عندما تشعر أنك متأخر في إنجاز مهماتك وتتعرض لضغوط بسبب المواعيد النهائية، فإن آخر ما تود فعله هو الدردشة مع الزملاء والتواصل معهم. فكل ما تريده هو توجيه جميع جهودك صوب العمل، ومراجعة المهمات في قائمتك، وإنجازها.

هناك بالتأكيد أوقات يجب عليك فيها عدم الالتفات إلى أي أشياء أخرى والتركيز فقط على أهدافك التكتيكية. لكن التفاعل مع زملائك في العمل بالطريقة الروتينية فقط قد يتسبب في فقدان أي شعور بوجود رابط شخصي، خاصة إذا كنت تعمل عن بُعد. ومن خلال تخصيص بضع دقائق كل يوم لتعزيز الشعور بالألفة في العمل، يمكنك إطلاق العنان لشعور أكبر بالغاية والرفاهة، والحد من الشعور بالاحتراق الوظيفي، بل وحتى تحسين أدائك.

إذاً، كيف تخصص وقتاً للآخرين دون الشعور بمزيد من التوتر والضغط؟ بحكم عملي مدرّبة في مجال إدارة الوقت، رأيت أنه بقليل فقط من العزم، يمكنك بناء علاقات ذات معنى أكبر دون استثمار الكثير من الوقت.

الدردشة في الاجتماعات الثنائية

إذا كانت لديك اجتماعات ثنائية مجدولة مع فريقك، فخصص بضع دقائق في بداية المناقشة للسؤال عن أحوال زميلك قبل الانتقال إلى جدول الأعمال. ليس من الضروري أن تقضي الوقت كله في الحديث عن المستجدات الشخصية، ولكن تخصيص ولو حتى 5 دقائق لسؤاله كيف كانت إجازته الأخيرة أو معرفة إذا ما كانت والدته قد خرجت من المستشفى أو معرفة كيف يتعافى من الجراحة التي أجراها، يمكن أن يُحدث فرقاً.

يمكنك استخدام الاستراتيجية نفسها في الاجتماعات الثنائية مع الزملاء الذين تعمل معهم على مشاريع بانتظام. قد لا يكون لديك الوقت للدردشة مع زميلك في كل مرة، اعتماداً على طول الاجتماع والأمور التي تحتاج إلى مناقشتها، ولكن إذا قضيت الدقائق القليلة الأولى أو الأخيرة في بعض الاجتماعات في التحدث عما هو أكثر من المشاريع التي تعمل عليها، فيمكنك تقوية تلك العلاقات. يمكن أن يشمل ذلك الحديث عن حبك لفريق رياضي معين أو عن عائلتك أو مناقشة أي شيء آخر يمنحك مساحة للتواصل بما يتجاوز المستوى الأحادي البُعد والموجَّه نحو المهمات فقط.

إذا لم يكن من السهل عليك تذكُّر التفاصيل المتعلقة بحياة الأشخاص، فدوِّنها في مذكرتك مع إشارات لتتمكن من تذكّرها، مثل سؤال زميلك عن كلبه الجديد أو عن أحدث النشاطات المدرسية لأطفاله أو عن كيف يسير مشروعه الجانبي.

التشجيع على مشاركة المستجدات في أثناء الاجتماعات

في اجتماعات الفِرق الكبيرة، لن تكون هناك مساحة كبيرة للدردشة، ولكن إذا كان لديك فريق أصغر، فقد يكون من المناسب تخصيص بعض الوقت أسبوعياً أو شهرياً لمشاركة آخر الأخبار. يمكن أن يكون هذا بسيطاً مثل مشاركة سريعة في بداية الاجتماع حول حدث أُقيم مؤخراً، ربما مؤتمر يخص قطاع عملك. ويمكن أن يحدث هذا أيضاً عفوياً إذا كنت تعمل وجهاً لوجه ولديك مساحة محددة مخصصة لذلك: على سبيل المثال، إذا كنتم تتناولون وجبة الإفطار معاً في صباح الأحد من كل أسبوع، أو إذا كانت هناك ساعة ترفيهية بعد ظهر يوم الخميس من كل أسبوع. فقضاء ولو حتى 15 إلى 20 دقيقة في الأحاديث العفوية يمكن أن يزيد الشعور بالترابط بين أعضاء الفريق.

إذا كنت عضواً في فريق يعمل عن بُعد أو فريق هجين، فقد يكون من الصعب التواصل بصورة عفوية. لذا، فكّر في استضافة ساعة ترفيهية افتراضية أو اجعل بعض الأشخاص يشاركون أخبارهم في أثناء اجتماعات الفريق. ما عليك سوى جعل هذه المشاركات قصيرة حتى لا تتحول اللحظات السعيدة والفترات العصيبة إلى صور ساخرة فكاهية سريعة الانتشار.

تحويل فترات الاستراحة إلى أوقات اجتماعية غير رسمية

أحضِر وجبة خفيفة لتناولها مع الزملاء خلال استراحة الغداء. قد لا يسمح جدول اجتماعك بأخذ استراحة غداء حقيقية كل يوم، ولكن فِعل ذلك في يومين على الأقل في الأسبوع، مع عدم أداء مهمات متعددة على الكمبيوتر خلالها، يمكن أن يجعل استراحة غدائك ممتعة واجتماعية بشكل أكبر. يمكن التخطيط لهذا مسبّقاً، مثل أن تتناول الغداء مع زميل في قسم آخر لا تتمكن من رؤيته كثيراً، أو قد يكون الأمر أقل اتساماً بالطابع الرسمي مثل أن تتناول الغداء مع أحد أعضاء الفريق الذي يعمل بجانبك. إذا كنت ترغب في اتباع نهج مريح، فما عليك سوى سؤال أحد الزملاء عما إذا كان يريد الانضمام إليك إذا كنت متجهاً إلى الخارج أو ذاهباً لإعادة تسخين بقايا الطعام.

علاوة على ذلك، يمكن أن تسهم فترات الاستراحة الاجتماعية في مكافحة الإرهاق الذهني بفعالية الذي يصيبنا في فترة منتصف الظهيرة، ومساعدتك على تجديد طاقتك خلال آخر فترة عمل قبل انتهاء اليوم. إذا شعرت بالنعاس، فقف وتحرك. وإذا كنت في المكتب، فهذا وقت ممتاز للسير في الأروقة والتواصل مع بعض الزملاء أو دعوة شخص ما لشرب كوب من القهوة معك. وعلى غرار استراحة الغداء، يمكنك أن تمُر على أعضاء فريقك للدردشة معهم أو زيارة زملاء من قسم آخر. إذ ستوقظك الحركة والمحادثة، وستكونان بمثابة وقت للتواصل وربما التعارف داخل الشركة. إذا كنت تعمل عن بُعد، فأرسل رسالة ودية عبر تطبيق سلاك إلى زميل، بدلاً من تصفح وسائل التواصل الاجتماعي. وحتى إذا كان مشغولاً جداً ولا يستطيع الرد، فقد يعرض الدردشة معك لاحقاً.

إجراء مكالمات في أثناء التنقلات

إذا كنت ذاهباً إلى المكتب أو تسافر للعمل، فقد تكون بعض الأوقات التي تقضيها في سفرك فرصة مثالية للدردشة مع الزملاء بطريقة غير رسمية. استغَل أحد عملائي، الذي كان مسؤولاً تنفيذياً وجدوله حافل بالاجتماعات، رحلة عودته إلى المنزل للتواصل وإجراء محادثات غير رسمية مع قادته. وقد ساعده ذلك على معرفة أفكارهم وشواغلهم عندما كانت الشركة تمُر بمرحلة تحول كبيرة.

يمكنك إجراء مكالمات من المطار أو سيارة أوبر أو فندق أو إرسال رسائل بينما تنتظر في الطوابير أو في القطارات. فحتى المحادثة التي تستغرق من 5 إلى 10 دقائق يمكن أن توطد علاقاتك، والأهم من ذلك أنها ستُظهِر اهتمامك.

الاستفادة من المراسلة عن بُعد

إذا كنت تعمل عن بُعد فقط، فستكون خيارات التواصل الاجتماعي غير الرسمي محدودة. في هذه الحالات، يمكنك ببساطة إرسال رسالة دردشة سريعة أو رسالة نصية لسؤال شخص ما عن أحواله أو مشاركة المستجدات معه سريعاً.

يمكن أن تستغرق هذه المحادثات الكثير من الوقت إذا لم تكن واعياً للمدة التي تستغرقها، لذلك يجب أن تحد من عدد المرات التي تشترك فيها في المراسلة الاجتماعية البحتة. لكن التواصل عدة مرات في الأسبوع يمكن أن يكون ممتعاً ويساعدك على الشعور أنك مرتبط بزملائك. يمكنك إرسال رسالة للأشخاص في الأوقات التي كنت تقول فيها “مرحباً!” لزملاء العمل في الماضي عادة، مثل عندما تدخل مكتبك في بداية اليوم أو في وقت الغداء أو عندما تكون في انتظار أن يبدأ الاجتماع.

قد يكون من الصعب إيجاد وقت للتحدث مع الآخرين عندما تشعر أن لديك وقتاً بالكاد لإنجاز المهمات والمشاريع، ولكن هناك فوائد من التواصل مع زملائك في العمل. ولذلك، بدلاً من التركيز على العمل فقط، ابحث عن أوقات الفراغ في جدولك التي يمكنك التواصل خلالها مع الزملاء بطريقة لطيفة.