تتميز هارفارد بزنس ريفيو العربية بمحتوى "النصيحة الإدارية" الذي يمثل علامة فارقة لدى المتابعين والرفيق اليومي لهم، لما لها من أهمية في تطوير الذات وتحسين المهارات. وفي عام 2025 تناولنا في قسم النصيحة الإدارية مجموعة متنوعة من المواضيع التي تهم الأفراد والمؤسسات والقادة، ومن أهم هذه المواضيع: كيفية التعامل مع حالات عدم اليقين في العمل، وكيفية تجاوز الإصابة بالاحتراق الوظيفي، وكيفية التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي باحترافية لتحسين الأداء، والسعي نحو التغيير والنجاح فيه والتعامل مع اجتماعات العمل وغيرها الكثير.
نقدم لكم في مقالنا هذا 5 نصائح إدارية مميزة يمكنها مساعدتك على تطوير مهاراتك وأنت مقبل على العام الجديد.
1. جدد حماسك للعمل عندما تدخل في حالة ملل
عندما تشعر في عملك عن بعد بأنك مقيد أو مضطر لأداء مهام مكررة، لا تنتظر الحصول على تعليقات إيجابية أو ترقية لاستعادة حماسك؛ بل تول مسؤولية تجديد دافعيتك من خلال هذه الاستراتيجيات:
أنشئ مراجعة ذاتية مصغرة لأدائك: عد إلى مراجعات الأداء السابقة واطلع على نتائجها من جديد لتحديد نقاط قوتك، والأهداف التي وضعتها ولم تسع لتحقيقها، والملاحظات التي يمكنك الاستفادة منها الآن. استخدم هذه الرؤى لتحديد أهداف قصيرة المدى محددة للأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة.
ابحث عن مهمة موسعة: ابحث عن مشاريع تتحدى قدراتك وتتناسب مع أولويات شركتك. عبر لمديرك عن اهتمامك، فقد يكشف لك فرص نمو لم تكن تعرف بوجودها.
استكشف فرص متابعة عمل الآخرين والتعلم منهم: حدد الأدوار أو المشاريع التي تحفزك وتواصل مع زميل يشارك فيها؛ انضم إلى أحد الاجتماعات المتعلقة بها أو راقب سير العمل فيها، أو اسأل زميلاً عن كيفية تعامله مع مهامه.
عزز مهاراتك من خلال مشاركة معرفتك: اعمل على توجيه شخص أقل خبرة، أو قيادة برنامج تدريب، أو دعم متدرب. يمكن أن يكون تعليم الآخرين محفزاً يعزز خبرتك ويكسر روتينك.
قدر الإنجازات الصغيرة: في كل أسبوع سجل ثلاثة إنجازات صغيرة على الأقل. ومع مرور الوقت ستبني سرداً واضحاً لنموك، حتى في الفترات التي تتباطأ فيها مسيرتك المهنية.
من مقال: هل تشعر بالملل في العمل؟ جرّب هذه الطرق لاستعادة حماسك وشغفك
2. كيف تكتشف علامات الإصابة بالاحتراق الوظيفي لدى الموظفين العاملين عن بُعد؟
بصفتك مديراً، قد تجد صعوبة في اكتشاف إصابة مرؤوسيك بالاحتراق الوظيفي، لا سيما العاملين عن بُعد؛ لكن ثمة استراتيجيات فعالة يمكنك اتباعها لتحسين قدرتك على رصد الاحتراق الوظيفي مهما بعدت المسافات. وإليك الطريقة:
راقب التغيّرات الطارئة على مستوى التفاعل: يؤثر الاحتراق الوظيفي غالباً في سلوك الموظف؛ فانتبه لازدياد رغبة أعضاء الفريق في الانعزال عن الآخرين على نحو غير معتاد، أو فقدانهم الاهتمام بالاجتماعات، أو تردُّدهم في تشغيل الكاميرات. إذا لاحظت انخفاضاً مفاجئاً في الحماس أو التفاعل، فقد تكون هذه علامة تحذيرية مبكرة.
تابع أداء الموظف والتزامه بالمواعيد النهائية: إذا لاحظت انخفاضاً مستمراً في مستوى الأداء أو عدم إنجاز المهام في المواعيد النهائية أو تكرار الأخطاء، خاصة من موظف معروف بالتزامه وجودة عمله، فقد يكون ذلك مؤشراً على إصابته بالاحتراق الوظيفي. تأكد من شعور الموظف بالدعم وحصوله على الموارد والاستقلالية والوقت اللازم للنجاح.
ابحث عن علامات الإنهاك أو التعب: راقب المؤشرات الواضحة مثل التثاؤب المتكرر أو انخفاض مستوى الطاقة أو التشتت. واستمع إلى العبارات المتكررة، مثل "مشغول" أو "مرهق"، فقد تكون مؤشراً على ازدياد حدة الاحتراق الوظيفي.
راقب أنماط التواصل: قد يشير تراجع الاستجابة أو الردود المقتضبة وغير المدروسة أو الانسحاب من النقاشات الجماعية إلى إصابة الموظف العامل عن بُعد بالاحتراق الوظيفي. انتبه إلى التغيُّرات الطفيفة في النبرة والتوقيت ومستوى التفاعل في تواصله عبر وسائل التفاعل الرقمية.
اعقد لقاءات فردية منتظمة: تتيح المتابعات الشخصية مساحة للمحادثات الصادقة. اطرح أسئلة مفتوحة، مثل: "ما هو شعورك تجاه حجم العمل؟" أو "ما هو أكثر ما يصيبك بالإرهاق مؤخراً؟" لتقييم رفاهة الموظف والكشف عن أي مشكلات كامنة.
من مقال: الاحتراق الوظيفي عند العمل بُعد: 5 إشارات تحذيرية يجب الانتباه لها
3. الطريقة الصحيحة للكتابة باستخدام الذكاء الاصطناعي
يمكنك تعزيز إنتاجيتك وجودة عملك إذا استخدمت الذكاء الاصطناعي التوليدي في الكتابة، لكنك قد تفقد لمستك الفريدة إن لم تستخدمه بحذر، وفيما يلي الخطوات اللازمة لتجنب ذلك.
- تحقق من سياسة استخدام الذكاء الاصطناعي المعتمدة في مؤسستك لتحصل على إرشادات حول الأدوات والخصوصية.
- لبناء الثقة، يجب عليك دائماً الإفصاح عن استخدامك الذكاء الاصطناعي، تقول مثلاً: "لقد استخدمت الذكاء الاصطناعي في صياغة هذا الملخص ومراجعته للتأكد من دقته".
- استعن بالذكاء الاصطناعي لتبسيط المرحلة التحضيرية من العمل، استخدمه لتلخيص المقالات أو تنظيم ملاحظات الاجتماع أو إنشاء مخططات من أفكارك.
- لا تطلب من الذكاء الاصطناعي كتابة المسودة الأولى نيابة عنك، بل اكتبها بنفسك، فعلى هذا النحو سيكون العمل مبنياً على أفكارك أنت. استخدم الذكاء الاصطناعي للتعامل مع الأجزاء الصعبة مثل الانتقال من فقرة إلى أخرى.
- بعد كتابة مسودة مُرضية، اطلب من بوت الذكاء الاصطناعي مراجعتها بحثاً عن أخطاء إملائية ونحوية وتسليط الضوء على المواضع التي يمكنك الاختصار فيها أو توضيح فكرتك أكثر.
من مقال: كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي في الكتابة المهنية الاحترافية؟
4. كيف تضمن نجاح مبادرات التغيير؟
يطرح القادة مبادرات التغيير في أغلب الأحيان بدافع الرغبة في إحداث تحسينات إيجابية، لكنهم يجدون صعوبة في تحقيق أهدافهم. إليك كيفية ضمان نجاح مبادرات التغيير:
- حدِّد نوع التغيير المطلوب: فبعض الأقسام في شركتك قد تحتاج إلى استراتيجية استكشافية تركز على الابتكار وتحمُّل المخاطر، في حين أن أقسام أخرى قد تستفيد من استراتيجية استثمارية تركز على تحسين العمليات الحالية.
- حدِّد أساليب التحفيز: اعرف كيفية تعامل أعضاء الفريق مع المهام والتحديات؛ هل يركزون على النتائج الإيجابية المحتملة ويسعون إلى حل المشكلات بسرعة؟ أم يفضلون تجنب الأخطاء ويتبعون نهجاً أكثر حذراً؟
- حدِّد نوعية المبادرات التي تكلّف بها الموظفين استناداً إلى دوافعهم: يجب أن تكون لديك معرفة دقيقة بنوعية التغيير الذي تسعى لتحقيقه وأنماط التحفيز لدى الموظفين في فرقك كي تكلّف كل موظف بالمشروعات التي تتناسب مع ميوله الشخصية.
- خصِّص رسائل التغيير بما يتناسب مع احتياجات كل موظف ووضعه.
- شجّع موظفيك على تبني طريقة تفكير تسمح بتقبل التناقضات والتعامل معها بإيجابية.
من مقال: كيف تُصمم مبادرة ناجحة للتغيير المؤسسي؟
5. كيف تقي فريقك من الأضرار الخفية لإجهاد ما بعد الاجتماعات؟
لا تنتهي الاجتماعات السيئة عند انتهاء المكالمة، بل إنها تمتد وتخفض إنتاجية الفريق ومعنوياته. لتجنب آثار الاجتماعات السلبية، ركّز على الاستراتيجيات الخمس الرئيسية التالية:
لا تهيمن على الاجتماعات، بل سهّلها: شجّع المشاركة من خلال السماح لأعضاء الفريق بإدارة بنود جدول الأعمال ذات الصلة. استخدم أدوات تفاعلية مثل استطلاعات الرأي، ونظّم المناقشات لضمان مشاركة الجميع.
قلّل من قائمة الضيوف: احرص على دعوة الأشخاص الأساسيين للمناقشة فقط. إذا لم يكن هناك ضرورة لحضور شخص ما، فاعرض عليه بدائل، مثل طلب مُدخلات ما قبل الاجتماع أو أرسل له ملخص متابعة. تجعل قلة عدد الضيوف المحادثات مركّزة أكثر، ما يؤدي إلى نتائج أفضل في النهاية.
حوّل جداول الأعمال إلى خطط عمل. صِغ بنود جدول الأعمال في صورة أسئلة محددة تسهم في اتخاذ القرارات. بدلاً من "تحديث إطلاق المنتج"، اسأل: "ما هي المخاطر الحرجة التي تواجه الجدول الزمني لإطلاق منتجنا؟ وكيف يمكننا التخفيف من حدتها؟". تُساعد الموضوعات الواضحة ذات المنحى العملي على ضمان كفاءة الاجتماعات.
اجعل كل دقيقة محسوبة - ولا تتجاوزها: اجعل الاجتماعات قصيرة قدر الإمكان، ولا تحدّها بالفترات الزمنية القياسية مثل 60 دقيقة. يسهم كل من الالتزام بجدول الأعمال وإنهاء الاجتماع في الوقت المحدد في الحفاظ على التركيز ويخفف شدة مشاعر الإحباط.
المطالبة بالمساءلة: عيّن مسؤولين عن كل بند عمل، ووضّح الخطوات التالية قبل انتهاء الاجتماع. استخدم أدوات إدارة المشروعات أو المستندات المشتركة لتتبع عمليات المتابعة وضمان عدم إهمال أي مهمة.
من مقال: الأضرار الخفية لإجهاد ما بعد الاجتماعات