ملخص: يمكن أن يمثل العمل مع زميل مدمن على العمل تحدياً، وستعلم أن الإجهاد الذي يصيبه معدٍ بدرجة كبيرة، إذ ستشعر أنك مضطر إلى الاستمرار بالعمل خارج أوقات العمل الرسمية مثله. وسيتعين عليك أداء عدد أكبر من المهام والاستجابة لمزيد من الطلبات نتيجة لتعجله الدائم في عمله واستجابته السريعة. وسيلحق سلوكه ضرراً كبيراً برفاهتك. يقدم المؤلف 4 طرائق للتقليل من التأثيرات السلبية لهذا السلوك عليك وعلى فريقك: 1) لا تأخذ سلوكه على محمل شخصي. 2) تجنب الثناء على السلوك. 3) قاوم ضغط الأقران. 4) ضع حدوداً.
لديك زميل مجدّ؛ يحضر أولاً ويغادر أخيراً، ويتطوع بشغف دائماً لأداء جميع مهمات الفريق الإضافية ويرد على رسائل البريد الإلكتروني في غضون دقائق، ويعمل طوال الوقت، سواء من المنزل أو المكتب. باختصار: زميلك مدمن على العمل.
من المؤكد أن العمل تحت إشراف مدير مدمن على العمل شاق، ولكن وجود زميل يفني نفسه في العمل ويبدي حزماً بنفس القدر محبط أيضاً. إذا كان لديك زميل مدمن على العمل فستعلم أن الإجهاد الذي يصيبه معدٍ بدرجة كبيرة، إذ ستشعر أنك مضطر إلى الاستمرار بالعمل خارج أوقات العمل الرسمية مثله، وسيتعين عليك أداء عدد أكبر من المهام والاستجابة لمزيد من الطلبات نتيجة لتعجله الدائم في عمله واستجابته السريعة. سلوك المدمن على العمل محبط ومضر لرفاهتك، إذ يزيد احتمالات إصابتك بالاحتراق الوظيفي ويحدّ من قدرتك على الإبداع وإنتاجيتك ورضاك الوظيفي أيضاً.
نظراً للجوء الشركات في مختلف أنحاء العالم إلى تسريح الموظفين وخفض النفقات، فمن المتوقع أن يدخل الموظفون في دوامة التنافس لإثبات جدارتهم ومكانتهم في الفريق، ولكن من الضروري التفريق بين العمل الجاد الإيجابي وحالة التعلق العاطفي بالوظيفة السلبية، إذ يكمن الفرق في الدافع الذي يميز الزميل المندمج في العمل عن المهووس به. يشعر مدمنو العمل بدافع داخلي لبذل كل طاقتهم في العمل ولا يستطيعون التوقف عنه، فينشغلون بالتفكير في الأمور المهنية حتى خارج ساعات العمل على حساب حياتهم الشخصية وعلاقاتهم.
يمكن أن يمثل العمل مع زميل مدمن على العمل تحدياً، ولكن يمكنك اتباع بعض الخطوات لتقليل أثر سلوكهم الضار عليك وعلى فريقك.
لا تأخذ سلوكه على محمل شخصي
قد تفترض أن زميلك المدمن على العمل يحاول التفوق عليك، وهذا الاعتقاد مثال على التحيز المعرفي المعروف بخطأ الإسناد الأساسي. يشير هذا التحيز في علم النفس الاجتماعي إلى الميل لربط سلوك شخص آخر بشخصيته، بينما نعزو سلوكنا إلى عوامل خارجية أو ظرفية خارجة عن إرادتنا.
أي أن زميلك لا يفرط في العمل بهدف تهديدك أو التفوق عليك، وبالتالي قد يتعين عليك تعديل تحيزاتك عن طريق التفكير في دوافعه الأخرى. على سبيل المثال، ربما يمر زميلك بظرف شخصي ويحاول الهروب منه عبر بذل المزيد من الجهد في العمل، أو قد يكون سلوكه رد فعل على صدمة سابقة في مكان العمل.
تجنب الثناء على السلوك
تجنب الثناء على النتائج التي من الواضح أنها ناتجة عن عمل مرهق. على سبيل المثال، إذا أمضى زميلك الليلة بأكملها في العمل على عرض تقديمي، فتجنب الثناء على تضحيته هذه لأنه قد يأتي بنتائج عكسية غير مقصودة. وبالمثل، إذا عبّر زميلك عن شعوره بالإرهاق في العمل، فتجنب الردود الإيجابية، مثل قول: "لقد بذلت جهداً كبيراً حقاً"، لأنها تعزز ذهنية مواصلة العمل المرهق.
احرص على مراقبة سلوكك كي لا تعزز إدمان زميلك على العمل؛ قد يكون من الملائم بالنسبة لك تفقد بريدك الإلكتروني يوم العطلة، ولكن لم لا تضبط مؤقت الإرسال لضمان أن ترسل رسائلك في بداية أسبوع العمل كي لا تضطر للاستمرار بتلقي الرسائل والرد عليها طوال عطلة نهاية الأسبوع. ركز على تحقيق التوازن في حياتك، لأن ذلك قد يلهم زميلك لإعطاء الأولوية لرعاية نفسه أيضاً.
قاوم ضغط الأقران
يزيد شعورك بالذنب احتمالات أن تتبع سلوك زميلك نفسه، وقد تبدأ بمقارنة نفسك به وتتساءل عما إذا كنت تعمل بجد بما فيه الكفاية. قبل أن ترهق نفسك في محاولة مواكبة وتيرة عمل زميلك، انتبه لطريقة تفكيرك واحترس من التفكير المتطرف. على سبيل المثال، لن تكون مهملاً إذا رفضت المشاركة في مكالمة عمل مسائية وافق زميلك عليها. إن تخصيص الوقت للعناية الشخصية ليس رفاهية، بل هو شرط أساسي لتحقيق الأداء الأمثل.
إذا خاطبك زميلك بأسلوب عدواني سلبي وقال شيئاً مثل: "لا بد أنك تستمتع بعدم فعل كذا وكذا"، يمكنك الرد عليه بشيء مثل: "نعم هذا صحيح. لاحظت أن كثيراً من الناس يعتقدون أن عليهم العمل طوال الوقت، لكنني لا أؤيد ذلك. بل أمنح نفسي بعض الراحة واستفدت من ذلك كثيراً. إن لم ترضخ لفكرة أن العمل المستمر هو الأفضل فستتخلص من الضغط الكبير".
ضع حدوداً
ليس لدى مدمني العمل حدود كثيرة، ولذلك فهم يبذلون جهداً كبيراً للتعامل مع التغييرات المفاجئة ويواجهون صعوبة في رفض الطلبات. لذلك من المهم أن تحمي نفسك عن طريق توضيح الوقت الذي ستستغرقه للرد والأوقات التي تكون متاحاً فيها. على سبيل المثال، إذا طلب منك زميلك إكمال موجز المشروع في أقل من 24 ساعة، يمكنك الرد موضحاً بالقول "هذا غير ممكن. إذا كنت تريد مني إنجاز مهمة مماثلة في المستقبل، فسأحتاج إلى إبلاغي بها قبل 3 أيام على الأقل لتكييف جدول أعمالي". كما يمكنك المطالبة باستخدام أنظمة وإجراءات أفضل لتقليل الحاجة إلى بذل جهد إضافي.
حين تبدأ بوضع الحدود من الممكن أن يستاء زميلك أو يبدي مقاومة، لكن هذا طبيعي ويدل على أن جهودك مجدية. حافظ على موقفك واستمر في نهجك، وحمل زميلك عاقبة سلوكه إذا لزم الأمر.
في الختام، من الضروري أن تعدل نظرتك إلى الإنتاجية. قد تميل إلى قياس إنجازاتك اليومية بناءً على عدد ساعات عملك، لكن الأهمية الحقيقية تكمن في جودة نتائجك؛ فتميزك في وظيفتك لا يتعلق بالعمل وقتاً أطول بل بتحقيق النتائج.