تزداد جائحة فيروس كورونا تعقيداً يوماً بعد يوم، وتتصدر تبعاتها عناوين نشرات الأخبار وتحليلات خبراء الصحة والسياسة والاقتصاد، وفي زخم هذه الجائحة، اعتادت آذاننا سماع الجملة التالية: \”تسجيل إصابات جديدة بفيروس كوفيد-19\”، وعادة ما تكون أعداد الإصابات تلك بالعشرات، وصولاً لآلاف الإصابات الجديدة في بعض دول العالم.
إذا نظرنا إلى الحالة التي نعيشها اليوم من منظور إداري، سنجد أن جائحة فيروس كورونا وجهت الأعين إلى مدى قدرة الحكومات على ضبط أعداد الإصابات المتزايدة، وتطبيق الإجراءات الاحترازية بالشكل الأمثل، وكأن هذه الجائحة كانت امتحاناً فجائياً لقياس مدى كفاءة ومرونة الإدارة الحكومية في التصدي للأزمات المباغتة.
وفي هذا الامتحان، لم تكن نتيجة الإجراءات الحكومية مثل بعضها، فقد رأينا حكومات سبّاقة إلى تطبيق أفضل الممارسات لمواجهة فيروس كورونا من الناحية الاقتصادية، والتعليمية، والصحية، وللأسف كان هناك أيضاً إدارات حكومية تهاونت في هذا الاختبار، ما أدى إلى الرّمي بويلاتها على الدول المجاورة لها، فعندما تفشل دولة معينة في الحد من انتشار الفيروس، سيترتب على ذلك موجات من التفشي في دول أخرى نتيجة السفر والتنقل بينهما.
إن الإدارة الحكومية السليمة تمتلك القدرة على قلب الموازيين لصالحها في كل الأزمات التي ستصيب البلدان في المستقبل، ولكن إذا لم يعمل قادة الحكومات بناء على عقليات سليمة ومدروسة، فإن الدول التي يبدو أنها في أمان ستضطر إلى تحمُّل نتيجة أفعال الدول المُهملة مرة أخرى.
ولا يقتصر دور الإدارة الحكومية في إدارة الأزمات فقط، بل لها دور أساسي في إدارة جميع مفاصل الدولة في أوقات السلم والرخاء أيضاً، وعندما تكتشف الإدارة الحكومية عدم نجاعة أساليبها فإنها تضطر إلى تغيير طرق التفكير، والتخطيط على نطاق واسع، والتنسيق مع أصحاب الشأن المعنيين بالتغيير، وذلك من أجل الخروج بأساليب إدارة جديدة تضمن لها تحقيق النمو والازدهار الدائمين في جميع الأوقات، ولهذا نرى حكومات الدول المتقدمة تسعى لاعتماد مبادرات التحول المنوعة لخدمة مواطنيها بشكل أفضل.
وعلى جانب آخر، قد يكون لدى الإدارة الحكومية موارد مالية كافية لاعتماد المبادرات الجديدة التي تخدم الصالح العام، لكن وبحسب إطار \”الرؤية القائمة على الموارد\” (Resource-Based View (RBV) framework)، يجب على المؤسسات في الدول إيجاد موارد جديدة غير قابلة للاستبدال كي تتمكن من اكتساب ميزة تنافسية مستدامة على المدى البعيد، وليس فقط التركيز على الأمور المالية، وتعتبر هذه الرؤية أنّ الموارد التنظيمية مثل المهارات الإدارية، والموارد البشرية والكفاءات، تمثل أحد العوامل المؤدية إلى تحقيق ميزة تنافسية مستدامة للدول.
ولكي تؤدي الإدارة الحكومية المهام المُلقاة على عاتقها بالشكل الأمثل في كافة الميادين، سنقدم لكم في هذه القائمة مجموعة من المقالات المتخصصة التي ستتحدث عن \”الإدارة الحكومية\” والتي من شأنها مساعدة أصحاب القرار على إدارة هذا القطاع بأفضل الطرق.
إليكم 10 مقالات عن \”الإدارة الحكومية\” اخترناها لكم.
ملاحظة: سيكون من هذه القائمة بعض المقالات المفتوحة للعموم وبعضها مفتوحة للمشتركين فقط:
كيف يمكن تحديد قوة الثقافة لدى الدول لمواجهة الأزمات؟ هل تحدد ثقافة الدولة مدى ضعفها في مواجهة تطور الأوبئة داخلها؟…
إليك هذا المقال عن كيفية إدارة فيروس كورونا حتى اليوم 24 مارس/ آذار من عام 2020، سُجلت 382,642 حالة إصابة…
أصبح فيروس كورونا الجديد "كوفيد-19" (Covid-19) منتشراً على مستوى العالم. فقد بدأت مجموعات كبيرة من الحالات تظهر خارج الصين في…
منذ قيام الاتحاد، وعلى مدى خمسة عقود، كان الإنسان محور التطور في الإمارات وقد أولت القيادة دوماً اهتماماً كبيراً بالإنسان…
متى يمكن أن يكون لوفرة الموارد المالية تأثير إيجابي أو سلبي على أداء المؤسسات العامة الحكومية؟ يتضح من خلال عملنا…
نشرة خاصة من ماكنزي آند كومباني تقدر قيمة الأصول التي تمتلكها المؤسسات الخيرية على مستوى العالم بأكثر من 1.5 تريليون…
التقى الرئيس دونالد ترامب رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية أجيت باي مؤخراً في البيت الأبيض لتسليط الضوء على المبادرات التي تهدف…
إليك هذه القصة التي تتحدث عن تعزيز أمن الحكومات الإلكتروني تحديداً. اختراق كلمة السر هو وسيلة أغلبية الهجمات الإلكترونية (السيبرانية)…
إليك هذا المقال الذي يتحدث عن إستونيا والتحول الرقمي والحلول المختلفة. استعادت إستونيا استقلالها عام 1991، لكننا قطعنا شوطاً طويلاً…
تعتبر الحكومات من المسوقين البارعين. فالقوات المسلحة تُعلن لتجنيد المتطوعين، والوكالات الصحية تنصحنا بوضع حزام الأمان وترك التدخين. وبالإضافة لاعتمادها…
المحتوى محمي