتبارها…
كيف يمكنك ابتكار نموذج العمل التجاري بنجاح؟ في عام 2003، قدمت "آبل" جهاز "آيبود" ومتجر "آيتونز"، محدثةً ثورة في عالم…
المحتوى محمي