ملخص: قبل أن تبدأ التفكير في تغيير وظيفتك، فكّر في الطرائق التي تجعل وظيفتك الحالية أكثر إثارة وإرضاءً. ابدأ بسؤال مديرك أو إدارة الموارد البشرية عن نوع المساعدة التي يحتاجون إليها، شرط أن تتحلى بالواقعية بشأن طاقتك. وإذا أصبحت إسهاماتك روتيناً منتظماً، فمن العدل أن تطلب من مديرك تعديل وصف وظيفتك أو حتى لقبك المهني ليعكس تلك المسؤولية الإضافية التي قد تُحدث تأثيراً ملحوظاً على تقدمك المهني. استعلم عن الطرائق التي تتيح دعم زملائك بالاستفادة من مهاراتك وخبراتك، واحرص على مدح الآخرين بصورة بنّاءة لتعزز سمعتك بصفتك شخصاً متعاطفاً وذا قيمة ويتمتع بروح الجماعة. وضع في اعتبارك التركيز على تعزيز مهاراتك بدلاً من تغيير وظيفتك، لذا حدد المهارات أو الرؤى الثاقبة التي تحتاج إلى تطويرها وابحث عن الفرص التعليمية التي تتيح تحقيق ذلك. وحاول التواصل مع زملائك أكثر، إذ ستجد أن الروابط التي تخلقها معهم خارج مكان العمل ستعزز علاقاتك بهم خلال يوم العمل. وغيّر مكان عملك من وقت لآخر، وراع تحقيق التوازن بين عملك وحياتك الشخصية، كأن تأخذ إجازة، أو استراحة صغيرة من العمل، شرط أن تغتنمها لأقصى حد، أي أن تبتعد عن العمل وأدواته قدر الإمكان. قد لا تجعلك هذه الأفكار أكثر سعادة في العمل فحسب، بل تساعدك على استدامة الفوائد ومستوى الراحة والسمعة التي عملت بجد لكسبها أيضاً.
ثمة 3 لحظات تبدو فيها وظيفتك مثالية: اليوم الذي تقرأ فيه الإعلان الوظيفي، واليوم الذي تحظى فيه بالقبول، وأسبوع عملك الأول. لكن بعد مضي أشهر، وتعرّضك لمجموعة متنوعة من الضغوط في مكان العمل، تفقد الوظيفة التي كانت ذات يوم مغرية وجديدة بعض بريقها، وقد تبدأ البحث عن فرص أكثر إغراءً حتى؛ لكن غالباً ما تكون الأوصاف الوظيفية الجديدة مغرية بالفعل، لذا قبل أن تفكّر في تغيير وظيفيتك، جرّب هذه الطرائق الثمانية لجعل وظيفتك الحالية أكثر إثارة وإرضاءً. قد لا تجعلك هذه الأفكار أكثر سعادة في العمل فحسب، بل تساعدك على استدامة الفوائد ومستوى الراحة والسمعة التي عملت بجد لكسبها أيضاً.
1. تطوّع لأداء مهام جديدة متعلقة بالعمل
غالباً ما تكوّن المؤسسات فرقاً صغيرة لإدارة مشاريع محددة، وقد تحتاج إلى متطوعين للانضمام. وقد تشمل هذه الأنشطة المشاركة في جلسات العصف الذهني، أو المساعدة في إعداد موظفين جدد، أو كتابة مقالات للنشرة الإخبارية الداخلية. لذا تأكد من اختيار المشاريع التي تتوافق مع مهاراتك واهتماماتك،
ويُطلق بعض الخبراء على هذا الاستعداد لتولي مهام جديدة "سلوكيات الانتماء المؤسسية"، ويقولون إن تأثيره على الرضا قد يكون هائلاً.
كتب أساتذة الأعمال مارك بولينو وأنتوني كلوتز: "قد يكون الانتماء المؤسسي مُجزياً على المستوى الشخصي والمهني لأنه يجعل العمل هادفاً ومحفّزاً ويساهم في الحصول على تقييمات أداء أفضل".
لكن من المهم أن تدرك أن العثور على هذه الفرص هو مهمتك.
ابدأ بسؤال مديرك أو إدارة الموارد البشرية عن نوع المساعدة التي يحتاجون إليها، شرط أن تتحلى بالواقعية بشأن طاقتك. وإذا أصبحت إسهامات انتمائك المؤسسي روتيناً منتظماً، فمن العدل أن تطلب من مديرك تعديل وصف وظيفتك أو حتى لقبك المهني ليعكس تلك المسؤولية الإضافية التي قد تُحدث تأثيراً ملحوظاً على تقدمك المهني.
2. اعرض المساعدة على زملائك
تظهر البحوث أن مساعدة الزملاء قد تكون مرضية للغاية، لذا اسأل مديرك عن كيفية دعم زملائك بالاستفادة من مهاراتك وخبراتك، فمن المؤكد مثلاً أن تجد زميلاً بحاجة إلى مساعدة في العمل على برنامج باور بوينت. وتضع بعض الشركات برامج إرشاد داخلية رسمية بالفعل.
وبصفتي كاتباً بارزاً، غالباً ما أطلب من الكتّاب المبتدئين محاولة أداء المهام المدرجة في قائمة مهامي، وأشعر بالرضا الشديد لمساعدتهم على تطوير مهاراتهم المهنية، فالشعور بالرضا عن النفس هو خطوة مهمة نحو الشعور بالرضا عن الوظيفة.
3. خصص وقتاً لمدح الآخرين بصورة بنّاءة
التقدير المقدّم من زميل إلى زميل مهم جداً في العمل، لكنه نادر غالباً. وأنت تعلم بالفعل أن العطاء كالأخذ، لذا ارفع مستوى رضاك المهني من خلال مدح أداء زملائك الممتاز شخصياً في رسائل البريد الإلكتروني، وفي أثناء الاجتماعات، ومن خلال منصات التواصل الداخلية.
واحرص على أن يكون مدحك هادفاً، أي ألا تقل "شكراً" و"عمل رائع" فقط! بل قدّم له وصفاً كاملاً لأدائه، والفرق الذي أحدثه، وأثر الجهد الذي بذله عليك.
كما أن مدح الآخرين على الملأ وبصورة بنّاءة يعزز سمعتك بصفتك شخصاً متعاطفاً وذا قيمة ويتمتع بروح الجماعة.
4. احضر دورات خارجية أو داخلية لتحسّن مهاراتك وتعززها
وضع في اعتبارك التركيز على تعزيز مهاراتك بدلاً من تغيير وظيفتك، لذا حدد المجالات التي تحتاج إلى تطويرها وابحث عن الفرص التعليمية التي تتيح لك تحقيق ذلك. من السهل العثور على دورات خارجية بالفعل، لكن تحقق أولاً من قسم التعلم والتطوير في مؤسستك لتحضر ورشات عمل وندوات مفيدة ومجانية، إذ قد يؤدي حضور الدورات الداخلية أيضاً إلى تعرّفك على أشخاص جدد في المؤسسة قادرين على جعل تجربة عملك أكثر إرضاءً وإمتاعاً.
5. تعرّف على زملاء جدد وشارك في الأنشطة الاجتماعية
يؤدي العمل مع الأشخاص الذين تحبهم وتحترمهم دوراً مهماً في سعادتك المهنية، لذا حاول توسيع هذا التأثير بعد العمل من خلال المشاركة في المزيد من النزهات الاجتماعية، حتى مع الأشخاص الذين لا تتواصل معهم عادة، إذ ستجد أن الروابط التي تخلقها معهم خارج مكان العمل ستعزز علاقاتك بهم خلال يوم العمل. ولا تقلق بشأن الخوض في تفاصيل مهنتك، فالوظيفة هي القاسم المشترك بينكم، وقد يجعلك التعاطف تشعر بمزيد من الارتباط.
6. جدّد مساحة عملك
تبدأ سعادتك في العمل بالشعور بالرضا عن مكان عملك. هل هناك عناصر على مكتبك أو حائطك تجعلك سعيداً أو تذكرك بالأشخاص والأماكن التي تحبها؟ إذا كانت إجابتك لا، فابدأ ببعض العناصر البسيطة، كوضع صورة لعائلتك، أو إحضار كوبك المفضل للعمل، أو وضع لوحة أو تذكار ذي قيمة. فعندما تحيط نفسك بعناصر تجعلك فخوراً أو سعيداً، فستشعر بمزيد من الرضا في وظيفتك، حتى لو جعلتك تشرد قليلاً، وهي على أقل تقدير محفزات لفتح أحاديث جديدة.
ومن المفيد أيضاً أن تجدّد موقع عملك من وقت لآخر، كالعمل من المنزل، أو من المقهى، أو من مكتبة عامة (وهي المفضلة لدي بسبب للجو الهادئ الذي يسودها والذي يجنبني تشتت الانتباه). وقد يساعدك فصل نفسك عن الدراما والسياسة في مكان عملك على التركيز على مهامك وإنجازها بكفاءة أكبر، ومن الأمور التي تعزز رضاك أيضاً هي التخلص من العناصر المزعجة في قائمة مهامك. باختصار، قد يجعلك تغيير المكان وحده تشعر بأنك لست أسير عملك.
7. خصص مزيداً من الوقت لتجدد طاقتك
قد يؤثر العمل الجاد لفترة طويلة، حتى لو لم تكن "مدمن عمل"، على رضاك الوظيفي بشكل عام، حتى لو كنت تحب وظيفتك. لذا احرص على تحقيق التوازن بين عملك وحياتك الشخصية، كأن تأخذ إجازة، أو استراحة صغيرة من العمل، شرط أن تغتنمها لأقصى حد، أي أن تبتعد عن العمل وأدواته قدر الإمكان، لأن "إجازة العمل" ليست إجازة على الإطلاق.
وحاول أيضاً مغادرة العمل مبكراً إن استطعت وامش عدة جولات حول المبنى أو بين المكاتب، فأجسادنا غير مهيأة للجلوس على كرسي طوال اليوم والتحديق في شاشة الكمبيوتر الكبيرة مع فترات راحة من حين لآخر لتصفح شاشة الهاتف المحمول الصغيرة، بل قد يخفف إبعاد عقلك وعينيك عن عملك من وطأة الضغط، كأن تتحدث مع زميل ودود في أسفارك.
أخيراً، قلل مقدار العمل الذي تجلبه إلى المنزل، بما في ذلك قراءة البريد الإلكتروني الخاص بالعمل، "إذ إن عدم وضوح أوقات العمل والأوقات الشخصية يعتبر مصدراً مهماً للضغط النفسي في العمل" بحسب الاستشارية في مجال القيادة نتاليا بيرت، بل من المحبذ أن تُثري حياتك العملية حياتك الشخصية لا أن تهيمن عليها.
8. مارس هواية أو نشاطاً جديداً محدداً
قد يكون الشعور بالرضا في المنزل مرتبطاً بالشعور بالرضا في العمل، لذا احرص على ممارسة هوايات في حياتك الشخصية تجعلك سعيداً. كما أن التمتع بحياة شخصية مُرضية يقلل من الإحساس بضرورة أن تكون حياتك المهنية مثيرة ومُرضية وأن تبدو مثل أول يوم عمل لك دائماً،
فحتى الوظائف المثالية قد تجعلك تشعر بعدم الرضا أو الرتابة أحياناً، لكن إذا اتخذت خطوات استباقية لزيادة رضاك المهني، بدلاً من الانتظار والأمل في مستقبل أفضل فقط، فستجد أن الرضا الوظيفي هو أمر يمكنك التحكم فيه وتعزيزه والاستفادة منه بصفته نقطة الانطلاق لتحقيق النجاح في المستقبل.