فريقك ليس بحاجة لعالم بيانات من أجل القيام بالتحليلات البسيطة للبيانات

4 دقائق
التحليلات البسيطة للبيانات
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أذكر أن مؤسس شركة نيلسن ورائد أبحاث السوق، آرثر نيلسن، قال مرة: “إنّ ثمن النور أقل من تكلفة الظلام”. مع انتشار البيانات في الشركات أصبحت كلمات نايلسن هذه ذات مغزى أكبر، لأن البيانات تمثل شمعة غير مشتعلة يمكنها أن تنير الظلام، ولكنها تفتقد لشعلة التحليلات التي تساعدنا على الرؤية.

واليوم، تعثرت مهمة تمكين تحليل البيانات في الشركات بسبب نقص المهارات اللازمة في السوق حول التحليلات البسيطة للبيانات، بما فيها أيضاً الإحصاءات المتقدمة وأساليب التحليل الجديدة وتحليل الأنظمة المتقدم وأساسيات الأعمال والقوانين الناظمة والفهم القانوني ومهارات هندسة البيانات والتقنيات العامة في تقنية المعلومات

كيفية الاستفادة من التحليلات البسيطة للبيانات

ومن أجل تجاوز العجز في موارد السوق، يجب على الشركات الاستفادة بصورة أفضل من المواهب الموجودة لديها. وبما أنني مؤسس شركة لإدارة البيانات وعملت مع المئات من المؤسسات على مدى 20 عاماً لتنفيذ إدارة المعلومات ومبادرات التحليلات لديهم، وجدت أنّ المجموعات القادرة على استخدام تقنيات التحليلات لدى شركاتها بنجاح تتبع الخطط التالية:

اقرأ أيضاً: عندما تحقق البيانات ميزة تنافسية

ابن فريقاً

إحدى الاستراتيجيات هي اتباع خطة الفريق في تبادل مجموعات المهارات المطلوبة ومزجها، فجمع عدة مهارات وخلفيات متنوعة من داخل المؤسسة من أجل تحقيق هدف مشترك هي خطة عالية الكفاءة.

ابدأ بتحديد مميزات واحتياجات بيئة مؤسستك

 مثلاً، ستحتاج بيئة المنتج والخدمة شديدة التعقيد إلى خبراء في المجال أو في موضوع البحث. بينما تحتاج بيئة المنتج الأبسط خبراء العمليات واللوجستيات وسلسلة الموارد. شكل مجموعة من الفرق تلبي احتياجاتك المحددة، وضع تصميماً مدروساً لإطار عمل فريقك وبنيته من أجل نقل المهارات عبر الحدود التشغيلية أو التنظيمية.

أوجد الأطراف الداعمة

 أقترح عليك أن تتوجه إلى خارج قسمك من أجل وضع الأساس لمبادرات التحليلات الوظيفية. سيكون مجدياً البحث في جميع أرجاء المؤسسة عن مجموعات المهارات ذات الصلة والتي ستمكن فريقك من الاستفادة من البيانات المتوفرة.

  • خبراء تحليل البيانات: يفهمون قواعد التحليلات ويمكنهم التنقل بين ما يمكن وما يناسب باستخدام أحدث المنهجيات والتقنيات المتوفرة.
  • خبراء البيانات: يفهمون صيغ البيانات والتصميم والمحتوى بالأخص خطط البيانات والعلاقات المتبادلة.
  • مهندسو البيانات: يعرفون كيف يتم تخزين البيانات وهندستها بما في ذلك البنية التي تربطها. ويمكن للنهج التحليلي النظري الأمثل أن ينهار بصورة مخزية عندما يستغرق كمية وقت مستحيلة لمجرد الوصول إلى البيانات. وفي عصرنا هذا تحديداً، حيث يتم استخدام السحب الإلكترونية بكثافة، يجب أن يكون المرء حساساً تجاه زمن الوصول الذي يحتاجه نقل البيانات من هذه السحب وإليها.
  • خبراء تقنيات المعلومات وعملياتها: يفهمون طبيعة تدفق البيانات والعمليات التشغيلية. ويمارسون دوراً هاماً في الاستفادة من الأدوات المتوفرة لتقنيات المعلومات من أجل الوصول إلى البيانات مع الحذر بشأن المشكلات الأساسية في الوقت ذاته.
  • مدراء السجلات: هم القيمون على السجلات المادية والرقمية للأعمال. وهم يعلمون مواقع الوثائق الهامة ويقومون بتصنيفها وفهرستها.

ابحث عن الابتكار والفضول

ما سبق هو بداية جيدة لجمع فريق يضم مجموعات مهارات متنوعة من أجل تمكين التحليلات لبقية الشركة. ولكن هناك مجموعة مميزات أساسية يجب أن تكون حاضرة في فريقك الذي سيقود المبادرة. ابحث عن الأشخاص المبتكرين والحريصين والمبدعين الذين يحققون الحد الأقصى من النتائج بواسطة الحد الأدنى من الموارد. وفي تحليلات البيانات يمكن أن يؤدي هذا المزج بين الابتكار والتفكير المرن إلى تغيير كبير في التوصل إلى نتائج قابلة للتطبيق مع تخفيض الوقت والجهد والتكاليف في الوقت ذاته.

اقرأ أيضاً: علم البيانات وفن الإقناع

مثلاً، تحدثت إلى أحد محللي البيانات في شركة لمعالجة المدفوعات قال أنه قد تنبأ بأحداث الشغب بدقة عالية غداة اندلاع اضطرابات فيرغيسون. قد نظن أنه قام بالتنبؤات بواسطة تحليل شامل للخصائص السكانية المعقدة ومجموعات من مؤشرات الأخبار التي تشير إلى السخط الاجتماعي. ولكن لم يكن ذلك صحيحاً. بل قام ببساطة بتتبع مبيعات المكونات المرتبطة بأعمال الشغب كالعتلات والسوائل القابلة للاشتعال من متاجر الأدوات الكبرى، وبحث عن الزيادات التي تعدت عتبة معينة في عمليات الشراء.

من الصعب تعليم هذا المزيج من الابتكار والفضول، ولكنه حاسم بالنسبة للتحليلات الفعالة. ويمكن لإيجاد أفراد فريق يتمتعون بمميزات كهذه إحداث أثر كبير.

اجعل البيانات قابلة للاستخدام

 بما أنك لن تجد الكثير من الأشخاص الذين يملكون مهارات استثنائية في إدارة البيانات، فمن الضروري أن توظف منهجيات وتقنيات تقدم البيانات بصورة سهلة ومرئية ومنطقية.

لقد أثبتنا ذلك من خلال أول تجربة لنا باستخدام بيانات الشركة الداخلية الخاضعة فعلاً للإدارة لأغراض الامتثال والأغراض القانونية، من أجل التعرف على “المرجعيّن” من الموظفين في مؤسسة ما. وبدلاً من إجراء تحليلات معقدة لمقاييس الأداء المرتفع التي يمليها نمط معين من الأدوار أو الوظائف والمصممة لكل قسم أو منطقة على حدة، قمنا باستخدام تحاليل الرسوم البيانية لاكتشاف واسطة أكثر سهولة للوصول إلى ذات النتائج التقريبية. وقمنا بتحليل اتصالات الأفراد المتجهة نحو الداخل من أجل تقييم تواتر الأسئلة ومدى ارتفاع المناصب التي تصل إليها في المؤسسة. فتوهج الموظفون المرجعيون وكأنهم عرض ألعاب نارية.

لاحظ أنّ هذه الطريقة حددت الموظفين أصحاب الأداء الأفضل بغضّ النظر عن الوظيفة أو الدور، واستهلكت جزءاً بسيطاً  من الجهد الذي تتطلبه الطرق التقليدية. يمكن للتقنية جعل المهمات التحليلية منطقية ومرئية أكثر، وهي بذلك تخفض الحاجة لمهارات تقنية أو إحصائية عميقة.

استشر الأطراف ذات الصلة من الشؤون القانونية وشؤون الامتثال

 أخيراً، من أجل ضمان أن تكون مبادراتك التحليلية متوافقة مع المتطلبات القانونية وقوانين الخصوصية الجديدة، مثل قانون حماية البيانات العام وقانون كاليفورنيا لخصوصية المستهلك، من الأفضل أن تستشير الأطراف المعنية المناسبة من الشؤون القانونية وشؤون الامتثال.

  • مدراء الشؤون القانونية وشؤون الامتثال: لديهم فهم كبير لنوع البيانات التي يمكن تخزينها وكيف يمكن استخدامها مع تخفيض خطورة التعارض مع التوجيهات القانونية والتنظيمية.
  • مدراء البيانات التنظيمية: هم يدركون أي نوع من البيانات يتم الاحتفاظ به أو حذفه وفقاً للالتزامات التنظيمية، ما يمكنه زيادة أو تخفيض البيانات والاحتمالات في مشاريع تحليل البيانات.
  • المسؤولون عن حماية البيانات: هو دور جديد وجاء في الوقت المناسب، إذ يمكن لخبراء الخصوصية هؤلاء المساعدة في البقاء على المسار الصحيح وتجنب التعرض للعقوبات من جهة القوانين الجديدة والموسعة بشأن الخصوصية.

إنارة الطريق المقبل

إن تحليلات البيانات هي مورد قوي وواعد للميزة التنافسية. ومن أجل تمكين استراتيجية كهذه بمواجهة نقص المواهب الضرورية الكبير والصعب في السوق، يجب علينا العودة إلى تطوير الموظفين الموجودين لدينا عبر تبادل التدريب والخبرات بين أفراد الفرق والخبراء.

اقرأ أيضاً: طريقة مبتكرة تستند إلى البيانات لتوظيف الموهوبين

من أجل إطلاق هذه الاستراتيجية يجب ألا ننتظر أن يأتي شخص واحد يحمل مشعلاً متقداً لينير لنا الظلمة. بل سيكون علينا أن نساعد الموظف العادي ليصبح شمعة مضيئة، وجمع الشموع لتشكيل ضوء جماعي ينير الظلمة بعد معرفة كيفية الاستفادة من التحليلات البسيطة للبيانات.

اقرأ أيضاً: علم البيانات المدفوع بالفضول

اقرأ أيضا:

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .