7 خطوات عملية لتطوير مهاراتك الشخصية عندما تعمل عن بعد

6 دقيقة
مهاراتك الشخصية
الرسم توضيحي: لينا يوكوياما
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: في عصر الذكاء الاصطناعي، تمثل المهارات الشخصية أسساً قيّمة في مكان العمل لا تحظى بالانتباه الكافي، ولكن بناءها قد لا يكون سهلاً إذا كنت تعمل من المنزل، فاكتشاف التفاصيل الدقيقة للتواصل والتعاون يصبح أصعب من دون تفاعل يومي مباشر مع زملاء العمل. إذاً، ما الخطوات العملية التي يمكنك اتخاذها لتطوير مهاراتك الشخصية عندما يقتصر تواصلك مع زملاء العمل على الاجتماعات الافتراضية على منصات مثل زووم؟ فيما يلي تقدم لك الكاتبة 7 استراتيجيات لتجربها.

يصعب بناء المهارات الشخصية، مثل التعاطف والإبداع وحل المشكلات، عندما تعمل بدوام كامل من المنزل، فدون تفاعل مباشر منتظم مع زملائك، يصعب إدراك الإشارات الاجتماعية والتفاصيل الدقيقة في التواصل والتعاون والعمل الجماعي.

إذاً ما الطرق الممكنة لتطوير مهاراتك الشخصية حينما يقتصر تفاعلك في العمل على الاجتماعات الافتراضية على منصات مثل زووم؟ وكيف يمكنك تحقيق استفادة أكبر من تكنولوجيا مثل الدردشة الإلكترونية والاجتماعات عبر الفيديو؟ وما الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتضمن أن تتلقى تقييمات مماثلة لما يتلقاه زملاؤك في المكتب، كماً وجودة؟

ما الذي يقوله الخبراء؟

المهارات الشخصية ضرورية حتى في هذا العصر الرقمي. وفقاً لاستطلاع أجراه موقع لينكد إن حديثاً، يعطي72% من المسؤولين التنفيذيين في الولايات المتحدة المهارات الشخصية قيمة أكبر من المهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وهذا منطقي وفقاً لرئيس شركة هيومانافا (Humanava) الفرنسية المختصة بتدريب التنفيذيين وتدريب الفرق وبنائها، آرنو كولري.

يقول كولري إن المؤسسات التي تعطي الأولوية لتطوير المهارات الشخصية تشهد إنتاجية أعلى ويقدم موظفوها أداء أفضل، ويحقق الأفراد الذين يتمتعون بمهارات شخصية قوية نجاحاً أكبر غالباً في مساراتهم المهنية، يوضح: “نسميها في فرنسا المهارات الأفقية، أي التي تتماشى مع مختلف المواقف في العمل”.

تقول أستاذة الإدارة ونائبة عميد كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، نانسي روثبارد، إنه قد يصعب عليك تنمية مهاراتك الشخصية إذا كنت تعمل عن بُعد ولكن الأمر ليس مستحيلاً، وتوضح: “عندما تعمل عن بُعد، عليك أن تولي عناية أكبر لأسلوب تفاعلك مع زملائك، وعليك أن تتمعن في طريقة تقديم نفسك للآخرين والانطباع الذي ترسمه لديهم”. إذا كنت تبحث عن طرق لتعزيز مهاراتك الشخصية خلال العمل من المنزل، فإليك بعض الخطوات التي يمكنك تجربتها.

راجع مهاراتك الشخصية

يقول كولري إن عليك في البداية تحديد المهارات الشخصية التي تريد تقويتها: “يركز الكثير من الأشخاص في بداية حياتهم المهنية على إضافة إنجازات إلى سيرهم الذاتية من خلال تعلم مهارات فنية معينة أو العمل في شركات مرموقة، لكن الصحيح هو أن تفكر في تطوير شخصيتك من خلال تحديد المهارات الشخصية التي تفتقر إليها، وتلك التي تحتاج إلى تقويتها”. ينصحك كولري بأن تفكر في المهارات التي تحتاج إلى تقويتها وأن تطلب من الأصدقاء والزملاء والمرشدين آراء صريحة بشأن مواطن قوتك وضعفك.

الخطوة التالية هي وضع خطة لتعزيز هذه المهارات، ويمكنك اعتبارها خطة توجيهية ترشدك إلى كيفية تحقيق الهدف المطلوب. لنقل مثلاً إن تعزيز الإبداع يمثل أولوية لك، ففي هذه الحالة ينصحك كولري بالبحث عن الأنشطة التي تتحدى قدراتك وتخرجك من منطقة الراحة، سواء كنا نتحدث عن حضور دروس في الارتجال المسرحي أو التسجيل في دورة لتعليم الرسم أو حضور مهرجان فني محلي.

ابتكر قيماً مشتركة مع زملائك

لأنك تفتقر إلى المحادثات غير الرسمية التي تجري في أروقة المكتب وساعات التواصل الاجتماعي في العمل التي تهدف إلى تعزيز ترابط الفريق، يجب أن تتفاعل مع زملائك بطريقة مدروسة واستراتيجية أكثر، وتوصي روثبارد في هذا الشأن ببناء ما تسميه “الواقع المشترك” معهم، إذ تقول: “ابتكر أرضية وقيماً مشتركة مع زملائك، اطرح عليهم أسئلة واطلب منهم معلومات تساعدك على فهم تجاربهم الحياتية وظروفهم”.

يوضح كولري أنه بإمكانك البدء بسؤالهم عن تفضيلاتهم في العمل، يقول: “اسأل زملاءك عن الأوقات التي تكون فيها إنتاجيتهم في أعلى مستوى ويصلون فيها إلى حالة الاستغراق الذهني في العمل، شارك معهم إيقاع أيام عملك ليعرف كل منكم متى يكون الآخر في أفضل حالاته”. بعد ذلك تعمّق، يقول كولري: “اسأل زملائك عن شغفهم وعما يحفزهم، حاول أن تفهم شخصياتهم خارج نطاق العمل”.

تساعدك هذه المحادثات على بناء العلاقات وتمنحك الفرصة لصقل ذكائك العاطفي، ويقول كولري إن الهدف ليس أن تصبح صديقاً حميماً للجميع، بل أن تنشئ مع زملائك أساساً من الاحترام والثقة، وهو ما من شأنه أن يعزز علاقة العمل بينكم.

امنح زملاءك الاهتمام وأصغِ إليهم

في بيئة العمل الافتراضية، تُعقد اجتماعات الفريق عبر الشاشات وعلى نحو متتالٍ غالباً، ومن ثم عادة ما يدخل المجتمعون مباشرة في صلب الموضوع ويتقيدون بجدول الأعمال، فعلى أي حال، مخاطبة شاشة تملؤها وجوه صغيرة ليست ممتعة على الإطلاق.

لكن روثبارد ترى أن هذا الوقت يمثل فرصة ثمينة للتواصل مع زملائك في إطار جماعي وتعزيز علاقتك بهم، وتقول: “أظهر اهتماماً حقيقياً بزملائك وأصغِ إليهم، انتبه لما يقولون ولا تدعه يمر مرور الكرام بل ناقشه معهم”.

إذا لم تكن ذاكرتك قوية، تقترح روثبارد استخدام حيلة مندوب المبيعات القديمة المتمثلة في تدوين ملاحظات حول التفاصيل الصغيرة التي يشاركها الشخص، مثل إلى أين سيذهب خلال الإجازة أو اسم حيوانه الأليف وسلالته، استعن بهذه المعلومات لإظهار اهتمامك بحياته خارج العمل، تقول روثبارد: “لا تتطفل على حياة الآخرين، لكن أبدِ لهم اهتمامك وأصغِ إليهم”.

اصقل قوة الملاحظة

تساعدك قراءة الإشارات غير اللفظية ولغة الجسد على التواصل بفعالية أكبر وبناء علاقات أمتن، ولكن وفقاً لروثبارد، عندما لا يجمعك مع الآخرين المكان نفسه ولا يمكنك رؤية حركاتهم الجسدية أو إيماءاتهم أو السياق الكامل لما يحيط بهم، بل تراهم فقط من خلال هذه الشاشة الضيقة، فلن يكون فهمهم سهلاً عليك، مثلاً قد تتساءل: “هل يبدو زميلي متجهم الوجه على الشاشة بسبب ما قلته؟ أم لأن طفله دخل إلى الغرفة للتو؟ أم لأنه تأخر عن اجتماع آخر؟”

من الوارد جداً إساءة تفسير موقف أو تعليق، لهذا السبب يقول كولري إن عليك تطوير حدسك وقوة ملاحظتك، انتبه تماماً إلى تعبيرات وجوه زملائك ونبرات أصواتهم، وراقب الإشارات التي تشير إلى توافق كلماتهم وأفعالهم، ويوضح: “راقب طريقة كلامهم ووقفاتهم خلال الكلام، والهدف هو اغتنام الاجتماع الافتراضي لاكتشاف طبيعة كل منهم”.

اطلب آراء زملائك

لأنك لا تحصل على التدريب الفوري كما في التفاعلات الشخصية، عليك أن تطلب آراء فريقك ومديرك استباقياً، يوضح كولري أن ذلك قد يتضمن جدولة لقاءات أو السؤال مباشرة عن الانطباعات، ويقترح استخدام صيغ من قبيل: “لقد كان اجتماعاً رائعاً وأنا سعيد لأننا على وفاق بشأن هذا المشروع، ومن ناحية أخرى، أنا مهتم بالنمو الشخصي وأرغب في تطوير مهاراتي الشخصية، هل يمكنك أن تعطيني رأيك في مشاركتي اليوم؟ هل ترى أن عليّ تغيير شيء في طريقة عملي؟”

كما تنصحك روثبارد بطرح أسئلة على مديرك قبل اجتماع الفريق أو العرض التقديمي حتى يعرف بالضبط ماهية الآراء التي تهمك. يمكنك أيضاً اغتنام حقيقة أنك تعمل عن بُعد لمراسلة زميلك أو مديرك مباشرة وطلب رأيه كي تعمل على تطوير نفسك على الفور. عندما تحاول إثبات فكرتك يمكنك طرح أسئلة من قبيل: هل هناك نهج آخر يمكنني اتباعه؟ أو ما الفكرة التي تناسب الفريق أكثر؟ لا تكثر الأسئلة وانتبه في سرك إلى إشارات في رده تعادل رفع الحاجبين أو إيماءة من بعيد قد تدلّ على النهي أو التحذير.

أظهِر أخلاقك المهنية

توضح روثبارد أن العمل عن بُعد، يفرض عليك بذل مجهود إضافي لبناء الثقة وإظهار مهاراتك الشخصية لمدرائك وزملائك، ويتضمن ذلك أن تثبت قدرتك على إدارة وقتك وأعباء العمل المنوطة بك بفعالية وتحديد الأولويات والتحلي بالمرونة عندما تتغير الخطط. تقول روثبارد: “إذا كنت ترغب في الحصول على ترقية فعليك أن تبهر المعنيين”.

أظهر أخلاقك المهنية من خلال تحقيق نتائج ملموسة والاستجابة السريعة لظروف العمل، حافظ على انضباطك بشأن إدارة التوقعات والوفاء بالمواعيد النهائية، وتواصل مع زملائك بانتظام وكن عضواً موثوقاً في فريقك. توضح روثبارد أنه لا يمكنك الاختفاء عدة ساعات، فإذا أردت قطع الاتصال لتركز في عملك، فأبلغ مديرك وأعضاء الفريق بذلك ليفهموا أن غرضك هو تعزيز إنتاجيتك وليس الانفصال عنهم، وتقول: “إضافة إلى تحقيق النتائج يجب أن تكون حاضراً ومتجاوباً مع زملائك كي يتعرفوا إلى شخصيتك”.

رتّب لقاءات شخصية مع زملائك

يوضح كولري أنه حتى لو كنت تعمل عن بُعد، فترتيب لقاءات شخصية مع زملائك من وقت لآخر يعد استثماراً في تطويرك المهني، فالعمل من المنزل لا يمنحك الخبرة الكافية لتسهم في تطور الفريق، ويقول: “لا يمكنك بناء عضلاتك دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، إذ يجب أن تكون حاضراً بجسدك وتمرنه ليصبح أقوى”. الأمر نفسه ينطبق على العلاقات، إذ ينبغي أن تقابل زملاءك شخصياً من وقت لآخر لتتواصل معهم وتتعلم منهم وتطور نفسك.

يضيف كولري أن هذا الأمر بالغ الأهمية على وجه الخصوص عندما تبدأ حياتك المهنية. قد لا يكون من الممكن السفر إلى مقر الشركة كل شهر أو حتى كل 3 أشهر، ولكن حتى اللقاءات التي تطول الفواصل بينها أكثر من ذلك ستكون مفيدة، ويقول: “هذا هو الوقت الذي تتمكن فيه حقاً من التقاط تلك الإشارات البسيطة غير المعلنة والسلوكيات غير الرسمية التي تنشئ ثقافة جماعية قوية وتساعدك على الشعور بالاندماج في العمل.”

مبادئ يجب تذكرها

ما عليك فعله

  • حدد المهارات الشخصية التي تحتاج إلى تطويرها وأنشئ خطة لذلك تتضمن ممارسة أنشطة تستهدف جوانب مختلفة من شخصيتك.
  • كن محباً للاستطلاع، وتدرب على الاستماع الفعال، ودوّن التفاصيل المهمة حول زملائك لإظهار اهتمامك بهم.
  • اطلب آراء زملائك استباقياً لتجنب ضياع فرص تطوير الذات الذي قد ينجم عن العمل الافتراضي.

ما عليك تجنبه

  • التزام الصمت: تواصل مع زملائك بفعالية من خلال طرح أسئلة استقصائية ذات مغزى تتجاوز الإجابات البسيطة.
  • الاختفاء عدة ساعات ودفع فريقك للبحث عنك. أثبت أنك شخص يُعتمد عليه وسريع الاستجابة كي تكتسب ثقتهم وتثبت أخلاقك المهنية.
  • لا تتجاهل أهمية قضاء بعض الوقت مع زملائك وجهاً لوجه، فهذا ضروري للنمو المهني وتنمية المهارات الشخصية.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .