هل سألت نفسك يوماً عن كيفية إجراء البحث عن الشركة لديك؟ كيف تجد نفسك في المساء في يوم عطلتك الذي يسبق بداية الأسبوع؟
هل تكون مرحاً ومتوثباً للبدء بأسبوع جديد مليء بالتحديات، واكتساب الخبرات وبذل الإسهامات مع فريق عمل ودود، يسوده الاحترام، وتحكمه قيم رفيعة، ويساعد أفراده بعضهم البعض؟ أم تشعر بالغيوم السوداء، وكأنها تجمعت فوق رأسك، وهي توشك على الهطول بمشكلات لا تنتهي: أصغرها التحاسد بين الموظفين وكيد بعضهم لبعض، وأخطرها مدير عبوس قمطرير لا يرى الخير في غيره، ولا ينسب الإنجاز إلى أحد سواه، أما إذا حصل مكروه، فالكل مسؤول عداه؟ إليك كيفية إجراء البحث عن الشركة لديك.
إذا كنت من الفريق الأول، فأنت في نعمة سابغة وخير عظيم، وإذا كنت من الفريق الثاني، فإن همك غزير وحزنك كبير، وأخشى على قلبك من العطب إذا لم تستبدل بالمكان الذي أنت فيه مكاناً آخر، تجد فيه بعض سلواك وتخفف فيه من بلواك. أما إذا نظرت إلى الأعلى، وبدأت التفكير في إجابة مناسبة لسؤالي، فإنّ حالك تشبه معظم أقرانك الموظفين الذين يعيشون في بيئة عمل يختلط الحسن فيها بالقبيح، إذ يحاولون مسايرتها بما يتهيأ لهم من صبر وحيلة وتدبير.
اقرأ أيضاً: تحقيق التوازن في الشركة واجب على المدراء
ولم يعد خفياً على أحد ما لبيئة العمل من أثر في إنتاجية الأفراد، وكيف ينعكس ذلك كله على سعادتهم في حياتهم الشخصية والعائلية. كما أن الواحد فينا يقضي زهرة شبابه، أو ما يقرب من نصف عمره عاملاً منتجاً في مجتمعه. فإذا كان الأمر كذلك، يجب ألّا تغرينا سهولة التقديم على الإنترنت إلى الانجرار للتقدم لعشرات الوظائف دون تمحيص أو تدقيق. إذ أنّ الحصول على وظيفة ليس لعبة حظ، ولا ينبغي أن يكون كذلك.
كيفية إجراء البحث عن الشركة
وبناء على ذلك، سأطرح في ما يلي جملة من الطرق التي يمكن من خلالها التعرّف على "شخصية الشركة" المستهدفة، وسبر ثقافتها الداخلية، بما يسهم (قدر الإمكان) في استبعاد الخيارات السيئة، وإعطاء الأفضلية للشركات المتميزة التي تنظر لعلاقتها مع موظفيها على أنها مصلحة مشتركة، ومنفعة متبادلة على مختلف الأصعدة.
أولاً: تصفح الموقع الإلكتروني للشركة
تجتهد الشركات في تطوير مواقعها الإلكترونية، وتنميقها لعرض ما وصلت إليه من تميز واقتدار في مجال عملها. وتفيد تلك المواقع في جذب المستثمرين والشركاء التجاريين، وفي زيادة عدد العملاء والزبائن المحتملين. لذا يمكننا البدء في تقييم أي شركة من خلال تصفح موقعها على شبكة الإنترنت، والتأمل في الأمور التالية:
- هل تحمل شهادات جودة أو كفاءة مثل شهادة الآيزو أو ما هو أكثر من ذلك، مثل تصنيفها العالمي في مجال الصناعة الذي تشتغل فيه من طرف المؤسسات أو المجلات المتخصصة التي تقوم بالتصنيف الدوري في هذا الإطار؟
- هل تلمح إصدارات علمية على هيئة كتب أو تقارير أو حتى مقالات تعطي الانطباع بأنّ كوادر الشركة ينتجون علماً ومعرفة في مجال تخصصهم بشكل دوري؟
- من هم زبائن الشركة؟ ومن هم شركاؤها التجاريون؟ هل يحسبون ضمن الطبقة العليا من الشركات التي لها صيتها واحترامها؟
- هل لديها حضور في المؤتمرات ذات الصلة بمجال أعمالها؟ وما هو مستوى المشاركة؟
- ما هي منتجاتها أو خدماتها؟ وهل بالإمكان تجربة بعضها أو التواصل مع خدمة الزبائن؟
ولكن، إن اقتصرنا على ما سبق (بالرغم من أهميته) سنفوّت على أنفسنا أمراً تزايدت خطورته في العقود الأخيرة، وصار وسماً يميز الشركات الرائدة لاسيما في تعاملها مع الأجيال الجديدة، ألا وهو العناية بالموظفين عبر إدارة المواهب، وتوفير بيئة العمل المثالية. لذلك، طالع مضمون الخطاب وأسلوبه في "صفحة الوظائف" على الموقع الرسمي:
- هل تجد كلاماً عن أهمية العنصر البشري وأولويته في الإنجاز (منح دراسية، دعم الصحة والرياضة، تشجيع الأمهات العاملات، مرونة أوقات الدوام، أنشطة خارجية مشتركة للموظفين، تدريب وتطوير مستمر للكوادر، إمكانية تغيير الأدوار الوظيفية، الإشراف والإرشاد الوظيفي، استيعاب تنوع خلفيات الموظفين وأعراقهم)؟
- هل حصلوا على شهادات تقديرية من جهات متخصصة تشيد بتميز بيئة العمل لديهم؟
- هل يعرضون بيئة العمل لديهم، وكيف يوفرون لموظفيهم سائر أسس الراحة ليقوموا بما عليهم على أحسن وجه؟
وغالباً ما يكون تميز بيئة العمل في أي شركة ناتجاً عن غايات عليا، وأهداف سامية، يتحرك على أساسها الفريق الإداري، وتلحظ أثرها في كل قرار وفعل يصدر عنهم. لذلك، توجه نحو الصفحة التعريفية "من نحن" وتفقد ما يلي:
- هل تجد فيديو يقدم الشركة وقيمها الكبرى على لسان قادتها وكبار موظفيها، وكيف أنهم يُقدمون خدماتهم مراعين مصلحة مجتمعهم والناس بشكل عام؟
- هل تجد خطاباً إنسانياً يجمع بين الثقة والتواضع أم خطاباً متعالياً يمجد الشركة ومشاريعها؟
- هل يعرضون مشاريعهم بشغف (على لسان موظفيهم، مثلًا) بطريقة تتجاوز عرض المعلومات الأساسية والقيمة المالية، إلى الأثر الذي يتركه كل مشروع في حياة الناس؟
اقرأ أيضاً: كيف تؤسس قواعد عمل تنفرد بها شركتك وتجعل مناخ العمل بها مميزاً؟
ثانياً: قم بزيارة صفحات الشركة وكبار موظفيها في وسائل التواصل الاجتماعي
تُعتبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالشركات والأعمال التجارية صلة الوصل الأبرز بينها وبين جمهورها العريض نظراً لما تتيحه هذه المنصات من تواصل فوري وتفاعل متعدد المستويات. وهذا بدوره يُعطي الشركات فرصة لا تُعوض للظهور بصورة أكثر حيوية، كما يساعدها على إبراز جوانب أكثر عمقاً في ثقافتها الداخلية من حيث تعاملها مع المناسبات والأعياد، وما يستجد من شؤون الوطن وقضايا العالم الشائكة، أو حتى إنجازات موظّفيها وما يتغير من أحوالهم على مدار العام.
على سبيل المثال، تابع الأمور التالية:
- هل تشدك صفحات التواصل الاجتماعي لمزيد من القراءة والتعرف إلى الشركة، أم تراها تبدو باهتة وجافة ولا تبرز سوى الجانب التجاري والأرقام المالية الخاصة بالمشاريع؟
- هل تجد صوراً عن الأنشطة الاجتماعية والخيرية التي يقوم بها جموع الموظفين بدعم من الشركة لخدمة المجتمع، أو الاحتفاء بالمناسبات الوطنية والدينية، أو حتى مجرد الاحتفال بأي إنجاز أو تميز؟
- هل تشعر بالخطاب موجهاً إليك، ويشعر بمعاناتك (كزبون محتمل) ليمد إليك يد العون، أو حالماً بطموحاتك ليشاركك الأمل بغد مشرق؟
وطالما أنك تبحث عن عمل، فلا يفوتنك استقصاء النشرات المتتابعة على امتداد الخط الزمني للصفحة لتحديد أكثر ما يهم الشركة، وما يمثّل سعيها الدائم لتحقيق النجاح والتميز. فإذا استطعت التماهي مع رسالة الشركة وهويتها، تكون المرشح الأوفر حظا لديها، وإن قصرت بك المؤهلات والخبرات.
اقرأ أيضاً: كيف بإمكان المكاتب أن تصبح معاقل للأخلاق الحسنة في عصر غير متحضر؟
ولا تنس أنّ أي شركة في نهاية المطاف ليست إلا مجموعة من الأفراد، فما المانع إذن، من تفقد الصفحات الشخصية لكبار الموظفين على شبكات التواصل الاجتماعي لأخذ فكرة عن الشخصيات التي ربما تُضطّر إلى التعامل معها في يوم من الأيام؟
- هل ينشرون المقالات على "لينكدإن"؟ أو يطرحون الموضوعات ذات الصلة بمجال عمل الشركة، ويتفاعلون مع الجمهور؟
- هل يظهرون في صفحاتهم على "الفيسبوك" عاملين خلال العطل الرسمية أو مستمتعين في الهواء الطلق مع عائلاتهم؟
- هل أودعوا في "اليوتيوب" بعضاً من مقاطع الفيديو التي يتحدثون فيها مع الموظفين أو جمهور الحاضرين حول آخر مستجدات العمل من تكنولوجيا متطورة أو أساليب متميزة في الإنتاج والإبداع؟
ثالثاً: اسأل جوجل عن الشركة وأخبارها لأن ذلك أحد أساسيات معرفة كيفية إجراء البحث عن الشركة
إذا كانت الشركات تتحكم في ما تطرحه على مواقعها وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، فإنّ فضاء الإنترنت الواسع يجود بما هو أكثر من ذلك، ما لا تدركه عبر الوسيلتين السابقتين:
- أخبار الشركة في الصحف والمجلات المحلية أو الإقليمية.
- مشاركات مسؤولي الشركة في الأنشطة والمناسبات المجتمعية المختلفة.
- تقييم أجواء العمل في الشركة، وسلم الرواتب فيها عبر الاستبيانات التي لا تكشف هوية المشاركين (كما في موقع جلاس دور، على سبيل المثال).
رابعاً: طالع إعلان الوظيفة وتفاصيله
تتباين الشركات في مهارتها بالإعلان عن الوظائف الشاغرة لديها: فمنهم من يكتفي بما قل ودل، ومنهم من يُسهب في شرح المهارات المطلوبة، وخصائص المرشح، وطبيعة المنصب، وما يرتبط به من مسؤوليات.
وما يلفت الانتباه في هذا المضمار هو ذلك الأسلوب الذي تعتمده الشركات المبدعة حين تعمد إلى أسلوب الخطاب المباشر مع القارئ، حيث تنسى (لوهلة) أنك تقرأ وصف وظيفة شاغرة، ولا تملك إلا التأثر بتلك الرسالة التي تناجي مكنونات صدرك من حب المغامرة والإقدام، إلى الإسهام في مشروع وطني عظيم مهما كان دورك فيه صغيراً. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تجد الإعلان مشفوعاً بفرص تطوير وظيفية أو مميزات يقل نظيرها في سائر الشركات الأخرى. فإذا وقع بصرك على إعلان من هذا القبيل، ووجدت نفسك أهلاً لمعظم المتطلبات، لا تتأخر في التقديم، وإن كان المردود المادي أدنى مما تطمح إليه بقليل. ربما يكون عملك في هذا المكان فاتحة خير لك ولأسرتك ولمجتمعك.
خامساً: استمع إلى آراء الموظفين السابقين أو الحاليين
درج الناس على استخدام مثل "الدنيا صغيرة" كلما اكتشف أحدهم صلة وثيقة تجمع بين شخصين متباعدين لم يخطر بباله أن تقودهم الأقدار لمثلها. وفي عصرنا الرقمي هذا، زادت شبكات التواصل الاجتماعي من ترابط الناس وتعارفهم بشكل مدهش، ما حدا بأحد العلماء مطلع هذه الألفيّة ويدعى دنكان واتس إلى دراسة مستوى هذا الترابط على مستوى العالم، وقياس المسافة الفاصلة بين أي فردين بحسب سلسلة الأصدقاء في ما بينهم. فكانت النتيجة المذهلة أنّ أقصى فاصل لا يتعدى ستة أشخاص.
إذا كان الأمر كذلك، فلا يليق بك التقدم إلى شركة بدون بذل شيء من الجهد للتعرف إلى موظفيها الحاليين أو السابقين، وسبر تاريخهم الوظيفي إذا كان متاحاً، وصولاً إلى السعي الجاد للحديث معهم عن خبرتهم في العمل ضمن تلك الشركة، "ولا ينبّئك مثل خبير".
أما كيفية تحديد هؤلاء الأشخاص، تتيح شبكة "لينكدإن" لك البحث عن الأفراد حتى الدرجة الثالثة (أي: أصدقاء أصدقاء أصدقائك) بحسب عدة معايير، من ضمنها الشركة الحالية، والشركة السابقة. وما هي إلا بضع خطوات ونقرات حتى تنسدل أمامك قائمة غنية بالأشخاص المرشحين للاستفادة منهم كما توضح السطور التالية.
تأمل الصفحات الشخصية لأولئك الناس وحاول العثور على إجابة لهذه الأسئلة:
- كم يقضي الموظفون من سنوات عملهم في هذه الشركة بالإجمال قبل الانتقال إلى شركة أُخرى؟ ويصير هذا السؤال ذا أهمية قصوى إذا عثرت على أشخاص شغلوا المنصب الذي تنوي التقدم إليه. فإذا كانت الإجابة سنة أو سنة ونصف، يكون المدير المسؤول عنهم وهو مديرك المحتمل شخصاً لا يطاق.
- هل تلقى هؤلاء الموظفون تدريباً أو حصلوا على شهادات خبرة خلال عملهم في هذه الشركة؟
- هل حصل بعض هؤلاء الموظفين على ترقيات خلال عملهم هناك؟ وما هي المدة التي قضوها بين كل ترقية وأُخرى؟
افتح حواراً صادقاً مع الموظفين السابقين أو الحاليين حول الشركة وأوضاعها. ربما تجد بعض الصعوبة إذا كان من ترغب في التحدث إليه شخصاً لا تعرفه بشكل شخصي، لذا فمن المفضل أن تطلب من صديقكما المشترك أن يقوم بمهمة التوسط والتعريف لتتمكن من لقائه أو محادثته على الهاتف لبضع دقائق، مع تأكيد أنّ كل ما يقوله لك سيبقى طيّ الكتمان. إذا استطعت الوصول إلى شخص من هذا القبيل، اسأل عن الأمور التالية:
- ما هو سبب تركه للعمل في هذه الشركة، إن كان موظفاً سابقاً؟
- ما هي أكبر التحديات التي تواجهها الشركة؟ فقد تكتشف أنّ بوسعك تقديم شيء ملموس حيالها.
- هل بوسعه وصف ثقافة الشركة وأجواء العمل فيها من حيث ضغط العمل، وساعات الدوام، والفرص السنوية، وطبيعة العلاقة بين الإدارة والموظفين من جهة، وبين الموظفين بعضهم البعض من جهة أُخرى؟
- هل مسارات التقدم الوظيفي واضحة أمام كل موظف؟ وهل هناك تقييم دوري للأداء يكافئ المحسن على إحسانه ويعين المقَصر على جبر نقصه؟
- إن كان بيده تغيير شيء واحد فقط في تلك الشركة، فماذا سيكون؟
سادساً: إذا حظيت بفرصة مقابلة وظيفية، راقب واسأل، ولا تأخذ الأمور بسلبية
يمكن القول أنّ كل من ينظر إلى المقابلة الوظيفية على أنها تعارف واختبار من طرف واحد هو شخص مخطئ. وطالما أنّ الشركة التي تقدمت إليها بطلب عمل قررت استضافتك شخصياً، والتحدث إليك عبر مسؤول الموارد البشرية أو مديرك المحتمل، فقد أتاحت لك الفرصة للتعرف إليها أكثر، وطرح الأسئلة والاستفسارات.
إذا دعيت إلى مقابلة وظيفية، حاول جعل مقابلتك في الصباح الباكر أو آخر اليوم. واحرص على الوصول قبل الموعد بربع ساعة، ثم قم بالتالي:
- راقب الموظفين في الردهات: هل تظهر البسمة على وجوههم؟ وهل يرحب بعضهم ببعض أم يبدو عليهم القلق والتوتر خلال حركتهم في المكان؟
- لاحظ كيف يفد الموظفون إلى عملهم في الصباح، أو كيف ينصرفون منه في نهاية دوامهم. هل تجد كثيراً منهم يتقاطرون إلى مكاتبهم بعد بدء الدوام في الصباح؟ أو تُرى هل شد انتباهك استمرار وتيرة العمل على حالها مع اقتراب انتهاء ساعات الدوام، أو حتى بعدها؟
- شاهد الجدران، وتأمل في نظام المكان من حولك. هل شعرت أنك في بيئة ترتاح إليها؟
أما خلال المقابلة، فالسؤال عن ثقافة الشركة وأجواء العمل وتوقعاته (بطريقة غير مباشرة) يفيد كثيراً في الكشف عما ينتظرك من مهام وأدوار. اسأل مثلاً عن:
- صفات الموظف الناجح في المنصب الذي تقدمت له، وفي الشركة بشكل عام.
- كيفية تطوير الأداء الخاص بك في الشركة على الدوام (لاحظ هل سيتحول الحديث إلى البرامج التدريبية، أو دعم استكمال الدراسات الجامعية، أو حضور المؤتمرات المحلية أو الإقليمية في مجال العمل، أو تقييم المهارات السنوي مع المدير المباشر؟).
- أكثر شيء يتغنى أو يفخر به الموظفون في هذه الشركة (لاحظ هل سيتحول الحديث إلى إجازات الأمومة السخية، أو سياسة العطل المرضية المفتوحة، أو التأمين الصحي المتميز، أو الترقيات والعلاوات القائمة على الجدارة والإنجاز بعيداً عن المحاباة؟).
وغني عن القول أنك ترغب في الاستماع إلى إجابات واضحة عن أسئلتك، لكن لا تحبس نفسك في ما يقال لك، بل كن مصغياً كذلك لما لا يقال، أو لما يتجنّب مُحدّثك الخوض فيه. وإذا جلست إلى مديرك المحتمل وتجاذبتم أطراف الحديث، أنصحك بقراءة هذه المقالة لاكتساب بعض مهارات التمييز بين المدير الجيد والمدير السيئ.
وفي خاتمة الحديث عن كيفية إجراء البحث عن الشركة لديك، لا مناص من تحديد ما هو مهم لك أنت في المقام الأول، وليست الإجابة عن كل الأسئلة التي أوردناها منحصرة في جواب واحد يتراوح بين الخطأ والصواب، فالناس أجناس، والشركات أنواع. ولا تتضح لك بعض الأمور إلا بعد أشهر من التوظيف، إلا أنّ ذلك لا يُعفيك من واجب التحري والاستقصاء بما يُتيحه الوسع والطاقة. وفي حين يحتج البعض بأنّ الباحثين عن عمل لا يملكون رفاهية الاختيار، لكن القعود عن الأخذ بهذه الإجراءات أو بعضها لن يوقعنا إلا في مزيد من الحرج والأخطاء التي نحن في غنى عنها.
اقرأ أيضاً: كي لا يتكرر الخطأ... فتش عن الشركة