لماذا يعدّ المشتري الاستراتيجي الخيار الأفضل للأسهم الخاصة؟

3 دقائق
shutterstock.com/Elnur
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إذا كان جميعنا يدرك أهمية الدخول في أي مسألة من المدخل المناسب، فعلينا أن نكون متيقنين من أن العثور على المخرج المناسب في عملية الاستثمار في الأسهم الخاصة أمر لا يقلّ أهمية عن إيجاد المدخل المناسب. ومهما تكن إدارتك واستثماراتك جيدة في السنوات الماضية، فإن العائد النهائي على تلك الاستثمارات يعتمد على مدى إتقانك الخروج منها.

ويُعد العثور على مُشترٍ استراتيجي يعمل في نفس القطاع الذي تعمل فيه الشركة المستهدفة ويدرك القيمة الاستراتيجية الكامنة في عملية الاستحواذ، من بين أكثر الاستراتيجيات شيوعاً في عملية الخروج من الاستثمار. سيكون هذا المستثمر أو الجهة الاستثمارية مستعداً لدفع فرق قيمة “Premium” كبير سعياً لتحقيق المستقبل من تنامي القيمة التي قد تنطوي على مزايا من بينها التوسّع في أسواق جغرافية جديدة، والوصول إلى عملاء أو موردين جدد، واقتناء تقنيات أو مجموعات من منتجات قد تكمّل ما لدى الجهة الاستثمارية في محفظتها الحالية من منتجات وتقنيات. وربما ينطوي الأمر على مزايا إضافية تشمل، على سبيل المثال لا الحصر، تحسين جوانب العمليات والمبيعات والتسويق والبحث والتطوير.

كما أن عملية الاستحواذ قد تمكّن المشتري من تحييد أحد المنافسين، فاستحواذ شركة “أوبر” على “كريم” بقيمة 3.1 مليار دولار، ساعد الأولى على تعزيز مكانتها في سوق يبلغ تعداد سكانها 400 مليون نسمة، ما أنهى معركة مكلفة للهيمنة على سوق استئجار المركبات بالسائقين.

في عملية البيع التجارية، يكون المشتري على دراية بأعمال الشركة المستهدفة، ما يخفف من الجهود ويسهل إنهاء الصفقة، ومن المحتمل أيضاً أن يكون قادراً على الاستفادة من تضافر الموارد بسرعة، مثل التطوير المبكر للمنتج بسبب اقتناء التقنية اللازمة، والقضاء على الوظائف المكررة، وزيادة القوة الشرائية بفضل الوفورات الكبيرة العائدة إلى انخفاض تكلفة الإنتاج.

لكن على الجانب الآخر، إذا علم المشتري المحتمل أنه لا يوجد تنافس كبير على شراء الشركة المستهدفة، فقد يكون متحفظاً في قراره بدفع فرق القيمة، ما يجعل الصفقة أقل جاذبية. وبينما يمكن أن تحقق المبيعات التجارية للأسهم أو الشركات عائدات جيدة للمستثمرين، فقد يتردد رواد الأعمال في التنازل عن أعمالهم لصالح شركة أكبر قد تصبح منافساً مباشراً لهم.

لقد أصبح من الصعب على المستثمرين تقييم المخاطر والقيمة بسبب التغيّرات التقنية السريعة، بل قد يكون للمشترين والبائعين المحتملين ملاحظات شديدة التباين بشأن التوجّهات الحاصلة في القطاع، والاستراتيجيات التجارية، وحتى المستوى اللازم من الاستثمار لدعم تطوير التقنيات في شركات المحافظ الاستثمارية.

فقد تواجه شركات النقل والإمداد اللوجستي، على سبيل المثال، تحديات لدمج تقنية سلسلة الكتل “بلوك تشين” في عملياتها، في حين تحتاج شركات التصنيع إلى أخذ الحلول القائمة على إنترنت الأشياء بالاعتبار في عملياتها.

في مثل هذه الحالات، قد تشكل الاكتتابات العامة الأولية استراتيجيات خروج أكثر جاذبية، مع الأخذ بالاعتبار مدى ملاءمة ظروف السوق. وقد رأينا كيف أسهم تقلب أسعار النفط والتوترات السياسية في تباطؤ نشاط الأسواق في المنطقة، ما يؤكد أهمية تحديد المشترين الاستراتيجيين.

إن إعداد شركة ما وتهيئتها للبيع، وتقييم المشترين المحتملين في السوق، أمران بالغا الأهمية. فمن المهم عند تحديد وضعية استراتيجية ملائمة للشركة والبحث فيها وتقييمها، أن نحظى بفهم جيد للخيارات المتاحة في السوق ونكون مطلعين اطلاعاً عاماً على نشاط القطاع. وينبغي عدم إغفال البحث في أنواع الشركات التي يجري بيعها والمشترين المحتملين واتجاهاتهم الاستراتيجية.

وعلى الرغم من أن المنافس المباشر قد يكون غالباً الخيار الاستثماري الأكثر وضوحاً، كما هو الحال مع “أوبر” و”كريم”، فإن هذه الاستراتيجية تعتمد على ظروف السوق وتوقيتاتها، لذلك تُعد المرونة وسعة الاطلاع والدراية بالسوق من الأمور المهمة.

ويمكنك، من خلال فهم ما تبحث عنه الشركات، تحديد القيمة الفضلى التي سوف يراها المشتري المحتمل في شركتك، ومن ثم تعظيم تلك القيمة للحصول على أفضل فرق قيمة ممكن. لكن من الناحية الأخرى، قد لا يعني ذلك حصولك على كل القيمة لنفسك، فالمشتري لن يرغب في الحصول على شركة ذات وضع مالي ثابت أو متراجع، لذلك قد يرغب أصحاب الشركة في ترك بعض خيارات تكوين القيمة للمشترين المستقبليين.

تقليدياً، انصبّ تركيز المستثمرين في الأسهم الخاصة على العوائد قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك وإطفاء الدين (EBITDA)، باعتبارها الرقم المالي الأهم الذي يرغبون في تعزيزه، وهو ما سيمكنهم على الأرجح من بيع الاستثمار بأكثر مما دفعوا مقابله.

وبينما لا يزال 41% من شركات الأسهم الخاصة تشير إلى أهمية الوصول إلى أهدافها من العوائد (قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك وإطفاء الدين) في توقيت الانسحاب من الاستثمار، وفقاً لشركة الخدمات الاستشارية “إرنست آند يونغ” (إي واي)، فإن 74% منها مستعدة لقبول عرض غير مرغوب فيه لشراء شركة ما، الأمر الذي يؤكد على الحاجة إلى الاستعداد والتحرك بسرعة.

إن تحقيق كل هذه الأهداف يتطلب تخطيطاً دقيقاً، لذلك يحتاج المستثمرون إلى أخذ فكرة عن وقت خروجهم المزمع من الاستثمار، وأن يكونوا مستعدين للانسحاب مبكراً إذا ما قُدّم إليهم عرض جذاب. وفي المقابل ينبغي للمالكين السعي إلى إضفاء القيمة من خلال تحسين الأداء خلال فترة الانتظار، والتأكد من أن الشركة تبلي بلاء حسناً في أعمالها التجارية، ما يخلق القيمة المستقبلية المنشودة من جميع الأطراف.

ثمة قول دارج في مجتمع الأعمال التجارية يشير إلى أهمية قيام الشركات بتحسين نتائج أعمالها: “مهما يكن الفيلم جيداً، فإن النهاية السيئة ستُفسد الانطباع الذي نشأ جراء المشاهدة”. فحصول المستثمرين في الأسهم الخاصة على المشتري الاستراتيجي المناسب سيساعدهم على تحقيق النهاية الصحيحة المنشودة، لكن مع أهمية العمل لأجلها مسبقاً.

نصائح عملية للعثور على المخرج المناسب للاستثمارات:

  • التقييم الدقيق لجميع خيارات الخروج: الاكتتاب العام أو الاندماج أو البيع التجاري أو البيع الثانوي.
  • الحفاظ على التركيز على خلق القيمة حتى الوصول إلى لحظة البيع.
  • الاستعداد لتغيير الاستراتيجية طوال فترة الملكية.
  • الحرص على الشفافية التامة مع المشترين والاستعداد للإفصاح عن المخاطر المحتملة.
  • ترك بعض القيمة غير المكتسبة لتكون حافزاً للمالكين المستقبليين.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .