كيف تتغلب على متلازمة المحتال عندما تحصل على ترقية لم تكُن مرشحاً لها؟

4 دقيقة
التغلب على متلازمة المحتال
دي بينيتو ستوك/غيتي إميدجيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

من الشائع أن تراودنا مشاعر خداعة بعدم الاستحقاق عند الارتقاء إلى منصب جديد. ولحديث النفس السلبي هذا ما يبرره إن كنت لم توفّق من قبل في أن تنال هذا المنصب. ولكن بمقدورك اقتناص هذه الفرصة الثانية لتصبح قائداً أفضل. تعرض المؤلفة 4 استراتيجيات تساعد في التغلب على متلازمة المحتال إن لم تكن الخيار الأول لتولي منصبك الجديد.

من الشائع أن يضعف الموظف لهواجس متلازمة المحتال والشعور الخدّاع بعدم الاستحقاق عند الارتقاء إلى منصب جديد. ولكن، ماذا لو أن هذا الشك في الذات مبرر بالفعل، إذ إنك تتولى منصباً سبق أن رفضت الإدارة العليا تعيينك فيه؟

هذه تجربة مرّت بها عميلة لدي، سأسميها هنا سلمى. كانت النائب الأول لرئيس الشركة لشؤون الموارد البشرية، في شركة عامة كبيرة. وعندما بدأت الشركة البحث عن مدير جديد للموارد البشرية، طلبت أن تكون من بين المرشحين للمنصب.

وبعد إجراءات اختيار مسهبة، التقت فيها بصفة رسمية كلاً من الرئيس التنفيذي وبقية المسؤولين التنفيذيين وأعضاء مجلس الإدارة، اختير مرشح آخر لتولي ذلك المنصب. ولكن ذلك المرشح رفض العرض، وعانى المرشح الثاني متاعب صحية شديدة، فقررت الإدارة تعيين سلمى في المنصب. كانت متحمسة، إلا أنها شعرت بعدم الثقة بالذات وتشككت، وهذا مفهوم، في قدرتها على تلبية توقعات الإدارة العليا.

لذلك، أقدم لك 4 استراتيجيات تتغلب بها على هواجس متلازمة المحتال والمشاعر الخداعة، إن لم تكن الخيار الأول لتولي منصبك الجديد.

عليك أن تستوضح نقاط الضعف

الجانب المشرق في هذا السيناريو (مع أنه ينطوي على إحراج) هو أن هناك وضوح. أنت لم تكن الخيار الأول أو الثاني لتولي المنصب. ومديرك يعرف ذلك وأنت تعرف ذلك. فلا شيء لديك لتخفيه.

وهو ما يمنحك فرصة قوية للتزود بالمعلومات. ابدأ حواراً صريحاً مع مديرك الجديد ومن عقدوا مقابلة التعيين معك، لمناقشة نقاط الضعف التي لم تجعلك الخيار الأول في البداية. واطلب مقترحات محددة من مديرك والقادة الذين شاركوا في إجراءات التعيين. مثل أن تقول: “أنا حريص للغاية على تقديم أداء فائق في هذه الوظيفة مع إدراكي أن لديّ نقاط ضعف. وأود أن أتعرف على نقاط الضعف هذه منكم، وما عليّ فعله حتى أسد تلك الفجوات في أدائي، والطريقة التي سنحكم بها معاً على أدائي خلال الأشهر القليلة الأولى”.

رسّخ انطباعاً بالثقة

لأنك لست الخيار الأول، حاول ألا تبدو في صورة الحائر المتردد الذي يحتاج إلى عون خلال أيامك الأولى في منصبك الجديد. واحرص خلال تلك الحوارات التوضيحية أن تعطي انطباعاً بالثقة في نفسك.

اتخذ مسبّقاً وضعية جسدية ملائمة؛ بحيث تكون قدماك ثابتتين على الأرض، وحافظ على استقامة ظهرك، وخذ أنفاساً عميقة قبل أن تخرجها ببطء. بذلك تهدّئ الجهاز العصبي السمبثاوي وتشعر باتزان واثق. اختر عبارة مطمئنة تهدئ أعصابك وتطرد عنك هواجس متلازمة المحتال؛ مثل أن تقول: “لقد حصلت على المنصب، والآن أحصل على البيانات التي أحتاج إليها” أو “أنا هنا لأتعلم”.

وجهز مسبّقاً خطة لما عليك أن تفعله في حال دفعك ما تسمعه إلى اتخاذ موقف دفاعي أو إذا أخذت شيئاً من كلامهم على محمل شخصي. ومن الاستراتيجيات الجيدة في هذه الحالة أن تنظر إلى النقاش بمنظور تحليلي أكثر. تخيل أنك تتحدث عن شخص غيرك؛ شخصية خيالية، أو حتى الشخص الذي أجرى مقابلة الوظيفة في البداية. وتذكّر أن ذلك الشخص لم يحصل على الوظيفة. وأنك أنت من حصل عليها.

طبّق ما تعلمته على الفور

سوف تسمع في أثناء تلك المناقشات نصائح وتوجيهات مهمة يمكنك تطبيقها خلال عملية إعدادك لمنصبك الجديد.

أخبر الرئيس التنفيذي سلمى بأنها لم توضح بعض المجالات الاستراتيجية الرئيسية للشركة على نحو جيد. وقال المدير المالي أن لديه تساؤلات بشأن قدرتها على التحلي بحضور تنفيذي قوي خلال اجتماع مع مجموعة من المسؤولين التنفيذيين الأقوياء.

ورداً على ذلك، عملت سلمى بجد لتصحيح تلك التصورات السائدة عنها، ولم تسمح للشكوك والتردد بالتوغل داخل نفسها. وانتهزت فرصة مناقشاتها الأولية مع السؤولين التنفيذين لتعرض لهم فهمها الاستراتيجي وتبدي قدرتها على إثبات ذاتها خلال اجتماعات الفريق التنفيذي، من خلال إحضار البيانات المهمة وعرض رأيها بقوة وثبات خلال المناقشات المحتدمة.

روّج لأدائك لدى نظرائك الجدد

إذا راودتك متلازمة المحتال أو اعتراك شعور بالنقص لأنك لم تكن الخيار الأول للمنصب الجديد، فقد تلجأ إلى إثبات قيمتك لمن هم حولك من خلال التركيز الشديد على إتمام مهام العمل. ولكن الحاجة إلى بناء شبكة علاقات استراتيجية تزداد أهمية وضرورة مع ارتقائك إلى منصب أكبر. لذلك، عليك ألا تتجاهل هذه الخطوة الحاسمة.

اعقد اجتماعات ثنائية مع نظرائك الجدد في أسرع وقت ممكن. ولأنك تعرف هؤلاء القادة بالفعل، يصبح هدفك هو إعادة تقديم نفسك لهم في سياق الوظيفة الجديدة. من الأرجح أن محادثاتك السابقة تمحورت حول مشاريعك وأساليبك، أما المحادثات الجديدة معهم فيجب أن تتمحور حول رؤيتك واستراتيجيتك.

كان أحد عملائي، واسمه مروان، النائب الأول لرئيس الشركة للشؤون المالية في إدارة كبيرة بإحدى الشركات العامة. وأخذ مديره؛ أي المدير المالي، إجازة مفاجئة لدواعٍ صحية. فأوكلت الشركة إلى مروان مهمة القائم بأعمال المدير مؤقتاً. وقد استعاد مدير مروان عافيته، إلا أنه قرر التقاعد لاحقاً. ومن جانبها، قررت الشركة تركه في منصبه، في حين شرعت في إجراءات تعيين مدير مالي بديل له.

وفي محاولة لتفادي انتظار نتائج البحث والقلق بشأنها، بدأ مروان محادثات مع المسؤولين التنفيذيين في الإدارة العليا؛ وهم نظراؤه في الوقت الحالي. للتعريف برؤيته لهذا المنصب المالي ولشرح كيفية تنفيذها. كما طلب ما لديهم من آراء ومعلومات واستفسر منهم عن استراتيجيات إداراتهم، مع معاودة دراسة هذه المناقشات واستعراضها معهم على نحو شهري أو وفق وتيرة دورية مماثلة. وبحلول الوقت الذي اكتسب فيه البحث عن مدير مالي زخماً، كان من الواضح للأطراف المعنية جميعها أن مروان هو الأحق بتولي المنصب.

أسِّس دينامية جديدة مع مرؤوسيك المباشرين

من الصعب أن تدير نظراءك السابقين تحت أي ظروف. وقد تتباطأ عمداً في تحديد التوقعات التي تنتظرها من زملائك، أو تخجل من تحميلهم المسؤولية عن تحقيق أهداف الفريق.

ابتعد عن هذا التردد والخجل، وبادر بإعداد فلسفة قيادة وصياغتها، تتسم بالوضوح والثقة. وناقش الثقافة التي ترغب في غرسها في الفريق، والتوقعات المتبادلة حول آلية التعاون في إنجاز مهام العمل. واعقد اجتماعاً ثنائياً مع كل موظف من مرؤوسيك المباشرين، للتعريف بدينامية العمل الجديدة التي تتبناها. وأكد لهم أنك ما تزال تقدّر خبراتهم وعلاقتك بهم، وتطمح إلى العمل معهم تحت إمرتك. وناقشهم في احتياجات العمل، وتعرف على رأي كل فرد منكم حول الدور الذي يلزمه النهوض به لتغطية تلك الاحتياجات.

ويكمن الجانب الإيجابي لإدارة نظرائك السابقين في إمكانية وجود زميل أو زميلي عمل مقربين لك، وتجمعك بهما علاقات صريحة موثوقة. وعندئذ، يمكنك الدخول في نقاش أعمق مع هذين الزميلين. واطلب منهما أن يكونا مستشارين لك، وأن يبادرا إلى تنبيهك ما إن يلاحظا خللاً في عمل الفريق. فإذا تسنى لك الاعتماد عليهما لتنفيذ هذه المهمة، فستحصل على أداة تمكّنك من الاطلاع على ما يجري في الكواليس، بدلاً من الاكتفاء بالتساؤلات الحائرة.

تجاوزك في الترقية إلى منصب تجربة مؤلمة، ولكنك قد تحصل أحياناً على فرصة ثانية. وعليك أن تقتنص تلك الفرصة وتواصل التطور على مسار القيادة وتطرد هواجس متلازمة المحتال فلا يستسلم لها عقلك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .