7 استراتيجيات لبناء فريق أكثر مرونة

4 دقائق
استراتيجيات لبناء فريق أكثر مرونة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: أظهرت جائحة فيروس كورونا أن تحلي الفِرق بالمرونة وسرعة التكيف أمر ضروري، كما أنها كشفت عن الفِرق التي لم تكن لديها المهارات اللازمة لاجتياز الأزمة. تتطلب المرونة مستوى من الوعي الذاتي والتعاطف، وعادة قد لا يتمكن جميع أعضاء الفريق من بلوغ ذلك. لذا يتعين على القادة تقييم وضع فِرقهم وتحديد نقاط الضعف، ثم وضع استراتيجيات العمل لبناء فريق أكثر مرونة ومساعدة أعضاء الفِرق على كسر الحواجز وبناء أسس للثقة والشفافية والوعي الذاتي. تعرض المقالة 7 ممارسات للمساعدة في تعزيز مرونة الفِرق وسرعة تكيفها.

عند الإعلان عن نتائج شركة “آبل” للربع الأخير من عام 2020 التي تجاوزت توقعات “وول ستريت” (Wall Street)، عرّف تيم كوك الرئيس التنفيذي للشركة الفِرق المرنة عالية الأداء بأنها عنصر أساسي في تحصين الشركة في خضم التحديات غير المسبوقة التي جلبتها الجائحة.

فقد قال كوك: “على الرغم من أننا نعمل عن بُعد، فقد كان من الواضح هذا العام أن الفِرق والزملاء من مختلف أقسام الشركة كانوا يعتمدون على بعضهم بعضاً بقدر أكبر مما يحدث في الأوقات العادية”. وأضاف: “أعتقد أن هذه المرونة كانت جزءاً أساسياً من الكيفية التي اجتزنا بها تحديات هذا العام”.

أصبح الضغط على الفِرق لتصبح مرنة أكثر إلحاحاً وأهمية من أي وقت مضى مع دخولنا العام الجديد بأهداف وإنجازات ربع سنوية جديدة. وللأسف هناك العديد من الأمثلة لشركات اكتشفت بعد تفشي الجائحة أن فِرقها لم تكن تمتلك المهارات اللازمة للصمود في وجه الأزمات. وقد أدى ذلك إلى تساؤل العديد من قادة الشركات عما يمكنهم فعله لبناء المرونة في الوقت الحالي.

بداية، يحتاج القادة إلى طرح بعض الأسئلة الصعبة لتحديد ما إذا كانت فِرقهم لديها ما يلزم لكي توصف بأنها مرنة وسريعة التكيف حقاً.

سمات الفِرق المرنة وسريعة التكيف

حددت شركة “إل آتش آتش” (LHH) وشركة “فيرازي غرينلايت” (Ferrazzi Greenlight)، من خلال بحوثهما وخبراتهما في تدريب فِرق تنفيذية رائدة، 4 سمات بالغة الأهمية للفِرق المرنة وسريعة التكيف، وهي: الصراحة والقدرة على التصرف في المواقف الصعبة والتعاطف والتواضع.

الصراحة: هل يمكن لأعضاء فريقك إجراء حوار مفتوح وصادق وتقديم ملاحظات إلى بعضهم بعضاً؟ يستطيع أعضاء الفِرق المرنة التحدث بصراحة مع بعضهم لتحديد التحديات التي تواجههم والتغلب عليها بشكل جماعي.

القدرة على التصرف في المواقف الصعبة: هل يمكن لأعضاء فريقك التكاتف معاً للبحث عن حلول خلاقة وفعالة عند مواجهة أي تحديات أو مشكلات؟ تتعافى الفِرق المرنة من الانتكاسات وترحب بالتحديات الجديدة. فهي تكرّس طاقتها للبحث عن حلول وتواصل التركيز على النتائج أياً كانت الظروف الخارجية.

التراحم والتعاطف: هل يعتني أعضاء فريقك ببعضهم بعضاً ويتشاطرون النجاح والفشل على حد سواء؟ تتكون الفِرق المرنة من أفراد يهتمون ويعتنون ببعضهم بعمق وصدق. وغالباً ما يتم التعبير عن المرونة في شكل التزام عميق “بالتعاون للارتقاء بمستوى الفريق” وليس السعي إلى النجاح أو الحصول على تقدير بشكل فردي.

التواضع: هل يمكن لأعضاء فريقك طلب المساعدة وقبولها من زملائهم في الفريق؟ أعضاء الفِرق المرنة على استعداد للاعتراف بأن مشكلة ما أصبحت مستعصية وطلب المساعدة في حلها من شخص آخر إما في الفريق وإما في المؤسسة بشكل عام. فهم لا يُخفون الصعوبات التي يواجهونها ولكنهم يعتمدون على المسؤولية الجماعية لمواجهة التحديات وإيجاد الحلول.

إذا كانت هذه هي بعض الصفات والقيم الأساسية للفريق المرن، لا يزال يتعين الإجابة عن سؤال “ما الذي ينبغي لك فعله إذا كان فريقك يعاني من نقص في المرونة؟”.

تتطلب المرونة مستوى من الوعي الذاتي والتعاطف، وعادة قد لا يتمكن جميع أعضاء الفريق من بلوغ ذلك. لذا يتعين على القادة تقييم وضع فِرقهم وتحديد نقاط الضعف، ثم وضع استراتيجيات لمساعدة أعضاء الفِرق على كسر الحواجز وبناء أسس للثقة والشفافية والوعي الذاتي.

حددت مبادرتنا “المضي قدماً في العمل” (Go Forward To Work)، التي تحدثنا عنها مع مئات من المسؤولين التنفيذيين، مجموعة من الإجراءات التي يمكن للقادة اتخاذها لبناء فِرق مرنة، ونطلق عليها “ممارسات عالية المردود” (High-Return Practices™).

7 ممارسات للمساعدة في تعزيز مرونة الفِرق وسرعة تكيفها

هناك العديد من الممارسات التي قد تعزز مرونة فريقك، وفيما يلي بعض الممارسات التي نوصي بها:

النقاشات الصريحة: يُعد الأمان النفسي، وهو الاعتقاد بأن أي عضو في الفريق يمكنه التعبير عن رأيه بحرية دون أي عواقب، بالغ الأهمية لبناء فِرق مرنة. وعندما تكون هناك مشكلة واضحة ولكن يتم تجاهلها، فإن قادة الفِرق عالية الأداء يجرون ما نطلق عليه “نقاشات صريحة” لتشجيع أعضاء الفريق على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم.

نجري هذا النوع من النقاشات في “فيرازي غرينلايت” أيضاً. ويمكن لأي عضو في الفريق أن يطالب بها، وإن لزم الأمر فإننا ننقسم إلى مجموعات أصغر (باستخدام خاصية الغرف الجانبية breakout rooms إذا كان الاجتماع افتراضياً) للتشجيع بشكل أكبر على إجراء نقاش صريح وصادق.

المراقبون المستقلون: لمساعدة أعضاء الفريق على تقبُّل التقييمات الصريحة لعملهم، يمكن للقادة المرنين دعوة خبراء من خارج الشركة لتقديم وجهات نظر موضوعية حول المشكلات المطروحة وديناميات الفريق.

مشاركة القصص: لتعزيز المشاركة والثقة والاندماج، غالباً ما يقوم قادة الفِرق المرنة بتشجيع أعضائها على مشاركة النجاحات والإخفاقات والمعالم البارزة في رحلة حياتهم مع بقية أعضاء الفريق. فعندما يُظهر أعضاء الفريق هشاشتهم وضعفهم، فإنهم بذلك يخلقون بيئة يسودها التعاطف والتواضع.

تحمُّل المسؤولية: يتحدث أعضاء الفِرق المرنة عن مخاوفهم وشواغلهم مع بعضهم بعضاً. ولذلك، ومن أجل بناء الثقة وتوخي الصدق، يتعين على القادة تيسير هذه العملية وتشجيع الموظفين على الاعتراف بمخاوفهم أو التحديات ذات الصلة بالعلاقات، واستطلاع آراء أعضاء الفريق بحثاً عن حلول.

على سبيل المثال، يمكن للميسّر أن يطلب من كل عضو في الفريق التعبير عن مشاعره حيال وضع الفريق وتحديد المشكلات القائمة. وينبغي له أيضاً تشجيع أعضاء الفريق على “تحمُّل مسؤولية” الجزء الخاص بهم في أي مشكلات قائمة وعدم اللجوء إلى إلقاء اللوم على زملائهم.

إظهار الاهتمام: يجب على القادة أن يُظهروا بانتظام أنهم يهتمون حقاً بالتقدم الذي يحرزه الفريق من خلال طرح أسئلة استقصائية لفهم المشكلات الرئيسية.

لكن طرح هذه الأسئلة ليس سوى نصف المعادلة؛ إذ إنه يتعين على القادة الذين يتصفون بالمرونة أيضاً الاستماع بعناية إلى الإجابات التي يحصلون عليها من أعضاء الفريق. فهكذا يتم اكتشاف الجوانب التي تنقصها المرونة.

فحص مستوى الطاقة: في بداية كل اجتماع، اطلب من كل عضو في الفريق أن يحدد مستوى طاقته على مقياس من 1 (منخفض) إلى 5 (مرتفع). فهذا التمرين البسيط والسريع سيحدد بشكل سريع ما إذا كان هناك عضو يحتاج إلى مزيد من الاهتمام والرعاية أو ما إذا كان هناك عضو يشعر بالإرهاق والإحباط بمستوى أعلى من الطبيعي.

الالتزام ببناء المرونة لبعضنا بعضاً: نسمي هذا “التعاون للارتقاء بمستوى الفريق”، وهو ضروري لوضع توقعات واضحة لا غموض فيها حول وحدة الفريق ودعم الأقران لبعضهم بعضاً. وأي تردد أو إحجام عن مساعدة زميل يجد صعوبة في شيء ما هو علامة على أنه قد تكون هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات أكثر عمقاً.

ختاماً، مرونة الفريق تشبه البطارية؛ ما يعني أنه ينبغي إعادة شحنها بانتظام. والفِرق التي اتخذت تدابير للقيام بذلك ستكون أكثر استعداداً لمواجهة جميع التحديات خلال فترة الجائحة وبعدها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .