تبدأ المشاريع العملاقة بأحلام الرواد، وعلى الرغم من تعقيدها، فهذه المشاريع ليست أمراً غريباً على المملكة العربية السعودية التي اعتادت تخطي التحديات منذ القِدم. وجاءت رؤية 2030 لترفع سقف الطموح في بناء وطن مزدهر بسواعد أبنائه ومشاركة القطاع الخاص. وتعتبر شركة الرياض القابضة إحدى الشركات التي تُسهم في تحقيق "اقتصاد مزدهر" عبر المشاريع التي تعمل على تحقيقها في قطاعات متنوعة، تبدأ من تصميم المنظومات الاقتصادية وإدارتها لخلق تنمية مستدامة ولتعزيز المشاركة المجتمعية مروراً بالتميّز التشغيلي في إدارة تلك المنظومات.
تحقيقاً لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حينما كان أميراً لمنطقة الرياض خلال ثمانينيات القرن الماضي، والتي تستهدف تطوير منطقة وسط الرياض المجاورة لقصر الحكم، انطلقت فكرة تطوير مركز تجاري مُكيّف يجمع التجّار في وسط مدينة الرياض، وتبعها تأسيس الشركة السعودية لمركز المعيقلية في عام 1985، حيث ركزت الشركة بعد تأسيسها على إدارة مشروعي مركز المعيقلية وأسواق الديرة. ولكن خلال 40 عاماً، هل يمكن أن تتغيّر الاستراتيجية؟
رؤية الشركة وتطوير استراتيجيتها
تعتمد الاستراتيجية الناجحة على تحديد الأهداف التي تتطلع إليها الشركات. وبالنسبة للرياض القابضة، فقد استهدفت إدارة مشاريع الأسواق التجارية المتخصصة منذ انطلاقها وتميزت في إدارتها. ونظرياً، تتطلب إدارة هذه الأسواق وتطويرها تحديد أهداف واضحة تسهم في تمكين المجتمع، مثل دعم الأعمال المحلية، وتعزيز التفاعل الاجتماعي وتنمية قدرتها على مواكبة المتغيرات، لأن الأسواق الناجحة ليست مجرد أماكن لشراء السلع وبيعها، بل هي مساحات حيوية يستمتع الناس بقضاء الوقت فيها.
ومع التخطيط المتكامل لأعمال الشركة، شكّل عام 2012، نقطة التحوّل الأولى لها التي تمثلت في عدة أوجه بدأت بتوسيع أنشطتها من إدارة الممتلكات فقط إلى تطوير مشاريع النفع العام والمنظومات الاقتصادية ذات الأثر وتحسينها بما يسهم في خلق الاستدامة المالية لتلك المنظومات الخدمية لمدينة الرياض، والتأكد من تحقيق الأثر الاقتصادي المرجو من هذه المشاريع. وفي رحلة التحول حينذاك تغيّر مسمى الشركة ليصبح شركة الرياض القابضة، وبدأت مرحلة جديدة في مسيرتها التنموية.
يمكن أن تتغيّر استراتيجية الشركات وفقاً للمتغيرات التي قد تشهدها الصناعة التي تنشط فيها، لذلك حددت الرياض القابضة والتي يرأس مجلس إدارتها صاحب السمو الأمير د. فيصل بن عبد العزيز بن عياف، أمين منطقة الرياض، غايات جديدة لأعمالها، وتهدف الشركة الآن إلى بناء منظومات اقتصادية تسهم في نمو مشاريع الأسواق العامة ومشاريع النفع العام مع الالتزام بتطوير المشاريع العملاقة التي تسهم في نقل مدينة الرياض إلى آفاق جديدة تتماشى مع مستهدفات رؤية 2030. ويقول الرئيس التنفيذي لشركة الرياض القابضة، المهندس عاصم السحيباني: "نسعى في الرياض القابضة إلى المساهمة في النهضة الحضرية لمدينة الرياض، متجاوزين حدود تطوير البنية التحتية التقليدية لنغطي العديد من جوانب تحسين جودة الحياة؛ فرؤيتنا ترتكز على توفير بيئة متكاملة تجمع بين الابتكار، والتخطيط المستدام، ورفاهية المجتمع، بهدف أن نكون جزءاً فعالاً في تحويل الرياض إلى مدينة عالمية تلبي تطلعات الأجيال القادمة".
رؤية الرياض القابضة للنمو والتطوير
في منتصف عام 2022، بدأت الشركة مرحلة تحوّل رئيسية ثانية شملت تحديث استراتيجيتها الخمسية لتواكب رؤيتها لتطوير المنظومات الاقتصادية. وللالتزام برؤية الشركة المحدثة، وضعت الرياض القابضة 5 قيم رئيسية تعد بمثابة بوصلة توجيه لجهودها بتحقيق الأهداف التي تصب في الصالح العام لمنطقة الرياض على وجه الخصوص، وهي على النحو الآتي:
- الرياض أولاً: تتجسّد هذه القيمة في الانتماء لمدينة الرياض، إذ تضع الشركة ازدهار الرياض في صلب أولوياتها، مع الالتزام بتحقيق أهداف خطة أمانة منطقة الرياض التنموية، التي تتضمن مجموعة من المبادرات التي تشمل التخطيط المكاني والتنمية العقارية، وإدارة البنية التحتية، وتطوير المدينة. إذ تسهم أمانة منطقة الرياض في تعزيز التوازن داخل المدينة عبر توجيه الشركات التابعة لها للعمل في قطاعات جودة الحياة والنفع العام. وتعمل الأمانة على إضافة البُعد الاقتصادي لمشاريع الرياض القابضة وتعزيز تأثيرها المجتمعي، نظراً لأنها المشغّل لمدينة الرياض والمنظم لها، لذلك كانت الأمانة عاموداً أساسياً لتطور الشركة الاستراتيجي.
- روح التعاون: تهتم منظومة الأعمال الناجحة بتوطيد التعاون بين الأطراف المعنية وتعزيز التفاعل الديناميكي بينها، لذلك عند وضع استراتيجية الرياض القابضة اهتمت بإيجاد بيئة عمل مشتركة، ومثال ذلك، أطلقت الشركة كياناً موحداً لتطوير أسواق الديرة ومنطقة قصر الحكم بالشراكة مع شركة الرياض للتعمير. علماً أن هذه الشراكات تطمح إلى تعزيز التنافسية ودعم مشاريع النمو، ما يسهم في تحقيق أهداف الشركة.
- النزاهة: تعتمد الشركات الناجحة قواعد محددة لضبط عملها وتنظيم طبيعة علاقتها مع أصحاب المصلحة بهدف تحقيق الشفافية والنزاهة، وعندما يتعلق عمل الشركة بمشاريع النفع العام على سبيل المثال، فإن ثقة المواطنين ضرورية لنجاح الشركة، لهذا شددت الرياض القابضة على التعاون بين جميع الأطراف، سواء داخل الشركة أو خارجها. مع الالتزام بمعايير النزاهة والشفافية في أداء أعمالها والامتثال للمعايير القانونية والأخلاقية.
- الابتكار: يسهم الابتكار في تحقيق النجاح المستدام للشركات ويؤدي دوراً محورياً في توفير مصادر إيرادات لا تتأثر بالتغيرات الاقتصادية. وتستهدف الرياض القابضة تنفيذ مشاريعها بأسلوب يتجاوز النمطية والانخراط في مجالات لم يخضها أحد من قبل.
- الأثر المستدام: تسعى الرياض القابضة إلى تقديم حلول مستدامة ومبتكرة تعزز التطور الحضري لمدينة الرياض، لتلبي هذه المشاريع احتياجات المجتمع بصفة مستدامة.
وتواكب هذه القيَم رؤية الشركة، إذ تسعى لأن تصبح مطوّرة لمنظومات اقتصادية تسهم في تحسين جودة الحياة وتلبية احتياجات سكان مدينة الرياض عبر تمكينهم من المشاركة في الأنشطة الثقافية والترفيهية والسياحية، وهو ما يتماشى مع محور رؤية 2030 "مجتمع حيوي"، ويهدف أيضاً إلى إعادة تشكيل الصورة النمطية لشركة الرياض القابضة التي ارتبطت بها على مدى 40 عاماً كمطوّرة لأسواق النفع العام. وأوضح الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والاستثمار في الشركة، المهندس أحمد النعيم: "إن وجود استراتيجية واضحة للشركة يعزز من قدرتها على التفوق ويضمن تكامل الجهود وتركيز الموارد لتحقيق الأهداف المنشودة بكفاءة عالية. مشيراً إلى أن المنهجية المتبعة ترتكز على الإبداع والاستدامة كعنصرين أساسيين، ما يسهم في تحويل مدينة الرياض إلى مركز عالمي للتطور والازدهار".
تحقيق تأثير مستدام في مدينة الرياض
انعكست منهجية شركة الرياض القابضة القائمة على الإبداع والاستدامة على المشاريع التي عملت عليها، إذ حرصت الشركة على الجمع بين التطوير والإسهام في تلبية الاحتياجات الأساسية للمدينة؛ الأمر الذي تطلب وجود مشاريع تمكّن الشركة من تحقيق تأثير مستدام. وضمت هذه المشاريع كلاً من:
- أسواق الديرة: تأسست في عام 1988، وتقدم الأسواق مزيجاً فريداً يجمع بين التراث والعصرية، وتجذب أكثر من ربع مليون زائر سنوياً. تضم الأسواق مجموعة متنوعة من البضائع، بما في ذلك الملابس والحرف اليدوية وغيرها.
- مركز المعيقلية التجاري: افتتح المركز في عام 1990، وأصبح الآن وجهة لأكثر من 5 ملايين زائر سنوياً، وقد عملت الشركة على مواجهة التحديات التي واجهت المتسوقين وتجار الجملة، حيث وفرت لهم مجموعة متنوعة من الخدمات، ما سهل عملية التسوق والتجارة. كما ضمنت لعملاء التجزئة الخصوصية، إضافة إلى تقديم أسعار تنافسية، ما أسهم في تعزيز نمو القطاع بشكل مستدام.
- مدينة تجميع المعادن: أول مشاريع النفع العام الذي حصلت عليه شركة الرياض القابضة من أمانة منطقة الرياض، وعملت الشركة في هذا المشروع على تحقيق تأثير بيئي مستدام، تمثّل في إقامة مدينة تجمع كل المختصين بمهنة تجميع المعادن لتنظيمها وبيعها، تمهيداً لإعادة استخدامها سواء داخل مدينة الرياض أو خارجها.
- حراج ابن قاسم الجديد: أطلقت الشركة مشروع حراج ابن قاسم الجديد بعد تطويره عام 2015، وحوّلته إلى مركز جديد يتلاءم مع احتياجات المدينة، ووجهة سياحية جاذبة لأكثر من 5 ملايين زائر سنوياً. ونتيجة لذلك، قررت الشركة العمل على التوسع في هذا المجال بتطوير نماذج عمل عصرية ومستدامة.
- مركز الشرق لبيع قطع غيار السيارات المستعملة: يُعتبر أول مركز متخصص في بيع قطع غيار السيارات المستعملة في الرياض بأسعار اقتصادية. تأسس المركز في عام 2018 على مساحة 357 ألف متر مربع، وأظهر المشروع مدى إدراك الرياض القابضة لمفهوم الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وعكس التزام الشركة بتحقيق تأثير بيئي مستدام من خلال تطوير مشروع صديق للبيئة، يتضمن توفير المسطحات الخضراء والتشجير، مع الحفاظ على بيئة جاذبة للنمو في قطاع قطع غيار المركبات المستعملة.
- بوابة الرياض: شكّل مركز بوابة الرياض الذي تأسس عام 2019 مكاناً للتسوّق والترفيه معاً، وتضمّن المركز سوقاً بمواصفات عالمية، وذلك لخلق محفظة أصول متوازنة ما بين المشاريع التجارية ومشاريع النفع العام
- صناعية العريجاء: توصلت الشركة لاتفاقية مع أمانة منطقة الرياض في عام 2023، لتأهيل الموقع وتطويره وإدارته وتشغيله بما يتوافق مع الاستراتيجية المحدثة، وهو مشروع لتأجير ورش صيانة السيارات وقطع الغيار، بمساحة تتجاوز 440 ألف متر مربع. وتضمن الاتفاقية استثمار شركة الرياض القابضة في تحسين الواجهات وتطوير الشوارع والمداخل والإنارة ومواقف السيارات وسكن العمال وتنسيق الحدائق.
- مشروع واحات الرياض: يعد مشروع واحات الرياض، بالتعاون مع أمانة منطقة الرياض، مبادرة استثنائية تهدف إلى تطوير 8 واحات موزعة في أبرز مواقع العاصمة. صُمم المشروع لتقديم مساحات عامة نابضة بالحياة تجمع بين التعلّم والترفيه بأساليب مبتكرة وفريدة. يسعى المشروع إلى إعادة تصور المساحات العامة وتحويلها إلى وجهات تعليمية وإبداعية تثري تجربة الزوار.
كخطوة أولى، تستعد الشركة لإطلاق واحة التحلية في الربع الأول من عام 2025 على شارع التحلية الحيوي تحت اسم "فودسفير". ستقدم هذه الواحة تجربة شاملة تركز على المنظومة الغذائية في المملكة العربية السعودية من خلال عروض تفاعلية، وورش حوارية، وتجارب علمية، ومساحات للإبداع والابتكار.
يمثل هذا الإطلاق نقطة البداية للشركة في تفعيل الحدائق والمساحات العامة، ما يسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز مكانة الرياض كوجهة ملهمة للإبداع والابتكار.
جمعت هذه المشاريع بين التعقيد والبساطة، في ظل سعي الشركة الدائم لتنمية مدينة الرياض بما يواكب تطلعات مواطنيها وزوارها. لكن ما هي المشاريع المعقدة؟ وكيف يمكن تحديد التعقيدات التي تواجهها؟
المشاريع المعقدة: مشاريع ناجحة من التعقيد إلى البساطة
على الرغم من عدم وجود تعريف موحد للمشاريع المعقدة (Complex Projects)، تناولت بعض الدراسات كيفية إدارة هذه المشاريع التي تتضمن مستويات عالية من عدم اليقين وتحديات تتطلب سنِّ قوانين للتغلب عليها. ومن جهتها، توضح شركة الرياض القابضة أن المشاريع المعقدة هي تلك المشاريع التي تحتاج إلى إدارة وتنظيم فعّال. ومن أمثلة المشاريع المعقدة التي تولتها الرياض القابضة:
- مدينة تجميع المعادن
قبل إنشاء المدينة، كانت مواقع تجميع المعادن متناثرة في أرجاء مدينة الرياض، ما أدى إلى صعوبة الرقابة وانتشار البيع غير النظامي. شكّلت هذه التحديات ضرورة ملحّة لإنشاء مشروع مدينة متخصصة لتجميع المعادن، بهدف تنظيم النشاط وتبسيط الإجراءات، وتفادي الآثار السلبية على سكان العاصمة والمشهد الحضاري.
لذلك بادرت أمانة منطقة الرياض بتنفيذ المشروع، وتوفير متطلباته بكفاءة عالية، ثم نقلت إدارته إلى شركة الرياض القابضة نظراً لخبرتها في إدارة المشاريع المعقدة.
وعملت الرياض القابضة على تطوير هذه المدينة بالتنسيق مع الجهات المعنية وتطبيق الأنظمة بمرونة وكفاءة. وبفضل هذا التنسيق، تطوّر المشروع ليصبح مركزاً لتنظيم هذا النشاط. وأدى هذا الإنجاز إلى جمع أصحاب المصلحة كافة في مكان واحد، ما أسهم في تحقيق تداول آمن وفعّال.
- مركز حراج ابن قاسم الجديد
يعود تاريخ سوق حراج ابن قاسم إلى أكثر من 65 عاماً، إذ بدأ نشاطه في ساحة الصفاة بجوار قصر الحكم، ثم انتقل بين العديد من الأماكن في مدينة الرياض، من شارع الريّس إلى حي منفوحة بجوار سوق الغنم، ثم إلى حي المنصورية.
خلال هذه الفترات، اكتسب الحراج سمعة مميزة بين المواطنين كانت عامل جذب للزوار، نظراً لأسعاره التنافسية مقارنة بالأسواق الأخرى؛ لكن على الرغم من هذه الميزات، واجه تعقيدات كثيرة، فكان يفتقر إلى التنظيم اللازم لأعمال البيع، ما أدى إلى تداخل الأنشطة فيما بينها، فضلاً عن عدم وجود أماكن محددة للمشاة ما تسبب بعرقلة حركة المرتادين، وانتشار الفوضى بين مرور السيارات، إذ استخدم بعض البائعين المواقف المخصصة للسيارات لعرض بضائعهم، كما افتقر إلى وسائل السلامة، ما تسبب في حدوث عدة حرائق وتكبد التجّار خسائر فادحة.
ومن هنا، اتصف الحراج بالعشوائية بسبب انعدام التنظيم وحرية الحركة. لذلك، وتحقيقاً لرؤية أمانة منطقة الرياض أخذت شركة الرياض القابضة على عاتقها مسؤولية تطويره، فأخضعت هذه التعقيدات لدراسات معمقة، وكان أول إجراء تحسيني هو نقل السوق من حي المنصورية إلى حي المصانع على طريق الحائر، وتخصيص أرض تبلغ مساحتها نحو 300 ألف متر مربع لمركز حراج ابن قاسم الجديد.
طبّقت الشركة الاشتراطات الأمنية والتنظيمية بهدف تطوير أنشطة البيع في المركز، وحرصت على مراعاة معايير السلامة ومقوماتها، وتسهيل عملية التشغيل والتسوّق بأمان وراحة تامة والقضاء على العشوائية والازدحام، كما عملت على توزيع الخرائط والإرشادات، ما أسهم في تحسين تجربة الزوار. ويتكوّن الحراج الجديد من 3 عناصر أساسية، هي:
- الموقع العام: والذي يتضمن ساحة الحراج المخصصة للبائعين، بالإضافة إلى وجود 5 مسارات لدخول الساحة، ومسارين للخروج للتأكد من البيع بطريقة نظامية.
- المباسط: صممت الشركة أكثر من 400 مبسطاً، فصلت بينهم بحواجز بلغ ارتفاعها 120 سنتيمتراً قابلة للتحريك، وظللت هذه المباسط بخيام من الألياف الصناعية التي تم تصميمها معمارياً بطريقة جمالية، إذ زوّدتها بالإضاءات الطبيعية والديكورات وأجهزة الإطفاء التلقائي. وخصصتها لبيع البضائع المستعملة مثل الأواني والملابس وغيرها، فضلاً عن وجود مكان مخصص للأنشطة النسائية.
- المباني: تضمنت 800 محل تجاري، وحرصت الشركة على تنظيم أعمال السوق بحيث تصبح الأنشطة المتماثلة في مكان واحد، ما يسهّل على المتسوق تحديد المكان الذي يريد زيارته، وتيسير رحلة تنقّل الزوّار.
وبذلك تمكنت الرياض القابضة من تطوير مركز حرّاج بن قاسم، ليشكل عنصراً لجذب المواطنين والزوّار والسياح من ناحية، وتهيئة البيئة المناسبة للتجار من ناحية أخرى.
- مركز الشرق لقطع غيار السيارات المستعملة
في السابق، شهد قطاع بيع قطع غيار السيارات المستعملة انتشاراً عشوائياً نتيجة لغياب مواقع مخصصة لتنظيم هذه الأعمال بما يلبي احتياجات المشترين. ولمواجهة هذه التحديات، بادرت أمانة منطقة الرياض بتفعيل الإجراءات من خلال تمكين شركة الرياض القابضة، وتخصيص موقع استراتيجي لإنشاء مركز بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان التنظيم المتكامل.
بدورها قامت الشركة بتطوير مركز الشرق لقطع غيار السيارات المستعملة ليصبح وجهة رئيسية لبيع هذه القطع بطريقة منظمة، ما أسهم في الحد من الآثار السلبية الناجمة عن العشوائية السابقة في هذا القطاع. اليوم، يعد المركز الأول من نوعه في مدينة الرياض الذي يقدم خدمة شاملة ومنظمة، وتواصل الشركة جهودها للتوسع في هذا القطاع وتنظيمه لتحقيق الفائدة العامة للمدينة وأصحاب المصلحة.
تطلعات الرياض القابضة: مستقبل مُشرق
كشفت الرياض القابضة عن طموحها خلال السنوات الخمس المقبلة للمساهمة في تطوير مدينة الرياض، والتوسّع في قطاعات متنوعة جديدة مثل تفعيل الحدائق العامة وتطوير مشاريع لوجستية مميزة. وتقع مسؤولية اختيار أسلوب التوسّع الملائم للشركات على عاتق الإدارة العليا للشركة ضمن الاستراتيجية الكلية لها (Corporate Strategy)، التي تتمحور حول تسيير محفظة أعمال الشركة، إذ تهتم بتحديد التوجهات العامة للاستثمار، وتطوير المجالات الحالية، وكيفية تخصيص الموارد اللازمة لتنفيذ هذه الخيارات. من هذا المنطلق، تعمل شركة الرياض القابضة على الموازنة بين المشاريع التجارية ومشاريع النفع العام ذات العائد المتوسط، وتعزيز شراكاتها مع القطاعين العام والخاص، حتى تضمن تحقيق الاستدامة المالية لتلك المنظومات.
ثمة علاقة وثيقة بين رؤية شركة الرياض القابضة وجهودها المستمرة في المساهمة بتطوير البنية التحتية لمدينة الرياض بما يضمن تحسين جودة الحياة للسكان، ومع نقاط التحوّل التي مرّت بها، فهي تسعى إلى تقوية مكانتها في تنفيذ مشاريع مميزة والتوسع في مجالات متنوعة عبر تفعيل دور الشركة القابضة واستحداث شركات متخصصة في مجالات متعددة بما يحقق تطلعاتها ويضمن استدامة أثرها، مع الالتزام بتقديم حلول مبتكرة تسهم في تعزيز التطور الحضري لمدينة الرياض.