ملخص: في اللحظة التي تتلقى فيها مكالمة هاتفية أو بريداً إلكترونياً من شركة أحلامك لإعلامك بالرفض، فإنك تحاول على الفور معرفة السبب. ولكن قد يكون من الصعب الحصول على إجابة، لا سيما إذا لم يمنحك الشخص الذي يخاطبك الكثير من المعلومات للمضي قدماً. تقدم المؤلفة عدة أسباب محتملة لعدم حصولك على الوظيفة، بالإضافة إلى 5 طرق من أجل التعلم من الرفض وتهيئة نفسك للنجاح في المقابلات المستقبلية. أولاً، خذ وقتاً قبل المقابلة للتفكير في الأسئلة العميقة التي ستمنحك رؤية أكثر واقعية حول صاحب العمل المحتمل. ثانياً، فكر في الوظيفة التي لم تحصل عليها وإذا ما كانت تتوافق حقاً مع قيمك. ثالثاً، اصقل مهاراتك في إجراء المقابلات من خلال التفكير في الأسئلة التي طُرحت عليك في أثناء المقابلات وكيف كان رد فعل محاورك على إجاباتك. رابعاً، انظر إن كان بإمكانك الحصول على ملاحظات من محاورك. أخيراً، لتنمية قدرتك على الصمود، اكتشف نوع العناية بذاتك الذي تحتاج إليه للتعافي بعد التعرض للرفض.
عندما تتقدم بطلب للحصول على وظيفة في شركة أحلامك، فإنك تتمنى أن تجتاز عملية المقابلة وأن تتلقى عرض عمل. فهذه هي الشركة التي لطالما أردت العمل فيها. لذلك قد تشعر بصدمة كبيرة إذا لم تتلقَّ عرضاً، ولكن لا ينبغي ذلك. أوضح فيما يلي سبب حدوث الرفض وكيف يمكنك التعلم من الرفض لتهيئة نفسك للنجاح في المقابلات المستقبلية.
لماذا تتلقى رفضاً؟
في اللحظة التي تتلقى فيها مكالمة هاتفية أو بريداً إلكترونياً يخبرك بالرفض، فإنك تحاول على الفور معرفة السبب. ولكن قد يكون من الصعب الحصول على إجابة، لا سيما إذا لم يمنحك الشخص الذي يخاطبك الكثير من المعلومات للمضي قدماً. هناك عدة أسباب محتملة لعدم تلقيك عرض عمل:
كان هناك مرشح "أفضل".
قد يبدو أن هذا هو السبب الأكثر وضوحاً، لكن كلمة "أفضل" لا تعني دائماً أن المرشح كان أفضل منك. ففي بعض الأحيان قد تعني أنه كان "مختلفاً" عنك. بمجرد نشر إعلان الوظيفة وإجراء مقابلات مع المرشحين، يدرك مدراء التوظيف أحياناً أن بإمكانهم الاستفادة من المهارات أو الخبرات التي لم يكونوا مدركين أنهم بحاجة إليها. قد تكون مهاراتك وقدراتك متوافقة مع ما يحتاج إليه مدير التوظيف، ولكن دائماً ما تكون هناك أشياء غير ملموسة غير مدرجة في إعلان الوظيفة، مثل أنهم يريدون مدير منتج سبق له العمل على إطلاق منتج جديد أو شخصاً لديه فضول كبير بشأن العالم من حوله. إذا أظهر مرشح آخر تلك الأشياء غير الملموسة في أثناء عملية المقابلة، فقد يكون مرشحاً "أفضل" لأن بإمكانه تقديم إسهامات وتحقيق قيمة بطريقة مختلفة.
لم تربط مهاراتك وخبراتك بالدور الذي تقدمت بطلب للحصول عليه.
قد تكون لديك جميع القدرات والخبرات اللازمة للدور، ولكن يحتاج مدير التوظيف إلى فهم كيف ستطبقها خلال عملك في هذا الدور المحدد. يركز الكثير من الناس على التحدث عن إنجازاتهم لكنهم يتجاهلون الوصف الوظيفي الفعلي. ويُعد الفهم الحقيقي للدور وتوضيح كيف ستطبق مهاراتك وقدراتك فيه أمراً أساسياً لمساعدة مدير التوظيف على تصور كيف ستتمكن من تحقيق قيمة للفريق والمؤسسة.
لا تتوافق مع ثقافة الشركة.
هذا لا يعني أنك شخص سيئ! ولكن كل شركة لديها ثقافة معينة. على سبيل المثال، إذا كنت حققت نجاحك باتخاذ قرارات فردية ولكن هذه الشركة تتخذ جميع القرارات من خلال توافق الآراء، فقد تشعر بالإحباط سريعاً. وآخر ما يريده مدير التوظيف هو توظيف شخص لا يتلاءم مع ثقافة الفريق أو الشركة. قد تعتقد أنه يمكنك التكيف مع البيئة، إلا أن مدير التوظيف سيتنبأ بما إذا كنت ستنجح أم لا بناءً على كيفية وصفك لأسلوب عملك وتفضيلاتك في أثناء عملية المقابلة. وليس هناك ما يمكنك فعله إذا لم يعتقد أنك تتوافق مع الفريق أو ثقافة الشركة ككل.
حدث تغيير في نطاق الوظيفة.
بمجرد نشر إعلان الوظيفة، يمكن أن تتسبب التغييرات في الشركة في تغير نطاق الوظيفة، فربما غادر شخص ما الفريق أو أُعيد تنظيم المهمات، على سبيل المثال. ينبغي للشركة تحديث إعلان الوظيفة وإعادة نشره بناءً على هذه التغييرات، ولكن لا تقوم جميع الشركات بذلك.
تم إيقاف التعيين في الوظيفة مؤقتاً أو أُلغيت.
في الظروف الاقتصادية غير المستقرة، يمكن تعليق التوظيف في الأدوار الجديدة أو حتى قد يُلغى بعد أن تضع الشركات استراتيجياتها القصيرة والطويلة الأجل. في حين أنه قد لا يزال إعلان الوظيفة منشوراً، فقد لا تجري الشركة مقابلات لهذه الوظيفة أو قد توقف العملية بعد أن تكون قد أجريت مقابلات بالفعل. وقد ألغت بعض الشركات عروض عمل بعد تقديمها، وكأنها فصلت الموظفين قبل حتى أن يبدؤوا العمل. لا تأخذ الأمر على محمل شخصي أو تعتبره دليلاً على أنك تفتقر إلى المهارات والقدرات اللازمة، كل ما في الأمر أن الشركة تعيد ترتيب أعمالها.
كيف يمكنك التعلم من الرفض؟
الرفض مؤلم، وعدم معرفة سببه يمكن أن يتسبب في الانخراط في حديث سلبي مع الذات عن مهاراتك وقدراتك. فيما يلي بعض الطرق للتعلم من الرفض والمضي قدماً:
أدرِك أن الوظيفة المثالية لا تكون مثالية دائماً.
من الطبيعي أن ننجذب لوظيفة أو شركة ما بناءً على ما قرأناه أو سمعناه عنها. وجزء من دور المحاور هو إقناعك بالوظيفة وجعلها تبدو مذهلة ومثيرة للاهتمام من أول اتصال يجريه معك.
إذا لم يتم اختيارك لأي سبب من الأسباب، فاستغل الرفض لإعادة التفكير في منظورك هذا، وتذكير نفسك بأنه لا توجد شركة أو وظيفة مثالية كما هو موصوف. ولتكوين رؤية أكثر واقعية عن صاحب العمل المحتمل في المرة القادمة، خذ بعض الوقت قبل المقابلة للتفكير في أسئلة أعمق من سؤال "أخبرني عن ثقافة الشركة". على سبيل المثال، في أثناء مقابلتك الآتية اسأل مدير التوظيف: "هل يمكنك أن تعطيني مثالاً للكيفية التي طورت بها أداء أحد الموظفين؟" أو "هل هناك سمة واحدة مشتركة بين أصحاب الأداء المتميز في فريقك؟". سيساعدك هذا على تقييم إن كانت الشركة ستأخذ تطوير أدائك على محمل الجد، ومعرفة كيف تقيّم الشركة موظفيها وتقدّرهم.
فكّر في قيمك.
عندما نكون بحاجة ماسة إلى أي وظيفة أياً كانت، فإننا لا نركز على ما هو مهم لنا وهل كان الدور سيرضينا بشكل عام. لذا، ارجع خطوة إلى الوراء وفكر في الوظيفة التي لم تحصل عليها وإذا ما كانت تتوافق حقاً مع قيمك. فهذا التمرين سيساعد على ضمان أن تكون الوظيفة التي ستحصل عليها في المستقبل مُرضية.
اصقل مهاراتك في إجراء المقابلات.
إن خوض أي عملية مقابلة يتيح ممارسة مهاراتك في إجراء المقابلات والمراسلات من أجل مقابلة التوظيف التالية. عندما كنت أحاول تغيير مجال عملي من محامية في مجال الترفيه إلى متخصصة في الموارد البشرية، سُئلت عن سبب رغبتي في إجراء هذا التغيير. كنت أجيب: "أريد أن أساعد الناس". فقال أحد مدراء التوظيف أن هذا ليس دور قسم الموارد البشرية؛ إذ يتمثل دوره في مواءمة مهارات الأشخاص وقدراتهم مع أهداف العمل. كنت أعرف ذلك ولكني لم أقله قط في أي مقابلة. لذا، في المقابلة التالية غيرت رسالتي الأساسية وحصلت على الوظيفة. فكر في الأسئلة التي طُرحت عليك في أثناء المقابلات وكيف كان رد فعل محاورك على إجاباتك. أي من الإجابات نالت الإعجاب وأيها لم تنله؟ هل أعاد مدير التوظيف صياغة ما قلته بطريقة أكثر إيجازاً؟ هل لديك فرصة لجعل رسالتك أكثر تحديداً ووضوحاً أو تغييرها تماماً؟
استفد من الملاحظات.
إذا تمكنت من الحصول على ملاحظات من محاورك، فسيكون لديك بعض المعلومات العملية للاستفادة منها في المقابلات التالية. فهذه وجهة نظر طرف محايد حولك في تلك الفترة القصيرة من الوقت التي تفاعل فيها معك. وحتى إذا كنت لا تتفق مع الملاحظات أو إذا كانت لا تعكس هويتك، ففكر في قاعدة الـ 2%: ماذا لو كان 2% منها صحيحاً؟ استخدم هذه الملاحظات كحافز لتطوير مهاراتك أو تغيير النهج الذي تتبعه في المقابلات.
احرص على تنمية قدرتك على الصمود.
كلما تم رفضك، أصبحت أكثر صلابة بينما تتعلم التعافي من خيبة الأمل هذه. بعد أن تعرف أنك لم تحصل على الوظيفة، اكتشف نوع العناية بذاتك الذي تحتاج إليه للتعافي؛ يمكنك على سبيل المثال القيام بنشاط تجيده وتستمتع به مثل البولينغ أو الرسم أو ممارسة التمارين الرياضية. فمعرفة ما تشعر به في تلك اللحظة وما يتطلبه المضي قدماً، سيكون بمثابة معادلة يمكنك تطبيقها عند مواجهة أي فشل.
يمكن أن يشعر مدراء التوظيف بالطاقة السلبية في أثناء عملية المقابلة. لذا يجب التعلم من الرفض والنظر إليه على أنه شيء يقرِّبك خطوة إلى الوظيفة المناسبة. وكلما علِمت بسرعة ما يساعدك على المضي قدماً، سيكون من الأسهل النظر إلى الجولة التالية من المقابلات على أنها التحدي التالي الذي يجب التغلب عليه.