5 أخطاء نرتكبها عند التعامل مع ضغوط العمل الشديدة

5 دقائق
أخطاء التعامل مع ضغوط العمل الشديدة
دازلي/غيتي إيميجز هارفارد بزنس ريفيو

ملخص: كثيراً ما نشعر بالضغط في الأوقات التي ننشغل فيها بالعمل أو نخوض فيها التحديات، وقد تزيد الطريقة التي نتفاعل بها مع الأحداث الأمور سوءاً في الواقع. إلا أن إدراك الأنماط الخمس الشائعة التي يميل الأفراد الذين يشعرون بالضغط إلى الانخراط فيها قد يجعل التعامل مع الأمور أسهل على نفسك وعلى الآخرين من حولك. توقف أولاً عن انتظار اللحظة المناسبة لأداء الأمور التي تعرف أنها ستفيدك، بل خذ الوقت الكافي لأدائها. ثانياً، استفد من أفكار عقلك اللاواعي. ثالثاً، استبدل نقدك الذاتي بحديث ذاتي ملؤه التعاطف. رابعاً، راعِ قيمك وتأكد من أنها تتواءم مع المواقف التي تعترضك. أخيراً، لا تفوت فرص شحن روحك بالعاطفة.

 

نميل عندما نشعر بالضغط إلى التفاعل مع الأمور بطرق لا تفيدنا في تجاوز الموقف الذي نخوضه فحسب، وإنما بطرق تزيد الطين بلة. وقد تكون غافلاً عن تلك السلوكيات بالفعل، أو قد تعرف ماهيتها لكنك تجد صعوبة في التصرف حيالها.

أخطاء التعامل مع ضغوط العمل الشديدة

وفيما يلي 5 أخطاء شائعة لتخريب الذات يميل الأفراد إلى ارتكابها. كما يوجد حلول عملية لكل منها ستساعدك في الشعور بأنك تتملك زمام الأمور وتتيح لك أداء المسؤوليات المهمة وحل المشكلات على أكمل وجه.

1. الاعتقاد بأنك لا تملك الوقت الكافي لاتخاذ الإجراءات المفيدة

غالباً ما يكون لدى الأفراد أفكار رائعة حول التدابير التي ستجعلهم سعداء والتي يتملكون فيها زمام السيطرة على مجريات الأمور، كتوظيف شخص ما للمساعدة في تنظيف المنزل، أو ممارسة الرعاية الذاتية، أو التواصل مع معالج نفسي، أو أخذ إجازة، أو تنظيم لعبة جماعية مع الأصدقاء في إحدى الليالي، لكنهم غالباً ما يتجاهلون تلك الأفكار لظنهم أنهم مشغولون جداً أو أن الوقت غير مناسب؛ ويبقون في انتظار لحظة مثالية قد لا يرونها إلا في أحلامهم لتنفيذ تلك الخطوات.

لكن بدلاً من التفكير في الوقت المثالي، نفّذ الخيار الأفضل المتاح لك بسهولة اليوم. قد لا تمتلك الوقت الكافي للبحث عن أفضل المعالجين وإجراء مقابلات شخصية مع عدة مرشحين، لكنك تمتلك الوقت الكافي لاختيار شخص يلبي بعض معاييرك وتجربة حضور جلستين معه.

قد تشعر بالعجز أو انعدام الكفاءة عندما تكون لديك أفكار جيدة ولكنك لا تستغلها. وقد تكون لديك أيضاً حلقات تكرار لا نهاية لها من “المهام الواجبة” وتهدر وقتك وطاقتك في التفكير في نفس الأفكار مراراً وتكراراً. لكن تذكّر أنك ستفقد الفوائد التي ستجنيها من أفكارك عندما لا تتخذ أي إجراء لتجربتها. في المقابل، ستجد حلولاً قابلة للتنفيذ وتشعر بمزيد من الكفاءة الذاتية وتجني العديد من الفوائد عندما تتخذ إجراءات لتساعد نفسك.

2. الفشل في الاستفادة من العقل اللاواعي

لا يُعتبر التركيز الطريقة الوحيدة لأداء المهام على أكمل وجه، بل يتمتع عقلك اللاواعي أيضاً بالقدرة على حل المشكلات.

يتشتت عقلي دائماً عندما أذهب في نزهة على الأقدام. لا ينطوي الهدف من خروجي في نزهة على ممارسة المشي بشكل واع، بل أدع عقلي ينجرف في أفكاره دون توجيه. وعادة ما تقوده تلك الأفكار إلى التركيز على العمل، لكن بطريقة لطيفة، فتظهر حلول للمشكلات التي أواجهها بطريقة سحرية، وتتوضح أولوياتي من تلقاء نفسها دون أن أبذل أي جهد.

وعلى الرغم من علمي بأهمية تلك الخطوة، أواجه صعوبة في حث نفسي على المشي قبل يوم العمل (قبل أن تشتد درجات الحرارة في المكان الذي أقطن فيه). والمثير للدهشة هو أنه عندما أمشي قبل العمل يتصاعد قلقي بشأن المهام التي يجب علي أداؤها بمجرد أن أصل إلى المنزل. لكن ذلك لا يمنعني من الحصول على روئ ثاقبة حول مشكلاتي وأولوياتي التي قد تحتل دائرة اهتمامي في الوقت نفسه.

يُعتبر عقلك اللاواعي والشارد أداة قيّمة لحل المشكلات والتفكير الإبداعي، تماماً مثل عقلك الواعي والمركّز. وقد يساعدك استخدام عقلك الشارد في إنجاز الأمور المهمة، دون أن تشعر بضغط الحاجة إلى التركيز وإلى تجنب تشتت الفكر، وهو أمر قد يجهله الكثيرون منا.

يحاول الأشخاص الذين يشعرون بالضغط أحياناً حجب أفكار العمل عند قضائهم وقتهم الشخصي في الاستماع إلى الموسيقى أو المدونات الصوتية (البودكاست) أو غيرها من وسائل الترفيه. لكن قد تعيقهم تلك الخطوة من الاستفادة من بعض الإمكانات الإنتاجية لعقولهم الشاردة. لذلك، حاول تحديد الأنشطة التي يشرد عقلك خلالها بشكل طبيعي ومفيد ويساعدك في حل المشكلات. وتشتمل تلك الأنشطة بالنسبة لي على أداء بعض المهام (كالقيادة) وممارسة التمارين الرياضية والاستحمام والاسترخاء في الشمس.

3. تفسير الشعور بالضغط على أنه ضعف

قد نشعر بالضغط أحياناً عندما نضطر إلى أداء مهمة لسنا على دراية بها، أو لأن المهمة تنطوي على مخاطر كبيرة ونرغب في أدائها على أكمل وجه. لن يثير ذلك أي مشكلات في حد ذاته، وعادة ما نواصل العمل على أداء تلك المهام على الرغم من الضغط الذي نشعر به.

ومع ذلك، قد ننتقد أنفسنا بشدة أحياناً عندما نشعر بالضغط، كأن نقول: “لا يجب أن أشعر بالضغط من أداء هذه المهمة، فهي ليست بتلك الصعوبة، بل يجب أن أكون قادراً على التعامل معها دون أن أشعر بالتوتر”. وقد تزداد احتمالية التسويف أيضاً عندما تنتقد نفسك، لأن المهمة لن تجعلك تشعر بالضغط فحسب، بل ستحفز فيك مشاعر الخجل أو القلق.

ويختلف تفاعل الأفراد مع مشاعر الخجل والقلق تلك في الواقع، حيث قد ينطوي رد فعل البعض منهم على أداء مهامهم بمزيد من الكمال، أو قد يصبحون أكثر تردداً بطلب النصيحة والمشورة من الآخرين. لذلك، من المهم أن تستبدل النقد الذاتي بالتشجيع الذاتي المتعاطف الذي عرضتُ استراتيجيات ممارسته في مقال سابق.

4. الاختيار المسبق للأساليب والدفاعات المهيمنة

نميل عندما نشعر بالتوتر إلى أن نصبح أكثر جدية. ونظراً لأن لدينا قدرة معرفية وعاطفية أقل للنظر في الخيارات الأخرى، نصبح أقل مرونة في التكيف مع متطلبات الموقف ونلجأ إلى أساليبنا المعتادة في التعامل مع الأمور.

وجميعنا نتّبع بعض القيم الشخصية، لكننا لا نستخدمها لصالحنا دائماً. على سبيل المثال، قد يتحول التفكير العميق إلى تفكير مفرط، وقد يتحول الاعتماد على الذات إلى إدارة تفصيلية للمهام، في حين قد تلجأ أحياناً إلى أداء كل شيء بنفسك، وقد يؤدي وجود معايير عالية إلى أن تصبح انتقائياً أو مهووساً بالكمال، وقد تقودك البراعة إلى أداء الأمور بطرق معقدة أو غير تقليدية دون داع.

تأكد عندما تشعر بالضغط من مطابقة قيمك مع متطلبات الموقف. هل تحتاج المهمة أو المشكلة المعينة إلى _____؟ (أدخل قيمتك المهيمنة، مثل التفكير العميق أو الاعتماد على الذات). أم أن اتباع نهج مختلف سيكون أكثر ملاءمة للظروف؟

5. التخلي عن جهات الدعم

من الطبيعي عندما تشعر بالضغط أن يكون لديك طاقة عاطفية محدودة، وهو ما يقود إلى تغييرات مهمة في سلوكك ووجودك العاطفي. وقد تكون تلك التغييرات خفية حتى، على سبيل المثال، ربما اعتدت أن تمنح طفلك عناقاً طويلاً عندما يأتي إليك، لكنك تمنحه عناقاً بسيطاً سريعاً وتواصل عملك مجدداً عندما تكون مضغوطاً أو تفكر في أمور أخرى.

ويُدعى ذلك بتخريب الذات، أي أنك تفوت فرص شحن روحك بالعاطفة عندما تكون في أمس الحاجة إليها؛ وقد يلاحظ أحباؤك تلك الاختلافات ويبدؤون في التصرف بسلوكيات تجذب انتباهك (على سبيل المثال، طفل يرسم على الحائط، أو زوجة تتجادل مع زوجها حول شيء غير مهم).

حدد الطرق التي لا تزال تستمتع في ممارستها عند تواصلك مع جهات الدعم عندما تكون طاقتك العاطفية محدودة. على سبيل المثال، أحب الرسم مع ابنتي البالغة من العمر 5 سنوات في أثناء فترات الراحة، أو بناء شيء ما من مكعبات الأطفال والأشكال معها. كما نحب أيضاً الاحتضان في السرير في أثناء مشاهدة التلفزيون. إذا كنت تواجه صعوبة في استعادة تلك الأنشطة، فيمكنك وضع روتين لممارستها بما يتناسب مع يومك أو أسبوعك في أماكن وأوقات محددة، كأن تخبز كعكة مع طفلك صباح كل يوم سبت.

وعندما تدرك الأنماط الخمس الموضحة هنا، سيصبح تجاوز تلك الضغوط والمواقف العصيبة أسهل بالنسبة لك وللآخرين من حولك، فهي أنماط وأخطاء شائعة ومن السهل ارتكابها، لكنها ليست سبباً لأن تكون ناقداً لذاتك، بل يجب عليك أن تعرف ماهية تلك المزالق وأن تجري تغييرات بسيطة وسهلة لتجاوزها من أجل تجاوز أخطاء التعامل مع ضغوط العمل الشديدة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .