5 مبادئ للقيادة الهادفة

9 دقائق
القائد الحقيقي
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يفترض النموذج التقليدي للقائد البطل الذي يتدخَّل دائماً لإنقاذ السفينة من الغرق ويعرف كل شيء أن القائد الحقيقي هو أذكى شخص على ظهر الكوكب، وغالباً ما يستند هذا المنطق إلى سلطة المنصب أو الشهرة أو المجد أو المال، وهو أمر لم يعد مناسباً في بيئة اليوم. ويتوقع العاملون اليوم نوعاً مختلفاً من القادة. وعلى الرغم من أن كل شركة مطالبة بتحديد تصوراتها القيادية الملائمة لاحتياجاتها، فإن كاتب هذه المقالة يستعرض 5 سمات تميز القادة القادرين على إطلاق العنان للسحر الإنساني الذي نراه بأم أعيننا في أكثر الشركات نجاحاً. أولاً: كن واضحا بشأن الغايات. ثانياً: كن واضحاً بشأن دورك. ثالثاً: كن واضحاً بشأن الطرف الذي تخدم مصالحه. رابعاً: كن مدفوعاً بالقيم. خامساً: كن صادقاً.

 

كنت أعتقد في صغري أن القائد الناجح هو الذي يتوصّل إلى كل الإجابات بنفسه، دون الاعتماد على الآخرين. ويبدو أن تحلي المرء بالذكاء، والحرص على توصيل هذه المعلومة إلى الجميع، هو السمة الأكثر لفتاً للانتباه. وكان من المفترض أن تؤهلك أفضل الجامعات لشغل أفضل الوظائف التي تُفرز أفضل القادة. وكانت القوة والشهرة والمجد هي مقياس النجاح المهني. وفي بداية مسيرتي المهنية، كان أبرز قادة الشركات، من أمثال جاك ويلش بشركة “جنرال إلكتريك”، محط أنظار الجميع بسبب ذكائهم وحسهم الاستراتيجي وأسلوبهم الطَّموح. كان الجميع ينظر إليهم باعتبارهم عباقرة معصومين من الخطأ، ما ألهم أتباعهم الانبهار بهم والسير على خطاهم بطريقة شبه عمياء.

يفترض هذا النموذج التقليدي للقائد البطل الذي يتدخَّل دائماً لإنقاذ السفينة من الغرق ويعرف كل شيء أن القائد الحقيقي هو أذكى شخص على ظهر الكوكب، وغالباً ما يستند هذا المنطق إلى سلطة المنصب أو الشهرة أو المجد أو المال، وهو أمرٌ لم يعد مناسباً في بيئة اليوم. ويرجع هذا إلى عدة أسباب:

  • تشهد بيئة اليوم تغيرات متلاحقة وتحفل بالتعقيدات الشديدة وصعوبة توقُّع أحداثها، وبالتالي تتطلب أسلوباً قيادياً مختلفاً. ولا يستطيع أحد الادعاء أن لديه كل الإجابات لحل الأزمات المعقدة التي نواجهها، والمؤسسات الأكثر قابلية للتكيف هي تلك التي يتم فيها اتخاذ القرارات بطريقة غير مركزية.
  • يتنامى المبدأ القائل بأن غاية الشركة تتجاوز بمراحل فكرة جني الأموال، وبالتالي فقَدَ نموذج القائد البطل الطَموح الذي يعمل على تحسين الأرباح الكثير من بريقه وجاذبيته.
  • يقدّر عدد متزايد من الموظفين الآن المصداقية والقدرة على التواصل، ويعتبرونهما أهم بكثير من وهم القوة والعصمة من الخطأ.
  • تغيرت طبيعة العمل من الأسلوب الأكثر آلية وتكرارية وحلّت محلها الوظائف التي تتطلب القدرة على الابتكار والإبداع.
  • من السهل أن يظن القادة الأفذاذ الناجحون أن المساس بهم أمرٌ مستحيل، ومن ثم قد يعتقدون أنه لا يمكن الاستغناء عنهم. فمن السهل أن ينساق المرء وراء مغريات القوة والشهرة والمجد والمال. ومن السهل أن ينفصل عن الواقع وعن زملائه وأن يحيط نفسه بالمتملقين والإمّعات.

وليس من المستغرب أن يتوقع العاملون اليوم نوعاً مختلفاً من القادة. وعلى الرغم من أن كل شركة مطالبة بتحديد تصوراتها القيادية الملائمة لاحتياجاتها، فإليك الفلسفة التي نشرناها في شركة “بيست باي” كجزء من عمليات التحول والطفرة المفاجئة التي حققناها. تستند هذه الفلسفة إلى 5 سمات أعتقد أنها تميز القادة القادرين على إطلاق العنان للسحر الإنساني الذي نراه بأم أعيننا في أكثر الشركات نجاحاً. وتدعم هذه الفلسفة مبادئ القيادة التي أعتقد أنها تمثل صميم قطاع الأعمال اليوم.

كن واضحاً بشأن الغايات

أقصد بالغايات هنا غايتك وغاية مَنْ حولك وعلاقتهما بغاية شركتك.

فقد أدى إقبال الموظفين على الاستقالة من وظائفهم بأعداد هائلة أو تفكيرهم في الأمر بجدية على مدى الأشهر العديدة الماضية إلى تسليط الضوء مجدداً على الدعوة المطروحة قبل تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد التي نادت بأن الغاية تقع في صميم قطاع الأعمال، على المستويين الفردي والجماعي. وقد سبق لي أن كتبتُ عن الجوانب العديدة لغاية الشركة، بدايةً من كيفية تعريفها وإحيائها، وصولاً إلى أسباب اعتبارها عنصراً أساسياً للحافز. ولكي ننجح في إرساء غاية الشركة، يجب أن يكون القادة أنفسهم واضحين في المقام الأول بشأن دوافعهم ودوافع الآخرين من حولهم.

وقد أشارت كوري باري، التي خلفتني في منصب الرئيس التنفيذي لشركة “بيست باي”، ذات مرة إلى أن غايتها الشخصية هي ترك الأوضاع أفضل قليلاً عما كانت عليه عند شغلها المنصب، وهو الأمر الذي ربطته برسالة الشركة المتمثلة في إثراء الحياة من خلال التكنولوجيا. وتحرص كل يوم على مواصلة السعي لتحقيق هذه الغاية من خلال سؤال نفسها: “إلى أي مدى صارت الأوضاع في الشركة أفضل منذ أن شغلت منصبها؟”.

ومن الأهمية بمكان أن يفهم القادة دوافع مرؤوسيهم. وقد درّبت رئيساً تنفيذياً في الآونة الأخيرة شعر بأن أعضاء فريقه يعملون بشكل أساسي لتطوير مجالاتهم الوظيفية بدلاً من تطوير المؤسسة بأكملها. وقد توصّلنا معاً إلى قناعة بأنه لم يكن يعرف الكثير عن دوافع مرؤوسيه، على الرغم من وضوحه بشأن غايته الخاصة وغاية مؤسسته. وفي ظل غياب هذه المعرفة، لم يكن بمقدوره المساعدة على الربط بين غاياتهم وغاية المؤسسة وتوفير مظلة مشتركة تجمع شمل كل أعضاء الفريق.

كن واضحاً بشأن دورك

يتمثّل الدور الرئيسي للقائد في خلق الحافز والزخم، خاصة في الظروف الأليمة. إذ تُملي عليه واجبات منصبه أن يساعد الآخرين على رؤية الاحتمالات والإمكانات المتاحة حتى يخلق الحافز والإلهام والأمل. كنت لأرفض هذه الفكرة قبل 30 عاماً، لكنها ضرورية لتمكين القائد الهادف من أداء الدور المنوط به. وكما قالت دوللي بارتون فيما يُنسَب إليها: “إن استطعت بسلوكك مد الآخرين بالإلهام ليحلموا أكثر ويتعلموا المزيد ويبذلوا جهداً أكبر ويوسّعوا آفاقهم، فأنت قائد حقيقي”.

وتتضح هذه السمة بقوة في رسالة الفيديو التي أرسلها الرئيس التنفيذي لشركة “ماريوت” الراحل آرن سورنسون إلى الموظفين خلال أسوأ فترات تفشي جائحة “كوفيد-19”. حيث حرص في البداية على تقديم الدعم للموظفين المتضررين مباشرة من الفيروس، ثم أوضح أن الجائحة قد تسببت في إلحاق أضرار فادحة بأعمال الضيافة في سلسلة فنادق “ماريوت”، وأشار إلى جهود الشركة للتخفيف من حدة الأزمة. لم يحاول تجميل وجه الحقيقة، لكنه لم يُثِر حالة من الذعر أيضاً. وأخيراً، فقد ركز على مؤشرات الانتعاش في الصين قبل أن يختتم حديثه بملاحظة تبعث على الأمل، متنبئاً باليوم الذي سيعاود فيه الناس السفر مجدداً. كانت رسالته صادقة ومؤثرة وتمس القلب، ولكنها كانت ملهمة وراقية في الوقت نفسه.

لا يمكنك اختيار الظروف، لكن يمكنك التحكم في عقليتك. حيث تحدد عقليتك ما إذا كنت تنشر الأمل والإلهام والحافز من حولك، أم تصيب الجميع بالإحباط. لذا حدّد خياراتك بعناية. كنت أتذكر هذا المبدأ كل صباح حينما كنت أعمل في شركة “كارلسون”. حيث انتصب تمثال لكيرت كارلسون، مؤسس الشركة، في بهو مقر الشركة وقد حُفرت عليه عبارة باللاتينية تقول “Illegitimi non carborundum”، وأفضل ترجمة لها هي “لا تدع الأوغاد يدمّروك”.

ويتمثل دورك بشكل عام كقائد في تهيئة البيئة المناسبة للآخرين للازدهار ودعم غاية الشركة. على سبيل المثال، ترفع شركة “نتفليكس” شعار “الترفيه عن العالم”، وعمل رئيسها التنفيذي، ريد هاستينغز، على تعزيز ثقافة “الحرية المقرونة بالمسؤولية” التي تعطي الأولوية للأفراد على حساب الإجراءات الروتينية وللابتكار على حساب الكفاءة، ما أدى إلى النمو والابتكار المتجدد الذي يتحدى كل التوقعات.

كن واضحاً بشأن الطرف الذي تخدم مصالحه

ملاحظة: أي طرف بخلافك أنت شخصياً.

ثمة عنصر أساسي في القيادة الهادفة وهو أن تكون واضحاً بشأن الطرف الذي تخدم مصالحه من خلال منصبك، في الرخاء والشدة. إذ توجب عليك مقتضيات منصبك كقائد أن تخدم مصالح العاملين في الخطوط الأمامية الذين يمثلون قاطرة الشركة. كما توجب عليك خدمة مصالح زملائك، وخدمة مصالح مجلس إدارة شركتك، وخدمة مصالح كل مَنْ حولك، أولاً من خلال فهم ما يحتاجون إليه لتقديم أفضل ما لديهم حتى تتمكن من بذل قصارى جهدك لدعمهم.

خلاصة القول، انظر إلى الجميع كعملاء. على سبيل المثال، ستؤثر الطريقة التي تعامل بها موظفي الخطوط الجوية أو طاقم الضيافة بشكل كبير على الخدمة التي تتلقاها. وقد تعلّم مسؤول تنفيذي رفيع المستوى في إحدى الشركات التي كنت أعمل بها هذا الدرس، لكن بالطريقة الصعبة، وذلك حينما علِق ذات مرة في أحد المطارات بعد أن تم إلغاء رحلته، وفي أثناء وقوفه في الطابور عند مكتب الخدمات، في انتظار نقله إلى رحلة بديلة، لم يُطق صبراً فخرج من الطابور وتخطى كل الواقفين ليقف في المقدمة. وبلهجة تنم عن الاستهجان، همس للموظف القابع خلف المكتب: “هل تعرف من أكون؟”. فما كان من موظف شركة الطيران، إلا أن صاح في المسافرين الواقفين في الطابور، قائلاً بتهكم: “سيداتي وسادتي، أحتاج إلى مساعدتكم. لدينا مشكلة هوية هنا. هذا الرجل لا يعرف مَنْ يكون!”.

يتطلب الأمر بعضاً من اليقظة وجرعة صحية من الوعي الذاتي لتجنب الوقوع في مزلق الانخداع بوهم السلطة والشهرة والمجد والمال. قبل التحدث أو التصرف، كن واضحاً بشأن دوافعك والأشخاص الذين تحاول خدمة مصالحهم. وقد قلت ذات مرة لمسؤولي شركة “بيست باي”: “إذا كنتم تعتقدون أنكم تخدمون أنفسكم أو مدراءكم أو تخدمونني أنا شخصياً بصفتي رئيساً تنفيذياً للشركة، فلا بأس! إنه اختياركم. ولكن يجب ألا تعملوا هنا عندئذٍ، بل يجب أن تتم ترقيتكم إلى رتبة عميل”. كنت أعني أنه لا مكان في “بيست باي” لمَن يوجهون كل تركيزهم إلى تحقيق مصالحهم الشخصية فحسب. ويعتقد بعض القادة أن إزاحة الآخرين من طريقهم للوصول إلى أهدافهم والانصياع إلى غرورهم سيصب في مصلحة تطوير مسيرتهم المهنية. ولكن كما يقول صديقي جيم سيترين الذي يقود قطاع الرؤساء التنفيذيين بشركة “سبنسر ستيوارت” مُبدياً ملاحظته الحصيفة حول هذه النقطة: “لا يشق أفضل القادة طريقهم إلى القمة على ظهور الآخرين، بل يتم حملهم إلى القمة حملاً”. وتعتبر خدمة مصالح الآخرين أهم طرق حدوث ذلك.

كن مدفوعاً بالقيم

عندما عملت لدى شركة “ماكنزي” في بداية مسيرتي المهنية، طلبت بعض النصائح القيادية من أحد شركائي، فقال لي: “قل الحقيقة وافعل الصواب”.

ونتفق جميعاً في أغلب الأحوال على ماهية الصواب: الصدق والاحترام المتبادل وتحمُّل المسؤولية والإنصاف والتعاطف. وما من شركة إلا ولديها قيم عظيمة نظرياً. لكن لا فائدة للقيم إذا بقيت نظرية فقط. وحينما تكون مدفوعاً بالقيم، فإن هذا يندرج تحت فئة فعل الصواب، دون الاكتفاء بمعرفة ما هو صواب أو ترديده نظرياً. ويتمثّل دور القائد في الالتزام بهذه القيم والتشجيع على الالتزام بها صراحة والتأكد أنها تشكل جزءاً لا يتجزأ من نسيج العمل.

على سبيل المثال، تشتهر شركة “جونسون آند جونسون” بعقيدتها التي كتبها ابن مؤسس الشركة لأول مرة عام 1943. وتقول الجملة الافتتاحية بها: “نؤمن بأن مسؤوليتنا الأولى هي خدمة المرضى والأطباء والممرضين والأمهات والآباء وأي شخص يستخدم منتجاتنا وخدماتنا”.

ويوضح قرار الشركة عام 1982 بالتوقف سريعاً عن إنتاج “عقار تايلينول”، أحد منتجاتها الأكثر مبيعاً، والمبادرة بسحب 31 مليون زجاجة كان قد تم توزيعها بالفعل في جميع أنحاء البلاد، إلى أي مدى يطبّق قادة الشركة المبادئ الراسخة لعقيدتها. فقد تم اتخاذ القرار بعد وفاة العديد من الأشخاص في شيكاغو إثر تناولهم أقراصاً ملوثة بالسيانيد. وفي حين أن سحب العقار كان مكلفاً على المدى المنظور، فإنه يمثل خير شاهد على القيادة الرشيدة وإدارة الأزمات.

ليس من السهل دائماً أن تفعل الصواب، بطبيعة الحال، خاصة في أثناء الأزمات بسبب التوترات والضغوط العنيفة المصاحبة لها التي قد تؤدي إلى غياب إحساسنا بالقيم. ويشير هاري كريمير، أستاذ المهارات القيادية في كلية “كيلوغ” والشريك التنفيذي في شركة الأسهم الخاصة، “ماديسون ديربورن”، إلى أن أحد المبادئ الرئيسية التي يجب على القادة تبنيها هو الإيمان الراسخ بأنهم سيفعلون الصواب ويبذلون قصارى جهدهم. وإذا كنت تحيط نفسك بأشخاص تثق بهم وتتوافق قيمهم مع قيمك وقيم المؤسسة، فلن تضطر إلى اكتشاف ما هو صواب في هذه المواقف وحدك. بل ستحددون الصواب معاً، ثم تبذلون كل ما بوسعكم لتنفيذه والعمل وفق مقتضياته.

وحينما تكون مدفوعاً بالقيم، فإن هذا يعني أيضاً معرفة وقت المغادرة عندما تعجز عن التوافق مع بيئتك، سواء أكان ذلك بسبب اختلافك مع زملائك أو مديرك أو مجلس إدارة شركتك أو قيم شركتك وغاياتها. وكما يقول المثل: “كن حكيماً بما يكفي لمعرفة الفارق بين ما يمكنك وما لا يمكنك تغييره”.

كن صادقاً

عندما استقلت من عملي في شركة “بيست باي” عام 2020، أرسلت بريداً إلكترونياً إلى كبار القادة وأعضاء مجلس الإدارة ومقطع فيديو يحمل رسالة وداع لجميع موظفي الشركة. كان عنوان البريد الإلكتروني يتألف من كلمة واحدة: “أحبكم!”. واختتمت مقطع الفيديو الموجَّه للموظفين بمشاعر مماثلة. قبل بضع سنوات، كان البوح بمكنون قلبي ونفسي بهذه الطريقة شيئاً أقرب إلى المستحيل. وشأني شأن الكثير من قادة جيلي، لطالما كنت أعتقد أن العواطف ليس لها دخل في العمل من قريب أو بعيد. لقد قيل لي إن أطول رحلة تقطعها في حياتك تبلغ 18 بوصة بين عقلك وقلبك.

وهي رحلة طويلة وشاقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، واستغرق الأمر مني حياة كاملة لأتقبل السمة الخامسة (وأصعبها من وجهة نظري): كُن نفسك، نفسك الحقيقية، نفسك بكل حذافيرها، أفضل نسخة من ذاتك. تقبَّل ضعفك. كن صادقاً. وتقبُّل ضعفك والاتصاف بالصدق لا يعني البوح بكل شيء لزملائك. وبالنسبة للقادة، فهذا يعني مشاركة العواطف والمعاناة في الوقت المناسب وعندما يكون ذلك مفيداً للآخرين.

فقد اضطر الكثيرون منا إلى العمل من المنزل عبر الفيديو على مدار العامين الماضيين، وانزاح الستار عن حياتنا الشخصية خلال هذه المدة لينكشف الكثير من الأسرار التي تكتنف حياتنا مع أطفالنا وكلابنا وقططنا ومشكلات شبكة الواي فاي، إلخ. لم يكن هذا مريحاً أو سهلاً في كل الأحوال. لكن كان علينا جميعاً أن نرى بعضنا من زاوية جديدة كبشر عاديين. ويتوقع الموظفون أن يكون القادة بشراً أيضاً. ويبدأ هذا بتقبُّل ضعفنا من خلال الاعتراف بجهلنا ببعض الأمور. وتشير برينيه براون إلى أن تقبُّل الضعف يقع في صميم التواصل الاجتماعي. ويمثّل التواصل الاجتماعي بدوره صميم إدارة الأعمال.

تؤثر الطريقة التي نمارس بها القيادة تأثيراً عميقاً على كل مَنْ حولنا وعلى كيفية أدائنا لأعمالنا. ولا يمكننا تغيير الشركات والنظام الرأسمالي بشكل عام، ما لم نفكر في هويّتنا كقادة، خاصة في الأسئلة التالية:

  • هل قررت أي نوع من القادة تريد أن تكون؟
  • كيف تبدو غايتك؟
  • كيف يبدو دورك؟
  • ماذا تفعل لتهيئة بيئة يستطيع الآخرون الازدهار والنجاح فيها؟
  • مَنْ الطرف الذي تخدم مصالحه؟
  • ما هي القيم التي تحرص عليها؟
  • هل تبذل قصارى جهدك لتكون صادقاً وودوداً وتتقبل ضعفك البشري؟

ابدأ بنفسك، وكن القائد الحقيقي الذي من المفترض أن تكون. كُن أنت التغيير الذي تريد أن تراه.

اقرأ أيضاً: الأنا هو عدو القيادة الرشيدة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .