يعتبر تقديم الآراء التقويمية (Feedback) علماً وفناً يحتاج للدراسة واكتساب مهارات خاصة في التواصل وعلم النفس السلوكي، لما يتضمنه من ردود أفعال يقدمها الزملاء في العمل تجاه بعضهم أو يقدمها المدراء تجاه موظفيهم، أو حتى تلك الآراء التي نقدمها في محيطنا الاجتماعي والأسري، ولطالما جلب موسم مراجعة الأداء الصداع والإرهاق للمدراء، لما يحتاجه من تحضير مسبق، ووقت كاف لكتابة الملاحظات والتعليقات، ولاسيما إذا كان الشخص المسؤول عن تقديم الآراء التقويمية يؤدي هذه المهمة بطريقة متأنية.
ولا تكون طريقة تقديم الآراء التقويمية اعتباطية أبداً، إذ إن مفهوم تقييم الأداء (Performance Evaluation): هو عملية تحليل ومراجعة شاملة لعمل الموظف في مؤسسة ما خلال فترة زمنية محددة، ويتم وضع مجموعة من المعايير التي تقيّم الأفراد للوصول إلى معدل نهائي يساعد في اتخاذ قرار بشأنهم، وقد تكون هذه المعايير بعضها شخصية والأخرى مرتبطة بالعمل مثل عدد ونوع الإنتاج والهدر والوقت، وهناك معايير سلوكية تُعنى بتعامل الموظف مع محيطه.
ولا يستثنى أحد من عملية تقييم الأداء إذ يشمل التقييم كافة الموظفين بما فيهم المدراء بالمستوى الأعلى وحتى المستويات الأولى من الهرم الإداري، وتختلف معايير التقييم حسب مهام كل وظيفة. كما يهدف تقييم الأداء لعدة أمور مثل: إعلام الموظفين بجودة عملهم، أو تعديل الرواتب، أو تغيير الوظيفة، أو تحديد نقاط الضعف لتلافيها بالتدريب، ولأن الشركات الكبرى أيقنت أهمية عملية تقديم الآراء التقويمية
كرست جهودها لإنجاح هذه العملية وفقاً للمعايير الموضوعية، وبعيداً عن إطلاق الأحكام الشخصية لأن ذلك سيساعد على إنجاز المهام التي أُهملت سابقاً، وهذا ما أكدت عليه كيم كاستيلدا إحدى كبار نواب رئيس شركة \”بولهورن\” (Bullhorn) للبرمجيات إذا قالت : \”نادراً ما قابلت شخصاً لا يرغب في أن يحقق النجاح، وتقديم الملاحظات التقييمية جزء أساسي من ذلك. نريد أن يكون موظفونا الأفضل في هذا المجال، لذلك نحن نحملهم المسؤولية\”.
ومن جانب آخر عندما يقدم المدير الملاحظات التقويمية لموظفيه _ خصوصاً عندما يكون أداؤهم دون المتوقع _ فمن المحتمل أن تنشأ لديهم ردود فعل سلبية على تلك الآراء، وهنا تبدأ المحادثات غير المريحة والمشحونة بالعواطف والانفعالات ما يعني توتر العلاقة بين الرئيس والمرؤوس، ولهذا فإن تقديم الآراء وتوصيل جوهرها لفريق العمل بشكل سليم يختصر العديد من المتاعب على القادة، ولا بأس هنا من استخدام بعض العبارات مثل \”أحتاج إلى مشاركة هذا معك لأنني حريص على نجاحك\” أو \”أريد أن أراك تواظب على النجاح والنمو\”.
عليك أن تضع نُصب عينيك أن نجاح أعمالك يكون باستعدادك الداعم لتوجيه الآراء التقويمية أو تلقيها ولهذا، سنقدم لكم في هذه القائمة مجموعة من التجارب والمقالات المتخصصة التي من شأنها مساعدة المدراء التنفيذيين ومدراء الموارد البشرية والأفراد فيما بينهم على التعامل في مختلف الظروف التي تتطلب التقييم بما فيه من آراء سلبية نقدية أو إيجابية.
إليكم 10 مقالات عن أفضل الطرق لتقديم الآراء التقويمية اخترناها لكم:
إنّ إعطاء ملاحظات تقييمية لموظفيك، خصوصاً عندما يكون أداؤهم دون المتوقع، هو من بين أهم الأدوار التي تؤديها كمدير. ليس…
لا يمكن إنكار أن موسم مراجعة الأداء يمكن أن يجلب الصداع للمدراء بسبب توجيه الملاحظات التقييمية. تستغرق عملية كتابة الملاحظات…
لا يخلو مكان العمل من موظف معتد بذاته ويرى أن كل ما يجري في العالم يدور حوله. أنت تعرفهم حق…
هل سبق لك أن لجأت إلى نظرية الساندوتش في النقد لتوجيه ملاحظات سلبية للموظفين الذين يعملون تحت إشرافك مباشرة؟ يستقي هذا…
سألت على مر السنين مئات الطلاب من التنفيذيين عن المهارات التي يعتقدون أنها ضرورية للقادة. وتلقيت بصورة متكررة الإجابة التالية:…
تُعد عملية منح التقييم، وخاصة التقييم المحفز، مهمة مجهدة. ومن البديهي أن يكون منح التقييم للموظفين أصحاب الأداء الرفيع، مهمة…
تُعتبر الآراء أمراً بالغ الأهمية للتعلم والتحسين، ولكن نادراً ما يُعتبر الأمر ممتعاً عندما تكون الطرف المتلقي للآراء الناقدة. فلدى…
خلال العقد الماضي، أدرت آلاف المقابلات التقييمية وفق نظام التقييم الشمولي 360 درجة مع زملاء المدراء الذين أدربهم، تلخّص هدفي…
خلال استبيان شمل 7,631 شخصاً، لمعرفة إجابة سؤال لماذا يتجنب المدراء المدح وما إذا كان التقييم أمراً صعباً. وافق على…
المحتوى محمي