أسئلة القراء: ما هو التوقيت المناسب لأغتنم فرصتي الوظيفية الجديدة؟

5 دقائق
اغتنام الفرص
shutterstock.com/BsWei

إليك هذا السؤال حول اغتنام الفرص تحديداً. سؤال من قارئ: بعد تولي كثير من الواجبات الإدارية خلال السنوات الثلاث الماضية، ترقيت رسمياً إلى منصب قيادي في فريقي المكون من 35 شخصاً. وترافق ذلك مع استثمار حصة أقلية في الشركة التي تضم 900 موظف. والمشكلة هي أنني أمتلك اليوم مزيداً من المعلومات حول الأعمال الداخلية للشركة، وشعرت بالإحباط عند إدراك الأسلوب المتبع في تسيير أعمال الشركة. لقد شعرت بالحزن في الماضي لعدم حصولي على ترقية، إلا أنني أخشى اليوم من أن يتعارض هدفي وسمعتي مع هدف أصحاب العمل. أعمل مديراً متخصصاً في المجال التقني، ويُعتبر تخصصي أحد الخدمات الرئيسة الثلاث التي تقدمها شركتي، إلا أنه يمثّل أقل من سدس إجمالي الإيرادات. يوجد تطورات تقنية مثيرة في مجال عملي، وأعتبر نفسي خبيراً فيها، لكن شركتي لا تحب المخاطرة ولا يبدو أنها مهتمة بمحاولة اغتنام الفرص أمامها. هل يعود سبب هذا الإحباط الذي أشعر به إلى حصولي على ترقية مؤخراً؟ أم يجب علي اغتنام الفرص بعد وقت قصير من الحصول على هذه الترقية؟. في الوقت نفسه، حصلت على عرض عمل لدى أحد الموردين في شركة أصغر تضم حوالي 40 شخصاً. لقد كانت هذه الشركة قائمة منذ عقود، وترتبط نسبة 100% من عائداتها بالخبرة الفنية. وشهدت الشركة نمواً ملحوظاً خلال السنوات الخمس إلى العشر الماضية، ويتوقعون التوسع بنسبة 50% هذا العام. قدمت لي الشركة عرضاً للعمل لديها، وأعتقد أن بإمكاني الحصول على حصة ملكية هناك أيضاً، ولهذا فسؤالي هو:

هل يعود سبب هذا الإحباط الذي أشعر به إلى حصولي على ترقية مؤخراً؟ أم يجب علي اغتنام الفرص بعد وقت قصير من الحصول على هذه الترقية؟

يجيب عن هذه الأسئلة الخاصة بكيفية اغتنام الفرص تحديداً:

دان ماغين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

ويندي وود: متخصصة في علم النفس الاجتماعي في "كلية مارشال لإدارة الأعمال" (Marshall School of Business) في جامعة جنوب كاليفورنيا ومؤلفة كتاب "العادات الجيدة والعادات السيئة: علم صنع التغييرات الإيجابية المستدامة" (Good Habits, Bad Habits: The Science of Making Positive Changes That Stick).

ويندي وود: تعد هذه الحالة من حالات التضارب بين الخبرة الفنية والأدوار الإدارية، بمعنى الانتقال من منصب قائم على إجراء البحوث في المجال الفني إلى منصب إداري، والمنصبان مختلفان تماماً، ويتطلّبان مهارات مختلفة. وبالتالي، يتمثّل السؤال الذي يجب عليه طرحه فيما إذا كانت هذه مشكلة قصيرة الأجل أو أنها مشكلة طويلة الأجل.

أليسون بيرد: أعتقد أنه مهتم أيضاً بحقيقة أنه خبرته الفنية لا تحقق أي أرباح في شركته الحالية. وبالتالي، قد يحظى بتقدير أقل من زملائه سواء كان خبيراً فنياً أو مديراً.

ويندي وود: ولن يكون قادراً على تطوير المجالات الفنية الجديدة التي تُثير اهتمامه. أعتقد أن هذه الوظيفة غير ملائمة له، خاصة أنه يمتلك فرصاً أخرى لتطوير خبرته الفنية وأنه يحظى بقيمة كبيرة لدى هذا المورد المهتم بتعيينه.

دان ماغين: تضم شركته الحالية 900 موظف، في حين أن الشركة الجديدة تضم 40 موظفاً فقط. هل يوجد احتمال أن يمتلك فرصة للتطور والنمو في الشركة الأكبر؟

ويندي وود: أعتقد أنه يمتلك فرصة للتطور إذا كانت خبرته بالغة الأهمية لدى هذه الشركة. ولكن، لن يكون أحد الموظفين النجوم في شركته الحالية.

أليسون بيرد: كما أنه لن يستطيع أن يجعل مدراءه يركزون على هذا المجال الفني الجديد الآخذ في التطور، وهو ما يُعتبر إشارة خطر، خاصة عند عدم وجود طرق تمكنه من الدفاع عن قضيته في شركته الحالية.

دان ماغين: هل تعتقدين أنه من الضروري بالنسبة إليه التفاوض حول هذه القضية قبل أن ينتقل إلى شركة أخرى؟

ويندي وود: أعتقد أن الشركتين تعملان في المجال نفسه، لذلك، يجب عليه التأكد من ألا يسبب انتقاله إلى الشركة الأخرى أي مشكلة، إذ من المحتمل أن تواصله مع موظفي شركته الحالية قد يدوم.

دان ماغين: دون شك، فهو مورّد.

أليسون بيرد: يعتبر هذا الأمر صحيحاً بالنظر إلى علاقته مع المورد الآخر.

ويندي وود: أعتقد أنه من الضروري أن يضمن ألا يتسبب انتقاله إلى الشركة الأخرى أي مشكلات.

أليسون بيرد: هل يمكنه اعتبار عمله في الشركة الأخرى نقطة إيجابية لصالح شركته، بمعنى أنهم سيضمنون وجود موظف داخلي لدى شركة هذا المورد؟

ويندي وود: ستكون هذه خطوة ذكية بالفعل.

دان ماغين: أعجبتني بصيرته الثاقبة في سؤاله: هل يعود سبب شعوري بالإحباط إلى حصولي على ترقية مؤخراً؟ وفكرة أنك عندما تصبح مديراً، ستدخل في دوامة من الأمور التي لم تكن تعرفها من قبل والتي قد يكون بعضها محبطاً إلى حد ما. هل هو محق في إدراك أن ما يختبره هو أمر شائع؟

ويندي وود: هذا ما يحصل لنا بالتأكيد عندما نبدأ وظيفة جديدة، حيث نشعر بالإرهاق. ويوجد سبب مقنع يُفسّر هذا الشعور. لذلك، يجب علينا أن نبدأ في اتخاذ القرارات، وإجراء تغيير على العادات المتأصلة فينا. إلا أنني لست متفائلة أنه سيكون قادراً على إجراء التغييرات التي يرغب في إحداثها من أجل أن تقدّر الشركة خبراته ويطور هذه الخبرات على حد سواء.

دان ماغين: أفاد أنه يمتلك أسهماً لدى صاحب العمل الحالي، ويعتقد أن بإمكانه أيضاً الحصول على حصة ملكية إذا انتقل إلى صاحب العمل الجديد، وأن شركة صاحب العمل الجديد تنمو بنسبة 50% سنوياً، إلا أنه لم يذكر لنا أي تفاصيل عن الأجر الذي قد يتقاضاه، ولا نعرف مقدار الأسهم التي يمتلكها في كلتا الشركتين. إلا أنني أعتقد أن امتلاك أسهم في شركة سريعة النمو تبدو فكرة جاذبة للغاية.

أليسون بيرد: لقد شعر كاتب السؤال بخيبة الأمل لأنه اطّلع على كيفية سير الأعمال في الشركة، وأعتقد أنه من الضروري أن يطّلع على كيفية سير الأعمال في الشركة الجديدة على حد سواء والتأكد من أن نسبة النمو التي تبلغ 50% هي نسبة حقيقية قبل الانضمام إلى الشركة.

دان ماغين: هل حقيقة أن الشركة الجديدة تمثل نشاطاً منفرداً من الأعمال يجعلها أقل تنوعاً وأكثر خطورة من الشركة الحالية؟

ويندي وود: ربما، لكن اهتمامه منصب على هذا المجال الفني بالفعل. والمرجح أن يواجه مشكلات في حال تضاءل حجم العمل في هذا المجال بشكل عام، حتى لو اختار العمل في شركته الحالية. لذلك، لا أعتقد أن هذه القضية تمثّل أي مشكلة في الوقت الحالي.

أليسون بيرد: أعتقد أنها فرصة جيدة شريطة أن يجري كثيراً من الدراسة وأن يتحدث مع صاحب العمل الحالي ويتأكد من عدم وجود فرصة لتنمية هذا العمل بنسبة 15% على الأقل.

ويندي وود: يجب عليه التأكد أيضاً من أن شركته الحالية تعتبر انتقاله إلى الشركة الجديدة بمثابة فرصة لبناء علاقات معها، أوافقك الرأي تماماً.

دان ماغين: نحيي كاتب السؤال على إدراك أن ما يمر به هو مجرد شعور بالإحباط بعد حصوله على ترقية إلى منصب المدير. ومن الطبيعي أن تشعر بهذه الأحاسيس عندما تحصل على منصب إداري، ومن الطبيعي أيضاً أن تشعر بخيبة أمل عندما تعي كيفية سير العمل. ولست الشخص الوحيد الذي يواجه هذه المشاعر. وتكمن مشكلتك الأساسية في أن مجال عملك لا يعود على الشركة بأي أرباح، وفي امتلاكك فرصة ضئيلة للنمو في هذه الشركة. ونعتقد أنك ستكون في الواقع أكثر سعادة وتمتلك مجالاً أكبر للنمو عند عملك في شركة أصغر يعود فيها عملك بالكثير من الأرباح على الشركة ويمثّل الكفاءة الأساسية للشركة. ونعتقد أنه من المهم أن تجري دراسة شاملة عن الشركة الجديدة. ومن الناحية المثالية، لا بدّ لك من التحقق من كيفية سير الأعمال في الشركة قبل العمل فيها. نعتقد أيضاً أنه من الضروري أن تجري محادثة مع صاحب العمل الحالي، لأن الشركة الجديدة متخصصة في المبيعات، ومن المرجح أن تستمر أعمالك التجارية مع صاحب العمل الحالي، لذلك، تأكد من أن الشركة تدرك مزايا وجود موظف مخلص وتثق به في الشركة الجديدة. أخيراً، من الضروري أن تدرك المخاطر المحتملة للانتقال إلى شركة صغيرة ذات نشاط فردي، لأن ذلك قد يكون خطيراً في حال تدهور الاقتصاد. لكن بناء على الحقائق التي أمامنا، نشجعك ثلاثتنا على اتخاذ هذه الخطوة.

اقرأ أيضاً: السيكولوجية العكسية

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي