مبارك! صدر للتو نبأ تعيينك في منصب جديد بالإنابة، وأُبلغت أنك ستحتفظ بهذا الدور الجديد في حال نجحت فيه. على الرغم مما يثيره لديك هذا الأمر من شعور بالقوة، فلا شك أنه ستنتابك على الفور مشاعر مختلطة: يعني الحصول على هذا المنصب الاعتراف بمساهماتك ومواهبك وقدراتك، لكن لماذا فترة الاختبار؟ أليس بوسعهم تعيينك في المنصب دون أن يكون مؤقتاً؟ هل عُينت لكي تربحه أو لتخسره؟ وهل ستحصل على الدعم الذي تحتاج إليه لكي تنجح؟ وكيف يمكنك أن تحول المنصب المؤقت إلى دائم ؟
قد يخطر في بالك أن تولي المنصب مؤقتاً يضعك في طريق مسدود؛ إذ يتوجب عليك إثبات قدرتك على تحقيق النجاح لتحصل على المنصب، لكن حالة الغموض تقوّض مكانتك وتتحدى قدرتك على النجاح. فيما يلي بعض المقترحات التي تفيد في زيادة فرصك في النجاح ضمن المنصب المؤقت:
سَل "لماذا؟"
يساعدك معرفة سبب اختيارك للمنصب مؤقتاً في وضع استراتيجية من أجل الاحتفاظ به. قد يكون ذلك لأن من تولى المنصب قبلك متردد بشأن خليفته أو أنه لم يحدد خطة زمنية واضحة لتقاعده. أو ربما تعاني شركتك أو مؤسستك من تحيز منهجي، حيث يعتقد كبار المدراء المنتمون إلى "المدرسة القديمة" أنك بحاجة إلى فترة تدريب قبل أن تتمكن من تولي منصب رفيع بسبب عمرك أو تجربتك أو نوعك الاجتماعي أو انتمائك القومي. أو ليس لديك، لأي سبب من الأسباب، شبكة داخلية واسعة أو عميقة بما يكفي لدعم ترشيحك للمنصب. أو لديك رؤية حداثية مبتكرة مزعجة يعارضها الآخرون أو أنهم غير مستعدين لتقبلها بعد.
للحصول على فهم أفضل لتأثير العوامل التنظيمية وصفاتك الشخصية على الوضع الحالي، اسأل من تثق بهم من الزملاء والمدربين والموجهين أو من يدعمونك عن وجهة نظرهم أو لماذا عُيّنت أنت تحديداً في المنصب المؤقت.
كن صبوراً
في حين لا تريد أن ترسل رسالة مفادها أنك ستكون مرتاحاً للبقاء في المنصب بشكل دائم، من المهم ألا تدفع الأمور بشدة أو بسرعة من أجل تحقيق ما تريد. قد تشعر بالرغبة في وقت ما للضغط على الشركة، سواء عبر التهديد بترك المنصب أو عبر إيصال الأخبار للمسؤول أو الإدارة العليا أو الموارد البشرية بأنك تخطط للبدء بالبحث عن دور آخر داخل الشركة أو في مكان آخر. يؤثر هذا الأمر سلباً في علاقاتك المهمة داخل الشركة.
عندما تخبر الآخرين في المؤسسة أنك سترحل في حال عدم تثبيتك في المنصب بسرعة، فإنك في الوقت نفسه تقلل من تقديرهم لاحتمال التفاعل معك في المستقبل وكذلك حافزهم المتصور للتعاون معك، وكلاهما مؤشران رئيسيان للتكهن بمدى كون الأشخاص "اجتماعيين بالمعنى الإيجابي" ومتعاونين. وعلى الرغم من أنك تأمل في أن يكون طريقك نحو الترقية مجرد سباق جري قصير، فقد يجعلك الأمر تشعر بأنه سباق ماراثون طويل.
ركز على التعلم
حتى تحول المنصب المؤقت إلى دائم عليك أن تتعامل معه بصفته تمريناً مشتركاً لحل المشكلات أطرافه أنت والمسؤول عنك إضافة إلى آخرين في المؤسسة. إذا عرضت المؤسسة عليك برنامجاً لتطوير المواهب القيادية، ودورة في الإدارة، أو فرصة الحصول على موجه أو العمل مع مدرب تنفيذي، اقبل العرض وتعامل معه بصفته فرصة لتطوير مهاراتك بدلاً من تمرين تصحيحي.
من خلال إظهار الاستعداد للتعلم والانفتاح على آراء الآخرين وإظهار الالتزام بالتطوير المهني والتحسين المستمر لقدراتك القيادية والإدارية، ستتاح لك فرصة تمكين مؤيديك في المؤسسة حتى يتسنى لهم دعم ترشيحك بفعالية أكبر.
المواءمة بين الصلاحيات والمسؤوليات
يعني الغموض المتصل بتولي منصب مؤقت على الأرجح أن هناك فجوات بين السلطات أو الصلاحيات الفعلية والمتصورة المتصلة بالموقع والمساءلة أو ما تتوقع إنجازه أو تحققيه. من أجل التغلب على عدم الوضوح يمكنك سؤال المسؤول عنك أو غيره ممن هم في مواقع إدارية عليا أو الموارد البشرية عن وجهة نظرهم جول حجم مساءلتك. حاول مواءمة سلطتك بشكل واضح مع القضايا التي ستحاسب عليها. على سبيل المثال، إذا كنت تشرف على آخرين في فترة توليك المنصب مؤقتاً وكنت مسؤولاً عن أدائهم، فلا بد من أن تكون لديك صلاحية تقييم هذا الأداء. وفي حال بقي المسؤول السابق في المنصب ضمن منصبه في حين تتولى أنت المنصب مؤقتاً، فمن المهم تحديد وبوضوح مسؤوليات كل منكما ومستوى تدخله. على سبيل المثال: أي اجتماعات سيشارك فيها، أي اجتماعات ستشارك أنت فيها، وأي اجتماعات ستحضرانها معاً. إذ يُعتبر التوازن مهماً جداً، وأنت تريد أن تبدي الاحترام لسلفك وتشاركه عندما يكون الأمر مناسباً وليس أن تكون شديد المراعاة بحيث تبدو غير مستعد للارتقاء إلى المستوى التالي.
قد يكون من الصعب إدارة الانفعالات والسياسات المتصلة بدور مؤقت مع مزاولة عملك في الوقت نفسه. ولكن فهم التحديات والفرص المتصلة بوضعك والاحتفاظ بموقف مرن وإيجابي، والمواءمة بين صلاحياتك ومسؤولياتك يمكن أن يزيد من فرصك في أن يأخذك المنصب المؤقت إلى حيث تريد.
اقرأ أيضاً: كيف تثبت جدارتك كمدير مؤقت؟