كيف تقيّم تأثير فيروس كورونا على نموذج عملك؟

3 دقائق

عندما يبلغ تأثير أزمة ما المؤسسات، مثل فيروس كورونا، يحتاج المسؤولون التنفيذيون إلى تقييم آثار تلك الأزمة على نماذج أعمالهم على المدى القصير والطويل على حد سواء. ويمكن لإطار عمل طوّرناه على مدار عقد من التدريس أن يساعد المسؤولين التنفيذيين في تحديد مخاطر نماذج الأعمال والفرص التي تخلقها الأزمة.

بداية، يجب عليك أن تلقي نظرة على الأبعاد الأساسية الأربعة لنموذج عملك، ألا وهي الزبائن وعروض القيمة وشواهد وإثباتات للقيمة والقدرات. ثانياً، يجب عليك تحليل الروابط بين هذه الأبعاد. وتنطوي المرحلة الأخيرة على تحديد أهداف نهائية واقعية لمؤسستك في أثناء الأزمة وبعدها، وقد ترغب في وضع أهداف نهائية مختلفة لسيناريوهات الأزمات المختلفة، مثل التعافي السريع من الأزمات مقابل فترة الإغلاق العام الطويلة.

الأبعاد الأربعة

أولاً، يجب عليك تقييم أثر الأزمة على طلب الزبائن. هل سيرتفع الطلب الكلي أم سينخفض؟ كيف ستتغير أنماط الإنفاق؟ على سبيل المثال، هل ستقوم بإنفاق مزيد من الأموال على البث التدفقي وتخفيض الإنفاق على دور السينما؟ هل تحتاج إلى أخذ قنوات توصيل جديدة في الاعتبار؟ كالتحول من متاجر التجزئة التقليدية إلى متاجر البيع عبر الإنترنت. هل يوجد مجموعات زبائن جديدة ترغب في استهدافها؟ كالزبائن من القطاع الحكومي أو الموظفين العاملين من المنازل. وأخيراً، هل يخلق الفيروس مخاوف تتعلق بالسلامة؟ على سبيل المثال، إذا كنت تقدّم خدمة ما، فهل من الضروري تقديم هذه الخدمة وجهاً لوجه؟

يجب عليك التفكير أيضاً في تأثير الأزمة على عرض القيمة الخاص بك. على سبيل المثال، لنلقِ نظرة على قطاع التعليم العالي. لم تتغير احتياجات الزبائن في ظل أزمة فيروس كورونا، فلا يزال الطلّاب يرغبون في التعلم، لكن إذا تعيّن إغلاق الحرم الجامعي فترة طويلة، ستحتاج الكليات والجامعات إلى إعادة التفكير في كيفية خلق قيمة بصفتها مؤسسة تعمل عبر الإنترنت وكيفية تميّزها عن المنافسين. ومن المرجح أن تسرّع الأزمة من اعتماد الدروس الجماعية الإلكترونية المفتوحة المصادر والتعلم المُدمج على نطاق واسع.

نستخدم عبارة الترويج للقيمة لوصف قنوات المبيعات والتسويق الخاصة بالمؤسسة. وقد أسفرت الأزمة الحالية مع قيودها على التفاعلات الشخصية والسفر عن إغلاق قنوات الترويج النموذجية للقيمة، مثل اجتماعات الزبائن والمعارض التجارية والتجمعات الصناعية. هل تحتاج إلى إيجاد طرق جديدة للترويج للقيمة؟ على سبيل المثال، انطوى التفسير المنطقي الذي يقف وراء التبني السريع لبعض الشركات لبرمجيات عقد المؤتمرات عن طريق الفيديو والمبيعات الإلكترونية وتقديم المواد التسويقية عبر الإنترنت على تأثّر هذه الشركات بالأزمة.

أخيراً، تُعتبر قدرات المؤسسة بمثابة الوقود الذي يدفع محرك عملها، وهو ما يُتيح للشركة خلق قيمة للزبائن. وقد تولّد الأزمة بعض الضغوط على قدراتك، وربما تتطلب منك أيضاً تحديد أولويات للقدرات بشكل مختلف عن المعتاد. وقد تستغرق إدارة المرافق وقتاً أقل، في حين قد يستغرق تقديم فريق تكنولوجيا المعلومات للدعم اللازم لأدوات التواصل والتعاون بين أعضاء الفريق مثل أدوات عقد المؤتمرات عن طريق الفيديو وقتاً أطول. وستكون سلسلة التوريد والقدرات الإنتاجية من الشواغل الرئيسة وتتطلّب موارد أكثر من المعتاد في العديد من المؤسسات، وخاصة في أعقاب الزعزعة التي حدثت في سلاسل التوريد الدولية. كما قد تتأثر مستويات الأداء والإنتاجية المعتادة من الموظفين بالانتقال إلى المكاتب المنزلية ونتيجة للقيود المفروضة على السفر أو بسبب الأمراض.

مواءمة العناصر

بمجرد انتهائك من تقييم وضع شركتك فيما يتعلق بالأبعاد الأربعة لنموذج العمل، يمكنك التفكير في كيفية مواءمة التغييرات المحتملة في أحد الأبعاد مع الأبعاد الأخرى. ما هي شريحة الزبائن التي تقدّر عروضك، وهل من المحتمل أن تتغيّر تفضيلاتهم نتيجة الأزمة؟ على سبيل المثال، قد يكون الزبائن الذين يحبون تناول الطعام في المطاعم على استعداد لشراء الوجبات الجاهزة. وقد تجد شركات توصيل طلبيات الأغذية أن موظفي المكاتب المنزلية يشكلون شريحة جديدة من الزبائن. وبالمثل، يمكن للزبائن الانتقال إلى قنوات ترويج مختلفة للقيمة، على سبيل المثال، يمكنهم حضور الاجتماعات عبر الإنترنت بدلاً من حضورها في الشركة، وشراء المنتجات من متجر عبر الويب بدلاً من متجر تقليدي، وإعداد مقاطع فيديو على منصة "يوتيوب" بدلاً من تقديم النصائح الشخصية. وبالمثل، يمكن تنشيط قدرات الإنتاج المحلية لدعم عروض القيمة عند بروز نقص في أحد القدرات، مثل (تزعزع قدرات الإنتاج في آسيا). وقد تحوّل المؤسسات أيضاً قدراتها من الترويج للقيمة إلى عرض القيمة من أجل تقديم خدماتها للزبائن الحاليين بدلاً من إقناع زبائن جدد.

باختصار، تخلق الأزمة تحديات عدة للأبعاد الأربعة لنماذج الأعمال، إلا أنها تخلق أيضاً فرصاً لتعديل كل بُعد من هذه الأبعاد ومواءمتها مع بعضها البعض.

كيف يمكن لمشاريع الأزمات أن تحثّ على تغيير نماذج الأعمال؟

كيف يمكنك الانتقال من مرحلة التشخيص إلى مرحلة الاستجابة؟

قبل أن تقرر إجراء أي تغييرات مهمة في نموذج العمل، يجب عليك النظر في تأثيرات الأزمة على مقاييس الأداء الحالية. ما هي الأرباح التي قد تكسبها أو الخسائر التي قد تتكبّدها؟ ما هو موقع مؤسستك في سوق الأسهم في ظل الأزمة الحالية؟ وما أثر ذلك على سمعة مؤسستك؟

وتحتاج بعد ذلك إلى خطة لاقتناص الفرص وإدارة الأضرار التي كشفت عنها هذه التحليلات. وقد تساعدك أداة تحديد نماذج الأعمال التي طورناها في وضع قائمة بالمشاريع التي يجب عليك الاستثمار فيها وتحديد أولوياتها في ظل تطور الأزمة. وتتمثّل أحد الدروس المستقاة من فترات الانكماش السابقة في أن الشركات التي اتبعت نهجاً استباقياً وكانت أكثر توجهاً نحو النمو ستحظى بميزة بعد انحسار هذه الأزمة، حتى في أثناء عملها على تطوير نقاط ضعفها.

اقرأ أيضاً في المفاهيم الإدارية: ما هو مفهوم التسويق الفيروسي؟

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي