8 نصائح قيّمة لتبقى شغوفاً عندما تغير وظيفتك

7 دقيقة
الانتقال إلى مسار مهني
جينيه إسكوبار/ غيتي إميدجيز

ملخص: يمكن أن تحمل فرصة الحصول على وظيفة جديدة شعوراً بالإثارة. لكن ماذا يجب عليك أن تفعل إذا تحول بحثك عن وظيفة إلى عملية شاقة ومحبطة، مع ازدياد الفجوة في سيرتك الذاتية يوماً بعد يوم؟ كيف تمكنك حماية صحتك العقلية واستعادة تفاؤلك بالمستقبل؟ في هذا المقال، تقدم المؤلفة نصائح عملية لمساعدتك على إدارة عملية الانتقال إلى مسار مهني جديد عندما تكون قلقاً بشأن اتساع الفجوة في سيرتك الذاتية.

من المحتمل أنك شعرت بحماس كبير عندما اتخذت قرار تغيير مسارك المهني. لكن ماذا يجب عليك أن تفعل إذا بدأت عملية بحثك عن وظيفة تتحول إلى عملية شاقة ومحبطة ومملة، مع ازدياد الفجوة في سيرتك الذاتية يوماً بعد يوم؟ كيف تمكنك معالجة غيابك فترة طويلة عن سوق العمل دون تقديم أعذار ومبررات؟ كيف يمكنك الحفاظ على الدافع والعزيمة في مواجهة العقبات؟

ما الذي يقوله الخبراء؟

لنكن واضحين: لا يُنظر عادة إلى الفجوات الزمنية القصيرة التي تقل عن عام على أنها مؤشرات سلبية أو علامات تحذيرية في السيرة الذاتية. يقول المدرب المهني والمستشار في إعداد السيرة الذاتية، تريستان ليفيلد: "يتفهم أصحاب العمل تقلّبات سوق العمل، لا سيما منذ بداية الجائحة". لكن نظراً لأن المهارات تتطلب ممارسة مستمرة وصقلاً متواصلاً، فإن أصحاب العمل يكونون أكثر حذراً فيما يتعلق بالفجوات الزمنية الطويلة في السيرة الذاتية، ما يشكّل تحدياً خاصاً عندما تحاول الانتقال إلى مجال عمل مختلف.

تنصح المدربة التنفيذية، مارلو ليونز، مؤلفة كتاب "مطلوب - وظيفة جديدة: الدليل الكامل للانتقال إلى وظيفة جديدة أو العثور على وظيفة أحلامك" (Wanted – A New Career: The Definitive Playbook for Transitioning to a New Career or Finding Your Dream Job)، بالتركيز على بناء هوية مهنية جديدة، وذلك من أجل ضمان نجاح عملية الانتقال الوظيفي. يشمل ذلك تعلم مهارات جديدة، وبناء علاقات مهنية في مجال عملك، واكتساب الخبرات المناسبة. لا تساعد هذه الخطوات على تقليل ظهور الفجوة في سيرتك الذاتية فحسب، بل تزيد من فرص نجاحك بوصفك مرشحاً مناسباً للوظيفة.

فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي تمكنك تجربتها إذا بدأ حماسك الأوّلي يتلاشى وبدأت تشعر بأن بناء مسار مهني جديد، أو حتى الحصول على عرض عمل، أصبح بعيد المنال.

تذكر دافعك الأساسي

يوضح ليفيلد أن التشكيك في قرار تغيير المسار المهني في أثناء عملية بحث مطوّلة عن وظيفة يُعد أمراً طبيعياً. يقول: "ربما تسأل نفسك: هل سأحقق هدفي في النهاية؟ لكن خلال هذه اللحظات الصعبة يجب عليك التفكير في الأسباب التي دفعتك إلى السعي لتغيير مسارك المهني في الأساس". تقول ليونز: "دوافعك هي عقليتك، تذكر أنك اتخذت قراراً مدروساً ومتعمداً لتغيير مسارك المهني". فكر في مدى توافق مجال العمل الجديد مع مهاراتك وقيمك. تأمل أيضاً في مدى قدرة هذا العمل على تحقيق هدفك وشعورك بالرضا الحقيقي. يتمثل هدفك في الحفاظ على تركيزك وإصرارك، حتى عندما تشعر بأن طلبات التوظيف التي تقدمها تُهمل ولا تجد الاهتمام المطلوب. تقول ليونز: "إن تذكير نفسك بالأسباب التي دفعتك إلى التغيير سيساعد في إعادة إشعال حماسك".

طوّر نفسك إلى أقصى حد

تقول ليونز إن أهم شيء يمكنك فعله خلال هذه المرحلة الانتقالية الفاصلة هو تنمية مهاراتك. يمكنك تعزيز مهاراتك من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية والحصول على الشهادات بالإضافة إلى التدريب في القطاع الذي تريد العمل به وتولي مشاريع تعاقدية. تضيف ليونز أن هذا الأمر قد يتطلب بعض التواضع، لكنه ضروري عند التنافس مع مرشحين ذوي خبرة كبيرة. تتذكر ليونز أنه خلال فترة تدريبها للحصول على شهادة تأهيل لتصبح مدربة مهنية وتنفيذية، كانت تقدم خدماتها للعملاء بأجر منخفض جداً وصل إلى 5 دولارات في الساعة فقط. تقول: "لم أكن أتمتع بالخبرة الكافية في ذلك الوقت، بل كنت أتعلم وأكتشف الطرق التي تساعدني على التطور". يشير ليفيلد إلى أن هذه الجهود تُظهر لأصحاب العمل أنك جاد بشأن تحقيق النجاح في مسارك المهني الجديد. يقول: "يُظهر هذا الأمر أنك تعمل على تطوير مهارات جديدة وتبذل جهداً حثيثاً لضمان نجاح عملية الانتقال الوظيفي". بالإضافة إلى ذلك، تتيح لك هذه الجهود إضافة خبرات وإنجازات جديدة إلى سيرتك الذاتية.

حدّث سيرتك الذاتية

بالنسبة للسيرة الذاتية، تقترح ليونز مراجعة سيرتك الذاتية من منظور مسارك المهني الجديد لتحسينها وإعادة صياغتها بما يتناسب مع المجال الذي ترغب في العمل فيه. يشمل ذلك دراسة وصف الوظائف في مجال عملك الجديد، وتحديد الخبرات والمهارات المناسبة، ثم تصميم سيرتك الذاتية وصياغتها بطريقة تبرز المؤهلات ونقاط القوة هذه على نحو مميز. تقول ليونز إن السيرة الذاتية لا تُعد سجلاً شاملاً لتجاربك المهنية السابقة، بل إنها وسيلة لإظهار امتلاكك للقدرات اللازمة للنجاح في وظيفة معينة. تشدد ليونز أيضاً على ضرورة التركيز على تنمية المجالات التي تفتقر فيها إلى المهارات المطلوبة للوظيفة وتعزيزها، وذلك عند ملاحظة وجود اختلافات بين متطلبات الوظيفة ومجموعة مهاراتك الحالية (كما هو موضح أعلاه). يقول ليفيلد: "ضع نفسك في مكان مدير التوظيف، واسأل نفسك: ما الخصائص أو المؤهلات التي تميّز أحد المرشّحين للوظيفة عن الآخرين؟ ما العناصر التي قد تلفت انتباهك في السيرة الذاتية؟ يمكن أن يوفر لك ذلك رؤية واضحة حول ما تسعى إلى تحقيقه على الصعيد المهني".

كن مدركاً لوجود الفجوات

يقول ليفيلد: "على الرغم من أن الفجوة القصيرة في السيرة الذاتية لا تشكل مصدر قلق كبير عموماً، فإن الشركات تفضّل المرشحين الذين لديهم وظائف حالية ويحظون بطلب كبير في سوق العمل". لهذا السبب، ونظراً لأنك بصدد تغيير مسارك المهني، يجب أن تُظهر من خلال سيرتك الذاتية التزامك بالنمو المهني لتخفيف أي مخاوف محتملة. يقترح ليفيلد إدراج عناوين مثل "القيادة والتطوير المهني" لتضمين الدورات التدريبية والشهادات التي حصلت عليها، و"أبرز المشاريع" لعرض الأعمال التعاقدية والمشاريع المستقلة، بالإضافة إلى قسم مخصص لـ "تجربة التطوع والعمل المستقل". يوضح ليفيلد أن الهدف من ذلك هو طمأنة أصحاب العمل بأنك مستمر في صقل مهاراتك وتنميتها.

بناء شبكة علاقات بطريقة استراتيجية

يوصي ليفيلد بالاستفادة من منصة لينكد إن للبحث عن الشركات وتحديد الموظفين الذين يعملون في المؤسسات المستهدفة، والذين يشغلون وظائف تتطابق مع تطلعاتك المهنية أو مناصب أعلى منها قليلاً. ثم التواصل معهم لإجراء مقابلات تعارفية وتوسيع شبكة علاقاتك المهنية. يقول ليفيلد: "على الرغم من هذا التعديل الاستراتيجي يبدو بسيطاً، فإنه يُحدث تغييراً كبيراً في المحتوى الذي تراه على منصة لينكد إن ويجعله أكثر ارتباطاً بانتقالك الوظيفي". يشير ليفيلد أيضاً إلى أن التفاعل مع هذا المحتوى المُصمم خصيصاً لاحتياجاتك من خلال التعليق على منشورات الآخرين يعزز ظهورك ويمكن أن يسهم في بناء شبكة علاقات مهنية ضمن مجال عملك الجديد. بالإضافة إلى ذلك، فهو يُبقيك على اطلاع دائم على مستجدات المجال الذي تسعى إلى دخوله. يقترح ليفيلد أن تبدأ باستكشاف الجمعيات المهنية المرتبطة بمجال عملك إذا كنت غير متأكد بشأن الشركات المستهدفة التي ترغب في العمل لديها. يقول: "يجب عدم التقليل من قوة فعاليات التواصل في الجمعيات التجارية وأهميتها".

لا تتجنب الحديث عن الفجوة في السيرة الذاتية، بل أعد صياغتها بطريقة إيجابية

يقول ليفيلد: "إذا وصلت إلى مرحلة المقابلة، فمن المحتمل أن يكون صاحب العمل قد قرر أن الفجوة في سيرتك الذاتية ليست مشكلة كبيرة، وفي حال عدم استفسار أصحاب العمل عن الفجوة، فهذا يعني على الأرجح أنهم أقل قلقاً بشأنها مما أنت عليه". على الرغم من ذلك، يجب عليك أن تكون مستعداً تماماً للحديث عن مشاريعك وأنشطتك منذ آخر وظيفة شغلتها. تقول ليونز: "تجب عليك الاستفادة من هذه الفجوة بوصفها فرصة لإظهار روح المبادرة لديك". حاول تسليط الضوء على الدورات التدريبية والمشاريع المستقلة التي أنجزتها والخبرات التطوعية التي اكتسبتها. توصي ليونز بالتركيز على المهارات والخبرات التي اكتسبتها بدلاً من الخوض في تفاصيل الوظائف التي شغلتها عند مناقشة مجال عملك السابق. على سبيل المثال، كانت ليونز تعمل ذات مرة على تدريب عميل كان يحاول الانتقال من مجال المبيعات إلى مجال تصميم البرامج التعليمية. نصحته ليونز بالتركيز على كيفية تسليط الضوء على تجربته وخبرته السابقة، لا سيما في إنشاء نظام تعليمي ودليل تدريب على المبيعات لفريقه، لإظهار قدرته على تطوير الموارد التعليمية.

استكشف خيارات التغيير الوظيفي البسيطة المحتملة

تقول ليونز: "تمنحك مهنتك السابقة قيمة فريدة لا يمتلكها أي شخص آخر". تزداد أهمية هذه المسألة عندما يستغرق تغيير مسارك المهني وقتاً أطول من المتوقع وتحتاج إلى تأمين مصدر للدخل. في هذه الحالة، يمكن أن يكون اختيار الانتقال إلى مسار مهني أصغر أمراً مفيداً؛ إذ يسمح لك ذلك بالاستفادة من شبكة علاقاتك ومهاراتك الحالية مع اكتساب خبرات جديدة والحفاظ على راتب أقرب إلى دخلك الحالي. توصي ليونز أيضاً بالتفكير في الوظائف التي تربط بين مجال عملك الحالي والمجال الذي تستهدفه. على سبيل المثال، إذا كنت متخصصاً في التسويق وتطمح إلى الانتقال إلى إدارة المنتجات، فركّز على وظائف تسويق المنتجات. ما الفائدة الإضافية التي توفرها هذه الاستراتيجية؟ تقول ليونز: "ستكتسب معرفة واسعة حول المجال الذي ترغب في الانتقال إليه، ربما تكتشف أنك تفضّل تسويق المنتجات، وليس تسويق العلامات التجارية، وبالتالي، يمكن أن يؤدي هذا إلى اكتشاف تحول صغير ضمن مسار التحول الرئيسي الذي تسعى إليه".

اضبط نفسك ولا تستعجل

يُعد تغيير المسار المهني قراراً مهماً وخطوة كبيرة. يؤكد ليفيلد ضرورة أن تكون لطيفاً جداً مع نفسك، عندما تطول فترة البحث عن عمل وعندما يتسلل الشك إلى نفسك، على الرغم من إدراكك لهذه المسألة على المستوى العقلي. يقول ليفيلد: "يُعد كل من الرفض والعقبات جزءاً لا يتجزأ من عملية الانتقال المهني". خصّص وقتاً لممارسة الأنشطة التي تخفف التوتر، مثل اليوغا أو التأمل. تذكر أيضاً أنه لا يمكنك التحكم كلياً في مدة الفجوة الزمنية في سيرتك الذاتية. يقول ليفيلد: "لكن يمكنك التحكم في الإجراءات التي تتخذها لتقليل هذه الفجوة إلى الحد الأدنى". بمعنى آخر: استمر في محاولة توسيع شبكة علاقاتك واكتشاف فرص العمل المخفية. تقول ليونز: "كن صبوراً واعترف بإنجازاتك التي تحققها في أثناء رحلتك نحو تغيير مسارك المهني، واحتفل بكل نجاح صغير، وإذا حصلت على مقابلة، فهو أمر رائع. هذا كلّه جزء من عملية التعلم".

مبادئ يجب تذكرها

ما يجب عليك فعله

  • ذكّر نفسك بكيفية توافق مجال عملك الجديد مع مهاراتك وقيمك لاستعادة حماسك خلال الأوقات الصعبة.
  • حلّل وصف الوظائف وصمّم سيرتك الذاتية من منظور مسارك المهني الجديد، مع التركيز على خبراتك ومهاراتك ذات الصلة.
  • اعمل على بناء شبكة علاقات مهنية من خلال حضور الأحداث المتعلقة بمجال عملك وتواصل مع العاملين عبر منصة لينكد إن واسعَ لإجراء مقابلات تعارفية للحصول على رؤى وفرص عمل محتملة.

ما يجب عليك تجنبه

  • لا تعتمد فقط على تقديم طلبات التوظيف للحصول على عرض العمل التالي؛ بل استثمر في تطوير نفسك بطريقة فعالة من خلال حضور الدورات التدريبية أو ممارسة العمل التطوعي أو العمل المستقل في مجال عملك الجديد.
  • لا تحاول إخفاء الفجوات في سيرتك الذاتية خلال المقابلات الوظيفية؛ بل ناقش مهاراتك وخبراتك بثقة لإظهار قيمتك.
  • لا تبالغ في توجيه اللوم إلى نفسك عند اتساع الفجوات في مسارك المهني؛ بل تقبّل الرفض والعقبات بوصفها جزءاً لا يتجزأ من مسيرتك المهنية، وخصص وقتاً لممارسة الأنشطة التي تخفف التوتر.

 

   

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي