كيف تتصرف عندما يجعلك مدير جديد تكره وظيفتك؟

6 دقيقة
مدير جديد
أنتوني لي/غيتي إميدجيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: تعمل في شركة منذ سنوات طويلة وأحببت وظيفتك دائماً، ولكن كل شيء يتغير مع قدوم مدير جديد. من الطبيعي أن تشعر بالإحباط من الاضطرار إلى إثبات نفسك مرة أخرى، لكن من المهم أن تتخطى استياءك. تقدم المؤلفة في هذا المقال استراتيجيات لمساعدتك على استعادة توازنك وإحساسك بالإنجاز.

لقد كنت شخصاً يتمتع بروح الجماعة ومتفانياً في شركتك لسنوات طويلة، وموظفاً متميزاً يتمتع بعلاقات رائعة مع زملائك على جميع مستويات المؤسسة. ولكن فجأة يظهر مدير جديد على الساحة، ويتحول كل ما كنت تحبه في وظيفتك إلى مصدر للتوتر والإحباط.

تقول رئيسة مجموعة كاريرستون (Careerstone Group) ومؤلفة كتاب “الإدارة نحو الأعلى: كيف ترتقي وتربح في العمل، وتنجح مع أي نوع من المدراء” (Managing Up: How to Move Up, Win at Work, and Succeed with Any Type of Boss)، ماري أباجاي: “إن قدوم مدير جديد يمكن أن يزعزع حياتك المهنية”، وتضيف: “أنت مطالب بالتكيف مع أسلوب إدارة وشخصية قيادية جديدة، الأمر الذي قد يكون صعباً إذا كان المدير الجديد تفصيلياً أو لم يكن ودوداً مثل مديرك السابق أو كانت أولوياته مختلفة. الأمر أشبه بالبدء من جديد”.

وتقول المتخصصة في علم النفس التنظيمي والأستاذة في كلية كويستروم للأعمال بجامعة بوسطن، كوني نونان هادلي، في هذا الصدد: “قد لا يكون هذا التحول هو ما كنت تتوقعه، ولكن لكي تزدهر في هذا الوضع الجديد، يجب أن تتكيف معه. الخطوة الأولى هي تغيير طريقة تفكيرك. فبدلاً من التركيز على الماضي وتمني أن تعود الأمور مثلما كانت سابقاً، حاول أن ترى الوضع الجديد فرصة للتعلم والنمو. ففي نهاية المطاف، يمكن أن يغيّر المدير الجديد دورك ومسؤولياتك لتشعر وكأنك في وظيفة جديدة تماماً”.

إذاً كيف يمكنك استعادة توازنك وإحساسك بالإنجاز عندما يبدو أن مديرك الجديد يعقّد كل شيء؟ إليك بعض الاقتراحات من خبرائنا.

فكّر بطريقة إيجابية

من الطبيعي أن تفتقد مديرك القديم وأسلوبه في العمل، لكن التغيير جانب حتمي في العمل. تقول هادلي: “توقّع أن كل شيء سيبقى على حاله هو افتراض مشوب بعدم الواقعية”. وتوصي هادلي بالتأمل الذاتي للتعامل مع هذا التحول، والتفكير فيما إذا كنت عالقاً في نمط لم يعد منتجاً أو تتصرف بطريقة غير لائقة أو تسهم في خلق جو سلبي؟ لا يمكنك التحكم في الموقف بالطبع، ولكن يمكنك التحكم في عقليتك. تضيف هادلي: “إذا كنت تقاوم التغيير، فلماذا تتوقع أن يكون مديرك الجديد مختلفاً ويتكيف مع أساليبك؟” أما أباجاي فتوصي بتبنّي موقف إيجابي واستباقي في هذه المرحلة: “ذكّر نفسك: أنا أحب وظيفتي، وسأحبها دائماً. يجب عليّ فقط أن أتجاوز هذه المرحلة الانتقالية المؤقتة. وحافظ على عقلية منفتحة وأعطِ فرصة لمديرك الجديد، فقد تكتشف مع مرور الوقت أنك ستحب هذا الشخص”.

تحلَّ ببعض التعاطف

تقول أباجاي إن من عادة المدراء الجدد أحياناً ممارسة الإدارة التفصيلية أو إجراء تغييرات غير ضرورية في محاولة للتميز عن المدير السابق. وتضيف أن هذا السلوك سيزعج الموظفين القدامى بالطبع، ولكن من المهم فهم الموقف من وجهة نظر المدير الجديد، فربما يكون متوتراً أو يحاول إثبات وجوده فقط، بالإضافة إلى أنه لا يزال في مرحلة التعلم ويحاول فهم مسؤوليات وظيفته. وهنا يأتي دور التعاطف. امنحه بعض الوقت والفسحة للتعرف على دوره ومسؤولياته، فسوف يشعر بالراحة على الأرجح عندما يستقر في دوره. تقترح هادلي أيضاً أن تأخذ بعين الاعتبار السياق المؤسساتي الأوسع، وتقول: “حاول بصدق فهم ظروفه والتحديات التي يواجهها. ربما كان يتعامل مع عملية تحول أو يواجه ضغوطاً لتحقيق النتائج، أو ربما كان مكلفاً بتنفيذ تغيير ثقافي في المؤسسة. فهذا الشخص عُيّن في هذا المنصب لسبب وجيه في النهاية، وعندما تفهم أهدافه على نحو أفضل، سيكون من الأسهل عليك إيجاد طرق للعمل معه”.

ركّز على أولويات مديرك الجديد وتفضيلاته والنقاط التي تثير حنقه

يتطلب فهم مديرك الجديد والعمل معه بفعالية البحث ومهارات الملاحظة الحادة. تقول أباجاي إن هدفك الأساسي هو التعرف على أولوياته وتفضيلاته وما يزعجه أو يحبطه. على سبيل المثال، هل يفضل التواصل عبر تطبيق زووم أم سلاك؟ هل يفضل المراجعات المنتظمة أم الفصلية؟ هل يفضل تمارين بناء الفريق في أيام الجمعة أم عدم جدولة أي اجتماعات قبل إجازة نهاية الأسبوع؟ وتنصح هادلي بمناقشة توقعات مديرك الجديد فيما يتعلق بآلية صنع القرار والعمل التعاوني، وتضيف إن طرح أسئلة مثل: “ما القرارات التي تريدني أن أستشيرك بشأنها، وما القرارات التي يجب أن أتعامل معها بمفردي؟” يساعد على تجنب سوء التواصل. وإذا شعرت بعدم التوافق مع مديرك الجديد، توصي هادلي بالتحدث إلى زملائك وغيرهم ممن عملوا معه في الماضي، حيث يمكنك التعلم من تجاربهم في هذا الشأن.

اتبع نهج “نعم، و

يصبح بعض الموظفين دفاعيين ومقاومين للتغيير عند قدوم مدير جديد، ويتخذ البعض الآخر موقفاً مناقضاً ويفرط في التملّق والتزلف. تقترح أباجاي نهجاً متوازناً حيث تدعم مديرك الجديد مع تقديم ملاحظات بنّاءة وصادقة في الوقت نفسه، وتضيف: “من المفيد هنا تبني نهج ‘نعم، و’، وهو مفهوم من الكوميديا الارتجالية، ويعني البناء على اقتراحات مديرك وإضافة رؤيتك ووجهات نظرك الخاصة. تجنب قول أشياء مثل: ‘لا ننجز المهام بهذه الطريقة’ أو ‘هذه ليست فكرة جيدة’، وقاوم الرغبة في المشاركة في الأحاديث السلبية عن مديرك الجديد مع زملائك، ولا تقوّض جهوده، إذ يمكن أن يشعر المدراء بعدم دعم فرقهم لهم. وبدلاً من ذلك، اسعَ للظهور حليفاً له. إذا كنت سريعاً في التكيف مع المدير الجديد وأساليبه، يمكنك التأثير على زملائك ليكونوا أكثر تقبلاً ورؤية الجوانب الإيجابية. الفائدة المحتملة لهذا النهج هي أنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين يدعمون المدير الجديد، من المرجح أن يكون أداؤه أفضل في دوره”.

تفوّق في العمل

من الطبيعي أن تشعر بالإحباط من الاضطرار إلى إثبات نفسك لمدير جديد، لكن هادلي تقول إنه من المهم أن تتخطى استياءك. قد تشعر أنك تبدأ من نقطة الصفر، لكن ضع في اعتبارك أن مديرك الجديد يحتاج إلى التعرف عليك ومعرفة قدراتك وإمكاناتك، لذلك حاول ألا تأخذ الأمر على محمل شخصي؛ فالأمر لا يتعلق بك. وتوصي هادلي بالتركيز على أهدافك واستثمار طاقتك في الأنشطة التي ستساعدك على تحقيقها، والأهم من ذلك بذل جهد إضافي للتفوق في العمل، ولا سيما في أبرز المشاريع وذات التأثير الكبير لإعطاء صورة إيجابية عن مديرك الجديد ومساعدته على النجاح. ووفقاً لأباجاي، قد يتطلب ذلك جهداً إضافياً من جانبك، لكن ما يدعو للتفاؤل هو مع أنك قد تشعر وكأنك تبدأ وظيفة جديدة، فإنك تتمتع بالفعل بالمعرفة والمهارات اللازمة للنجاح. عليك فقط بذل جهد أكبر قليلاً بينما يتأقلم مديرك الجديد مع دوره الجديد. هدفك أن يُنظر إليك على أنك شخص يمكن الاعتماد عليه.

فكر إذا ما كان من الضروري إجراء محادثة لإعادة ضبط العلاقة مع مديرك

اعتماداً على درجة التوتر بينك وبين مديرك، قد يكون من المفيد معالجة المشكلة مباشرة والسعي لإعادة ضبط العلاقة أو تحسينها. تقول هادلي: “تعامل مع هذه المحادثة المحتملة بحذر. فكر في شخصية مديرك وديناميكية العلاقة الحالية بينكما. إذا كان مديرك مباشراً وعملياً، يمكنك اتباع نهج مباشر من خلال تحديد موعد اجتماع شخصي معه وقول شيء من قبيل: ‘أرغب في أن نكون أكثر توافقاً. كيف يمكنني العمل معك وتحت إشرافك بصورة أفضل؟’ ولكن إذا كان مديرك يشعر بالقلق وعدم الثقة، فقد يكون اتباع نهج ألطف أكثر فعالية. يمكنك في هذه الحالة اقتراح الاجتماع في مكان غير رسمي، مثل تناول الغداء أو الشراب معاً بعد العمل، ثم التعبير في أثناء المحادثة عن رغبتك في تحسين التعاون بينكما”. تقول أباجاي: “إذا شعرت بأن الموقف مناسب وصادق، يمكنك التفكير في مدح مديرك على جانب معين من جوانب قيادته. يمكنك قول شيء مثل: ‘أقدر عالياً الطريقة التي تعاملت بها مع ذلك الأمر’، فذلك يمنحه التأكيد ويعزز ثقته بنفسه. على أي حال، يجب المدراء المديح أيضاً”.

فكّر في البدائل

إذا كان مديرك الجديد يسبب لك ضيقاً كبيراً لدرجة أنك تفكر في ترك وظيفتك، فقد حان الوقت لبعض التأمل العميق في البدائل. هل تقدّر شركتك والمزايا التي تحصل عليها وزملاءك في العمل وطبيعة العمل الذي تؤديه؟ إذا كانت معظم إجاباتك نعم، فقد يكون من المفيد البقاء في العمل ومحاولة إيجاد طرق لتحسين وضعك بدلاً من المغادرة. تقول أباجاي: “لا تتسرع في اتخاذ القرار. ما لم يكن سلوك المدير الجديد إشكالياً للغاية (على سبيل المثال، يصرخ باستمرار أو تظهر عليه علامات الاعتلال النفسي)، فامنحه 6 أشهر مثلاً. قد لا يكون مديرك الجديد كفؤاً بما فيه الكفاية في البداية، لكنه لا يزال يتعلم، ويمكن أن يتحسّن بمرور الوقت”. ولكن إذا انتظرت فترة كافية واستمر في تقويض رضاك الوظيفي، تقترح هادلي استكشاف الفرص داخل المؤسسة أو خارجها، وتضيف: “إذا وجدت فرصة عمل أفضل، فلا بأس في أن تترك وظيفتك الحالية”.

نصائح سريعة

  • تبنَّ عقلية إيجابية وذكّر نفسك: “أنا أحب وظيفتي وسأحبها دائماً. يجب فقط أن أتجاوز هذه الفترة الانتقالية المؤقتة”.
  • تحلّ بالصبر وأظهِر التعاطف. هل أسلوب مديرك الجديد تفصيلي؟ ربما كان متوتراً. هل يجري تغييرات كبيرة؟ ربما يحاول إثبات وجوده ومصداقيته فقط. امنحه بعض الوقت ليتكيف مع دوره الجديد.
  • ابذل جهداً لفهم أولويات مديرك الجديد وتفضيلاته وتحدث إليه حول توقعاته بشأن آلية صناعة القرار، فذلك سيساعدك على التوافق معه.
  • ادعم مديرك وقدّم له ملاحظات بنّاءة في الوقت نفسه. تجنب قول شيء من قبيل: “لا ننجز المهام بهذه الطريقة”، وبدلاً من ذلك، ابنِ على أفكاره وأسهم برؤاك الخاصة.
  • ابذل جهداً إضافياً للتفوق في مشروع بارز وعالي التأثير، فالأداء الجيد في مثل هذه المشاريع يمنح مديرك الجديد فرصة لمعرفة إمكاناتك.
  • فكّر في إجراء محادثة مع مديرك الجديد إذا كانت العلاقة بينكما متوترة. امدحه بصدق إذا وجدت أن ذلك مناسب، وعبّر عن رغبتك بالتعاون معه على نحو أفضل.
  • لا تتسرع في ترك وظيفتك، ولكن إذا لم يتحسن الموقف مع مرور الوقت، فاستكشف فرصاً أخرى داخل المؤسسة أو خارجها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .