أسئلة القراء: كيف أضع الحدود لمديري الذي يراسلني خارج أوقات العمل؟

6 دقائق
التعامل مع المدير المتنمر
shutterstock.com/Rawpixel.com

رسالة من قارئ: أنا أحد كبار المهندسين في شركة تعدين كبيرة. عموماً أعاني من مشكلة التعامل مع المدير المتنمر. إذ أعمل لمدة 10 أو 11 ساعة يومياً مع أيام عطلة نهاية الأسبوع، وآخذ أيام إجازة في قلب الأسبوع. والمطلوب منا هو العمل نحو 90 ساعة كل أسبوعين ونتمتع بالمرونة في إنجاز هذا الأمر. يتمثل جزء من دوري أحياناً في قيادة تحقيقات في الحوادث الكبيرة، وهو عمل يتطلب 14 ساعة من العمل يومياً والعمل في عطلة نهاية الأسبوع، إلى جانب إمكانية الاتصال بي في أوقات متأخرة من الليل. لا يشكل هذا العمل مشكلة لأنه عادة ما يستمر أسبوعاً واحداً، ثم يعود عملي إلى عادته. لكن في تحقيقين أجريتهما مؤخراً، استجبت لطلبات إضافية تمثلت في تقديم البيانات لمدير مديري، ويبدو الآن أنه يتوقع أن أكون متاحاً دوماً خارج أوقات العمل. حاولت في عطلة نهاية الأسبوع الماضية وضع بعض الحدود، وقلت له بوضوح أني لن أتفقد بريدي الإلكتروني حتى بداية الأسبوع التالي، فاتصل بي هاتفياً بدلاً من مراسلتي، وهذا أثر بشدة على مستوى توتري وصحتي النفسية. يبدو أني أعطيت هذا المدير فكرة خاطئة، لكني لا أريد إلحاق الضرر بمكانتي لديه أيضاً. فأنا أسعى للحصول على الترقية، وكل المناصب التي أهتم بها تابعة له. سؤالي هو:

هل من سبيل لاستعادة أيام إجازتي؟

يجيب عن هذا السؤال كل من:

دان ماغين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

ليز كيسليك: مستشارة في مجال الإدارة ومدربة تنفيذية.

ليز كيسليك: أول ما تبادر إلى ذهني هو أن هذا الشخص مرهق بالتأكيد، وهذا ما يزيد من توتره وقلقه. لا أتصور أنه سيدمر سمعته لدى القائد الأعلى بدرجة كبيرة لمجرد الاستفهام عن هذا الأمر ومحاولة استعادة بعض التوازن بين حياته الشخصية وعمله.

اقرأ أيضاً: أسئلة القراء: كيف أتصرف مع مديري الذي يمارس التمييز ضدي؟

أليسون بيرد: نشرنا في مجلتنا مقالة رائعة عن أماكن العمل التي يكون ضغط العمل فيها كبيراً بقلم إيرين ريد ولاكشمي راماراجان، وتوصلت المؤلفتان فيها إلى أنه في هذا النوع من أماكن العمل، التي تضم ثقافة الاستمرار بالعمل بلا توقف على مدى 24 ساعة يومياً، لا يتقبل هذه الثقافة سوى 30% من الموظفين، ويحاول 30% التظاهر بأنهم موظفون مثاليون مع الاستمرار بأخذ أوقات استراحة، و30% آخرون يتصرفون بشفافية ويفعلون ما تنصحين صاحب الرسالة بفعله ويقولون بصراحة أنهم لن يقبلوا بالعمل بهذه الطريقة، لكنهم يواجهون عقوبات على ذلك. لذا، يجب أن يكون صاحب الرسالة حذراً فيما يقوله لمدير مديره عن عدم قبوله بالعمل بهذه الطريقة، لأنه هو من قد يمنحه ترقية في الأشهر المقبلة.

ليز كيسليك: أحد الأسئلة التي يجب طرحها هي عما إذا كان مدير مدير صاحب الرسالة يصر على العمل بهذه الطريقة. بدت لي ثقافة العمل من النوع الذي يستدعي عملاً شاقاً، وأعتقد أن هذه الثقافة منتشرة في قطاعات أخرى، غير قطاع التعدين، كالشركات الكبيرة لحفر آبار النفط وما يشابهها من الشركات الكبيرة. إذ يعمل الموظفون فيها بجد كبير، وعندما يأخذون استراحة ينقطعون عن العمل تماماً. إذن السؤال هنا هو عما إذا كان مدير المدير يستوعب حقيقة جدول عمل صاحب الرسالة وطريقة العمل والإجازات لديه، وأن التحقيقات هي عمل آخر مختلف عن عمله الاعتيادي. ربما كان صاحب الرسالة بحاجة إلى الاتفاق مع مديره للتوصل إلى جدول العمل المناسب له، ولعله ينتقل إلى القيام بأعمال التحقيقات أكثر.

أليسون بيرد: هل يمكن أن يكون الأمر مجرد سوء فهم وهو يفكر فيه بصورة مفرطة؟

اقرأ أيضاً: أسئلة القراء: كيف أغير سلوك مديري الذي يضر الفريق؟

ليز كيسليك: أعتقد أنه قد يكون يفرط في التفكير، فيمكن أن يكون مدير مديره يفكر أن صاحب الرسالة مصدر مهم للمعلومات التي يحتاج إليها في التحقيقات التي يجرونها، وعلى الرغم من أنه قال في جوابه أنه لن يتفقد بريده الإلكتروني، فإنه لم يقل إنه غير متاح. لا نعرف ما ورد في رد صاحب الرسالة تحديداً، ويمكن أن يكون هذا ما فكر به مدير المدير، ولذلك اتصل به هاتفياً. لا أجد حتى الآن ضرورة لافتراض امتلاك مدير المدير دافعاً سيئاً، أو حتى افتراض أن العمل يبلغ درجة كبيرة جداً من الكثافة، أحتاج لمعلومات إضافية حول ذلك. لو كنت في مكان صاحب الرسالة، لكان أول ما سأحاول فعله هو طلب نصيحة مديري بشأن طريقة عمل مديره.

دان ماغين: هذه نصيحة رائعة. وأتساءل في هذا الصدد عما إذا كان ممكناً اللجوء إلى حل بديل يتمثل في التعامل في كل ذلك عن طريق الرسائل النصية بدلاً من الاتصال الهاتفي. فالرسائل النصية تعتبر ألطف من الاتصال في أوقات الراحة، ويمكن الرد عليها بتأن أكثر. وإذا تمكنت من بناء علاقة قائمة على الرسائل النصية مع شخص آخر، يمكنك إرسال رسالة في التاسعة مساء تقول فيها: "سأخلد للنوم، نتحدث غداً". يمكن الاستفادة من الرسائل النصية لتحديد بعض القواعد العامة عن الأوقات التي تكون متاحاً أو غير متاح فيها.

أليسون بيرد: أشعر أن الرسائل النصية تتسم بالحميمة أكثر، فهي طريقة تواصل متاحة على مدى 24 ساعة يومياً. لذا لست واثقة من أن ذلك مناسب.

ليز كيسليك: إن الرسائل النصية هي حتماً أكثر حميمية، وأعتقد أنها تتخطى جميع الحدود. لكني أتفق مع دان في ضرورة تقديم شرح أكثر للأوقات التي يكون فيها الشخص متاحاً. فمدير المدير يعتبر المهندس صاحب الرسالة بمثابة صندوق أسود أو وسيلة لتسهيل العمل، وأنه قادر على طرح أسئلته عليه والحصول على الأجوبة. ربما يمكن لصاحب الرسالة التوصل إلى بعض الطرق لتوضيح الأوقات التي يكون متاحاً فيها أو مشغولاً بمشاريع أخرى، كي يتمكن من وضع نوع من القواعد، والتفاوض على كل ذلك مع مدير المدير.

أليسون بيرد: أرى أن إدخال المدير المباشر فكرة رائعة، لكن ليس من خلال الشكوى من المدير الأعلى، وإنما السؤال عن طريقة العمل معه وجمع مزيد من المعلومات عنه. فقد يكون هناك سوء فهم لما يطلبه المدير الأعلى من صاحب الرسالة ويجب على الأخير معرفة ذلك قبل أن يتخذ قراراً برفض هذه الطلبات، وكذلك معرفة ما إن كان مدراؤه مستعدين لمنحه إجازة إذا كان بحاجة إليها فعلاً.

ليز كيسليك: ويجب أن يكون حذراً وألا يتحدث مع مديره بأسلوب الشكوى. يجب ألا يتصرف على أنه ضحية لأسلوب العمل هذا وأنه يقاومه، بل أن يبدي اهتمامه واندماجه في العمل ويحاول وضع بعض القواعد اللطيفة.

دان ماغين: إذا أجرى صاحب الرسالة هذه المحادثة، فمن المحتمل أن يأتيه الجواب كما يلي: "أنت جديد على التحقيقات ذات النطاق الواسع، وهناك أشخاص ينتظرون الأجوبة التي تملكها. هذا عمل يتطلب مشاركة الجميع، وسنستمر بالاتصال بك في أيام عطلة نهاية الأسبوع، وإن كنت غير راغب بالعمل بهذا الشكل فسنعيد النظر بدورك هنا". لذا، هل على صاحب الرسالة الدخول في هذه المحادثة وهو مستعد لسماع رد لن يعجبه؟

ليز كيسليك: يجب أن يكون مستعداً دائماً للرد السلبي، كأي موظف يفكر على نحو عملي في أي مؤسسة تسير الأمور فيها من دون أخذ الموظفين بالحسبان. لذا أعتقد أن أحد الأمور التي يجب ألا يفعلها صاحب الرسالة هو الالتزام بخيار الآن، فأنا أحبذ أن يستكشف الفرص المتاحة ليرتقي إلى دور أعلى ويصبح تابعاً للمدير الأعلى مباشرة. لأنه ليس من الضروري أن تتطلب كل هذه الفرص عملاً يستمر على مدار الساعة، وقد تكون الفرص التي تتيح له أخذ العطلات أنسب له، أو قد يعثر على الفرصة التي يريدها تحديداً ويجد نفسه مستعداً للمطالبة بها.

أليسون بيرد: إذن ثمة جانب مضيء في هذا الوضع، فهو الآن يملك علاقة مباشرة مع المدير الذي قد يتخذ قرار ترقيته في المستقبل. هل من سبيل للاستفادة من علاقته هذه للتقدم، حتى مع إجراء هذه المحادثات من أجل وضع الحدود؟

ليز كيسليك:  هذا مضحك لأنه يشارك في عمل كان مثيراً للحماس بحق ويمثل فرصة رائعة ليراه القادة ويرتقي على السلم الوظيفي. لكنه شعر بالضيق بسبب جدول عمله وسيضطر للبحث عن طريقة لموازنة ذلك مع القيمة المتمثلة بقدرته على المشاركة في العمل بمستوى أعلى من الضغط والحصول على تقدير القادة له.

اقرأ أيضاً: أسئلة القراء: كيف يمكنني الارتقاء في الهرم الوظيفي دون زعزعة علاقتي مع مديري الحالي؟

دان ماغين: أولاً، نرى أن عليه الحصول على معلومات أكثر. فليس واضحاً ما إذا كان مدير مديره مصراً حقاً على أن يكون متاحاً لتلقي الاتصالات الهاتفية والرسائل الإلكترونية في عطل نهاية الأسبوع، أو ما إذا كان قد فعل ذلك مرة واحدة ولم ير مشكلة بالأمر لأنه معتاد على العمل بهذه الطريقة. يمكن أن يشكل مديره المباشر الذي يقع بينه وبين المدير الأعلى الذي يدعوه للعمل في أيام عطلته مصدراً ممتازاً لمزيد من المعلومات يساعده على معرفة حقيقة ما يجري. كما نرى أنه إذا كان يعتبر المكالمات الهاتفية التي تلقاها من المدير الأعلى أثناء عطلة نهاية الأسبوع مزعجة، فمن الممكن أن يحاول تغيير وسيلة التواصل. ونعتقد أنه بحاجة إلى الاطلاع على ثقافة الشركة والأدوار التي يطمح الارتقاء إلى أحدها، لمعرفة أيها سيتطلب العمل أثناء عطل نهاية الأسبوع، ويجب أن يقرر ما إذا كان هذا النوع من العمل يناسبه. يجب أن يفكر قليلاً ويدرك أن علاقته المباشرة مع مدير المدير أمر جيد، فهو يعني أنه يعتبر لاعباً ذا قيمة يقدم معلومات مهمة. يجب أن يدرك أن امتلاك علاقة مع مدير مديره هو أمر جيد حتى وإن كانت مكالماته الهاتفية مزعجة أحياناً، وذلك في سبيل حل مشكلة التعامل مع المدير المتنمر.

اقرأ أيضاً: كيف أقنع مديري؟

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي