ما هو الامتثال الماكر؟
الامتثال الماكر (Malicious Compliance): يُسمى أيضاً "الامتثال السلبي" و"الامتثال المؤذي"، وهو مصطلح يصف سلوك الموظف الذي يُطبق الأوامر أو يحترم القواعد السائدة في بيئة العمل رغم معرفته أن ذلك سيؤدي إلى نتائج سلبية، مثل عرقلة سير العمل أو إبطاء عملية الإنتاج أو خلق حالة من التذمر بين الزملاء أو غير ذلك من السلبيات، وقد يقوم بالامتثال للأوامر أو تنفيذ الفكرة بهدف إظهار سوء قرار من أصدر الأمر، سواء كان مديره المباشر أو مسؤولاً آخر، أو بهدف الانتقام من صاحب الفكرة وإظهاره على أنه يفتقر للذكاء.
كلمة "المكر" يُقصد بها اصطلاحاً "ما يَقصِدُ فاعِلُه في باطِنِه خِلافَ ما يقتضيه ظاهِرُه"، وهي الصفة الرئيسية التي تميّز من يقوم بهذا السلوك، إذ يُظهر سلوكاً إيجابياً بما أنه يمتثل للأوامر وينفذها بحذافيرها، لكنه يُبطن نية سلبية تُخالف الظاهر.
لماذا يحدث الامتثال الماكر؟
من الصعب تحديد دوافع الامتثال الماكر خاصة مع صعوبة إدانة من يقوم بها بأدلة دامغة، لكن في الغالب، فإن هذا السلوك يُعد من أعراض بيئة العمل السامة التي يرفُض فيها بعض الموظفين التعبير عن آرائهم خشية العقاب أو بسبب الخوف من التنمر، لذلك فآلية التواصل الفعالة أداة رئيسية لتفادي الامتثال الماكر. قد يظهر هذا السلوك أيضاً بسبب الإحباط وقلة الفُرص في الترقية، أو المحسوبية داخل الفريق، أو الإدارة التفصيلية.
الفرق بين الاستقالة الصامتة والامتثال الماكر
تتعلق الاستقالة الصامتة ببذل الموظف الحد الأدنى من الجهد المطلوب في أداء مهامه مع افتقاره إلى الحماس لبذل جهد إضافي أو التميّز في مكان العمل، وعدم اكتراثه بالنتائج المترتبة على جودة أدائه، يعني على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي هذا الأسلوب إلى نتائج سلبية على روح فريق العمل والأداء العام؛ لكن ما يميزّه عن الموظف الذي يمارس الامتثال الماكر هو النية السيئة، فالأول غير مكترث أصلاً بينما الثاني لديه هدف سلبي غير معلن يسعى لتحقيقه.
بعض الحلول لظاهرة الامتثال الماكر
يمكن تفادي الامتثال الماكر أو التخفيف منه عبر فتح قنوات حوار شفافة يُحسّ فيها الموظف أن صوته مسموع ومُقدر، ويمكنه التعبير عن رأيه دون أن يتعرض للعقاب، بالإضافة إلى هيكلة واضحة في سُلم الترقيات والمكافآت.
اقرأ أيضاً: