أسئلة القراء: هل أعود إلى العمل الذي استبعدت عنه مؤقتاً، أم أبحث عن عمل جديد؟

6 دقائق
العودة للعمل بعد التسريح أم البحث عن فرصة جديدة
shutterstock.com/fran_kie
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

سؤال من قارئ: نتيجة لجائحة فيروس كورونا، استبعدت مؤقتاً من عملي في المبيعات عبر الهاتف لدى شركة عائلية. وقبل إيقافي عن العمل، كنت قد طلبت أن أعمل من المنزل، لكن طلبي قوبل بالرفض لأنه يخالف سياسة الشركة. والآن، سمعت من زملائي أنهم يعملون من المنزل، وتلقيت رسالة إلكترونية من مالكي الشركة يقولون فيها أن وظيفتي لديهم محفوظة وأني سأعود إلى العمل “عندما تنتهي الأزمة”. فهل أعود إلى عملي السابق أم أبحث عن عمل جديد؟ ولاسيما أنه ليس هناك أي طريقة لمعرفة موعد انتهاء الأزمة، كإشعار من الحكومة أو غير ذلك. لاحظت أن شركة أخرى تعلن عن حاجتها إلى موظفين جدد في نفس الوظيفة، وتقدمت إليها وتلقيت اتصالاً هاتفياً لدعوتي لإجراء مقابلة. كم من الوقت يجب عليّ الانتظار قبل الانتقال للعمل لدى شركة أخرى؟ كان راتبي في عملي الأول جيداً، لكن لا أشعر أنه بإمكاني التعلم من أي قائد في الشركة، وأعتقد أني سأتمكن من التعلم في الشركة الأخرى أكثر، لكنها شركة كبيرة ومتعددة الجنسيات، والغموض فيها أكبر نظراً للتغييرات والتحديات التي تترافق مع طبيعتها.

ولهذا فسؤالي هو:

ماذا أفعل هل أقبل العمل الجديد أم أنتظر للعودة إلى عملي السابق؟

يجيب عن هذا السؤال كل من:

دان ماغين: مقدم برنامج “ديير آتش بي آر” من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج “ديير آتش بي آر” من هارفارد بزنس ريفيو.

سكوت غالواي (Scott Galloway): أستاذ في كلية ستيرن للأعمال بجامعة نيويورك (إن واي يو) (NYU)، ومؤلف كتاب “جبر السعادة: ملاحظات عن السعي لتحقيق النجاح والفوز بالحب والإحساس بالمعنى” (The Algebra of Happiness: Notes on the Pursuit of Success, Love, and Meaning).

إقرأ أيضاً: ماذا تفعل عندما تفقد وظيفتك التي تمثل هويتك؟

سكوت غالواي: رد فعلي الأول هو أن على صاحب السؤال الحصول على المزيد من المعلومات. بداية، يجب أن يحصل على عرض العمل من الشركة الجديدة. عادة، يأتي إليّ شاب يسألني: “ما رأيك، هل أذهب للعمل لدى جوجل أم أمازون؟”، فأسأله: “هل حصلت على عرض العمل؟” فيقول: “لا”، فأطلب منه ألا يشغل نفسه بالتفكير في الأمر، وأن يعود عندما يحصل على عرض عمل من الشركتين. تثير هذه الفكرة الكثير من الضيق، لذا يجب على صاحب السؤال أولاً جمع معلومات أكثر حول الراتب وأنواع الوظائف في الشركة الجديدة. فهذه القرارات مهمة وتحتاج إلى دراسة متمعنة.

أليسون بيرد: كان ذلك رد فعلي الأول أيضاً. قلت لنفسي لن يضره إجراء المقابلة لدى الشركة الثانية، فهو يريد الحصول على بعض الخيارات. أرى أن خطوته التالية تتمثل في التفوق في المقابلة، لذا يجب أن يجري بعض عمليات البحث عن الشركة الأخرى والنظر على وجه الخصوص إلى مركزها المالي. ويجب أن يستعد لإجراء هذه المقابلة عبر اتصال الفيديو، أن يتدرب وأن يهيئ إضاءة المكان الذي سيجلس فيه والخلفية التي ستظهر وراءه وزاوية الكاميرا وكل ما هنالك، بالإضافة إلى الاستعداد لطرح أسئلة ذكية وسرد القصص المناسبة.

سكوت غالواي: يجب عليه السعي للحصول على الوظيفة الجديدة. وإذا لم تكن شركته مستمرة بدفع راتبه، فالوعد الذي ذكره لا يساوي شيئاً في الحقيقة، ويجب عليه أن يكون صريحاً مع مدرائه وأن يسأل عن موعد “انتهاء هذه الأزمة”، وعن المقصود من أن “وظيفته محفوظة”.

إقرأ أيضاً: أسئلة القراء: ماذا أفعل إذا طُرِدت من عملي فجأة؟.

دان ماغين: شعرت أنه يعوّل كثيراً على هذا الوعد، لكني لا أعتقد أن كلمة “الوظيفة محفوظة” ملزمة للشركة بالفعل ولن تفيد في شيء. أرى أن لديه حافزاً كبيراً لإجراء المقابلة، ولا ننسى أنه كان غير مسرور من عدم سماح الشركة القديمة له بالعمل من المنزل. وليس هناك ما يؤكد أن ذلك سيتغير إذا ما بقي فيها.

أليسون بيرد: هل يمكنه الذهاب إلى الشركة وطرح جميع هذه الأسئلة بصراحة؟ لكنه حينها سيضغط على أصحاب الشركة الذين هم تحت الضغط أساساً، ومن الممكن أن يشعرون بالاستياء منه ويقرروا عدم إعادته إلى وظيفته. لا يبدو أن صاحب السؤال يتمتع بموقف قوي هنا، كيف إذن سيتمكن من إجراء المحادثة بطريقة توصله إلى أفضل نتيجة؟

سكوت غالواي: سيكون من الأفضل له أن يملك عرض عمل آخر، وأن يذهب إلى الشركة القديمة ويقول: “لدي عرض عمل آخر، ماذا تقصدون بقول إن وظيفتي محفوظة؟ إما أن تقدموا لي عرضاً أفضل وإما أن أرحل”. لقد ذكر دان ماغّين مفهوماً مهماً فيما سبق، ألا وهو الولاء للشركة. الولاء للشركة ليس منطقياً، فالشركة كيان قانوني جامد، ولن يعتني بك عندما تتقدم بالسن. لقد دفعت لك الشركة راتباً، هذا جيد، لكنك قدمت لها خدمة بالمقابل. فليكن ولاؤك للأشخاص، وليس للمؤسسات.

دان ماغين: الشركة التي أوقفته عن العمل هي شركة عائلية، هل يغير ذلك في الأمر شيئاً؟

سكوت غالواي: لا يبدو أنه يغير شيئاً سوى ما يخص حسابات الملكية، ولا يبدو لي أن أصحابها يعاملون صاحب السؤال على أنه جزء من العائلة.

إقرأ أيضاً: ما الذي يجب عليك فعله عندما تعلم أن تسريح الموظفين بات قريباً؟

دان ماغين: لكن من جانب آخر، بما أن الشركات العائلية تستمر عبر فترة زمنية أطول مقارنة بغيرها من الشركات، فإنها تتمتع بموقف أفضل في الأزمات، وهو ما يمكّنها من الاستمرار والتخطيط للمستقبل البعيد وليس للربع السنوي التالي فحسب.

سكوت غالواي: لكن هناك الجيد منها والسيئ. عادة، تملك الشركة العائلية ثقافة قوية وتوحي بمشاعر الأبوة. مثل شركة “أيه إس سي جونسون” (ASC Johnson)، هي شركة عائلية. لكن كثيراً ما تشهد الشركات العائلية خللاً وظيفياً، كتسليم منصب الرئيس التنفيذي للابن غير الكفؤ، أو عدم اتباع استراتيجية للتعاقب الوظيفي، أو عدم خضوع الشركة للتدقيق الخارجي اللازم على توزيع رأسمالها. فالأمر يتعلق بحالة كل شركة على حدة.

أليسون بيرد: يقول صاحب السؤال إنه لا يشعر بإمكانية التعلم من أي قائد في الشركة، وهذا الأمر ينذر بوجود مشكلة، ويعتقد أنه سيتمكن من التعلم أكثر في الشركة متعددة الجنسيات الكبيرة التي سيجري مقابلة العمل لديها. كما ذكر الغموض الكبير الذي تسببه التغييرات والتحديات التي تفرضها طبيعة الشركة الأخرى، لكني أعتقد أنها ستكون أفضل كثيراً من الشركة العائلية في أزمة الركود العظيم الثانية التي نشهدها. لذا أنصحه بالسعي للحصول على الوظيفة فيها.

دان ماغين: لكن، في هذه الفترة، ألا يجب أن يتوخى الموظفون الحذر فيما يتعلق بالانتقال إلى شركة جديدة؟ لأن الشركات تعتبر الأقدمية معياراً مهماً في قرارات التسريح التي تتخذها.

سكوت غالواي: لكن صاحب السؤال يحاول القفز إلى قارب نجاة، فهو لا يملك أي مصدر رزق الآن.

دان ماغين: أي شيء أفضل من لا شيء.

سكوت غالواي: لا يمكنه المطالبة بالكثير الآن، ما عليه سوى الوصول إلى بر الأمان. أنا أدير شركة صغيرة، وقد خسرت اثنين من موظفيّ مؤخراً. لم تخسر الشركة أحداً من موظفيها على مدى عام كامل، لكن في الأسبوعين الماضيين، خسرت موظفاً ذهب للعمل لدى شركة “جوجل” وآخر ذهب للعمل لدى شركة “نايكي”، وليست مصادفة أن الشركتين كبيرتان وراسختان. في أوقات الأزمات والتوتر، يتصرف الناس بحذر ويفضلون العمل لدى شركات كبيرة، وعندما تكون الأوضاع مريحة يرغبون بالمجازفة ويرفعون طموحاتهم، ويرغبون في العمل في شركات ناشئة. لذا، يجب على صاحب السؤال الوصول إلى بر الأمان في شركة كبيرة فحسب.

أليسون بيرد: وإذا كانت هذه الشركة الكبيرة تفكر بعمليات تسريح موظفيها أو إيقافهم عن العمل مؤقتاً، فلن تجري مقابلات عمل لتعيين موظفين جدد، بل ستكون هذه المقابلات أول ما يتم إيقافه. ربما كانت الشركة الأخرى تنتج سلعاً استهلاكية أساسية أو تعمل في قطاع آخر لم يتأثر كثيراً بالأزمة التي نشهدها.

دان ماغين: أود العودة إلى موضوع العمل من المنزل الذي تحدث عنه صديقنا في بداية رسالته: “قبل إيقافي عن العمل، كنت قد طلبت أن أعمل من المنزل، لكني طلبي قوبل بالرفض لأنه يخالف سياسة الشركة”. يبدو لي أن سؤاله يحمل أمله في أن يعيد أصحاب الشركة العائلية النظر في هذه السياسة ويغيرونها بعد نجاح تجربة العمل من المنزل في الشهرين الأخيرين، وأنه إذا كانت وظيفته محفوظة فعلاً وتمكن من العودة إلى العمل فسيُسمح له بالعمل من المنزل كما كان يرغب. هل يمكن اعتبار هذا الأمل واقعي؟

سكوت غالواي: ربما، ولذلك، يجب عليه الحصول على مزيد من المعلومات. أعتقد أن الجميع يحتاجون إلى مستشارين غير رسميين يلجؤون إليهم عند الحاجة إلى اتخاذ قرارات مهمة. وهذا ما يحتاج إليه صاحب السؤال.

أليسون بيرد: فيما يخص العمل من المنزل، أعتقد أولاً أن الشركات تدرك أنه أسلوب ناجح، وسينجح بالفعل، وسيضغط الموظفون على الشركات للاستمرار به لأنه سيمكنهم من توفير الكثير من الوقت إلى جانب الميزات الأخرى. وثانياً، أعتقد أنه يجب على صاحب السؤال اعتبار العمل من المنزل معياراً للمقارنة بين الشركتين إذا حصل على عرض العمل من الشركة الجديدة. وعندئذ يمكنه الذهاب إلى الشركة العائلية، ويقول لأصحابها: “أود البقاء معكم، لكني أرجو الحصول على عدة أمور، أولاً، أريد تحديد موعد ثابت لعودتي إلى العمل، وثانياً، أريد أن أعمل من المنزل”. ويمكنه الاستفادة من عرض العمل الجديد الذي يمنحه موقفاً قوياً للحصول على الوظيفة التي يرغب فيها.

دان ماغين: نعتقد أنه لا يملك خيارات كثيرة فيما يتعلق بالوظيفة الجديدة، ونرى أن عليه إجراء المقابلة بكل تأكيد، ومحاولة الحصول على عرض العمل ومن ثم محاولة اتخاذ القرار المناسب، وذلك قد يعني استخدام العرض للتفاوض مع شركته القديمة بشأن عمله من المنزل كما يريد. وإذا حصل على عرض العمل بالفعل، فلا بد أن يطلب النصح من مستشارين غير رسميين كي يساعدوه على رؤية الجوانب الأخرى من الصورة والانتباه للتحيزات واتخاذ القرار الصائب. نرى أنه من الجيد العمل لدى الشركة الجديدة التي يحاول الحصول على وظيفة فيها، على اعتبارها متعددة الجنسيات وكبيرة وراسخة وتملك سيولة نقدية وفيرة، فهذا يجعلها في وضع جيد وعلى الأرجح ستتمكن من الاستمرار بالعمل في أثناء هذه الأزمة. وفيما يخص العمل من المنزل، لا يزال الوقت مبكراً لمعرفة كيف ستتغير سياسة الشركة القديمة. ونرى أنه ليس بإمكان صاحب السؤال الاعتماد على فكرة أن الشركة ستسمح لجميع موظفيها بالعمل من المنزل بصورة دائمة، عند المفاضلة بين العودة إلى العمل السابق أو البحث عن عمل جديد، فهذا ليس توقعاً منطقياً.

إقرأ أيضاً: إسكات النقد الذاتي عقب التسريح من العمل.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .