ما تعريف التحفيز؟
التحفيز (Motivation): هو الرغبة في التصرف أو التحرك نحو تحقيق هدف معين. يعطي التحفيز الموظفين نظرة إيجابية لما حولهم، ويصبحون متحمسين لما يفعلونه، ويحرصون على استثمار وقتهم في الأمور المهمة في العمل، ويستمتعون بمهامهم ويؤدونها جيداً، ويسعى القادة إلى الحصول على موظفين يتمتعون بتلك الحالة الذهنية والنفسية الإيجابية، ولهذا كانت القدرة على التحفيز من أهم قدرات القادة والمدراء، حيث يستطيعون صناعة الحماس والإلهام بالفرق التي يديرونها.
ابتُكر المفهوم في شقه النفسي من قبل العالم السلوكي "كلارك هال"، وتطور بواسطة الباحث "كينيث سبنس"، ويعتبر العالم النفسي "ماسلو" أول من اعتبر الحاجة إلى التقدير حافزاً رئيساً للإنسان في هرمه الشهير الخاص بالحاجات الإنسانية.
أنواع التحفيز وأثرها على الفرد والمجتمع
ينقسم التحفيز إلى نوعين رئيسيين: تحفيز داخلي وتحفيز خارجي. التحفيز الداخلي يتعلق بامتلاك الموظف رغبة شخصية بالتحدي والإنجاز وتأدية المهام بجودة عالية، أو التفاعل مع الزملاء بثقة واحترام؛ والتحفيز الخارجي يقوم على توفر عوامل خارجية لتشجيع الفريق على تحقيق الأهداف، ومن أمثلة أدواته: المكافآت والحوافز، والزيادة في الراتب وهذا ما يعرف بالتحفيز الإيجابي، أم التحفيز السلبي، فهو الذي يقوم على ممارسات سلبية مثل التخويف بالفصل من العمل.
يختلف كل عضو في فريق العمل عن غيره، وهذا الاختلاف يشمل الدوافع والرغبات أيضاً، ودور القائد هو إدراك أنماط الشخصيات التي يشرف عليها واكتشاف ما يحفز كل فرد، ثم صياعة مزيج متجانس من المحفزات الداخلية والخارجية بحيث يستطيع تحفيزهم بفعالية.
اقرأ أيضاً مقال: "الذكاء العاطفي" ودوره في رفع التحفيز والإنجاز.
لا يمكن التحكم المباشر في مصالح الموظف المرتبطة بعمله، وبكل تأكيد يتحمل الفرد بعض المسؤولية عن تحفيز ذاته، ولكن يمكن للقادة والمدراء تحسين عمليات التحفيز من خلال تهيئة بيئة عمل تجعل عوامل التحفيز الذاتية متوهجة، فتنعكس الأرباح على جميع من يعمل بتلك البيئة التي تتسم بجو عملي مريح ومساعد على التطور وتحقيق الأهداف.
كيف يمكن تحفيز الأفراد في بيئة العمل؟
يوجد العديد من النصائح التي تساعد قادة الشركات على تحفيز موظفيهم، وينصح مقال "لتحفيز الموظفين، اهتم جيداً بثلاثة أشياء" المنشور في هارفارد بزنس ريفيو القادة بأن يمنحوا موظفيهم ثلاثة أشياء لتحفيزهم، هي:
- الإلهام: أياً كان نشاط مؤسستك، سواء كانت تقدم خدمات أو تصنع منتجات، من المهم أن تغرس ثقافة شركتك معنى في النفوس.
- العطف: تؤكد البحوث أن العلاقات الإيجابية والودية من أهم المؤشرات على الراحة النفسية، لذا يجب على القادة مراعاة الثقافة التي يغرسونها والمشاعر التي يعربون عنها في العمل.
- الرعاية الذاتية: يتشدق العديد من الشركات بالحديث عن مفهوم صحة الموظف، على سبيل المثال توفير عضويات في النوادي الرياضية أو دروس يوغا وتأمل، إلا أن جداول مواعيد العمل المكثفة ما زالت لا تسمح بأن يكون لدى الموظفين الوقت الكافي للاستفادة من تلك العروض. فلا تُجدي برامج الحفاظ على الصحة نفعاً إلا إذا غرست ثقافة يكون فيها من المقبول والمحبذ إعطاءالأولوية للرعاية الذاتية.
فوائد تحفيز الموظفين
يوجد الكثير من الفوائد التي تنعكس على العمل من خلال تحفيز الموظفين وأهمها زيادة الإنتاجية وهو الأمر الذي تسعى له كل الشركات، إضافة إلى أن التحفيز يزيد من جودة العمل ويجعل تفاعل الموظفين مع العملاء أفضل.
ما النصائح لتحفيز الفريق لتحقيق الأهداف المشتركة؟
يقدم مقال "3 طرق لتحفيز أفراد فريقك عندما تنخفض معنوياتهم" المنشور في هارفارد بزنس ريفيو مجموعة إجراءات تساعد على تحفيز الفريق لتحقيق الأهداف المشتركة وتتمثل في الآتي:
- بث الحيوية في الفريق مجدداً؛ ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتخاذ عدة إجراءات منها التأكيد على غرض الفريق أو المؤسسة وتكرار ذلك باستمرار، وسؤال أعضاء الفريق عما يقدرونه، وما الذي يهتمون به وما يؤمنون به فعلياً، وطلب منهم شرح كيف يؤثر عملهم (دورهم) على الفريق والعملاء في النهاية (أو على أولئك الذين يخدمهم عمل المؤسسة).
- إصلاح المشاكل والأضرار في الفريق؛ من خلال دعوة أفراد الفريق للتعبير عما يقدمه بعضهم لبعض وما يقدرونه في العمل معاً، وتقديم مقترح للفريق يتمثل في مراجعة بعض المشاكل والأضرار التي تعرضوا لها مؤخراً، ثم تحديد حالة واحدة أو اثنتين لهما أهمية بارزة أو حديثة بما يكفي لتساعدان في إجراء محادثة صادقة. بعد ذلك يجب أن يطلب من كل فرد أن يفكر فيما فعله أو لم يفعله وتسبب ربما في تفاقم المشكلة أو الضرر بطريقة أو بأخرى ثم الاستماع إليهم وفهمهم والتسامح معهم وتجديد الالتزام بهم وبعملهم.
- إعادة تركيز الفريق؛ من خلال طرح بعض الأسئلة على الموظفين منها: ما الذي يمكننا فعله بصورة أفضل؟ ما الذي يمكننا التوقف عن فعله؟ ما الضروري فعلاً لإنجاز العمل الذي نعتقد أنه مهم بالنسبة لنا؟
كيف يمكن للفرد تحفيز نفسه لتحقيق الإنجازات الشخصية؟
يرى مقال "دراسة: إحراز تقدُم بسيط يومياً أفضل طريقة لتحفيز نفسك ومن حولك" المنشور في هارفارد بزنس ريفيو، أنه يمكن للأفراد تحفيز أنفسهم من خلال إحراز التقدمات البسيطة يومياً في عمل هادف. ويترجم المقال هذا التقدم إلى سلوكيات إدارية ملموسة منها العمل على الحد من المنغصات اليومية ودعم التقدم في العمل الهادف وغيرها.
ما الطرائق الفعالة لتحفيز الطلاب في المدرسة؟
يوجد العديد من الطرائق التي يمكن استخدامها من أجل تعزيز أداء الأطفال في المدرسة وتقترح مؤسسة تشايلد مايند (Child Mind Institute) الأميركية مجموعة خطوات منها:
- حرص الأهل على مشاركة الأطفال مسيرتهم التعليمية من خلال العمل على منحهم الدعم خلال أداء الواجبات المدرسية وإبداء الاهتمام تجاه ما يفعلونه في المدرسة.
- تقديم المكافآت سواء المادية أو المعنوية.
- ربط المكافآت بالجهد وليس بالنتيجة المحققة.
كيف يمكن للأهل تحفيز أطفالهم تحفيزاً إيجابياً؟
يمكن للعديد من الإجراءات المساعدة على تحفيز الأطفال ومنها:
- خلق الحوافز الداخلية لدى الأطفال لتنفيذ المهام مثل الواجبات المدرسية أو غيرها وعدم اللجوء إلى المكافآت والعقوبات.
- منح الطفل مساحته الشخصية لاتخاذ قراراته الخاصة واختيار ما يفضله.
- تعزيز علاقة الأهل مع الأطفال وبالتالي منحهم الحافز لأداء ما يرغبون فيه نتيجة مشاركته معهم.
- عدم التدخل بالطريقة التي ينفذ الطفل فيها أموره الخاصة إلا إذا اقتضى الأمر.
اقرأ أيضاً: